ومن اياته ان خلق

كتابة:
ومن اياته ان خلق

معلومات حول آية "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا"

نورد فيما يأتي بعض المعلومات المتعلقة بالآية الكريمة:


تفسير "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا"

تدل الآيات على وحدانية اللَّه تعالى وأَنه الخالق، خلق آدم من تراب، وخلق منه حوّاء، ومراد الله تعالى بقوله: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)،[١] تنبيه عباده على وحدانيته وربوبيته وبديع صنعته.[٢]


ولضمان استقرار المجتمع البشري ودوام الطمأنينة داخل الأسر، جاء الإسلام لتصحيح النظرة السائدة بين الذكر والأنثى، ووضع كل منهما فى مكانته، واعتنى الإسلام بتصحيح النظرة للمرأة وبإقامة العلاقة بين الجنسين على أساس فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها؛ لذا قام ببيان وحدة الزوجين وتساويهما فى الإنسانية والكرامة الآدمية، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً).[٣][٤]


وقوله تعالى: (مِّنْ أَنفُسِكُمْ)،[١] أي ذات الجنس في البشرية والإنسانية،[٥] والسكن في قوله تعالى (لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا)،[١] ويقصد به السكن الحسي في سكن يضم الزوجين، والسكن المعنوي من إباحة الخلوة بمكان يحفظ الحياء والمودة بينهما؛ قال تعالى: (هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ)،[٦] ففي السكن المادي دوام الاستقرار والأمن والرعاية، وفى السكن المعنوي السعادة والرضا والقبول، ومعرفة الحقوق والواجبات.[٧]


تفسير "وجعل بينكم مودة ورحمة"

قال تعالى: (وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً[١] فغاية الزواج قيام الرحمة والشفقة ودوام العطف، فإن كانت العلاقة الجنسية بين الزوجين إشباعًا للغريزة والاتصال المادي، فالمودة والرحمة إشباعًا لحاجات الروح واتصال النفوس، وهدف الاجتماع هو بناء عش الزوجية على أسس كريمة، فإذا كانت الحياة الزوجية مبنية على طاعة الله ومرضاته، تقوى العلاقة الزوجية لتصبح الصلة الروحية بينهما تفوق في غالب الأحيان الصلة بأقرب الناس، وتستمر لأيام المشيب.[٨]


ولبعض أهل العلم معاني لطيفة في المودة والرحمة التي تنتج بسبب عصمة النكاح، قال مجاهد: "المودة الجماع، والرحمة الولد"، وبه قال الحسن وابن عباس، وقال السدي: "المودة المحبة، والرحمة الشفقة"، وقيل: المودة حب الرجل امرأته، والرحمة رحمته إياها من أن يصيبها بسوء، وقيل: المودة للشابة، والرحمة للعجوز، وقيل: المودة والرحمة من الله والفرك من الشيطان، والفرك بغض المرأة زوجها وبغض الزوج المرأة.[٩]


وقوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)،[١] يعني إنَّ في ذلك لآيات ناطقة بوحدانية الله، وقدرته وحكمته وأنه بصير، ولكنها آيات لقوم يتفكرون، لأن الفكر السليم يرشد لإدراك المعاني الحية والغاية من الحياة الزوجية الصالحة التي يمتن الله بها على عباده ويرشدهم لها.[٨]


مكانة الزواج في الإسلام

للزواج مكانة عظيمة في الإسلام نبيها على النحو الآتي:[١٠]

  • وصف الله عقد الزواح بالميثاق الغليظ ليدل على عظم ومكانة الزواج فى الاسلام، فجمع المحدثون الأحاديث الواردة في النكاح كالإمام مسلم في صحيحه، وأبي داود في سننه وغيرهما، وأفردوا للنكاح كتابًا خاصًا عقب كتاب الإيمان وأركان الإسلام الخمسة مباشرة، حتى أنهم قدموه على كتاب الجهاد في سبيل الله.


  • يرى بعض العلماء أن النكاح يقدم على الحج، والحج ركن من أركان الإسلام، وكذلك يقدم على النوافل من العبادات الأخرى.


  • أمر النبي -صلي الله عليه وسلم- بحضور مناسبة الزواج، وإظهار الفرح به، ويدل ذلك على أهميته وشديد العناية به، ويظهر المسلمون الفرح بزواج فلان وفلانة من المعارف والأقارب فرحًا ببناء أسرة جديدة فى المجتمع.


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج سورة الروم، آية:21
  2. إسماعيل الأصبهاني (1419)، الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة (الطبعة 2)، السعودية / الرياض:الراية، صفحة 408، جزء 1. بتصرّف.
  3. سورة النساء، آية:1
  4. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 346، جزء 77.
  5. محمد سيد طنطاوي (1997)، التفسير الوسيط للقرآن الكريم (الطبعة 1)، الفجالة - القاهرة:نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 76، جزء 11.
  6. سورة البقرة، آية:187
  7. علي صبح، التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية، صفحة 214.
  8. ^ أ ب محمد الحجازي (1413)، التفسير الواضح (الطبعة 10)، بيروت:الجيل الجديد، صفحة 22، جزء 3. بتصرّف.
  9. محمد صديق خان (1412)، فتحُ البيان في مقاصد القرآن، صيدا - بيروت:المكتبة العصرية للطباعة والنشر، صفحة 237، جزء 10.
  10. عبد الملك القاسم، يا أبي زوجني، صفحة 10.
4968 مشاهدة
للأعلى للسفل
×