واجبنا تجاه الإساءة للرسول

كتابة:
واجبنا تجاه الإساءة للرسول

مكانة الرسول في الإسلام

اصطفى الله تعالى محمد -صلّى الله عليه سلّم- للرسالة، وأعطاه -عزّ وجلّ- مكانة ومنزلة خاصة، فقد تعبّد الله تعالى عباده بالتأدّب مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد ضرب الله تعالى أعظم الأمثلة في احترامه وإكرامه -عليه الصلاة والسلام، ومن هذه الأمثلة أنّ الله تعالى لم يخاطب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في اسمه في القرآن الكريم إلّا وقد أضاف له شرف الرسالة والنبوة، حيث قال في محكم كتابه: {سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ}،[١] وقال أيضاً: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّـهِ}،[٢] وقد كرّم الله تعالى رسوله بأن أخذ له العهد والميثاق على النبيين جميعهم، وكان خاتم الأنبياء والمرسلين، واصطفاه برسالة عالميةً لكافة الناس، وأيّده بمعجزة القرآن الكريم الخالدة ليوم القيامة، وقد وصفه -عزّ وجلّ- بأنه رحمةً للعالمين، كما أنّ الله -عزّ وجلّ- قد اختصَّه بأمور في ذاته في الآخرة؛ كالوسيلة، والفضيلة، والشفاعات العظمى، والكوثر، والحوض، وأنّه أول من تُفتَح له أبواب الجنّة، والكثير من الأمول الخاصة به -عليه الصلاة والسلام-.[٣]


واجبنا تجاه الإساءة للرسول

تعرّض رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لهجمة شرسة من الإساءة له، ممّا أوجب على المسلمين الوقوف والتصدي لها، وفيما يلي ذكر بعض الأمور التي يجب على المسلمين القيام بها:[٤]


القراءة في سيرة الرسول، والتعرف عليها

ففي قراءة السيرة النبوية يتعرف المسلم على نبيّه، ويستطيع أن يُعرّف الآخرين عليه، فتكون وسيلة للتقرّب إليه -عليه الصلاة والسلام-، واتباعه، والدفاع عنه.


التحلّي بأخلاق رسول الله

وذلك بالتخلّق بأخلاقه -صلّى الله عليه وسلّم- الحميدة، مثل الكرم، والوفاء، والرحمة، والصدق، ففي ذلك إثبات لأخلاقه -عليه الصلاة والسلام- الحسنة في المجتمع.


توقير اسم رسول الله

وذلك اقتداءً بتشريف الله تعالى له في ذلك، فلا يُذكر اسمه مجرداً إلّا وقد اقترن بتشريف الرسالة.


توقير أحاديث رسول الله

فقد روي عن سعيد بن المسيب -رحمه الله تعالى- أنّه سُئل ذات مرّة عن حديثٍ لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وكان وقتها مضطجعاً في مرضه، فعندما سٌئل جلس وحدّث به، فقيل له: "وددت أنّك لم تتعَنَّ"، فقال: "كرهت أنّ أحدث عن رسول الله وأنا مضطجع".


الدفاع عن رسول الله أمام من ينتقص من قدره

فيجب على كل مسلم أن يدافع عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أمام من يهين مكانته، أو يسيء لسنته -عليه الصلاة والسلام-، ويعدّ ذلك من أشكال الجهاد باللسان كمّا ذكر العلماء.


التصدّي لحملات التشويه

وذلك من خلال نشر الأحاديث الصحيحة منها، والإعراض عن المكذوب منها، فبذلك يدفع المسلم الشبهات عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وعن سيرته، وعن آل بيته الكرام، حيث قال الله تعالى: {إِلّا تَنصُروهُ فَقَد نَصَرَهُ اللَّـهُ}،[٥] وفي ذلك دليل على أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- منصور لا محالة.[٦]


وحدة الصف وضبط النفس

فتوحيد الأمة على كلمة الحق، وعدم التعجّل إلى أي تصرف قد يحسب ضدّ المسلمين، يضعف أهل الباطل.[٧]


المراجع

  1. سورة سورة الإسراء، آية:1
  2. سورة سورة الفتح، آية:29
  3. "مكانته صلى الله عليه وسلم"، طريق الإسلام، 9/12/2013، اطّلع عليه بتاريخ 30/12/2021. بتصرّف.
  4. د. أنس محمد الغنام (18/11/2019)، "ما هو واجبنا تجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ "، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 30/12/2021. بتصرّف.
  5. سورة سورة التوبة، آية:40
  6. خالد الخراز، كتاب موسوعة الأخلاق، صفحة 282. بتصرّف.
  7. "واجب المسلمين تجاه من سخر من النبي الكريم"، إسلام ويب، 8/2/2006، اطّلع عليه بتاريخ 30/12/2021. بتصرّف.
27340 مشاهدة
للأعلى للسفل
×