هل يغفر الله الشرك

كتابة:
هل يغفر الله الشرك

ما هو الشرك

تعدُّ كلمة الشرك من المصطلحات الإسلاميّة التي تخص الديانة الإسلامية، وتعني هذه الكلمة الإشراك أي أن يشرك العبد في الربوبية إلهًا آخر مع الله تعالى، أو أن يجعل الإنسان لله شريكًا آخر في العبادة والربوبية والملك، وهذا من أكبر الكبائر في الإسلام ومن يدَّعي هذا الادّعاء فقد أشرك وخرج من الدين بإجماع أهل العلم، ويُقال أيضًا إنَّ الشرك هو الكفر، والكفر هو الجحود بالله تعالى والتكذيب به، وفيما يأتي من هذا المقال ستتم الإجابة عن سؤال: هل يغفر الله الشرك في الإسلام؟ إضافة إلى الحديث عن حكم من مات وهو مشرك في الإسلام.

هل يغفر الله الشرك

إنَّ الإجابة عن السؤال القائل: هل يغفر الله الشرك تتطلب الحديث في أمرين اثنين، والتفصيل في حكم كلٍّ منهما على حدة، وهذا سيكون على الشكل الآتي: [١] [٢]

  • من كان مشركًا وأسلم: إنَّ الحديث عن هل يغفر الله الشرك لمن كان مشركًا، هو حديث لا خلاف فيه بين العلماء، وهو حكم ينطبق على كلِّ الصحابة الذين كانوا على ملِّة آبائهم وأسلموا مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وقد جاء في الحديث الشريف إنَّ من كان مشركًا وأسلم فإنَّه لا يُحاسب على ما كان منه قبل الإسلام، حيث جاء عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أنَّه قال: "لما ألقى اللهُ -عزَّ وجلَّ- في قلبي الإسلامَ، قال: أتيتُ النبي -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- لِيُبايعَني فبسط يدَه إليَّ، فقلتُ: لا أُبايعُك يا رسولَ اللهِ حتى تغفرَ لي ما تقدَّم من ذنبي، قال: فقال لي رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: يا عمرو! أما علمتَ أنَّ الهجرةَ تَجُبُّ ما قبلَها من الذنوبِ؟ يا عمرو أما علمتَ أنَّ الإسلامَ يَجُبُّ ما كان قبلَه من الذنوبِ؟" [٣]، وقال تعالى في سورة الأنفال: {قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ..} [٤].
  • من كان مسلمًا وأشرك: أمَّا فيما يخصُّ من أشرك وهو مسلم، فهذا قد اركب كبيرة من الكبائر وموبقة من الموبقات السبع، قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "اجتنبوا السبعَ الموبقاتِ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، وما هنَّ؟ قال: الشركُ باللهِ، والسحرُ، وقتلُ النفسِ التي حرّم اللهُ إلا بالحقِّ، وأكلُ الربا، وأكلُ مالِ اليتيمِ، والتولي يومَ الزحفِ، وقذفُ المحصناتِ المؤمناتِ الغافلاتِ" [٥]، وأمَّا فيما يتعلق بسؤال: هل يغفر الله الشرك في الإسلام؟ فقد وردت في القرآن الكريم آيات كثيرة تبيِّن أنَّ الله تعالى غفور رحيم، يغفر لعباده جميع ذنوبهم، ومما جاء:
  1. قال تعالى في سورة الزمر: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [٦].
  2. وقال تعالى في سورة المائدة: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [٧].

لذلك يجب على كلِّ إنسان أن يبادر إلى التوبة الصادقة النصوح، فالله تعالى يقبل التوبة من عباده جميعًا، وجدير بالذكر إنَّ أمر المغفرة والرحمة بيد الله وحده، فالله تعالى قال في آية أخرى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا} [٨]، ولو أنَّ هذه الآية تبيِّن إنَّ الله تعالى لا يغفر الشرك فإنَّه لا مانع من أن يسعى الإنسان إلى التوبة والمغفرة ويترك الأمر لصاحب الأمر، وهو الله سبحانه، والله تعالى أعلم.

ما حكم من مات وهو مشرك

إنَّ من مات وهو مشرك فهو من المشركين وحكمه حكم المشركين، فلا يُتصدق عنه، ولا يُصلَّى عليه أبدًا، ولا يغسَّل كالمسلمين، ولا يدعى له ولا عليه، وجدير بالذكر إنَّ من مات وهو مشرك وهو لا يعلَّم عن ما مات عليه شيئا فحكمه أنَّه من أهل الفترة، يوم الحساب، وهؤلاء هم الأقوام التي ماتت قبل أن يُبعث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- برسالة الإسلام، وهذه الفئة من الناس يمتحنهم الله يوم القيامة، فمن أجاب منهم نجا، ومن لم يجبْ لم ينجُ، وأمَّا من مات وهو كافر وهو يعلم ولم يبالِ فهو مع الكفرة وحكمه من حكمهم ومرجعه إلى الله والله يحكم بين الناس بالعدل والله أعلم. [٩]

المراجع

  1. هل يغفر الله للمشرك, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 31-01-2019، بتصرّف
  2. هل يغفر الله لمن أشرك؟ وكيف يقوي إيمانه؟, ، "www.islamqa.info"، اطُّلِع عليه بتاريخ 31-01-2019، بتصرّف
  3. الراوي: عمرو بن العاص، المحدث: الألباني، المصدر: إرواء الغليل، الجزء أو الصفحة: 5/121، حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم
  4. {الأنفال: الآية 38}
  5. الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 6857، حكم المحدث: صحيح
  6. {الزمر: الآية 53}
  7. {المائدة: الآية 73-74}
  8. {النساء: الآية 48}
  9. حكم من مات وهو مشرك, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلِع عليه بتاريخ 31-01-2019، بتصرّف
6114 مشاهدة
للأعلى للسفل
×