هل يمكن تنشيف الحليب بعد الفطام بالأعشاب؟ أم هي مجرد خرافة؟

كتابة:
هل يمكن تنشيف الحليب بعد الفطام بالأعشاب؟ أم هي مجرد خرافة؟


هل يمكن تنشيف الحليب بعد الفطام بالأعشاب؟ أم هي مجرد خرافة؟

هناك عدد من الوسائل المتبعة لتنشيف الحليب أو تثبيط الرضاعة بعد الفطام والذي يكون تدريجيًا، ومنها استخدام موانع الحمل أو الأدوية المخصصة لذلك، أما عن استخدام الأعشاب لتنشيف الحليب بعد الفطام فلا بد أن يكون بعد استشارة الطبيب نظرًا للنقص الشديد في الدراسات العلمية التي تؤكد سلامة استخدام الأعشاب على الطفل، وتعد الميرمية من الأعشاب الأكثر استخدامًا لهذا الغرض بالإضافة إلى النعناع والياسمين والبقدونس.[١]


تنشيف الحليب أو تثبيط الرضاعة بعد الفطام يتم بعدة وسائل ومنها الأعشاب، ويجب قبل الإقبال على استخدامها استشارة الطبيب خوفًا من حدوث أي أضرار خاصة على الطفل.


الميرمية

هل يمكن تنشيف الحليب بعد الفطام بالميرمية حسب الأدلة العلمية؟ الميرمية sage واسمها العملي Salvia officinalis وتعد من الأعشاب العطرية التي تنمو في منطقة حوض المتوسط والتي يمكن استخدام أوراقها جافة أو طازجة،[٢] وقد قامت دراسة إيرانية أعدتها جامعة طهران وجامعة الشهيد بيهشتي للعلوم الطبيعة عام 2017م بمراجعة المعلومات ذات العلاقة بزيادة إنتاج الحليب والتسرب الفجائي من الثدي عند المرأة المرضعة وجاءت حيثيات الدراسة ونتائجها فيما يتعلق بالميرمية على النحو الآتي:[٣]


  • اختارت الدراسة للمراجعة عدد من المخطوطات الطبية والصيدلانية الفارسية والكتب الطبية مثل القانون في الطب لابن سينا.
  • اعتمدت الدراسة أيضًا على الدراسات المنشورة إلكترونيًا في مواقع البحث العلمي المتخصصة وقد اعتمدت في استخراجها على استخدام كلمات مفتاحية خاصة مثل فرط الرضاعة hyperlactation.
  • بينت الدراسة النتائج الآتية عن عشبة الميرمية:
    • تعد أكثر الأعشاب استخدامًا لخفض إنتاج الحليب.
    • هناك نقص في الأدلة العلمية التي تثبت كفاءتها لذلك وسلامة تناولها على الطفل.
    • يجب استخدام الميرمية لتنشيف الحليب بحذر خوفًا من حدوث المضاعفات الجانبية.


ما هي جرعة الميرمية المعتمدة؟ وما أهم مركباتها الفعالة؟ تعد الميرمية من الأعشاب الآمنة في حال تناولها باعتدال، وقد ذكرت المراجع العلمية أن الكمية المسوح تناولها من شاي الميرمية دون حدوث أي أعراض تتراوح بين 3 إلى 6 أكواب يوميًا،[٤]ومن أهم المركبات الفعالة في الميرمية ما يأتي:[٥]

  • سينيول.
  • كامفور.
  • ثوجون.
  • بورنيول.
  • فيريديفلورول.


الميرمية من أكثر الأعشاب استخدامًا لتنشيف الحليب، ولكن يجب استخدامها بحذر بسبب نقص الأدلة العلمية التي تؤكد سلامة استخدامها وخوفًا من حدوث أعراض جانبية عند كل من الأم والطفل.


النعناع

ماذا أخبرت الدراسات عن علاقة النعناع بتنشيف الحليب بعد الفطام؟ النعناع واسمه العلمي Mentha piperita من النباتات العطرية القوية، ومن أهم أعضاء نباتات عائلة النعناع العطرية، طعم أوراقه قوي ولكن محبب ورائحته مائلة للحلاوة، يزرع في أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية.[٦]


وفي مقالة علمية لأحد الباحثين في قسم طب الأسرة في جامعة ويسكونسين للطب والصحة العامة تم نشرها عام 2014م وتحمل عنوان "علاج فرط الحليب الأمومي" جمعت العديد من الدراسات التي تبين دور الأعشاب ومن ضمنها النعناع في تخفيف فرط الحليب الأمومي وجاء فيها الآتي:[٧]

  • أن النعناع من المركبات التي يمكن أن تقلل إنتاج الحليب عند المرضع.
  • يساعد الاستخدام الموضعي لزيت النعناع على الثدي في خفض إنتاج الحليب.
  • قد يكون الاستخدام الموضعي لزيت النعناع على الثدي بكميات كبيرة سامًا عند الطفل ولذلك يجب الحرص على ألا يصل إليه.


ما هي المركبات الفعالة والكمية المسموح استخدامها من زيت النعناع وهل يتسبب استخدامه أو تناول النعناع بأي أعراض جانبية؟ من أهم المركبات الفعالة في النعناع المنثول والمنثون وأسيتات المنثيل،[٨] وقد ذكرت المراجع العملية أن استخدام كريم أو جل زيت النعناع بتركيز 0.2% مرة إلى 3 مرات يوميًا لمدة أسبوعين يعد آمنًا، كما أن تناول زيت النعناع بكميات قليلة يعد آمنًا وكذلك بالنسبة لتناول أوراقه.


أكدت الدراسات أن استخدام زيت النعناع الموضعي على الثدي قد يساعد في خفض إنتاج الحليب إلا أنه يجب استشارة الطبيب بشأن الاستخدام ومقدار الجرعة لتجنب حدوث أي أعراض جانبية.


الياسمين

ما هي طريقة استخدام الياسمين لتنشيف الحليب بعد الفطام بحسب الدراسات العلمية؟ الياسمين من النباتات المميزة بأزهارها العطرية والتي تنمو في المناطق المعتدلة والاستوائية، اسمه العملي Jasminum،[٩] وقد ذكرت دراسة هندية من إعداد جامعة كريستيان الطبيعة عام 2015م أن مستخلص أزهار الياسمين يساعد على خفض إنتاج هرمون الحليب البرولاكتين، فيما يأتي تفاصيل ونتائج الدراسة:[١٠]


  • هدفت الدراسة إلى توضيح أثر استخدام مستخلص أزهار الياسمين على خفض مستوى البرولاكتين عند من يتناولن أدوية الأمراض النفسية.
  • حضّرمستخلص إيثانول مائي من أزهار الياسمين وأعطي عن طريق الأنف.
  • نتج عن الاستخدام انخفاض مستوى البرولاكتين إلى 25 نانو غرام لكل مل أو أقل عند 10 مشاركات من أصل 35 مشاركة.
  • لوحظ أن المشاركات اللواتي لم ينخفض عندهن مستوى البرولاكتين كانوا على جرعة أعلى من الأدوية.
  • يمكن الاستنتاج من الدراسة أن لمستخلص أزهار الياسمين تأثير مخفض للبرولاكتين مما يستدعي المزيد من التوثيق من خلال الدراسات.


ما هي المركبات الفعالة والكمية المسموح استخدامها من الياسمين موضعيًا وهل هناك أعراض جانبية محتملة؟ يحتوي الياسمين على العديد من المركبات ولكن لم يتم التعرف على النشاط الدوائي لأي منها،[١١]أما عن الكمية المسموحة والأعراض الجانبية فهي موضحة أدناه:[١٢]

  • يعد الياسمين من النباتات الآمنة عند معظم الأشخاص سواءً في حال استخدامه موضعيًا أو تناوله شرط أن يكون بكميات قليلة، إذ لم تؤكد الدراسات الكمية المسموحة منه.
  • يجب الحذر بشأن استخدام الياسمين موضعيًا، لأنه قد يسبب أعراض تحسسية عند بعض الأشخاص.


من فوائد الياسمين لتنشيف الحليب بعد الفطام أنه يساعد على خفض مستوى هرمون البرولاكتين من خلال استخدام مستخلص الأزهار أنفيًا حسب ما أكدت أحد الدراسات، ولكن يجب استشارة الطبيب بشأن ذلك خوفًا من الإصابة بالتحسس.


البقدونس

كيف يمكن استخدام البقدونس لتنشيف الحليب حسب ما أكدته الدراسات؟ البقدونس Paesley واسمه العلمي Petroselinum crispum ويعد من النباتات ثنائية الحول، يستوطن منطقة حوض المتوسط،[١٣] وتستخدم أوراقه وسيقانه وبذوره وجذوره في العلاجات الدوائية،[١٤] وفي مراجعة علمية أعدتها جامعة باناستهالي الهندية عام 2018 للخصائص الحيوية والتغذوية للبقدونس جاء فيها أنه يستخدم من قبل المرضعات على نطاق واسع لتثبيط إنتاج الحليب الزائد، وكانت حيثياتها كالآتي:[١٥]


  • جمعت جميع الدراسات التي تضم الخصائص المختلفة للبقدونس على مدى سنوات.
  • وجدت المراجعة أن للبقدونس أهمية عالية لما له من خصائص مختلفة بجانب عملية تثبيط إنتاج الحليب ومنها ما يأتي:
    • يقلل البقدونس من الأضرار التأكسدية.
    • يستخدم كعامل مساعد لوقاية الكبد والدماغ.
    • يعمل كمسكن ومضاد للسكري.
    • يساعد في تخفيف نزيف الدم الغزير.


ما هي المركبات الفعالة والكمية المسموحة من البقدونس لتنشيف الحليب وهل هناك أعراض جانبية محتملة من تناوله أو استخدامه موضعيًا؟ من أهم المركبات الفعالة في البقدونس الأبيول والمايريستيسين،[١٦] عادةً ما يؤخذ البقدونس بجرعة 6 غرام ولكن لا توجد دراسات تؤكد الجرعة بالتحديد،[١٧]أما عن الأعراض الجانبية فهي ما توضحه النقاط الآتية:[١٨]


  • قد يسبب الحساسية الجلدية عند بعض الأشخاص.
  • الطفح الجلدي.
  • يزيد من خطر الإصابة بالأنيميا، وأمراض الكبد والكلى في حال الجرعات العالية.


تناول البقدونس طازجًا أو معصورًا يساعد على تنشيف الحليب بعد الفطام، وجب التنويه بأن هناك الحاجة للمزيد من الدراسات السريرية لإثبات فعاليته لذا يجب استشارة الطبيب قبل تناول البقدونس.


محاذير استخدام الأعشاب لتنشيف الحليب بعد الفطام

توجد عدة أسباب تدفع الأم لتنشيف الحليب بسرعة، لكن الأفضل هو ترك الحليب يجف تدريجيًا، ومع ذلك تلجأ النساء للأدوية أو الطرق الطبيعية لتسريع عملية تنشيف الحليب، لكن بعض الأعشاب توجد محاذير لاستخدامها ولا تصلح لجميع الفئات للاستخدام، وفيما يأتي نذكر محاذير استخدام بعض هذه الأعشاب:


محاذير استخدام النعناع

هل يسبب تناول النعناع بكثرة الغثيان؟ يُعدّ زيت النعناع آمنًا للاستخدام للمرضعة عندما يوضع على الجلد، ولكن توجد أدلّة على أنّه آمنٌ على الطفل الرضيع إذا استُخدم أثناء فترة الرضاعة وهو آمن إن تم تناوله عن طريق الفم، إذ إنّه آمنٌ للاستخدام في الأطفال الذين تجاوزت أعمارهم الثمانية أعوام، إلا أن الإفراط في تناول أوراق النعناع قد يسبب الأعراض الآتية:

  • حرقة المعدة.
  • جفاف الفم.
  • الغثيان.
  • القيء.


محاذير استخدام البقدونس

هل يمكن للمرأة التي تعاني من ارتفاع ضغط الدم تناول البقدونس؟ يُعد البقدونس من الأعشاب الآمنة عند تناولها بكميات طبيعية في الأطعمة، ويُمكن تناوله كدواء للبالغين لفترة قصيرة، لكنه قد يتسبب بالحساسية، ويؤدي الإفراط في تناول البقدونس إلى فقر الدم، وحدوث اضطرابات في الكبد والكلى، ولا توجد أدلة كافية تُبين ما إذا كان آمنًا عند تناوله بكميات كبيرة للمرضعة أو الطفل، لذا يتوجب الحذر من تناوله بأكثر من الكميات الموجودة في الطعام، وأيضًا يجب الحذر من استخدام البقدونس للأم المرضعة في حال كانت تعاني من الاضطرابات الآتية:[١٤]


  • اضطرابات النزيف: يؤدي البقدونس إلى إبطاء تخثر الدم، لذا لإغنه يزيد من خطر النزيف للأشخاص المصابين باضطرابات النزيف.
  • مرض السكري: يتسبب البقدونس بخفض مستوى السكر في الدم، لذا يتوجب مراقبة مستوى السكر في الدم في حال تناول البقدونس بالتزامن مع أدوية السكري.
  • احتباس السوائل: يُمكن أن يتسبب البقدونس بزيادة تركيز الصوديوم في الجسم مما قد يؤدي إلى زيادة مشكلة احتباس السوائل في الجسم..
  • ارتفاع ضغط الدم: بسبب قدرة البقدونس على جعل الجسم يحتفظ بالصوديوم، فهناك خوف من زيادة مشاكل ارتفاع ضغط الدم.
  • أمراض الكلى: من الواجب الحذر من تناول البقدونس في الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى بسبب احتوائه على مواد كيميائية تزيد اضطرابات الكلى سوءًا.


محاذير استخدام الياسمين

يُعد تناول الياسمين عن طريق الفم آمنًا لمعظم الأشخاص إذا تم تناوله بكميات قليلة اعتيادية، ولكن لا توجد أدلة تفيد بسلامة تناوله بكميات كبيرة كدواء، وقد يتسبب استخدامه على الجلد برد فعل تحسسي لدى بعض الأشخاص، لذا يتوجب على المرضعة الحذر عند استخدامه بشكلٍ موضعي على الثدي لتجفيف الحليب، ولا توجد أدلة كافية فيما إذا كان من الآمن تناول الياسمين أثناء الرضاعة، والأفضل هو البقاء في الجانب الآمن وتناوله فقط بالكميات الاعتيادية وتجنُب الإفراط.[١٢]


محاذير استخدام الميرمية

هل تحتوي الميرمية على مركبات سامة؟ عشبة الميرمية من الأعشاب التي يعد استخدامها آمنًا بالكمية الطبيعية في الأطعمة سواءً تم تناولها عن طريق الفم أو بشكلٍ موضعي، ولكنها غير آمنه عند تناولها بكميات كبيرة بسبب احتوائها على مركب كيميائي سام يسمى الثون يؤدي إلى تلف الكبد والجهاز العصبي، وقد يؤدي إلى التشنّجات، وفي حال الرضاعة يتسبّب بتقليل الحليب، ولكن في حال كانت المرأة تعاني من الاضطرابات الآتية يتوجّب عليها تجنّب تناول الميرمية:[٥]


  • مرض السكري: يُمكن أن تقلّل الميرمية مستوى السكر في الدم لمرضى السكري، لذا يتوجّب مراقبة مستوى السكر في الأشخاص المصابين بالسكري عند تناول المرمية بالتزامن مع أدوية السكر.
  • الحالة المرتبطة بالهرمونات: يُمكن أن تؤثر الميرمية بشكل مشابه لهرمون الإستروجين لذا في حالات سرطان الثدي وسرطان الرحم، وسرطان المبيض وسرطان بطانة الرحم أو الأورام الليفية الرحمية يجب الامتناع عن تناول الميرمية.


  • اضطرابات ضغط الدم: يُمكن أن تؤدي المريمية إلى زيادة أو خفض ضغط الدم في الأشخاص المصابين بارتفاع أو انخفاض ضغط الدم، لذا الأفضل تجنب تناولها، ومراقبة مستويات الضغط في حال تناولها هؤلاء الأشخاص.
  • اضطرابات النوبات: مُركب الثون الموجود في الميرمية يمكن أن يزيدمن مشاكل النوبات، لذا يجب تجنب تناولها في هذه الحالات.


يجب الحذر دائمًا قبل استخدام أي من المركبات العشبية، ويجب مراجعة الطبيب المختص لأخذ المشورة الطبية منه.

المراجع

  1. "7 Methods to Dry Up Breast Milk (and 3 Methods to Avoid)", healthline, Retrieved 8/1/2021. Edited.
  2. "sage", britannica, Retrieved 7/1/2021. Edited.
  3. "Management of Breast Milk Oversupply in Traditional Persian Medicine", sagepub, Retrieved 9/1/2021. Edited.
  4. "12 Health Benefits and Uses of Sage", healthline, Retrieved 10/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Sage", drugs, Retrieved 10/1/2021. Edited.
  6. "peppermint", britannica, Retrieved 7/1/2021. Edited.
  7. "Treatment of Maternal Hypergalactia", ncbi, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  8. "peppermint", drugs, Retrieved 8/1/2021. Edited.
  9. "jasmine", britannica, Retrieved 7/1/2021. Edited.
  10. "Jasmine flower extract lowers prolactin", pubmed, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  11. "Jasmine use while Breastfeeding", drugs, Retrieved 9/1/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "JASMINE", webmd, Retrieved 7/1/2021. Edited.
  13. "parsley", britannica, Retrieved 7/1/2021. Edited.
  14. ^ أ ب "PARSLEY", webmd, Retrieved 7/1/2021. Edited.
  15. "Nutraceuticals Potential of Petroselinum Crispum: A Review", juniperpublishers, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  16. "Parsley use while Breastfeeding", drugs, Retrieved 9/1/2021. Edited.
  17. "Parsley", drugs, Retrieved 23/1/2021. Edited.
  18. "PARSLEY", webmd, Retrieved 7/1/2021. Edited.
5856 مشاهدة
للأعلى للسفل
×