هل يمكن زراعة العصب البصري؟ إليك الإجابة

كتابة:
هل يمكن زراعة العصب البصري؟ إليك الإجابة

التهاب العصب البصري

يحتوي جسم الإنسان على العديد من الأعصاب التي تقوم بوظائفها المختلفة والضرورية للجسم، منها العصب البصري الواقع في الجزء الخلفي من العين، المسؤول عن نقل المعلومات _بواسطة النبضات الكهربائية_ من شبكيَّة العين إلى مراكز الإبصار في الدماغ، وفي بعض الحالات يتعرَّض العصب البصري للالتهاب نتيجة وجود أسباب وعوامل مختلفة، فيُسفر عن ذلك عادةً فقدان مؤقت للبصر، ولكنَّه ينحصر على الأغلب في إحدى العينين دون الأخرى، وأحيانًا يعاني الأفراد أيضًا من وجود ألم في العين، وهذا يوجب على المصاب مراجعة الطبيب الذي يستخدم وسائل التشخيص المناسبة للكشف عن الالتهاب، فالأعراض الناتجة عن التهاب العصب البصري قد تظهر في حالة الإصابة بمشكلات صحيَّة أخرى تؤثر في العين. [١][٢]


هل يمكن زراعة العصب البصري؟

ما تزال الأبحاث قائمة لدراسة إمكانية زراعة العصب البصري، ففي دراسة أجريت على سمك الدانيو المخطط، والتي تبحث زراعة العصب البصري وزراعة كامل مقلة العين في هذا النوع من الأسماك، واستُخدِمت هذه النماذج التجريبية الهامَّة لوصف وظيفة وسلوك الخلية الدبقية قليلة التغصن (Oligodendrocytes) الموجودة في شبكية عين سمك الدانيو المخطَّط (وهي الخلايا التي تُنتِج المَيَالين (Myelin)‏، فتزوِّد المحاور (Axons) الموجودة في الجهاز العصبي المركزي لبعض الفقاريات واللافقاريات بالدعم والعزل).[٣][٤]

كما توفِّر تجربة زراعة العصب البصري وزراعة مقلة العين بعض الإشارات والأدوات لدراسة إصلاح العصب البصري، وهنا يجب الإشارة إلى بعض النتائج التي تمخضت عن هذه التجربة، منها:[٤]


  • زراعة كامل مقلة العين غير مُمكن تقريبًا في الثديات، ولم تحقِّق نجاحًا من قبل، فلا يمكن للعصب البصري التجدُّد وإصلاح نفسه بالشكل الصحيح بعد تعرُّضه للقطع، وهذا بدوره يؤدي إلى موت عصبونات الشبكية.
  • تواجه زراعة مقلة العين مشكلة عدم ضمان تدفق الدورة الدموية بالصورة الكافية في العين المزروعة، وهي من العقبات التي يجب التغلب عليها. 
  • يوجد احتمالية لإمكانية زراعة كامل مقلة العين في سمك الدانيو المخطط بنجاح، والذي قد يوفِّر قيمة كبيرة لعلاج أمراض العين البشرية، ولكن يجب إجراء مزيد من الأبحاث حول آلية زراعة العصب البصري وزراعة كامل مقلة العين.


ما هي طرق علاج التهاب العصب البصري؟

في الحقيقة، يُبدي التهاب العصب البصري تحسُّنًا في مُعظم الحالات من تلقاء نفسه دون تدخل علاجي، ولكنْ قد يتطلب الأمر أحيانًا اللجوء للعلاج الدوائي والطبي لحل المُشكلة، وفي الآتي مجموعه من الوسائل العلاجية المُستخدمة:[٥]


  • الأدوية الستيرويدية: تُستخدم هذه الأدوية لتقليل الالتهاب في العصب البصري، وعادةً ما يُعطَى العلاج الستيرويدي في الوريد، فهو بذلك يُساهم في تسريع تعافي الإبصار، ومن الأعراض الجانبيَّة التي قد ترافق استخدام الأدوية الستيرويدية، تغيرات المزاج، واضطراب المعدة، واكتساب الوزن الزائد، والغثيان، وتوهج الوجه.
  • العلاج بتبادل البلازما ( Plasma exchange therapy): والذي يمكن اللجوء إليه في حالة فشل الستيرويدات في علاج التهاب العصب البصري، واستمرار فقدان البصر الشديد، لذا قد تساعد طريقة العلاج بتبادل البلازما في استعادة الإبصار عند البعض، ولكن لم تؤكد الدراسات فعاليته في علاج التهاب العصب البصري.
  • أدوية التصلب المتعدد: مثل انترفيرون بيتا- 1أ (Interferon beta-1a)، وإنترفيرون بيتا-1ب (Interferon beta-1b)، إذْ يمكن اللجوء لهذه الأدوية في حالة المعاناه من التهاب العصب البصري، مع ظهور منطقتين أو أكثر من الإصابة أو المرض في الدماغ عند تصويره بجهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، فتُستخدم أدوية التصلب المتعدِّد في حالة ارتفاع خطورة الإصابة بالتصلب المتعدِّد.

وعند مراجعة الطبيب للكشف عن التهاب العصب البصري، يُنصح المُصاب بإعداد قائمة تضم الأعراض التي يعانيها، خاصةً ما يتعلَّق بتغيرات الرؤية، كما يذكر جميع الأدوية والفيتامينات والمكمِّلات الأخرى التي يتناولها مع جرعاتها، إلى جانب المعلومات الشخصيَّة كالتاريخ الصحي، والتغيرات الواضحة في نمط الحياه، إلى جانب الأسئلة التي يمكن طرحها على الطبيب حول المشكلة التي يعانيها وآلية العلاج.[٥]

وعمومًا، يستعيد معظم المصابين بالتهاب العصب البصري الرؤية في غضون ستة شهور بعد بدء التهاب العصب البصري، أمَّا في حالة الإصابة به مرة أخرى بعد الشفاء، فإنَّ هذا يعني ارتفاع خطورة الإصابة بالتهاب النخاع والعصب البصري (Neuromyelitis optica) أو التصلب المتعدد، ولكنْ قد يتكرَّر حدوث التهاب العصب البصري أيضًا في حالة الأشخاص الذين لا يشكون من مشكلات صحية كامنة. [٥]


ما الأجزاء التي يمكن زراعتها من العين؟

على الرغم من عدم إمكانية زراعة كامل مقلة العين، فإنَّ بعض أجزاء العين يمكن زراعتها لاستعادة وظائف العين، منها:[٦]


  • القرنية: لجأ الأطباء لزراعة القرنية منذ ما يقارب قرن من الزمن، وتعتبر هذه الجراحة من أكثر أنواع زراعة العين شيوعًا بين الأفراد، فهي فعَّالة في مجال علاج إصابات القرنيَّة، أو التلف الذي يحدث فيها جرَّاء الإصابة ببعض الأمراض، والتي يُسفر عنها تورم أو ندبات قد يصاحبها تشويش في الرؤية، ولإجراء زراعة القرنية، يجب توفير قرنيَّة سليمة وصحيحة تضمن الحصول على رؤية واضحة بعد الجراحة، فيبدأ الطبيب الجرَّاح بإزالة القرنيَّة التالفة، وزراعة بالقرنية السليمة من المتبرِّع، وفي بعض الحالات يستخدم الأطباء الطبقة الداخليَّة من المشيمة البشرية للمساعده على شفاء القرنية، والتي تُعرف بزراعة الغشاء السلوي، ويُمكن إتمام ذلك بأخذ جزء من الغشاء السلوي من المشيمة المتبرَّع بها، واستخدامه للمساعده على شفاء وتجديد الأنسجة السطحية للعين، كما استُخدمت زراعة الغشاء السلوي أيضًا لعلاج الصلبة، والملتحمة في العين.


  • أهداب أو رموش العين: قد تكون هذه الجراحة الحل الأمثل لاستعادة رموش العين بعد تعرُّضها للتلف بسبب الحروق، أو الإصابات، أو غيرها من المشكلات الصحية.
  • قنوات الدمع وجفون العين: في شهر تموز من عام 2010، توصَّل الأطباء الفرنسيين إلى إمكانية زراعة جفون العين وقنوات الدمع خلال زراعة الوجه.
  • خلايا الشبكية: في الدراسات السريرية التي تُجرى في الوقت الحالي، استخدَم الباحثون الخلايا الجذعية البشريَّة للمساعده على نمو خلايا الشبكية التي لحق بها الضرر بسبب الإصابة ببعض المشكلات الصحيَّة، مثل مرض ستارغاردت (Stargardt disease)‏، والتنكس البقعي المرتبط بالسن (Macular degeneration)، فقد يكون لهذه الدراسات نتائج واعده في استبدال الخلايا الشبكية التالفة وعلاج هذه الأمراض.


المراجع

  1. Lydia Krause (2012-07-16), "Optic Neuritis", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-28. Edited.
  2. "Optic nerve", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-31. Edited.
  3. "Oligodendrocyte", www.britannica.com, Retrieved 2020-08-28. Edited.
  4. ^ أ ب "The Optic Nerve Transplantation and Whole Eyeball Transplantation in the Zebrafish", iovs.arvojournals.org, 2016-04-01, Retrieved 2020-08-28. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Optic neuritis", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-08-28. Edited.
  6. David Turbert, "What Parts of the Eye Can Be Transplanted?", www.aao.org, Retrieved 2020-08-28. Edited.
4445 مشاهدة
للأعلى للسفل
×