آلام الكتف
تُعدّ الكتف من الأجزاء التي يُعتَمَد عليها بصورة أساسية للحركة اليومية، وعند إصابته لسبب أو لآخر فإنّ ذلك يُعيق الحركة ويُسبب الكثير من الألم وعدم الراحة، كما تحتوي الكتف على مفاصل ترتبط بثلاث عظمات رئيسة؛ وهي: عظمة الترقوة، وعظمة لوح الكتف، وعظمة العضد أو الذراع.
تُعدّ مفصل الكتف من المفاصل الأكثر حركةً في الجسم، إذ يسمح بحركة الذراع دائريًا وإلى الأمام والخلف وإلى الأعلى والأسفل، كما يحتوي على مجموعة من الأوتار التي تربط العضلات بالعظام، وحدوث أيّ خلل في هذه الأوتار يؤدي إلى صعوبة رفع الذراع وتحريكها، وتتعدّد أسباب الآلام التي تصيبه، فتتدرّج من الأسباب البسيطة؛ مثل: الأعمال اليدوية المتكررة، والإفراط في استخدام الكتف، أو التمارين الرياضية العنيفة، وتقدُّم العمر، إلى الأسباب الشديدة؛ كالإصابة ببعض الأمراض؛ مثل: أمراض العمود الفقري، وأمراض الكبد والمرارة، ولحُسن الحظ يوجد العديد من العلاجات المنزلية لهذا الألم، كما يتوفر العلاج الطبيعي والعلاج الدوائي، وأحيانًا الجراحة في الحالات المتقدمة.[١]-
أسباب آلام الكتف
يوجد العديد من الأسباب المحتملة للإصابة بآلام في الكتف، ومنها ما يأتي:[٢]
- التهاب الجراب: يُعرَف الجراب بأنّه مجموعة من الأكياس الصغيرة المملوءة بالسائل الزُلالي، وتوجد هذه الأكياس في مفاصل الجسم جميعها؛ بما في ذلك مفصل الكتف، وتُعد بمنزلة وسائد تفصل بين العظام والأنسجة الرخوة المغطّاة، وتُقلّل الاحتكاك بين العضلات والعظام، ويحدث التهاب الجراب بسبب تورم مجموعة الأوتار التي تُشكِّل القبة المدورة، أو التهاب جزء من شفرة الكتف.
- التعرُّض للكسور: فقد تحدث آلام الكتف في بعض الحالات نتيجة الإصابة بكسور مختلفة في عظمته، أو عظمة الترقوة، أو عظمة الذراع العلوي؛ بسبب التعرض للسقوط أو حادث سيارة، وتتسبب الكسور غالبًا في الشعور بالألم الشديد، والتورُّم حول الكتف.
- التهاب الأوتار: تُعدّ أوتار الكفة المدوّرة من أكثر الأوتار إصابةً في الكتف، إذ تتكوّن من أربع عضلات صغيرة، وأوتارها تغطّي رأس عظم الذراع العلوي، ويُقسّم التهاب الأوتار نوعين؛ وهما:
- الالتهاب الحاد، الذي يحدث عند الإفراط في استخدام الكتف؛ مثل: ممارسة رياضة رمي الكرة أو الأنشطة المختلفة.
- الالتهاب المزمن، يحدث نتيجة الإصابة بالأمراض التنكسية؛ كالتهاب المفاصل، وأمراض المفاصل المرتبطة بتقدم السّن.
- تمزُّق الأوتار: ينجم تمزّق الأوتار عن إصابة حادة فيها، أو الأمراض التنكسية نتيجة تقدم السِّن، وقد يبدو التمزُّق جزئيًا فينفصل الوتر بصورة جزئية عن العظم، أو كُلّيًّا يؤدي إلى الانفصال الكامل عن العظم.
- الاصطدام: التعرُّض لصدمة حادة في شفرة الكتف أو الأنسجة الأساسية يؤدي إلى الشعور بالألم فيه، وقد يسبب التهاب الجراب والأوتار، مما يزيد من حدة الألم ويُقلل الحركة.
- خلع الكتف: يحدث عند انفصال عظمة الذراع العلوية عن عظمة لوح الكتف نتيجة إصابة مفاجئة أو الاستخدام المفرط، وعند الإصابة بخلع الكتف تتكرر الاضطرابات والإصابات فيه، ويزيد خطر الإصابة بالتهاب المفاصل.
- التهاب المفاصل: يحدث ألم الكتف بسبب التهاب المفاصل، الذي يصاحبه العديد من الأعراض؛ مثل: التورم، والألم، والتصلب.
- هشاشة العظام: فقد تتطور ببطء وتتفاقم مع مرور الوقت.
تشخيص آلام الكتف
توجد عدة فحوصات تسهم في الكشف عن الإصابة أو الحالة المسببة لآلام الكتف، ومن هذه الفحوصات ما يأتي:[٣]
- الأشعة السينية: تكشف هذه الأشعة عن وجود أيّ تضيُّق بين عظام العمود الفقري، أو التهاب المفاصل، أو الأورام، أو الانحراف بين الفقرات، أو الشقوق في العظام، أو الانزلاقات في الغضاريف، أو تضيُّق القناة الشوكية، أو عدم استقرار العمود الفقري.
- أشعة الرنين المغناطيسي: تكشف هذه الصورة عن المشكلات المتعلقة بالأعصاب، بالإضافة إلى الاضطرابات في الأوتار والغضاريف.
- الأشعة مقطعية: تُستخدم هذه الأشعة بديلًا من الرنين المغناطيسي في بعض الأحيان.
- التخطيط الكهربائي للعضلات: يكشف هذا الفحص عن سرعة نقل الأعصاب، ويستخدم في بعض الأحيان للكشف عن آلام العنق أو الكتف أو الذراع، والتنميل والخدر فيها.
علاج آلام الكتف
إنّ الخطوة الأهم في علاج أيّ ألم في العضلات أو المفاصل البحث عن المسبب وعلاجه، لكن يُسكّن الألم ويُخفّف بعدة طرق بعضها طبي ودوائي، وبعضها طبيعي، وتتضمن طرق العلاج المتبعة الآتي:[٤]
- العلاجات الطبيعية: تشتمل على ما يأتي:
- الملح الإنجليزي، تُستخدَم هذه الطريقة لعلاج أي ألم في العضلات والمفاصل، إذ يحتوي هذا الملح على نسبة مرتفعة من المغنيسيوم والأملاح المعدنية، ويُسهّل على الجلد امتصاص هذه المواد وتسكين الألم بسرعة، كما يسهم في تخفيف الالتهابات، ويُقاوم تشنج العضلات، فضلًا عن قدرته على إرخائها فورًا.
- الحرارة والثلج، تعتمد هذه الطريقة على تعريض المنطقة المصابة للحرارة باستخدام كيس الرمل أو الجل أولًا لمدة 20 دقيقة، ثم تعريضها مباشرةً لكيس بارد لمدة 20 دقيقةً أخرى، وهذه الطريقة من شأنها تخفيف الألم وتخدير المنطقة المُصابة.
- الحركة والتمارين، تتسبب قلة الحركة في تصلب العضلات والمفاصل، مما قد يسبب الآلام عند الحركة، لذلك فإنّ التمرين والحركة باستمرار وسيلة ممتازة للوقاية من هذه المشكلات، بالإضافة إلى أنّ تقوية العضلات تخفّف الضغط على المفاصل والعظام.
- تخفيف الوزن -إن أمكن-، يزيد الوزن من الحِمل على العظام والعضلات والأوتار والغضاريف؛ لذلك فإنّ خسارة الوزن الزائد تُعدّ من الأمور الجوهرية للتخلص من المشكلات التي قد تصيب أي مكان في الجسم يتعرض للضغط.
- تعديل النظام الغذائي، إذ يُعدّ هذا النظام ضروريًا للوقاية من الالتهابات، كما أنّ تناول الخضروات والفواكه الطازجة يمدّ الجسم بمضادات الأكسدة التي تُكافح الشيخوخة والأمراض التنكُسية المتعلقة بها، وتُعدّ إضافة أوميغا 3 إلى النظام الغذائي من خلال تناول الأسماك وبذور الشيا والجوز مفيدة للوقاية من الالتهابات.
- الكولاجين، يُعدّ الكولاجين أحد أنواع البروتين الموجودة في الجسم، وله العديد من الوظائف؛ منها بناء المفاصل، والحفاظ على الأنسجة الضامة قويةً، ويحافظ على الجلد والشعر، ويقلل التهاب المفاصل، ويُحصَل عليه من المكملات المتوفرة، أو من بعض الأطعمة؛ مثل: لحوم الأبقار، والدجاج، وأغشية قشر البيض.
- المكملات الغذائية، يوجد العديد من المكملات التي تُسهم في تخفيف ألم الكتف وتحسين الصحة العامة، ومنها ما يأتي:
- الإنزيمات المحللة للبروتين التي تُعدّ من بدائل الأسبرين، إذ تُقلل الألم وتُسرِّع التعافي، ومنها البروميلين الموجود في فاكهة الأناناس.
- الأعشاب المضادة للالتهابات، تتضمن الكركم والزنجبيل، ولها دور فعال في الحد من الالتهابات في أنحاء الجسم كلها.
- الأحماض الدهنية الأساسية، وأهمها أحماض أوميغا 3 التي تُكافح الالتهابات، ويُعدّ سمك السلمون والسردين وبذور الكتان وبذور الشيا والجوز مصادر جيدةً للأوميغا 3.
- الأملاح تُقلل الألم العضلي، وتتحكم باحتباس السوائل في الجسم وإزالة السموم، ومنها البوتاسيوم والصوديوم، ويُحصَل عليها عند تناول الفواكه؛ مثل: الموز، والأفوكادو، والخضروات الورقية، والبطاطا الحلوة، وماء جوز الهند من السوائل التي تتمتع بتوازن جيد في الأملاح لتسريع عملية الشفاء.
- الكالسيوم وفيتامين (د)، تحتاج العظام والأسنان إلى الكالسيوم الذي يُمتصّ من الطعام أو المكملات الغذائية، فيساعد هذا الفيتامين في امتصاصه.
- العلاجات الطبية: تتضمن العلاجات الطبية المستخدمة ما يأتي:[٥]
- مسكنات الألم؛ مثل: الأيبوبروفين، والأسبرين، التي تؤخذ دون وصفة طبية بجرعات محددة.
- حقن الستيرويد المخدرة التي يحقنها الطبيب في الكتف مباشرةً لتسكين الألم.
- العلاج الطبيعي الذي يزيد من قوة الكتف ومرونة العضلات.
- الرافعة لتثبيت الكتف والذراع، والمحافظة على هياكل المفاصل في مواضعها.
- الجراحة، يُلجََأ إليها في الحالات التي لا تستجيب للعلاج، أو عند تكرار خلع الكتف أو التمزُّق.
المراجع
- ↑ "What Causes Shoulder Pain?", www.healthline.com,29-2-2016، Retrieved 14-10-2019. E-dited.
- ↑ "Shoulder Pain and Common Shoulder Problems", orthoinfo.aaos.org, Retrieved 14-10-2019. Edited.
- ↑ "Pain Management: Neck and Shoulder Pain", www.webmd.com,25-4-2019، Retrieved 14-10-2019. Edited.
- ↑ "6 Natural Remedies for Bone and Joint Pain", draxe.com, Retrieved 10-7-2018. Edited.
- ↑ Sunali Wadehra (22-1-2019), "What to know about front shoulder pain"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 14-10-2019. Edited.