وصف السيدة عائشة للرسول

كتابة:
وصف السيدة عائشة للرسول

كان خلقه القرآن

وصفت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- فقالت: (كان خُلُقُه القرآنَ)،[١] فقد سأل أحد التابعين ممن لم يشاهدوا النبي -صلى الله عليه وسلم- السيدة عائشة -رضي الله عنها-؛ عن خلق النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقالت: كان خلقه القرآن، أي كما هو في القرآن في قوله -تعالى-: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)،[٢] فكان -صلى الله عليه وسلم- على خلق عظيم في كل الأخلاق المحمودة.[٣]

وقال سيدنا علي -رضي الله عنه-: "خلقه القرآن أي أدبه القرآن، وقيل: رفقه بأمته وإكرامه إياهم"، وقال قتادة: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأتمر بالقرآن وينتهي بما نهى الله -تعالى- بالقرآن"، وقيل:" إنك على طبع كريم، ولم يذكر خلقًا محمودًا إلا وكان له -صلى الله عليه وسلم- منه أوفر الحظ، وإنما سمي خلقه عظيماً لاجتماع مكارم الأخلاق فيه -صلوات ربي وسلامه عليه-".[٤]

ما ضرب بيده شيئًا قط

وعنها -رضي الله عنها- أنها قالت: (ما ضَرَبَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- شيئًا قَطُّ بيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إلَّا أَنْ يُجَاهِدَ في سَبيلِ اللهِ، وَما نِيلَ منه شيءٌ قَطُّ، فَيَنْتَقِمَ مِن صَاحِبِهِ، إلَّا أَنْ يُنْتَهَكَ شيءٌ مِن مَحَارِمِ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ).[٥]

لم يضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيده امرأةً ولا خادمًا أبدًا، وربما خُصّا بالذكر اهتمامًا بشأنهما، ولكثرة وقوع ضرب المرأة والخادم في العادة.[٦]

يختار أيسر الأمرين وينتقم لحرمات الله فقط

وعنها -رضي الله عنها- أنها قالت: (ما خُيِّرَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بيْنَ أمْرَيْنِ إلَّا اخْتارَ أيْسَرَهُما ما لَمْ يَأْثَمْ، فإذا كانَ الإثْمُ كانَ أبْعَدَهُما منه، واللَّهِ ما انْتَقَمَ لِنَفْسِهِ في شيءٍ يُؤْتَى إلَيْهِ قَطُّ، حتَّى تُنْتَهَكَ حُرُماتُ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمُ لِلَّهِ).[٧]

إذا تم تخيير النبي -صلى الله عليه وسلم- بين أمرين أحدهما أيسر من الآخر؛ فإنه -صلى الله عليه وسلم- يختار الأيسر لأنه قد بعث رحمة للعالمين؛ ولأن التخفيف فيه إحسان إلى الغير سواءً أكانوا عمال أو خدماً أو غيرهم، ولا ينتقم ممن آذاه ولا يغضب إلا لحرمات الله.[٨]

كان في مهنة أهله

سُئلت السيدة عائشة -رضي الله عنها- ما كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَصْنَعُ في أهْلِهِ؟ فقَالَتْ: (كانَ في مِهْنَةِ أهْلِهِ، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ قَامَ إلى الصَّلَاةِ)،[٩] فمن تواضع النبي -صلى الله عليه وسلم أنه كان يساعد أهله في أمور البيت؛ فكان يشغله ما يشغل غيره من مهنة البيت، وكان يعين زوجته في أعمال البيت، وكان يصلح نعله بيده الكريمة.[١٠]

كان عمله دِيمة

عندما سُئلت السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن عمل النبي -صلى الله عليه وسلم- وإن كان يخص شيئًا من الأيام قالت: (لَا، كانَ عَمَلُهُ دِيمَةً، وأَيُّكُمْ يَسْتَطِيعُ ما كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَسْتَطِيعُ).[١١]

في هذا الحديث أخبرت السيدة عائشة -رضي الله عنها- أن عمل النبي -صلى الله عليه وسلم- كان دائِماً لا ينقطع، ولا يستطيع أن يقوم به غيره، فقد كان كثير الصلاة، كثير الخشوع، كثير الصيام والذكر -عليه أفضل الصلاة والسلام-.[١٢]

المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4811 ، صحيح.
  2. سورة القلم، آية:4
  3. إسماعيل بن كثير، تفسير القرآن العظيم، صفحة 207. بتصرّف.
  4. شمس الدين محمد الشافعي، السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير، صفحة 353. بتصرّف.
  5. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:2328 ، صحيح.
  6. علي الملا الهروي، مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، صفحة 3716. بتصرّف.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن ام المؤمنين عائشة، الصفحة أو الرقم:6786 ، صحيح.
  8. محمد الشنقيطي، شرح زاد المستقنع، صفحة 21. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:6039 ، صحيح.
  10. أحمد حطيبة، شرح رياض الصالحين، صفحة 13. بتصرّف.
  11. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:6466 ، صحيح.
  12. "شرح حديث كان عمله ديمة"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 17/2/2022. بتصرّف.
4588 مشاهدة
للأعلى للسفل
×