في هذا المقال سيتم توضيح وظيفة القصبة الهوائية بالتفصيل، وما هي الحالات المرضية التي قد تؤثر على وظيفتها؟
القصبة الهوائية تمسى أيضًا بالرغامي، وهي أنبوب مرن قابل للتمدد تقع أمام المريء، ويبلغ طولها حوالي 15 سنتيمتر وقطرها 3 سنتيمتر، وتبدأ من الحنجرة وتمتد إلى أسفل القص مباشرة.
وتنقسم إلى جزئين متمثلين بالشعبتين الهوائيتين وهما الممران اللذان يصلان القصبة الهوائية بالرئتين اليمنى واليسرى، وسنتعرف فيما يأتي على وظيفة القصبة الهوائية وغيرها من المعلومات:
ما هي وظيفة القصبة الهوائية؟
تؤدي القصبة الهوائية وظيفتها بالتوازي مع المريء ولسان المزمار، حيث يعمل لسان المزمار على غلق القصبة الهوائية تلقائيًا أثناء تناول الطعام لمنع دخول الطعام أو الشراب إليها.
وتعد القصبة الهوائية من الأجزاء الرئيسية في الجهاز التنفسي، حيث تتمثل وظيفة القصبة الهوائية الأساسية بتوفير مجرى هوائي من وإلى الرئتين.
بالإضافة لوظيفة القصبة الهوائية الأساسية، إلا أنها تمتلك عدة وظائف أخرى تسهم في عملية التنفس بشكلٍ جوهري، وتتلخص وظائف القصبة الهوائية بالآتي:
1. توصيل الهواء
تكمن وظيفة القصبة الهوائية الأساسية في توفير ممر هوائي لتسهيل دخول وخروج الهواء عبر الرئتين، حتى تتم عملية الشهيق والزفير، أي استنشاق الهواء الغني بالأكسجين، وزفير غاز ثاني أكسيد الكربون.
2. الحماية من الأجسام الغريبة أو الأمراض
تُبطَّن القصبة الهوائية بغشاء مخاطي لزج يعمل على حبس الأجسام الضارة، مثل: البكتيريا، أو الفيروسات، أو المواد الغريبة التي تحاول الدخول إلى مجرى التنفس.
وبالتزامن مع وجود الخلايا الهدبية التي تحفز عملية السعال عند تهيجها ليتم طرد الأجسام الغريبة باتجاه الحنجرة على أن يتم طرحها خارج الجسم على شكل بلغم أو قد يتم ابتلاعها عن طريق المريء.
3. التنظيم الحراري للهواء
تساهم القصبة الهوائية في عملية تنظيم درجة حرارة الهواء الداخل والخارج عبر الرئتين.
حيث تعمل على ترطيب وتدفئة الهواء الداخل إلى الرئتين عندما يكون الهواء باردًا، وتبريد الهواء من خلال عملية التبخير عندما يكون الهواء ساخنًا.
ما هي أمراض القصبة الهوائية؟
قد تتعرض القصبة الهوائية لبعض المشكلات الصحية أو الإصابات التي من شأنها أن تؤثر على تركيبتها البنيوية أو قد تؤثر سلبًا على وظيفتها.
حيث يمكن أن يؤدي استنشاق المواد ضارة أو حتى الإصابة ببعض أنواع العدوى إلى حدوث تلفًا بالأنسجة الرغامية، أو العمل على إعاقة التنفس.
وبشكلٍ عام قد تتمثل اضطرابات القصبة الهوائية بالإصابة ببعض الالتهابات أو بعض الأمراض الوراثية أو تضيقها، وقد تحتاج إلى إجراء يسمى فغر الرغامي (Tracheostomy) للمساعدة على التنفس.
وفيما يأتي بيان لبعض المشكلات المرضية التي قد تؤثر على وظيفة القصبة الهوائية:
1. الاختناق
يحدث الاختناق عندما تكون القصبة الهوائية غير قادرة على طرد الأجسام الغريبة أو تعرضها لانسداد، مما يؤدي إلى عدم قدرة الأكسجين للوصول إلى الدماغ، ما يجعل الشخص عرضة للإغماء أو الوفاة.
2. تضيق القصبة الهوائية
ينتج تضيق القصبة الهوائية على أثر تعرضها لإصابة ما محدثةً ضرر في البنية التركيبية للقصبة الهوائية، مثل: تكوين الندبات، أو التليفات التي من شأنها أن تؤدي إلى تضيق مجرى الهواء.
وقد تشمل أسباب تضيق القصبة الهوائية الإصابة بالآتي:
- تضخم أو سرطان الغدة الدرقية.
- الالتهابات المعدية، مثل: الدفتيريا (Diphtheria).
- داء الساركويد (Sarcoidosis).
- سرطان الرئة.
3. التهاب القصبة الهوائية
يحدث التهاب القصبة الهوائية غالبًا عند الأطفال، ويكون نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية.
4. التهاب لسان المزمار
يحدث التهاب لسان المزمار نتيجة الإصابة بالبكتيريا المستدمية النزلية نوع ب (Hib)، إلا أن هذا النوع من العدوى أصبح أقل شيوعًا في يومنا هذا، وذلك بسبب التطعيم الروتيني ضد هذا النوع من البكتيريا.
5. الناسور الرغامي المريئي (Bronchoesophageal fistula)
يحدث الناسور الرغامي المريئي نتيجة عيب خلقي يتسبب في تشوهات في بنية المريء المعروف أيضًا بالرتق الرغامي.
والناسور الرغامي المريئي هو ممر غير طبيعي ينشأ بين القصبة الهوائية وبين المريء، بحيث يسمح بدخول الطعام المبتلع إلى القصبة الهوائية، ومن ثم إلى الرئتين.
مما يؤدي إلى صعوبة التنفس، والتقيؤ، والزُرقة أو الزراق نتيجة نقص الأكسجين، والاختناق.
6. سرطان القصبة الهوائية
وهو من أنواع السرطانات نادرة الحدوث، وقد يحدث نتيجة التدخين أو انتقال بعض أنواع السرطانات التي تصيب الأعضاء المجاورة للقصبة الهوائية، مثل: سرطان الحنجرة، أو سرطان الغدة الدرقية، أو سرطان الرئة.
7. تلين القصبة الهوائية
وهو عيب خلقي متمثل بضعف في التركيبة البنيوية لنسيج القصبة الهوائية الغضروفي، ويظهر عادةً لدى الأطفال الذين يعانون من رتق في المريء.