وصايا لقمان الحكيم لابنه

كتابة:
وصايا لقمان الحكيم لابنه

لقمان الحكيم

لقمان الحكيم هو عبد من عباد الله الصالحين الّذين اختصّهّم سبحانه بالحكمة والفهم، كما حكا بعض أهل العلم أنّ لقمان كان نبيّا ولكنّ الراجح أنّه عبدٌ صالح وليس نبيًّا، وقد ذكره ابن كثير في البداية والنهاية فقال عنه: "لقمان بن عنقاء بن سدون، ويُقال: لقمان بن ثاران، وكان نوبيًّا من أهل الصلاح، ذا عبادة وعبارة وحكمة عظيمة، ويُقال: كان قاضيًا في زمن داود -عليه السلام- فالله أعلم"، والأخبار عن لقمان الحكيم ومولده وحرفته كثيرة ولكن الثابت منها قليل، وفي القرآن الكريم سورة باسم لقمان وفيها قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ}،[١] كما حكت السورة الكريمة وصايا لقمان الحكيم لابنه وهو ما سيتم استعراضه في هذا المقال.[٢]

وصايا لقمان الحكيم لابنه

إنّ لقمان الحكيم هو مثال ونموذج للأب الصالح الناصح فالتربية مَهمّة عظيمة وينبغي على الآباء والأمهات الرجوع إلى سيَر الأنبياء والأولياء والصالحين لتعلّم أُسس التربية ومعرفة ما هي الأمور التي يجب أن يُركّز عليها المسلم في تنشئة أولاده وتهذييهم، وقد حوت وصايا لقمان الحكيم لابنه الكثير من الفوائد وأعطت قائمة بالأولويات حيث بدأت بعظائم الأمور ثمّ تدرّجت في النُصح والإرشاد لتُشكّل منهجًا قويمًا في التربية والسلوك الحسن، وقد تمّ ذِكر وصايا لقمان الحكيم لابنه في سورة لقمان وفيما يأتي عرضٌ لهذه الوصايا مع شواهدها القرآنية:[٣]

  • النهي والتحذير من الشرك بالله: وبيان عظيم أثره وأنه مهلكة للإنسان؛ وذلك في قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.[٤]
  • التعريف بسعة علم الخالق العظيم: وتعزيز شعور المراقبة الربانية في النفس البشرية، والدليل قوله تعالى: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}.[٥]
  • إقامة الصلاة: والمحافظة عليها والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع التخلّق بخلق الصبر والاستعانة به في جميع مناحي الحياة، وهذا ما حكاه سبحانه بقوله: {يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}.[٦]
  • النهي عن الكِبْر والحث على التواضع: ومقابلة الناس بالبشاشة والابتعاد عن الغرور والاختيال؛ وشاهد هذه الوصايا قوله -تعالى- على لسان لقمان: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}.[٧]
  • الاعتدال والتوازن في المشي: وعدم رفع الصوت هي من الآداب التي علّمها لقمان لابنه، حيث قال -تعالى- على لسان عبده لقمان: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ}.[٨]

أهمية الإرشاد في التربية

إنّ وصايا لقمان الحكيم لابنه تُبرز وتوضّح ضرورة الإرشاد والتوجيه الصحيح في التربية، وخصوصًا بعد ثورة المعلومات وإحساس الكثير من الشباب بالضياع والتشتّت وعدم إيجاد الذات والهدف الصحيح، ولذلك فإنّ مسؤولية تنمية الأخلاق الحسنة ذات الآثار الإيجابية على الفرد والمجتمع تقع على عاتق المربيّن سواء كانوا آباءً وأمهات أم مربيّن في دور العلم وغيرها، وهذا لا يتطلب تخصصًّا وعلمًا إذ إنّ التجربة الإنسانية هي خير معلّم فالأب يستطيع أن يُرشد أبناءه ويترك لهم إمكانية التصرف بعد إرساء القواعد الأساسية، وفيما يأتي جملة من هذه القواعد والإرشادات المُستقاة من كتاب الله وسنّة نبيّه:[٩]

  • معرفة النفس بقدراتها ومتطلباتها والابتعاد عن التقليد المذموم.
  • الاشتراك في الأنشطة الاجتماعية والأعمال التطوعيّة وانتقاء أصدقاء صالحين ليكونوا عونًا للإنسان في دينه ودنياه.
  • التفكّر في عظمة الله وقدرته، والتفكير السليم المبني على ترتيب الأولويات والحفاظ على التوازن والاعتدال في جميع جوانب الحياة.
  • العمل المتقن من خلال التركيز على القدرات الموجودة والحرص على تطويرها وتجنب أخطاء الماضي والاستفادة منها لحلِّ المشكلات بطريقة سليمة.

المراجع

  1. سورة لقمان، آية: 12.
  2. "شجرة لقمان الحكيم"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-01-2020. بتصرّف.
  3. "موعظة لقمان الحكيم"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-01-2020. بتصرّف.
  4. سورة لقمان، آية: 13.
  5. سورة لقمان ، آية: 16.
  6. سورة لقمان، آية: 17.
  7. سورة لقمان، آية: 18.
  8. سورة لقمان، آية: 19.
  9. "قواعد في توجيه وإرشاد الشباب"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 13-01-2020. بتصرّف.
4467 مشاهدة
للأعلى للسفل
×