ورم الغدة النخامية وهرمون الحليب

كتابة:
ورم الغدة النخامية وهرمون الحليب

الغدة النخامية

تُعدّ الغدّة النخامية أهمّ الغدد الصم من حيث التحكّم بالهرمونات التي ينتجها الجسم بشكل عام، فهي المسؤولة عن عمل معظم الغدد الصم الأخرى، وهي غدّة صغيرة الحجم تزن أقل من جرام واحد، وتقع أسفل الدماغ في مركز الرأس تقريبًا، وتقوم هذه الغدّة بإفراز كلّ من الهرمونات المنظّمة لغدّة الكظر والغدد التناسلية وهرمون النمو وهرمون الحليب -أو البرولاكتين- وغيرها، كما أنّها تملك جزءًا خلفيًا تختزن فيه العديد من الهرمونات التي يتمّ إنتاجها من الوطاء ليتمّ تحريرها عند الحاجة، ومن الممكن أن تُصاب الغدة النخامية بالعديد من الأورام والسرطانات، وسيتم الحديث في هذا المقال عن ورم الغدة النخامية وهرمون الحليب. [١]

الورم المفرز لهرمون الحليب

إنّ أشيع أنواع الغدة النخامية على الإطلاق هو الورم المفرز لهرمون الحليب -أو ما يُعرف بالبرولاكتينوما-، وبالتالي فإنّ هناك علاقة واضحة طبيًا بين ورم الغدة النخامية وهرمون الحليب، وهذا الورم من الأورام الغدّية Adenoma، أي الأورام التي تقوم بحدّ ذاتها بإنتاج الهرمونات، ويشكّل هذه الورم ما نسبته 30% أو أكثر من أورام الغدّة النخامية الغدية، ومن الجدير بالذكر أنّ الغالبية العظمى من أورام النخامى تُعدّ غير سرطانية -أو حميدة-، ومن الممكن أن تحصل إمّا نتيجة للعديد من الحالات الوراثية، أو للمتلازمات التي تترافق مع العديد من الاضطرابات الغدّية.

ويحدث هذا الورم بشكل رئيس عند من هم أقل من 40 عام، كما أنّه أشيع عند النساء من الرجال، ولكنّه نادر الحدوث عند الأطفال، وعند حدوثه غالبًا ما يشغل حيزًا صغيرًا للغاية، أي أقل من سنتمتر واحد في قطره، وغالبًا ما تكون هذه الأورام الصغيرة عند النساء، أمّا البرولاكتينوما كبير الحجم يحدث بشكل رئيس عند الرجال كبيري السنّ، ومن الممكن أن يصل إلى حجم واضح وكبير قبل ظهور أعراضه، وغالبًا ما يتمّ كشف هذا الورم عند النساء قبل الرجال نظرًا لتغير الدورات الشهرية عندهنّ نتيجة للإفراز المفرط لهرمون الحليب. [٢]

ورم الغدة النخامية وهرمون الحليب

إن العلاقة بين ورم الغدة النخامية وهرمون الحليب تأتي بشكل رئيس من الأعراض التي تتسبّب بها زيادة إفراز هرمون الحليب من هذا الورم، بالإضافة إلى الأعراض التي تنجم عن الضغط المباشر من الورم فعليًا على الأعضاء والعناصر الحيوية المجاورة، ومن الممكن أن يكون هذا السبب هو الوحيد الذي يكشف البرولاكتينوما عند المريض، ولكن بشكل عام يمكن تمييز نوعين من الأعراض بحسب الجنس، حيث يمكن أن يتظاهر ورم الغدة النخامية وهرمون الحليب المفرط عند النساء بما يأتي: [٣]

  • غياب انتظام الدورة الشهرية، أو غياب الدورة الشهرية بالكامل.
  • نزول الحليب من الثديين دون وجود الحمل أو الإرضاع الطبيعي.
  • الألم أثناء الجماع نتيجة للجفاف المهبلي الناتج عن التغيرات الهرمونية.
  • زيادة ظهور حبّ الشباب ونمو الأشعار في العديد من المناطق، حتّى غير المألوفة منها عند المرأة، كالوجه على سبيل المثال.

أمّا عند الرجال، يمكن أن تتظاهر زيادة نسبة هرمون الحليب ما يأتي:

  • ضعف الانتصاب.
  • انخفاض في نمو أشعار الجسم والوجه.
  • ضخامة الثديين بشكل غير شائع -أو ما يُعرف بالتثدّي-.

أمّا عند الجنسين، يمكن أن يتظاهر البرولاكتينوما أو ورم الغدّة النخامية بما يأتي:

  • ضعف الكثافة العظمية.
  • نقص في إفراز الغدّة النخامية للعديد من الهرمونات الأخرى نتيجة لضغط الورم على بقية أجزاء الغدّة، وهذا الأمر يمكن أن يترافق مع نقص إنتاج العديد من هرمونات الغدد الأخرى.
  • نقص الرغبة الجنسية.
  • الصداع.
  • اضطرابات الرؤية.
  • العقم.

وكما تمّت الإشارة سابقًا، غالبًا ما يتم كشف الأعراض عند النساء بشكل أبكر من الرجال، وذلك بسبب عدم انتظام الدورة الشهرية الذي يحصل نتيجة للاضطراب الهرموني، بينما يمكن أن يتأخر الكشف عن الورم عند الرجال حتّى تتظاهر الأعراض والعلامات الانضغاطية بسبب الورم، كالصداع وتشوّش الرؤية وغيرهما.

تشخيص ورم الغدة النخامية

بعد الحديث عن العلاقة بين ورم الغدة النخامية وهرمون الحليب، لا بدّ من ذكر طرق تشخيص هذا الورم، فمن الممكن أن يشكّ الطبيب بهذا الورم عند كلّ قيمة برولاكتين أعلى من الحدّ الطبيعي في فحص الدم، والتي غالبًا ما يتم طلبها عند وجود أعراض انقطاع أو اختلاف في انتظام الدورة الشهرية أو ثرّ الحليب غير المتوقّع أو ضعف الرغبة الجنسية عند النساء، وبناء على تلك القيمة يمكن أن يبدأ الطبيب بفحص وظيفة الغدة الدرقية، بالإضافة إلى السؤال عن مختلف الأعراض التي يعاني منها الشخص، حيث يمكن أن يؤدّي هذا الورم إلى إحداث خلل في مختلف قيم الهرمونات نتيجة للضغط على الخلايا الفعّالة في الغدة النخامية.

وعادة ما يتم الحصول على تأكيد للتشخيص أو نفيه باستخدام جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي MRI، فهو الفحص الأكثر دقة فيما يخصّ آفات الدماغ صغيرة الحجم، كما يمكن الحصول على صورة جيدة الفعالية باستخدام الطبقي المحوري CT، إلّا أنّه أقل دقّة أو حساسية من الرنين المغناطيسي في كشف البرولاكتينوما، والذي يستطيع الكشف أيضًا عن تأثير الورم على الأعضاء الحيوية المحيطة به بشكل عام. [٤]

علاج ورم الغدة النخامية المفرز لهرمون الحليب

يمكن للعديد من الأدوية أن تُساعد في تقليل حجم البرولاكتينوما، خصوصًا عند كونه صغيرًا، وهذا الأمر يمكن أن يُساعد ما يُقارب 80% من الأشخاص الذي يملك الورم، وتتضمّن الأدوية التي تُستخدم في هذا المجال البروموكريبتين والكابيرجولين، حيث تقوم هذه الأدوية بتقليل إنتاج البرولاكتين بشكل عام، وعادة ما ينفع هذا الأمر باستعادة النساء للدورات الشهرية التي فقدنها، كما يمكن أن يستعدن الخصوبة -أي يزول العقم الحاصل مؤقتًا-.

وعند فشل الأدوية في التخلص من الأعراض أو عند وجود الأعراض التي تحدث لأسباب انضغاطية، يمكن أن يقترح الطبيب إجراء جراحة لإزالة هذا الورم عبر التجاويف الأنفية، ومن الممكن أن تُساعد هذه العملية في استعادة التوازن الهرموني الطبيعي عند ما يُقارب 80% من الذين يملكون الأورام صغيرة الحجم، إلّا أنّها تنجح فقط بنسبة 30% إلى 40% في الأورام كبيرة الحجم.

كما يمكن اقتراح إجراء العلاج الشعاعي عند الأشخاص الذين لا يستفيدون من الجراحة أو العلاج الدوائي، حيث يمكن الاستفادة من هذا العلاج عند ما يُقارب ثلث المرضى. [٥]

المراجع

  1. "Pituitary gland", medlineplus.gov, Retrieved 13-07-2019. Edited.
  2. "Prolactinoma", medlineplus.gov, Retrieved 13-07-2019. Edited.
  3. "Prolactinoma", www.mayoclinic.org, Retrieved 13-07-2019. Edited.
  4. "Prolactinoma (Pituitary Tumor)", www.medicinenet.com, Retrieved 13-07-2019. Edited.
  5. "What Is a Prolactinoma?", www.webmd.com, Retrieved 13-07-2019. Edited.
4584 مشاهدة
للأعلى للسفل
×