محتويات
الصحة
نمارس الحياة اليومية ونسير فيها دون الانتباه إلى أنفسنا وصحتنا في بعض الأحيان، لكن مما لا شك فيه أنه حتى مجرد الارتفاع البسيط في درجة حرارة الجسم يُشعرنا بقيمة الصحة، ويؤرقنا ويغير من مستوى نشاطاتنا وحركاتنا وممارساتنا اليومية، وندرك عندها أن لا شيء له قيمة سوى أنفسنا والاهتمام بها، فعند تغيير الفصول سنويًا نتعرض للكثير من نزلات البرد وما يرافقها من ارتفاع في درجات حرارة الجسم، وما يشهده العالم في الوقت الحالي من انتشار وباء كورونا يدفعنا إلى معرفة المزيد عن ارتفاع درجة حرارة الجسم وعلاجاته وكيفية الوقاية منه.
ارتفاع حرارة الجسم
يُعد الشخص مصابًا بالحمى أو ارتفاع درجة حرارة الجسم عندما تتجاوز المستوى الطبيعي، الذي يبلغ 36-37 درجةً مئويّةً، وهذا الارتفاع غالبًا يُعدّ علامةً مهمةً على حدوث الالتهابات في الجسم، وعندها يشعر الشخص بالقشعريرة والبرودة، ويظل هذا الشعور حتى تعود درجة حرارة الجسم إلى وضعها الطبيعي.[١]
وارتفاع درجة حرارة الجسم ما هو إلا جزء من استجابة جهاز المناعة ومقاومته لدخول الجراثيم إلى الجسم، فعند دخولها يبدأ جهاز المناعة بإنتاج الأجسام المضادة، نتيجة ذلك يحدث ما يرافق هذه الاستجابة من أعراض يشعر بها المريض، كارتفاع درجة حرارة الجسم، وزيادة إنتاج الإفرازات المخاطية، والسيلان الأنفي، والسعال. [٢]
وليس هذا السبب الوحيد لزيادة درجة حرارة الجسم، إذ توجد أسباب أخرى من المماراسات اليومية تتضمن الأكل والتمارين الرياضية والنوم؛ فارتفاع درجة حرارة الجسم يُعد طفيفًا في بعض الأحيان حسب المسبب له، وعندها تنخفض وتعود إلى الوضع الطبيعي من تلقاء نفسها ،وفي أحيان أخرى يتم اللجوء إلى الأدوية والتدخل الطبي.[٣]
كيف يشخص ارتفاع درجة حرارة الجسم؟
يَعرف الشخص أنه مصاب بالحمى أو ارتفاع درجة الحرارة نتيجة شعوره ببعض الأعراض، منها: القشعريرة، والبرد، والتعرق، وقلة الشهية، والجفاف، وزيادة الإحساس بالألم، ونقص طاقة الجسم والنشاط، والشعور بالنعاس، وصعوبة التركيز.
ولتأكيد أنّ ما يشعر به من أعراض بسبب ارتفاع درجة حرارته يتم قياسها من خلال ميزان الحرارة بوضعه تحت اللسان مدة ثلاث دقائق ثم قراءة النتيجة، وتوجد أنواع مختلفة من موازين الحرارة المتوفرة يمكن استخدامها من قِبَل المريض، منها الرقمية ومنها الزجاجية الزئبقية، لكنَّ الأطباء يفضلون الأنواع الرقمية بدلًا من الزجاجية الزئبقية؛ لخطورة التعرض للزئبق في حال كسره.
تعتمد خطورة درجة الحرارة على قيمتها الرقمية على ميزان الحرارة، بالإضافة إلى مدة استمراريتها، فدرجة الحرارة التي تصل إلى 40 درجةً فما فوق مع عدم أخذ العلاج المناسب قد تؤدي إلى حدوث بعض المخاطر في الجسم، وتعد حادّةً إذا استمرّت مدّةً أقل من7 أيام، ومزمنةً ومستمرّةً إذا استمرت لما يزيد عن 14 يومًا.[١]
هل يمكن علاج ارتفاع حرارة الجسم بالبصل؟
يعود ظهور فكرة استخدام البصل لعلاج ارتفاع درجة الحرارة إلى حقبة الطاعون الدبلي (Bubonic plaque)، عندما ظهرت ادعاءات وحكايات أن هذا المرض القاتل يلوث الهواء وينتقل من خلاله، فكانوا يضعون البصل المقطع حول منازلهم لمنع الإصابة بهذا المرض القاتل، وكان هذا قبل معرفة الجراثيم وطريقة انتقالها بين البشر.[٣][٤]
يعد البصل غنيًّا بمركبات الكبريت (Sulphuric compound)، وكان يستخدم في الطب الصيني، ويوجد الكثير من الأقاويل التي تُشير إلى أنّ فركه على الجسم يؤدي إلى دخول هذه المركبات إليه وقتل البكتيريا والفيروسات، أو أن وضعه في غرف المرضى أو في الجوارب أثناء النوم له فاعلية في التخلص من الأمراض وامتصاص الجراثيم، لكن الأبحاث حول هذا الموضوع قليلة، خصوصًا حول وضعه في الجوارب.
والقلة القليلة من الأبحاث أشارت إلى وجود فاعلية للبصل، والبعض وجد أنّه لا أساس لها من الصحة، و على الرغم من عدم تأكيد الأبحاث لهذه الفاعلية تنتشر الكثير من التجارب الشخصية الفردية على الإنترنت التي تؤكد فاعليته في خفض درجة حرارة الجسم، لكن ما يمكن تأكيده أنه لا يوجد أي دليل من الأبحاث والدراسات تؤكد ذلك، وفي نفس الوقت لا توجد أبحاث تشير إلى وجود أضرار من استخدامه.[٣][٤]
ما هي علاجات ارتفاع حرارة الجسم بالأدوية؟
قد لا يضطر المريض إلى تناول أدوية معينة إذا لم يكن الارتفاع في درجة الحرارة كبيرًا، لكن في الحالات الشديدة أو في حال عدم الشعور بالراحة تؤخذ بعض الأدوية، منها:[١][٥]
- في درجات الحرارة المرتفعة أو الارتفاع القليل مع عدم الشعور بالحرارةتؤخذ الأدوية المتوفرة من خافضات الحرارة دون وصفة طبية، مثل: الأسيتامينوفين (Acetaminophen)، أو الإيبوبروفين (Ibuoprofin)، تؤخذ حسب التوصيات المرفقة مع نشرة الدواء، لكن يجب تجنُّب أخذها بكميات كبيرة مدّةً طويلةً؛ لأنّها تؤدي إلى حدوث تلف في الكبد والكلى.
- يمكن أخذ الأسبرين (Aspirin)، لكن يجب تجنب إعطائه للأطفال؛ لأنّه يسبب الإصابة بمتلازمة راي (Reye`s syndrome).
- توصف المضادات الحيوية للمريض في حال تشخيص وجود التهاب بكتيري، مثل: الالتهاب الرئوي (Pneumonia)، أو التهاب البلعوم العقدي (Strep throat)، أما في حالة الالتهابات الفيروسية فلا توصف المضادات الحيوية؛ لأنها لا تعطي مفعولًا، فيكون الاكتفاء بالسيطرة على الأعراض.
- إذا كان السبب في ارتفاع درجة حرارة الجسم الطقس الحار أو التمارين المجهدة الشديدة أفضل شيء هو إبقاء الشخص المصاب باردًا، لكن في حال فقدانه الوعي يجب نقله إلى المستشفى.
- عند حديثي الولادة الذين تقل أعمارهم عن 28 يومًا يجب نقلهم إلى المستشفى وعدم إعطائهم أيّ أدوية؛ لأنّ حدوث مثل هذا الارتفاع في هذا العمر عادةً يعني وجود التهاب خطير قد يحتاج إلى العلاج بالأدوية عن طريق الوريد.
ما العلاجات الطبيعية لارتفاع حرارة الجسم؟
يمكن اتباع مجموعة من الأمور قد تُشعِر المريض بالراحة عند الإصابة بارتفاع درجة حرارة الجسم، منها ما يأتي:[٦][٧]
- شرب كميات كبيرة من السوائل: لأن ارتفاع درجة الحرارة قد يؤدي إلى فقدان السوائل والجفاف، لذلك شرب الماء والعصائر يساعد في هذه الحالة، وللأطفال في عمر السنة توجد محاليل خاصة يتم استخدامها وشربها في حالة الجفاف.
- البقاء في وضع بارد بارتداء الملابس الخفيفة: بالإضافة إلى المحافظة على درجة حرارة الغرفة باردةً، واستخدام أغطية خفيفة عند النوم، إلّا في حالة القشعريرة يمكن استخدام الأغطية الثقيلة حتى زوال الحرارة.
- الاستحمام بماء دافئ أو عمل كمادات: لكن يجب تجنّب استخدام الماء البارد أو الكحول.
نصائح للوقاية من ارتفاع درجة حرارة الجسم؟
يمكن الوقاية من ارتفاع درجة حرارة الجسم بالابتعاد عن الأمور التي تؤدي إلى الإصابة بالالتهابات، وذلك من خلال اتباع الآتي:[٦]
- غسل اليدين وتعليم الأطفال هذه العادة قبل الأكل وبعده، وبعد استخدام الحمام، وبعد التجمع بين حشود أو حول شخص مصاب، وبعد اللعب مع الحيوانات، أو عند التنقل بوسائل النقل.
- تعليم الأطفال غسل اليدين بالماء والصابون من الأمام والخلف جيدًا.
- استخدام معقم اليدين في الأماكن التي لا يوجد فيها صابون.
- تجنب لمس الأنف والعين؛ لأن هذه الأماكن تدخل منها البكتيريا والفيروسات.
- تغطية الفم عند السعال و الأنف عند العطس، والابتعاد عن الأشخاص عند العطس والسعال؛ لمنع نقل العدوى والجراثيم.
- تجنب مشاركة الأكواب وعلب الماء والأواني بين الأشخاص، حتى مع أطفالهم.
المراجع
- ^ أ ب ت Yvette Brazier (2020-05-05), "Fever: What you need to know", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2020-08-09. Edited.
- ↑ "Does an Onion in the Room Stop a Cold or Flu?", www.verywellhealth.com, Retrieved 2020-08-13. Edited.
- ^ أ ب ت Kristina Duda,, "Does an Onion in the Room Stop a Cold or Flu?", www.verywellhealth.com, Retrieved 2020-08-09. Edited.
- ^ أ ب Jacquelyn Cafasso (2017-05-17), "Will Putting Onions in Your Socks Cure the Flu?", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-09. Edited.
- ↑ "Fever", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-08-09. Edited.
- ^ أ ب "Home Remedies: Fighting a fever", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-08-09. Edited.
- ↑ "How should you treat a fever?", www.webmd.com, Retrieved 2020-08-09. Edited.