وصف النار وعذابها يوم القيامة

كتابة:
وصف النار وعذابها يوم القيامة

يوم القيامة

هو يوم الحساب، يوم طويل مديد لا يطيقه إنسان إلَّا ما شاء الله، يوم تشخص الأبصار ويوم تسودُّ وجوهٌ وتبيضُّ وجوه، يوم يعرض الخلق على ربِّ الخلق، ويبدأ الحساب ويوم ينقسم الناس إلى النار وإلى الجنة، وقد أرسل الله الرسل للناس تحذيرًا لهم من هذا اليوم، فمن تاب وأصلح فقد أفلح، ومن طغى وأذنب فقد خسر، قال تعالى في سورة آل عمران: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ} [١]، وهذا المقال سيتناول الحديث عن وصف النار وعذابها يوم القيامة إضافة إلى الحديث عن وصف الجنة ونعيمها.

وصف النار وعذابها يوم القيامة

إنَّ الحديث عن وصف النار وعذابها يوم القيامة حديث تقشعر له الأبدان، وترجف الأعصاب، حديث جاءَ في السنة النبوية الشريفة، وفي القرآن الكريم، فقد وصفها الله ورسوله تحذيرًا للناس أجمعين من هذا العذاب الأليم.

ممّا جاءَ في وصفِ النار في القرآن الكريم ما يأتي:

  • قال تعالى في سورة المدثر: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ} [٢]، في هذه الآية الشريفة توضيح إلى شدة عذاب النار يوم القيامة، فنار جهنَّم تشوي الوجوه، حارقة لا يُطيق إنس ولا جان، والله أعلم.
  • هي نار كبيرة عميق قرارُها، نارها ملتهبة بشكل لا يتصوَّره الإنسان، عميقة إلى حدٍّ يخرج من حدود العقل والمنطق البشريّ القاصر، قال تعالى: {إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ} [٣]، وهذا شهيق النار وغضبها الذي ينتج عن شدّة غليانها.
  • قسَّم الله تعالى جهنَّم، وجعل لها أبوابًا عدَّة، قال -سبحانه وتعالى-: {لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ} [٤].
  • جعل الله لأهل النار عذابًا لا يُطاق، فهم يُشْوونَ فيها فلا يموتون ولا يُقضى عليهم، ولا يُخَفَّفُ عنهم العذاب، بل هم باقون في العذاب ما قُدِّرَ لهم: {لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا} [٥][٦].

أمَّا فيما جاء من وصف النار في السنة النبوية المباركة:

  • جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "كنا مع رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذ سمع وجبةً، فقال النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: تدرون ما هذا؟، قال: قلنا: اللهُ ورسولُه أعلمُ، قال: هذا حجرٌ رُمِيَ به في النارِ منذ سبعينَ خريفًا، فهو يهوي في النارِ الآنَ، حتى انتهى إلى قعرِها" [٧].
  • عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: "أنَّ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- قرأ هذه الآيةَ : {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون}، قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: لو أنَّ قطرةً منَ الزَّقُّومِ قُطِرتْ في دارِ الدنيا؛ لأفسدتْ على أهلِ الدنيا معايِشَهم، فكيفَ بمنْ يكونُ طعامُهُ؟" [٨]، والله أعلم. [٩]

وصف الجنة

بعد وصف النار وعذابها، لا بدَّ من الحديث عن وصف الجنة في الإسلام، في القرآن الكريم والسنة النبوية، فقد وصف الله تعالى جنَّته ونعيمه في كتابه وأمر نبيَّه -صلَّى الله عليه وسلَّم- بوصفها للناس ترغيبًا لعبادته، فقد وعد كلَّ من يلتزم أوامره بالنعيم والخير الكثير.

جاء في وصف الجنة في القرآن الكريم ما يأتي:

  • قال تعالى: {وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّموَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [١٠].
  • قال تعالى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ} [١١].
  • قال تعالى في وصف الجنة أيضًا: {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [١٢].

جاء في وصف الجنة في السنة النبوية الشريفة ما يأتي:

  • قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الحديث القدسي: "قال اللهُ تعالى: أعددتُ لعبادي الصالحينَ، ما لا عينٌ رأتْ، ولا أذنٌ سمعتْ، ولا خطرَ على قلبِ بشرٍ، فاقرؤوا إن شئتم: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ}" [١٣]، والله أعلم [١٤].

المراجع

  1. {آل عمران: الآية 106}
  2. {المدثر: الآية 25-30}
  3. {الملك: الآية 7}
  4. {الحجر: الآية 44}
  5. {فاطر: الآية 36}
  6. أوصاف النار وأحوالها, ، "www.alukah.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 12-01-2019، بتصرّف
  7. الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الجزء أو الصفحة: 2844، حكم المحدث: صحيح
  8. الراوي: عبدالله بن عباس، المحدث: الترمذي، المصدر: سنن الترمذي، الجزء أو الصفحة: 2585، حكم المحدث: حسن صحيح
  9. إنها النار, ، "www.saaid.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 12-01-2019، بتصرّف
  10. {آل عمران: الآية 133}
  11. {الرعد: الآية 35}
  12. {الزخرف: الآية 71}
  13. الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الجزء أو الصفحة: 3244، حكم المحدث: صحيح
  14. وصف الجنة, ، "www.islamweb.net"، اطُّلِع عليه بتاريخ 12-01-2019، بتصرّف
3819 مشاهدة
للأعلى للسفل
×