محتويات
الطفل الوحيد
الطفل الوحيد هو الذي يكبر دون أشقاء، وعادةً يبدو نمطه وفق أنّه أناني ووحيد وغير متكيف، وفي أوائل القرن العشرين كان يُصنّف علم النفس الأطفال الوحيدين بأنهم مرضى لا محالة، ومنذ ذلك الوقت أُجريت مئات الدراسات تتعلق بالأطفال الوحيدين، واستُنتِج أنّ الأطفال الوحيدين ليسوا أكثر أنانية أو وحدة أو أقل تكيفًا من الأشخاص الذين يكبرون مع الأشقاء، وبالتالي لم يعد علم النفس يصنفهم حالات مرضية[١].
في المقابل أثبتت الدراسات أنّ الأطفال الوحيدين يملكون درجات تحصيل في الذكاء والتحفيز أعلى باستمرار من نظرائهم الذين يملكون الأشقاء المتعددين، بالإضافة إلى ذلك وُجِد أنّ الأطفال الوحيدين يكملون سنوات دراسية أكثر، ويحصلون على هيبة أكثر من الأطفال مع الأشقاء، وأنّ المعلمين يعتقدون أنّهم طلاب لامعون، وفصيحون، ومحفزون لأداء عمل جيد، وقد يبدو هذا بسبب المشاركة القوية من جانب الوالدين في شؤونهم، بحيث لا يوجد صراع من أجل الاهتمام بين الأشقاء؛ لذلك فكل الاهتمام يذهب إلى الطفل الوحيد.[٢]
10 نصائح لتربية الطفل الوحيد
نظرًا لأنّ التربية تمثل واحدة أكثر تحديات الحياة تعقيدًا، فلا توجد مجموعة دقيقة من العوامل البيئية التي تؤدي إلى التطور الأمثل، لكن بالنسبة للطفل الوحيد يمكن القول إنّه من الأفضل على الآباء بناء دعامات أخرى في حياة الطفل للتأكد أنّهم يستطيعون محاكاة الفوائد التي تأتي من الأطفال الذين لديهم أخوة.[٣] وفي ما يأتي أهم 10 نصائح لتربية الطفل الوحيد: [٤]
- إعطاء مساحة من الحرية: غالبًا عند وجود الكثير من الأطفال في البيت فإنّهم ينشغلون بعضهم مع بعض، ولا يبقى الوالدان يحومان فوقهم كل دقيقة، وهذا الأمر جيد لتطوير الاستقلالية والعواطف الشخصية؛ لذا ينصح بإعطاء مساحة خاصة للطفل الوحيد.
- التشجيع على الفردية: ووفقًا لمؤلفة كتاب قضية الطفل الوحيد فإنّ الطفل الوحيد يبحث أكثر من الأطفال مع الأشقاء عن التقبل الاجتماعي وفرص التوافق؛ مما يجعلهم أكثر عرضة لهذه الضغوط، ومن أجل تثبيط ذلك ينصح بـمدح الفردية في الطفل من سن مبكرة، ومساعدتهم في تقدير كونهم فريدين بدلًا من أن يكونوا جزءًا من الجمهور.
- تحفيز العواطف: من خلال إشراك الطفل الوحيد بأنشطة خارج المنزل، إذ لن يمنحهم ذلك فرصة للاختلاط بأقرانهم فحسب، بل سيساعدهم أيضًا في اكتشاف الأنشطة التي قد يكونون متحمسين لها، مما يثير القليل من الفردية والشعور بالذات.
- عكس العلاقات الصحية: وفقًا لدراسة أجرتها جامعة ولاية أوهايو عام 2013، وُجِدَ أنّ الأطفال الوحيدين يميلون إلى زيادة احتمال الطلاق في المستقبل، وقد يعزى ذلك إلى المهارات الاجتماعية المتضائلة، ورغم ذلك يوجد الكثير من العوامل الأخرى التي تدخل في أسباب الطلاق؛ لذا ينصح بعكس العلاقة الزوجية الصحية للوالدين قدر المستطاع، والبحث عن أزواج آخرين في العائلة والأصدقاء ليكونوا بمنزلة نماذج للطفل.
- تركهم لحل مشكلاتهم: يعاني الآباء جميعهم من الرغبة في حماية أطفالهم، لكنّ الأطفال الوحيدين على وجه الخصوص يحتاجون إلى معرفة كيفية حل الصراعات دون تدخل الوالدين؛ وهذا يعني بقاء الآباء في الخلفية. وعندما يأتي الطفل في سن المدرسة للحصول على النصيحة بشأن قتال مع الأصدقاء يجب تقديم النصيحة دون التورط أكثر كلما أمكن، وتركهم يحلّون هذه النزاعات بأنفسهم؛ لأنّ الآباء لن يوجدوا للدفاع عن أطفالهم عندما يبلغون.
- تعزيز التعاطف: من المؤكد أنّ الأطفال الأشقاء يضطرون للتفكير في احتياجات الآخرين أكثر من الأطفال الوحيدين، لكن توجد طرق أخرى لتشكيل الطفل في صورة شخص متعاطف؛ ذلك من خلال إنشاء فرص لبناء التعاطف؛ مثل: الاشتراك في أعمال تطوع في شكل عائلة، أو مساعدة الأصدقاء في حدث مهم، والتحدث عن المرونة في التعامل، وتوضيح أمثلة التعاطف عند حدوثها، وعكس السلوكيات التي يريد الوالدين تعليمها للطفل.
- الاستماع للطفل: إذ يميل الأطفال الوحيدون إلى أن يبدوا منشدّين إلى الكمال، ويسعون دائمًا للحصول على الموافقة، وفي معظم الحالات يكونون أسوأ منتقديهم؛ لذا يجب الاستماع للطفل وقطع أي نوبات من الحديث الذاتي السلبي عند الحصول على درجات سيئة أو أداء ضعيف؛ وهذا لا يعني أنّ الوالدين لا يستطيعون التعبير عن انزعاجهم، لكن توجد أوقات يحتاج الأطفال فيها إلى إعادة بناء بدلًا من تراكم خيبة الأمل التي يشعرون بها بالفعل.
- عدم تصديق الأقاويل: إذ يوجد الكثير من المفاهيم الخاطئة عن العقبات التي سيمرّ بها الأطفال الوحيدون، والعديد من القوالب النمطية التي لا يرغب أي والد في تصديقها، لكن يوجد أيضًا الكثير من الأبحاث الإيجابية التي تجب مراعاتها، فالأطفال الوحيدون ليسوا وحيدين حقًا؛ لذا ينصح بعدم الانشغال كثيرًا بما يقوله الآخرون عمّن سيصبح الطفل الوحيد، فالأطفال فريدون ومتنوعون بغض النظر عن عدد الأشقاء.
ما تاُثير عدم وجود الأخوة في الطفل؟
يلعب الأشقاء أدوارًا مهمة على مدى الحياة في الحياة الاجتماعية لمعظم الأفراد، ويعتقد معظم البالغين أنّ الأخ أفضل صديق، ويبلّغون عن مشاعر إيجابية تجاه إخوتهم، ويتفاعلون معهم بشكل متكرر، ولا يُعتَقَد فقط أنّ علاقة الأخوة واحدة من أكثر العلاقات البشرية ثباتًا، لكن يوجد أيضًا قلق واضح من أنّ نقص الأشقاء قد يبدو ضارًا أثناء الطفولة وطوال دورة الحياة.[٥] وفي ما يأتي بعض التأثيرات لعدم وجود أخوة للطفل في حياته عند البلوغ:[٢]
- القلق بشأن استمراية العائلة، قد يزرع الأبوين في طفلهما الوحيد مسؤولية ديمومة العائلة وإنجاب الأحفاد.
- تعرض الطفل الوحيد للضغوطات العاطفية في المستقبل، خاصةً عندما يكبر الطفل ويصبح مسؤولًا عن عائلة أو أطفال في المستقبل نظرًا لقلة خبرته لعدم احتضائه بأشقاء.
- التعرض لضغط رعاية الوالدين وحده، وتشمل رعاية الوالدين المطالب العاطفية والمالية والمادية.
- التعرض لضغط هائل للنجاح.
- معاناة مشكلات في التواصل والتفاوض مع الأقران.
- القلق بشأن قضايا تتعلق بمستقبل عائلة الطفل، ومن ذلك تقديم الرعاية للوالدين ووفاة الوالدين.
- الشعور بالمسؤولية عن سعادة الوالدين، بما في ذلك تطلعات محددة؛ مثل: سداد دين الأسرة.
- المعاناة من انخفاض جودة الحياة بشكل عام، بسبب التعرض للكثير من الضغط؛ مثل: التوقعات الأبوية العالية، مما يقلل فرصة الطفل الوحيد في التحرر والاستقلالية، خاصةً مع عدم وجود الأشقاء لتقديم الدعم؛ وهذا يؤدي إلى زيادة الشعور بـالقلق.
- عدم الانفصال العاطفي الكامل عن آبائهم.
المراجع
- ↑ " Only Children", family.jrank, Retrieved 11-5-2020. Edited.
- ^ أ ب Chandler Krynen, "The Rise of Single-Child Families: PsychologicallyHarming the Child?"، scholarsarchive, Retrieved 11-5-2020. Edited.
- ↑ Seth Meyers Psy.D, "Having Only One Child: Easier on Parents, Better for Kids?"، psychologytoday, Retrieved 5-3-2020. Edited.
- ↑ Leah Campbell, "9 Parenting Tips for Raising an Only Child"، healthline, Retrieved 5-3-2020. Edited.
- ↑ Katherine Trent ,Glenna D. Spitze, "GROWING UP WITHOUT SIBLINGS AND ADULT SOCIABILITY BEHAVIORS"، ncbi, Retrieved 11-5-2020. Edited.