هل يؤثر ترتيب الطفل بين إخوته على شخصيته؟

كتابة:
هل يؤثر ترتيب الطفل بين إخوته على شخصيته؟

مقدمة

قد تسمع في بعض الأحيان أن الأخ الأكبر يكون أكثر مسؤولية ونضوج، أو أن الأخ الأوسط يكون أكثر هدوءًا من الآخرين، ويعتقد بعض علماء النفس بوجود علاقة بين شخصية الطفل وترتيبه في الولادة، ولا يعني ذلك أن ترتيب الولادة يحدد نوع شخصية الطفل، فالتربية والجينات تؤثر بشكل كبير في ذلك، ولكن قد يؤثر ترتيب الطفل في شخصية الطفل، بسبب حدوث اختلاف في طريقة التربية عند الآباء.[١]


صفات المولود الأول

كما سبق الذكر فإن ترتيب الولادة لا يحدد شخصية الطفل، ولكنه قد يؤثر في طريقة تعامل الآباء مع الطفل، مما قد يؤثر على شخصية الطفل، وهذه بعض الصفات التي قد تتواجد في المولود الأول:[٢]

  • يعتمد عليه.
  • يقظ الضمير.
  • منظم.
  • حذر.
  • يحب السيطرة.
  • كثير الإنجاز.

مزايا المولود الأول

يحصل الطفل الأول على كمية كبيرة من الاهتمام، إذ يحظى باهتمام كلا والديه قبل وصول أي من أخوته، لذلك فإن الوالدين يقضون فترات أطول في التحدث مع الطفل وشرح الأمور له، إذ يصبح ذلك أصعب بعد وصول المزيد من أفراد العائلة، وهذا الاهتمام قد يدفع الطفل إلى أن يصبح طفل كثير الإنجاز، كما أن الطفل الأول يحقق نقاط أعلى في امتحانات الذكاء، لذلك فإن المولود الأول يحقق دخلًا أعلى من بقية أخوته في أغلب العائلات، وتتسم تربية المولود الأول بالصرامة، كما تكون مرحلة تجريبية للآباء، فهي تجربتهم الأولى.[٢]

تحديات المولود الأول

بسبب رغبة المولود الأول في النجاح وتحقيق الأهداف دومًا، فإن المولود الأول يكون الأكثر لومًا لذاته إذا لم يحقق هدف ما، مما قد يسبب الشعور المستمر بالخوف من الفشل، وهذا الخوف قد يدفعه إلى اتباع قوانين صارمة، وعدم المرونة، فضلًا عن كراهية التغير والتردد في الخروج عن ما هو مألوف لديه.

يعتمد الآباء على المولود الأول أكثر من غيره، سواء كان ذلك في الواجبات المنزلية أو الاعتنا بأخوته، مما يضع قدر أكبر من المسؤولية على المولود الأول، فيصبح لدى الطفل استعداد للإمساك بزمام الأمور، وقد يؤدي إلى حب السيطرة لدى الطفل، كما أن المسؤولية الزائدة قد تسبب التوتر والقلق.[٢]


صفات الطفل الأوسط

المقصود بالطفل الأوسط هو أي طفل يولد بعد الأول وقبل الأخير، وتتصف تربية الطفل الأوسط بأنها أقل صرامة من الطفل الأول، كما يحصل الطفل الأوسط على اهتمام أقل من المولود الأول، مما قد يؤدي إلى تشكل شخصية تحاول إرضاء الآخرين لدى الطفل، لكي يحاول التعويض عن الشعور بعدم الاهتمام.

كما أن نقص الاهتمام للطفل الأوسط قد يدفعه إلى محاولة تمييز ذاته بطريقة أو بأخرى، وقد تتواجد أي من الصفات الآتية في شخصية الطفل الأوسط:[٢]

  • إرضاء الآخرين.
  • شخصية ثورية.
  • شخصية تبحث دائمًا عن الصداقات.
  • كثرة المعارف والأصدقاء.
  • شخصية صانعة للسلام.

مزايا الطفل الأوسط

يتسم الطفل الأوسط بالسلاسة، والقدرة على التفاوض باستمرار، خاصة بعد وصول طفل آخر، حتى يتمكن من الحصول على ما يريده، وحتى يشعر بأن له مكان مناسب بين أخوته، لذلك فإن الطفل الأوسط يكون في الغالب أسهل إرضاءًا من بقية أخوته.

بسبب حصول الطفل الأوسط على اهتمام أقل من الآباء، فإن ذلك يدفعه لتكوين علاقات قوية مع الأصدقاء، ويكون ارتباطه بالعائلة أقل من بقية أخوته، ويكون الأكثر عرضة لمغادرة المنزل أو السفر أو الابتعاد.[٢]

تحديات الطفل الأوسط

يحظى الطفل الأوسط على بعض الاهتمام لكن سرعان ما يفقد الكثير من الاهتمام بعد وصول أخ جديد، ويدرك الطفل الأوسط أنه لن يحظى بالاهتمام كالأخ الأكبر أو الأخ الأصغر، فيعطيه ذلك شعورًا بالتجاهل وعدم الاهتمام.[٢]


صفات الطفل الأصغر

يتسم الطفل الأصغر بأنه الأكثر حرية بين أخوته، وذلك بسبب تراخي الآباء في التربية مع مرور الوقت، خاصةً في العائلات الكبيرة، وقد تتواجد الصفات الآتية في الطفل الأصغر:[٢]

  • حب الاستمتاع.
  • شخصية لا تحب التعقيد.
  • القدرة على التلاعب بالآخرين.
  • يحب الخروج من المنزل.
  • البحث عن الاهتمام.
  • الأنانية.

مزايا الطفل الأصغر

لا يتسم الطفل الأصغر في الغالب بالقوة أو الذكاء الشديد، لذلك فإنه يطور أساليب وطرق خاصة للحصول على اهتمام الآخرين، ويملك قدرة طبيعية على جذب الآخرين بشخصية اجتماعية، كما أن الطفل الأصغر يكون أسهل إرضاءًا من المولود الأول.

يسعى الطفل الأصغر إلى الوصول لمركز الاهتمام باستخدام روح المغامرة، كما أنه أكثر استعدادًا لخوض التجارب الجديدة، والخروج عن ما هو مألوف ومعتاد.[٢]

تحديات الطفل الأصغر

يشعر الطفل الأخير بعدم أهمية أي من تصرفاتهم، أو أي إنجاز من إنجازاته غير مهم، سواء كان ذلك في بدء الكلام أو تعلم الكتابة للمرة الأولى أو غيرها من الأمور التي سبق أن تعلمها أخوته، مما قد يسبب ردة فعل أقل حماسة لدى الآباء، وهو ما يشعر به الطفل.

قد يدفع ذلك الطفل الأصغر إلى استغلال ترتيبه للتلاعب بالآخرين، للحصول على ما يرغب به، كما أن الطفل الأصغر يكون الأقل التزامًا بالقوانين، والأقل مواجهة للعقوبة عندما يتصرف بشكل سيء.[٢]

توجد روابط وعلاقات بين شخصية الطفل وجنسه وعمره والوضع الاجتماعي والثقافة السائدة، وهذه العلاقات قد تكون أقوى من تأثير ترتيب الطفل، ولا يزال هذا المجال بحاجة للبحث الدراسة، والدراسات والإحصائيات الموجودة غير كافية لإثبات العلاق والتأثير بشكل قاطع.[٣]


المراجع

  1. "HOW BIRTH ORDER IMPACTS YOUR PERSONALITY", online.jwu.edu, Retrieved 12-7-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "Birth Order Traits: Your Guide to Sibling Personality Differences", www.parents.com, Retrieved 12-7-2020. Edited.
  3. "(Almost) Everything You Thought You Knew About Birth Order Is Wrong", www.healthline.com, Retrieved 12-7-2020. Edited.
4445 مشاهدة
للأعلى للسفل
×