وقت وجوب زكاة الفطر

كتابة:
وقت وجوب زكاة الفطر

وقت وجوب زكاة الفطر

أوجب الله على عباده زكاة الفطر في وقت معين، ويحرم تأخيرها عن وقتها دون عذر، وإن تأخّر المسلم في إخراجها فإنها تبقى في ذمته ولو بعد حين، ويجب عليه حينها أن يتوب إلى الله ويستغفره ويؤدي القيمة الواجبة عليه،[١] وقد تعدّدت الأقوال في وقت وجوب زكاة الفطر بين الفقهاء إلى قولين، وذلك على النحو الآتي:[٢]

وهو مذهب الحنابلة، وأحد القولين عن الإمام الشافعي، ورواية عن الإمام مالك، وجماعة من فقهاء السلف.

  • إن زكاة الفطر تجب عند طلوع الفجر من يوم عيد الفطر

وهو مذهب الحنفية، ورواية أخرى عن الإمام مالك، والقول الأول للإمام الشافعي، وفي رواية عن الإمام أحمد بن حنبل، وبعض فقهاء السلف.

ويتفرّع من ذلك ما إذا أراد المسلم أن يُخرج زكاة الفطر في أول شهر رمضان أو أوسطه، وقد تعدّدت الأقوال في ذلك أيضاً على النحو الآتي:[٣]

  • مذهب الحنفية

ينصّ مذهب الحنفية على جواز تعجيل إخراجها، وأطلقوا هذا الجواز دون تحديده بوقتٍ معين حتى لو كان هذا الوقت قبل شهر رمضان.

  • المعتمد عن الشافعية، وأحد الأقوال الحنفية والحنابلة

ذهبوا إلى جواز إخراج زكاة الفطر من بداية شهر رمضان.

  • المالكية والحنابلة

ينصّ مذهب المالكية والحنابلة على جواز إخراج زكاة الفطر قبل يوم العيد بيوم أو يومين، ولا يجوز التعجيل فيها أكثر من ذلك.

  • رواية أخرى عن الحنابلة

ينصّ أحد الأقوال عند الحنابلة على جواز إخراج زكاة الفطر من منتصف شهر رمضان المُبارك.

مفهوم زكاة الفطر

يعود أصل لفظ الزكاة في اللغة إلى الفعل زكى؛ بمعنى الزيادة والتنمية والتكثير، أمّا الفطر فهو الصائم إذا أفطر، وتقوم العلاقة بين الزكاة والفطر في مصطلح زكاة الفطر على السببية؛ بحيث إنّ سبب هذه الزكاة هو الفطر، والفطر كذلك من الفطرة؛ أي الخِلقة التي خلق الله الناس عليها، وتسمّى زكاة الفطر وصدقة الفطر كذلك.[٤]

وقد عرفت زكاة الفطر في الاصطلاح الشرعي في كتاب المجموع بأنّها ما يكون من الزكاة على النفس والبدن، وفي معجم الفقهاء هي: مقدار معلوم من المال يتم إخراجه عن كل مسلم قبل صلاة عيد الفطر، ويتم صرفه في جهات مخصوصة.[٥]

الحكمة من زكاة الفطر

إنّ لزكاة الفطر العديد من الحِكم، ومنها:[٦]

  • تمام الصيام مما قد يقع من الصائم من اللغو في صيامه.
  • مساعدة الفقراء ومحاولة تغطية حاجاتهم في العيد وعدم سؤال الأغنياء.
  • المشاركة في فرحة العيد مع الأغنياء من المسلمين.[٦]

وهو ما بيّنه عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- في الحديث عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: (فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهْرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ، وطُعمةً للمساكينِ، فمن أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ، ومَن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ).[٧][٨]

المراجع

  1. محمد التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة 1)، المملكة العربية السعودية :بيت الأفكار الدولية، صفحة 92، جزء 3. بتصرّف.
  2. ناصر الغامدي (1429)، أحكام العبادات المترتبة على طلوع الفجر الثاني (الطبعة 1)، المملكة العربية السعودية :دار ابن الجوزي، صفحة 126. بتصرّف.
  3. عبد الله الغفيلي (2009)، نوازل الزكاة (الطبعة 1)، الرياض:دار الميمان، صفحة 543. بتصرّف.
  4. سعيد القحطاني ، زكاة الفطر، الرياض :مطبعة سفير ، صفحة 5. بتصرّف.
  5. محمود الخطيب (1424)، حكم إخراج زكاة الفطر قيمة (نقدا) (الطبعة 36)، المدينة المنورة :الجامعة الإسلامية، صفحة 249. بتصرّف.
  6. ^ أ ب محمد التويجري (2010)، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة (الطبعة 11)، المملكة العربية السعودية :دار أصداء المجتمع، صفحة 605. بتصرّف.
  7. رواه الألباني ، في صحيح ابن ماجه ، عن عبد الله بن عباس ، الصفحة أو الرقم:1492، حسن .
  8. مجموعة من المؤلفين (1433)، الموسوعة الفقهية، صفحة 254، جزء 1. بتصرّف.
5349 مشاهدة
للأعلى للسفل
×