هل يوجد علاج لتنميل القدمين بالأعشاب؟ وما رأي العلم؟

تنميل القدمين

في بعض الأحيان، يشعر الكثيرون بخدرٍ أو ثِقلٍ في إحدى القدمين أو كلاهما لأسبابٍ غير معهودة، إذ يزداد تنميل القدمين مع الجلوس في وضعيّةٍ غير مُريحة، لتقوم بالضغط على الأعصاب المُتواجدة في المنطقة الخلفيّة للركبة، والمعروفة بغزارة تواجد الأوردة والشرايين والأعصاب الرئيسة فيها، ليتكوّن التنميل لفترةٍ وجيزة لا تتعدّى الدقائق، أو يدوم لفترةٍ طويلةٍ دالًّا على الإصابة بأحد الأمراض المُسببة للوخز أو التنميل، كالتصلّب المُتعدد ومرض الشريان المُحيطي والألم العضلي الليفي، إضافةً إلى الاعتلال العصبي السكّري الناتج عن الإصابة بأحد أنواع مرض السكّري، ليشعر المُصاب بنوعٍ من أنواع الوخز وفقدان الإحساس والألم المُبرح، وقد تؤدي مشاكل أسفل الظهر ومرض عرق النسا إلى الضغط على الأعصاب الرئيسة المُتوجهة ناحية الأطراف، لينتج عن ذلك الإصابة بالاضطرابات الحسيّة بأنواعها، وفي هذا المقال، سيتمّ الإسهاب في إثراء بعض المعلومات المُتعلّقة بالطرق الطبيعيّة والعشبيّة المُستخدمة في علاج تنميل القدمين.^[١]

هل يوجد علاج لتنميل القدمين بالأعشاب؟ وما رأي العلم؟

عادةً ما يتم مُعالجة تنميل الساق من خلال تعديل وضعيّة الجلوس أو تغييرها، إضافةً إلى المُعالجة الطبيّة للمُسبب الرئيس له، مع ذلك، أشارت بعض الأبحاث إلى إمكانيّة استخدام الأعشاب والعلاجات الطبيعيّة التقليديّة في علاج تنميل القدمين، وسيتم كشف أبرز الحقائق عن ذلك في ما سيرد:^[٢]

الفيتامينات

ما دور الفيتامينات في علاج تنميل القدمين؟ يرتبط اعتلال الأعصاب المُحيطيّة المُسبب بتنميل القدمين، خاصّةً فيتامين B المُهم لصحّة الأعصاب بشكلٍ عام في الجسم وقد أظهرت الدراسات تأثير فيتامين B6 وB12 وB1، إضافةً إلى فيتامين E وغيرها من الفيتامينات على تكوّن الأمراض العصبيّة،^[٢] وقد أظهرت الدراسات الباحثة في هذا الشأن الآتي:^[٣]

• ينتج نقص الفيتامينات بشكلٍ عام خاصةً فيتامين B12 عند اتباع أحد الأنظمة النباتيّة الصارمة، إضافةً إلى الإصابة بأحد الأمراض، بما في ذلك فقر الدم والتهابات المعدة واستخدام مُضادّات الحموضة لفترةٍ طويلة.
• يترتّب عن نقص الفيتامينات الإصابة بأحد الأمراض المُرتبطة بالأعصاب، كمرض كرون أو حتى إصابة الحبل الشوكي بأحد الأمراض العصبيّة.
• عند فحص المرضى، تظهر بعض الأعراض الدالة على الخلل الوظيفي في الخلايا العصبيّة الحركيّة العلويّة والسفليّة، ليترتّب عن ذلك الشعور بتنميلٍ في القدمين.

على الرغم من الفاعليّة الكبيرة لاستخدام الفيتامينات لعلاج تنميل القدمين، يترتّب عن تناول الفيتامينات بجرعةٍ مُفرطة الإصابة ببعض الأعراض الجانبيّة، أهمّها الآتي ذِكره:^[٤]

• علامات رد فعل تحسسي، كالطفح الجلدي أو ضيق التنفس، إضافةً إلى تورّم في الفم أو الوجه.
• اضطرابات في المعدة.
• التقيؤ.

الفلفل الحار

هل يساعد الفلفل الأحمر في حالة تنميل القدمين؟ إذ يحتوي [١]الفلفل الحار على مادّة الكابسيسين، وهو أحد العناصر الكيميائيّة التي تجعله حارًا، وقد تمّ استخدام الكابسيسين في الكريمات الموضعيّة لتقليل من الألم ويعمل على تقليل السيالات العصبيّة عبر الجسم، لذلك يُستخدم الفلفل الحار عن طريق دمجه مع النظام الغذائي أو عند تناول مُكمل الكابسيسين لتقليل الأعراض العصبيّة، أهمّها التنميل،^[٢] وقد تمّ إثبات ذلك من خلال بعض الأبحاث، أهمّها:^[٥]

• قاد الباحثون في جامعة أكسفورد الدراسات المُتعلّقة باستخدام مرهم الكابسيسين بشكلٍ موضعيّ لعلاج وتخفيف الآلام العصبيّة، إذ تمّ تطبيقه على أكثر من 1600 مشارك بالغ.
• أظهرت المُراجعات المُتعلّقة باستخدام الفلفل الحار، أنّه قد يعمل على تقليل الآلام العصبيّة الطرفيّة وتنميل الطرفين الناتج عن الاعتلالات العصبيّة، كونه عاملًا فعّالًا قادر على تخفيف الآلام بشكلٍ ملحوظ، خاصّةً لغير القادرين على تحمّل العلاجات الطبيّة التقليديّة.

ومن جهةٍ أخرى، أثّرت مادّة الكابسيسين على الكثير من مُستخدميه، إذ برزت الأعراض الجانبيّة الموضعيّة بشكلٍ واضح، ,ومنها الآتي ذِكره:^[٦]

• كالتهيّج الموضعيّ للجلد، والذي يبرز على شاكلته من الشرى وتورّم الوجه واللسان والفم، إضافةً إلى صعوباتٍ في التنفّس.
• التعرّق المُفرط.

الاستحمام بمياه دافئة

أكدت العديد من الدراسات تأثير الاستحمام بالمياه الدافئة على تقليل الأعراض العصبيّة الناتجة عن الإصابة بالأمراض المذكورة أعلاه، حيث تقوم المياه الدافئة بتحفيز الدورة الدمويّة على الحركة، ليترتّب عن ذلك اندفاق الدم إلى الأطراف وبالتالي قلّة الشعور بالألم الناتج عن التنميل، مع ذلك، من الواجب الانتباه إلى درجة حرارة المياة المُتدفقة، خاصّةً عند تأثر الأعصاب الحسيّة بمرض الاعتلال العصبي المُحيطي، إذ يفقد المريض إحساسه بدرجة حرارة المياه المُستخدمة في الاستحمام^[٢] من جهةٍ أخرى، قد يترتّب عن الاستحمام بماءٍ دافئ الإصابة ببعض الأعراض الجانبيّة، أهمّها:^[٧]

• جفاف الجلد.
• قد يؤدي الاستحمام بماءٍ دافئ تطوّر بعض المُضاعفات المُتعلّقة بالأمراض الجلديّة، كالإكزيما مثلًا.
• الإصابة بالحكّة.
• يؤدي الاستحمام إلى ارتفاع ضغط الدم بشكلٍ مُفرط.

الزيوت

هل للزيوت فائدة ملحوظة على تنميل القدمين؟ آثر العديد من خبراء العلاج الطبيعي باستخدام الزيوت كأحد أهم الطرق المُتبعة لعلاج الأعراض الناتجة عن الاختلالات العصبيّة، خاصّةً تلك الناتجة عن الأمراض الصحيّة كداء السكّري أو الانفتاق الغضروفي للعمود الفقري، حيث تمّ اعتماد زيوت كلٍ من البابونج والخزامى الرومانيّة لتعزيز تدفّق الدورة الدمويّة في المناطق المُصابة بالتنميل، أهمّها القدمين، لما فيها من خصائص مُسكنة للآلام ومُضادّة للالتهابات، وبذلك قد تؤدي إلى تعزيز عمليّة الشفاء،^[٢] وفي الآتي أبرز الزيوت المُستخدمة في علاج تنميل القدمين:^[٨]

• البابونج الروماني: بيّنت الدراسة المُجراة عام 2014 على قدرة البابونج الروماني في مُعالجة اضطرابات الالتهابات، إضافةً إلى مُساعدته في تهدئة العضلات المؤلمة، وبالتالي تقليل التنميل الناتج عن الاعتلالات العصبيّة في الأطراف.
• اللافندر: يحتوي اللافندر على تأثيرٍ مُهدّئ ومُريح، وقد تمّ إثبات ذلك من خلال الدراسات التي أجريت عام 2014، والتي أُقيمت على حيوانات المخبريّة، وبذلك قد يكون له بعض التأثير على عَرَض تنميل القدمين إيجابًا.
• خليط من الزيوت العطريّة: أظهرت الدراسة التي أُقيمت عام 2010 تأثير خليط من الزيوت الطبيعيّة المُستخدمة في علاج آلام القدمين وتنميلها، وذلك عن طريق تطبيقها على 60 مُشاركًا مُصاب باعتلال الأعصاب المُحيطيّة، إذ تضمن الخليط مزيجًا من زيت إبرة الراعي والخزامى والرغموت وشجرة الشاي وزيوت الأوكالبتوس، وقد أبلغ ستة وخمسون مُشاركًا تلقوا العلاج عن انخفاض الألم خلال 30 دقيقة بعد تطبيق الزيت.

بالنسبة للآثار الجانبيّة، يترتّب عن استخدام الزيوت بأنواعها الإصابة ببعض الأعراض الجانبّيّة، والظاهرة بشكلٍ موضعيّ أو في بعض أجهزة الجسم الحيويّة، ومن أهمّها الآتي:^[٩]

• الإصابة بالتهيّج في الجلد، إضافةً إلى الشعور بالحرقة الجلديّة.
• الإصابة بنوبات الربو.
• الصداع المُزمن.

التأمل

هل للتأمل دور في التخفيف من تنميل القدمين؟ حيث تُساعد تقنيات التأمّل المعروفة حاليًّا الأشخاص الذين يُعانون من الأعراض المُرتبطة بالاعتلال العصبيّ الناتج عن العديد من الأمراض، كالسكّري وضغط الدم، حيث إنّه يُساعد في تقليل التوتّر وما ينتج من تنميلٍ للقدمين، إضافةً إلى قدرته على تحسين مهارات التأقلم مع الآلام العصبيّة، إذ يُعد التأمّل أحد الأساليب غير الطبيّة أو الجراحيّة الذي يوفر مزيدًا من التحكّم في الحالة المرضيّة، وفي الآتي أبرز الأبحاث التي تربط بين التأمّل وأعراض الاعتلال العصبي الطرفي:^[١٠]

• قامت دراسة في جامعة ويك فورست المُجراة على المُتطوعين المُتمتعين بصحّةٍ جيّدة، ثم تمّ إجراء الفحوصات بالرنين المغناطيسي لأدمغتهم أثناء الشعور بالألم.
• في الأيّام الأربعة التي تلت، قام المدرب المُعتمد بتدريس الموضوعات المُتعلّقة بالتأمّل ومُمارسته.
• في اليوم الخامس، قام الباحثون بفحص المُتطوّعين، مرّةً أثناء عدم التأمّل، المرّة الأخرى أثناء مُمارسته، مع الشعور بالألم والتنميل في كلا الجلستين.
• أظهرت الدراسة إنخفاضًا ملحوظًا بنسبةٍ لا تقل عن 40% من مُعدّلات شدّة الألم أثناء التأمل بالمُقارنة مع عدم التأمل.

وقد أثبت الباحثون مأمونيّة مُمارسة التأمّل لمعظم الفئات العمريّة، وذلك قدرته الفائقة في تحسين المُستوى الصحيّ للمريض.^[٢]

الوخز بالإبر

هل يُساعد الوخز بالإبر في تقليل الشعور بتنميل القدمين؟ وذلك من خلال تأثيره على نقاطٌ مُعيّنة عصبيّة في الجسم، والتي تُسمّى بنقاط الضغط، وبذلك، تُحفز هذه التقنية الجهاز العصبي على إطلاق بعض المواد الكيميائيّة يُمكنها تغيير الشعور بالألم أو عتبته، إضافةً إلى توفير التوازن للطاقة في الجسم،^[٢] وفي الآتي أبرز الأبحاث التي تُبين تأثير الوخز بالإبر على الآلام العصبيّة وما ينتج عنها من تنميلٍ للقدمين:^[١١]

• في دراسةٍ أُجريت عام 2007، قام الباحثون بتحليل الوخز بالإبر، من خلال 4 تجارب إكلينيكيّة لأنواعٍ مُختلفة من الألم المُزمن، وأفادت جميع التجارب الأربع التوقعات الإيجابيّة بتخفيف الألم بشكلٍ ملحوظ.
• إضافةً إلى ذلك، قام الباحثون بدراسة فاعليّة الوخز بالإبر، عن طريق دراسة تأثيرها بمُساعدة أجهزة الرنين المغناطيسي الوظيفي للنظر في تأثيره على بعض المناطق في الدماغ.

على الرغم من الفوائد العديدة للوخز بالإبر، وما أهلها للاستخدام الطبيّ واسع الانتشار، قد يترتّب عن استخدامها الإصابة ببعض الآثار الجانبيّة، والتي تتلخّص بالآتي:^[١٢]

• الشعور بالألم.
• النزيف الموضعي في المنطقة التي تم تطبيق العلاج فيها.
• الكدمات في موقع إدخال الإبرة.
• فقدان التوازن المؤدي إلى الإغماء.
• العدوى البكتيريّة.

ويتضح من ما ذكر سابقًا أنه يوجد دور فعال لبعض الأعشاب والطرق الطبيعية في التخفيف من الأعراض المصاحبة للاعتلالات العصبية التي قد تؤدي إلى الإصابة بتنميل القدمين، ولكن يجب دائمًا استشارة الطبيب المختص قبل القيام بأي منها.

المراجع

1. ↑ "Why are my legs and feet numb?", www.medicalnewstoday.com. Edited.
2. ^ ^{أ ب ت ث ج ح خ} "Peripheral Neuropathy Natural Treatments", www.healthline.com. Edited.
3. ↑ "Peripheral Neuropathy Due to Vitamin Deficiency, Toxins, and Medications", www.ncbi.nlm.nih.gov. Edited.
4. ↑ "Multivitamin Side Effects", www.drugs.com. Edited.
5. ↑ "Could The Hot Stuff In Chili Peppers Ease Your Tingling Nerve Pain?", www.sciencedaily.com. Edited.
6. ↑ "Health Benefits of Cayenne", www.verywellfit.com. Edited.
7. ↑ "Cold Showers vs. Hot Showers: Which One Is Better?", www.healthline.com. Edited.
8. ↑ "Can Essential Oils Treat Neuropathy in People with Diabetes?", www.healthline.com. Edited.
9. ↑ "Everything you need to know about essential oils", www.medicalnewstoday.com. Edited.
10. ↑ "Living with Neuropathy: Meditation", www.foundationforpn.org. Edited.
11. ↑ "Acupuncture", www.foundationforpn.org. Edited.
12. ↑ "Acupuncture", www.health.harvard.edu. Edited.