هل يسبب السكر فرط الحركة عند الأطفال؟

كتابة:
هل يسبب السكر فرط الحركة عند الأطفال؟

ما هو فرط الحركة عند الأطفال؟

إنّ فرط الحركة حالة من النّشاط غير العاديّ وغير الطبيعيّ لدى الأطفال، بحيث يَصعُب التعامل مع المصابين به من الأهل والمعلّمين في المدرسة وغيرهم، ويمتاز اضطراب فرط الحركة بالحركة المستمرّة المفرطة والسلوك العدواني وفقدان القدرة على التركيز والسلوك الاندفاعيّ المتسرّع.

قد يتطوّر اضطراب فرط الحركة ليسبّب مشكلات أخرى أكثر تعقيدًا؛ كاضطراب العلاقات الاجتماعيّة والعائليّة، وزيادة خطر تعاطي الكحول والمخدّرات والتعرّض للحوادث والإصابات الخطيرة.


غالبًا ما يكون اضطراب فرط الحركة سببًا لمرض نفسيّ أو جسديّ آخر؛ كاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD)، ويُمكن تشخيصه خلال مرحلة الطّفولة المبكّرة، أي قبل سنّ السابعة تقريبًا، وقد يُشخَّص في سن متأخّرة أيضًا.[١]


ما هي أعراض فرط الحركة؟

يعاني أطفال فرط الحركة من صعوبة في التركيز في المدرسة، وقد تتطوّر لديهم سلوكيات مندفعة مثل:[١]

  • التحدّث بهمجيّة ومقاطعة الآخرين في كلامهم.
  • ضرب الأطفال الآخرين.
  • صعوبة في تذكّر الأحداث والأسماء.
  • الإصابة بالقلق والاكتئاب في بعض الأحيان.

ما هي الممارسات التي يقوم بها أطفال فرط الحركة؟

لعلّ السِّمة الأساسيّة لفرط الحركة هي الحركة المستمرّة مهما كان الوقت ومهما كانت الظّروف، ومن الأمثلة على النّشاط المفرط لدى الأطفال:[٢]

  • الرّكض المستمرّ والهُتاف أثناء اللعب حتّى داخل المنزل.
  • عدم الانتباه للمعلّم في المدرسة، فقد يمشي الطّفل ويتحرّك أثناء شرح الدّرس.
  • التحرّك بسرعة كبيرة لدرجة التدافع مع الناس والاصطدام بالأثاث.
  • إيذاء النّفس أو إيذاء الآخرين.
  • التحدّث باستمرار وبسرعة.
  • مقاطع الآخرين أثناء كلامهم وعدم الاستماع لهم.
  • الحركة حتّى عند الجلوس، كأن يهتزّ الطفل أو يحرّك يديه وقدميه.
  • صعوبة في الجلوس ثابتًا حتّى أثناء تناول الطّعام.


هل يسبّب السكّر فرط الحركة لدى الأطفال؟

تختلف معدّلات نشاط الأطفال باختلاف أعمارهم، فيكون الطفل البالغ سنتين أكثر نشاطًا من الطفل البالغ 10 سنوات، بل تختلف أيضًا باختلاف اهتماماتهم ومستوى انتباههم وقدرتهم على التركيز.

ويدّعي البعض أنّ تناول السكّر والنّكهات والمحليّات الصناعيّة تزيد من حركة الطّفل ونشاطه بصورة غير طبيعيّة، وتعزّز السلوك العدواني والمندفع لديهم، بل يُوضّحون أيضًا أهميّة اتّباع نظام غذائيّ صحّي للأطفال للحفاظ على مستوى تركيزهم وحركتهم بشكلها الطبيعيّ.[٣]

طُرحت هذه الفكرة لأوّل مرّة في عام 1973 من قبل أخصّائي أمراض الحساسيّة بنيامين فينجولد؛ إذ استند في ذلك إلى ملاحظات الآباء والمعلّمين سلوك أطفالهم وطلّابهم الذي يتغيّر بمجرّد تناولهم كميّات كبيرة من السكّر؛ إذ تزيد انفعالاتهم وردود أفعالهم، ويزداد شعورهم بالقلق وعدم الرّاحة.

ومن بعد ذلك، وجدت الدّراسات أنّ الآباء الذين يؤمنون بتأثير السكّر على معدّل حركة الطفل هم الأكثر عرضة لملاحظة زيادة نشاط الطّفل وحركته المندفعة بعد تناول السكّر أكثر من المراقب أو الطبيب نفسه، وعلى الرّغم من عدم ثبوت ذلك بالأدلّة القاطعة، إلّا أنّ بعض الأطبّاء قد يستجيبون لمخاوف الآباء تلك باقتراح نظام غذائي منخفض السكّر لأطفالهم.[٤]

ومع ذلك أثبتت العديد من الدراسات عدم وجود صلة مباشرة بين تناول السكّر وفرط الحركة، إذ أحضر العالم وولريتش وزملاؤه مجموعة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 إلى 10 سنوات، وقاموا بتقديم ثلاث ووجبات تختلف مستويات السكّر فيها على ثلاث فترات متتالية لمدّة ثلاثة أسابيع.

وقُسِّمت الوجبات إلى وجبات عالية السكروز، ووجبات عالية الأسبارتام (وهي مادّة تستخدم في المحليّات الصناعيّة)، ووجبات عالية السكرين (وهي مادّة سكّرية لا تؤثّر على السلوك)، مع العلم أنّ الوجبات قُسمت عشوائيًّا، بحيث لا يدري الآباء محتويات الوجبة التي قُدِّمت لأطفالهم، وبعد مرور ثلاثة أسابيع أظهرت النتائج عدم وجود أيّ اختلاف سلوكي أو معرفي بين الأطفال، فبالرّغم من قدرة السكّر على رفع طاقة الجسم، إلّا أنّه لن يُسبّب حركة مفرطة غير طبيعيّة للطفل.[٤]


ما هي أسباب فرط الحركة عند الأطفال؟

من المهمّ مراعاة عمر الطفل عند تشخيصه بفرط الحركة، فيستغرق الطفل وقتًا طويلًا لتطوير المهارات التي يحتاجها لضبط سلوكه والسيطرة عليه،[٢]، وتسهم الأمراض العقليّة والجسديّة في زيادة وفرط الحركة عند الأطفال؛ كالأمراض التي تؤثّر على الجهاز العصبيّ وأمراض الغدّة الدّرقيّة وغيرها، ومن أكثر الأسباب شيوعًا هي:[١]

  • اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
  • اضطرابات الدّماغ.
  • اضطرابات الجهاز العصبيّ.
  • اضطرابات نفسيّة.
  • استخدام الموادّ والعقاقير المنشّطة؛ مثل الأمفيتامين أو الكوكايين.


هل تسبب الشوكولاتة فرط الحركة عند الأطفال؟

بالرّغم من احتواء الشوكولاتة على نسبة عالية من السكّر وكميّة قليلة من الكافيين، إلّا أنّ الأبحاث لم تجد أيّة صلة بين تناول الشوكولاتة وفرط الحركة لدى الأطفال، وهذا ما أكّدته دراسة أُجريت في عام 2006 على مجموعة من الأطفال في عمر ما قبل المدرسة مقارنةً بالفاكهة المجفّفة.[٥]


متى يجب مراجعة الطبيب؟

إنّ إهمال الأبوان لاضطراب فرط النشاط لدى أطفالهم، قد يتسبّب مستقبلًا بتعطيل تعليمهم وعلاقاتهم الاجتماعيّة مع الآخرين ومع عائلتهم؛ فإن كنت تشكّ بأنّ طفلك يعاني من فرط الحركة، ولاحظت عليه الأعراض السّابقة، تحدّث إلى الطبيب المختصّ، الذي قد يوصي بالعلاجات الدوائيّة أو السلوكيّة أو كلاهما، اعتمادًا على حالة الطّفل، وعلى المسبّب الرئيسيّ لفرط الحركة.[١]


نصائح لتقليل تناول الطفل للسكر

يوجد العديد من الأسباب التي تستدعي تقليل السكّر في النظام الغذائي للطفل، فبخلاف نظرية السكّر وتسبّبه بفرط الحركة للأطفال، فإنّه يعدّ أحد الأسباب الرئيسيّة لتسوّس الأسنان، وعامل مهم في تقليل مستويات الفيتامينات والمعادن في الجسم، لأنّه يحلّ محلّ الأطعمة الأساسيّة المفيدة، كما يحتوي على نسبة عالية من السّعرات الحراريّة التي قد تؤدّي إلى السّمنة في المستقبل، وبذلك يمكنك القيام بما يأتي لتقليل استهلاك الطّفل له:[٣][٦]

  • إضافة الألياف إلى النظام الغذائيّ لموازنة مستوى السكّر في الدمّ؛ إذ تساعد الألياف على تقليل امتصاص السكّر من الجهاز الهضميّ.
  • استخدام الشوفان والحبوب الكاملة للإفطار.
  • التقليل من شرب العصائر واستبدالها بتناول فواكه صحيحة بقشورها.
  • الإكثار من شرب الحليب والماء.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Karen Richardson Gill (2019-8-27), "What You Should Know About Hyperactivity"، healthline, Retrieved 2020-7-30. Edited.
  2. ^ أ ب "Understanding Your Child’s Hyperactivity", understood, Retrieved 2020-7-30. Edited.
  3. ^ أ ب "Hyperactivity and sugar", medlineplus, Retrieved 2020-7-30.
  4. ^ أ ب "True or False: Eating Sugar Tends to Make Children Hyperactive", winchesterhospital, Retrieved 2020-7-30. Edited.
  5. Jessica Bruso (2011-7-8), "Chocolate's Influence on Hyperactivity in Children"، healthfully, Retrieved 2020-7-30. Edited.
  6. "How to Reduce Added Sugar in Your Child’s Diet: AAP Tips", healthychildren, Retrieved 2020-7-30. Edited.
4064 مشاهدة
للأعلى للسفل
×