الموت
لحظة غيبيَّةٌ يجهلها الناس ولا يعرفونها، وهي اللحظة التي ينتقل فيها الإنسان من الحياة الدنيا، دار العمل إلى الحياة الآخرة، دار الجزاء والحساب، ويعرَّف الموت أيضًا علميًا على أنَّه توقُّف كلُّ أجهزة الجسم الحيوية عن العمل مما يؤدي إلى توقف الجسم كاملًا عن العمل توقُّفًا لا رجعة بعده أبدًا، ويظهر هذا التعريف في قوله تعالى: "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ" [١]، وهذا المقال سيتناول الإجابة عن السؤال القائل: هل يجوز قراءة القرآن على الميت في الإسلام؟ كما سيتحدث عن حكم الدعاء للميت. [٢]
هل يجوز قراءة القرآن للميت
يقرأ كثير من الناس القرآن لمن مات من أهلهم وأقربائهم وهم يعتقدون إنَّ هذه القراءة تنفع الميت وتخفف عنه أو يصل ثوابها إليه، لهذا لا بدّ من الإجابة عن سؤال: هل يجوز قراءة القرآن على الميت؟، وقد اختلف العلماء فيما إذا كان ثواب القراءة يصل إلى الميت أو لا يصل، والراجح إنَّ قراءة القرآن الكريم للميت لا تنفع ولا تفيد الميت بشيءٍ، واستندوا على أنَّه لم يرد عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- إنَّه قام بهذا الفعل، لذلك فإنَّ الأولى أن يترك الإنسان المسلم هذه الأشياء، وعليه أن يسارع إلى قضاء الصوم عن الميت، لأنَّه الصوم عن الميت وارد في السنة النبوية الشريفة.
وقد جاء في الحديث عن رسول الله فيما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله قال: "إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتفَعُ به، أو ولدٌ صالحٌ يدعو له" [٣]، وجدير بالذكر إنَّ المعروف في الإسلام إنَّ العبادات تتوقف بموت الإنسان، وهذا الحديث ثبت عن رسول الله فيجب العمل به ولو شذَّ عن الأصل، فمن تصدَّق بصدقة عن الميت تصل إليه ومن دعا أيضًا فإنَّ الدعاء يصل بفضل الله تعالى، والله أعلم. [٤]
حكم الدعاء للميت
يتبادرُ إلى ذهن الناس السؤال عن حكم الدعاء للميت في الإسلام، وإنَّه لمن الجدير بالذكر أنَّ يتم الحديث عن هذا الحكم بعد الإجابة عن سؤال: هل يجوز قراءة القرآن للميت؟ وقد ثبت عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- إنَّ الدعاء للميت مشروع ولا ضير فيه أبدًا وهو من الأشياء التي تصل إلى الميت بعد موته كما أوضح رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- في السنة النبوية، وهذه بعض الأحاديث التي تبين صحة الدعاء للميت في الإسلام: [٥]
- عن واثلة بن الأسقع إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "اللَّهمَّ إنَّ فلانَ بنَ فلانٍ في ذمَّتِك وحبلِ جوارِك فأعِذْه مِن فتنةِ القبرِ وعذابِ النَّارِ أنتَ أهلُ الوفاءِ والحقِّ، اللَّهمَّ فاغفِرْ له وارحَمْه إنَّك أنتَ الغفورُ الرَّحيمُ". [٦]
- وعن عوف بن مالك الأشجعي قال: سمعتُ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقول وهو يصلي على جنازة: "اللهمَّ! اغفرْ له وارحمْه، واعفُ عنه وعافِه، وأَكرِمْ نُزُلَه، ووسِّعْ مُدخلَه، واغسِلْه بماءٍ وثلجٍ وبرَدٍ، ونَقِّه من الخطايا كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ من الدَّنسِ، وأَبدِلْه دارًا خيرًا من دارِه، وأهلًا خيرًا من أهلِه، وزوجًا خيرًا من زوجِه، وقِه فتنةَ القبرِ وعذابَ النارِ" [٧]
- وعن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "استغْفِروا لأخيكُم، واسْألوا اللهَ له التثبِيتَ فإنه الآن يُسْألُ". [٨]
المراجع
- ↑ {الأعراف: الآية 34}
- ↑ موت, ، "www.marefa.org"، اطُّلِع عليه بتاريخ 16-02-2019، بتصرّف
- ↑ الراوي: أبو هريرة، المحدث: ابن باز، المصدر: مجموع فتاوى ابن باز، الجزء أو الصفحة: 340/4، حكم المحدث: ثابت
- ↑ حكم قراءة القرآن لآخر حيا أو ميتا, ، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 16-02-2019، بتصرّف
- ↑ المأثور من الأدعية للأموات, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 16-02-2019، بتصرّف
- ↑ الراوي: واثلة بن الأسقع، المحدث: ابن حبان، المصدر: صحيح ابن حبان، الجزء أو الصفحة: 3074، حكم المحدث: أخرجه في صحيحه
- ↑ الراوي: عوف بن مالك الأشجعي، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الجزء أو الصفحة: 963، حكم المحدث: صحيح
- ↑ الراوي: عثمان بن عفان، المحدث: النووي، المصدر: المجموع، الجزء أو الصفحة: 5/291، حكم المحدث: إسناده جيد