محتويات
الاكتئاب
يعد مرض الاكتئاب من الأمراض الشائعة التي يصاب بها كثيرون من مختلف الفئات العمرية، إلا أن ما يجمع بين هؤلاء جميعًا خوفهم في الغالب من مواجهة الأمر طبيًّا، إذ يبتعدون عن فكرة زيارة طبيب مختص بسبب معتقدات خاطئة، ومثل هذا الخوف والقلق جعل كثيرون يبحثون عن بدائل أخرى، مثل استخدام بعض الأعشاب لعلاج هذا المرض، فهل هذا ممكن؟
يُعرَف الاكتئاب بأنّه اضطراب مزاجي يعاني فيه المصاب من شعور مستمر بالحزن، وفقد الاهتمام بالحياة، ويختلف هذا الاضطراب عن تقلبات المزاج التي يمر بها الأشخاص السليمين كل يوم، إذ يُصنَّف مرض الاكتئاب مشكلة مستمرة، ويصيب الشخص في شكل نوبات، وتستمر الأعراض فيها أسبوعين على الأقل. وفي هذا المقال حديث عن أسباب الاكتئاب، وبعض الأعشاب التي تستخدم في علاجه، بالإضافة إلى العلاجات الأخرى.[١]
5 أعشاب تكافح الاكتئاب
توجد مكملات عشبية قد يوجد لها تأثير في التّخفيف من أعراض الاكتئاب، لكنّ أغلبها ما زالت الدّراسة تجرى لتحديد مدى فاعليتها وأمان استخدامها، وهُنا يجدر التّنويه لأهمية إطلاع الطّبيب المُعالج على مثل هذه العلاجات قبل استخدامها، ويُذكَر منها ما يأتي:[٢]
- العرن المثقوب أو عشبة القديس جون (Hypericum perforatum) تشير دراسة نشرت عام 2016 م أنّ هذه النبتة قد تبدو ذات تأثير في المُساعدة في علاج الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط الشدة؛ إذ يقول الباحثون إنّها تقارب فاعلية الأدوية المضادة للاكتئاب[٣]، ولكن لم تُحدَّد هذه الدراسة الآثار طويلة الأمد لعشبة العرن المثقوب على الاكتئاب الحاد، كما ينصح الباحثون بالحذر من التأثير الضار لهذه العشبة، وبالإضافة إلى ذلك تتداخل هذه العشبة مع فاعلية الأدوية المضادة للاكتئاب، الأمر الذي يزيد من حدة الأعراض، أو أنّ يُقلل من فاعلية العلاج الأساسي؛ لذلك يجب عدم استخدام عشبة العرن المثقوب بديلًا من العلاج الأساسي، كما يجب عدم استخدام هذه العشبة لعلاج الاكتئاب المعتدل إلى شديد الحدة.
- الجينسنغ (Ginseng)، يُحصَل على مكملات الجينسنغ من جذر نبات الجينسنغ الأمريكي أو الآسيوي، ويجب الانتباه إلى أنّ الجينسنغ الآسيوي والسيبيري نباتان مختلفان، وتحتوي على مكونات فعّالة مختلفة، واستخدم الطب الصيني منذ آلاف السنين هذه العشبة للتخلص من التّوتر، وتحسين قدرة الشخص على التفكير بوضوح، والحصول على الطاقة، ويشير بعض الخبراء إلى أنّ الشخص يستفيد من هذه الاستخدامات لرفع مستويات الطاقة المنخفضة لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب، وعلى الرغم من ذلك يشير المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية (NCCIH) إلى وجوب توخي الحذر عند استخدام هذه العشبة؛ ذلك بسبب عدم وجود أي دراسة ذات جودة عالية تؤكد فاعليتها لعلاج الاكتئاب.
- البابونج، بحثت دراسة أجريت عام 2012 م قدرة عشبة البابونج في المساعدة في السيطرة على أعراض الاكتئاب والقلق، واستنتج الباحثون أنّ البابونج يقلل من حدة أعراض الاكتئاب مقارنة بعدم الحصول على أي دواء، ولكن يجب إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد الفوائد الصحية للبابونج في علاج الإصابة بهذه الأعراض[٤].
- اللافندر أو الخزامى، يُعدّ زيت اللافندر أساسيًا شائع الاستخدام، إذ يستخدمه العديد من الأشخاص للحصول على الراحة والاسترخاء، وتقليل القلق، واضطرابات المزاج؛ كالاكتئاب، وتشير دراسة أجريت عام 2013 م أنّ اللافندر يملك قدرة كبيرة في الحد من القلق، والتحسين من كفاءة النوم[٥]، وعلى الرغم من العديد من الأدلة التي تثبت فاعليّة اللافندر في علاج المصاب بالقلق، لكنّه لا يملك العديد من الأدلة ذات الجودة العالية التي تثبت فاعليّتها في علاج المصاب بالاكتئاب.
- الزعفران، يقترح بعض الخبراء أنّ عشبة الزعفران تُستخدَم بوصفها وسيلة آمنة وفعّالة في السيطرة على أعراض الاكتئاب، ولكن لا بُدّ من إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات للتأكد من فاعليّة هذه العشبة في مساعدة الأشخاص المصابين بالاكتئاب، وتحديد أيّ آثار جانبية محتملة تسبّبها.
أسباب الاكتئاب
توجد العديد من الأسباب المحتملة للاكتئاب، وعلى الرغم من ذلك في كثير من الأحيان يتعذّر على الأطباء تحديد السبب الدقيق للإصابة بالمرض، وتتضمن الأسباب الأكثر شيوعًا ما يأتي:[٦]
- التاريخ العائلي: يُعدّ الأشخاص الذين لديهم أفراد عائلة مصابين بالاكتئاب أو اضطراب مزاجي آخر أكثر عرضةً للإصابة بالاكتئاب مستقبلًا.
- التعرض لحدث مؤلم في الطفولة: تؤثر بعض الأحداث على قدرة الشخص على التعامل مع الخوف أو المواقف عالية التوتر.
- تركيب الدماغ: يتعرّض الأشخاص الذين لديهم الفص الأمامي للدماغ أكثر نشاطًا لخطر الإصابة بالاكتئاب بصورة أكبر في المستقبل، ولكن لم يتمكّن العلماء من تحديد إذا كان الاكتئاب نفسه سببًا في زيادة نشاط الفُص الأمامي من الدّماغ أو لا؛ أي إنّ هذا النّشاط قد تَولّد بعد الإصابة بالاكتئاب.
- الإصابة بحالات مرضيّة معيّنة: تزيد بعض الأمراض من خطر الإصابة بالاكتئاب، وتتضمن هذه الحالات الأمراض المزمنة، والأرق، والألم المزمن، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
- تعاطي المخدرات: يزيد الإدمان على المخدرات أو الكحول من خطر الإصابة بالاكتئاب، إذ يعاني نحو واحد وعشرين في المئة من هؤلاء الأشخاص من الاكتئاب.
كما تتضمن عوامل الخطر الأخرى المُحفزة للإصابة بالاكتئاب ما يأتي:[٦]
- تقليل احترام الذات، وكثرة انتقادها.
- وجود سيرة مرضية للأمراض العقلية.
- بعض الأدوية.
- بعض الأحداث المؤلمة؛ مثل: وفاة شخص مقرب، أو المعاناة من المشكلات الاقتصادية، أو الطلاق.
علاج الاكتئاب
تتضمن خيارات علاج مرضى الاكتئاب الأدوية والعلاج النفسي، أمّا إذا كان الشخص يعاني من الاكتئاب شديد الحدة فيحتاج الدخول إلى المستشفى، وتُفصَّل خيارات العلاج ما يأتي:[٧]
علاج الاكتئاب الدّوائي
تتضمن هذه الأدوية ما يأتي:
- مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، يبدأ الطبيب بوصف هذه الأدوية في بداية علاج الاكتئاب، وهذه الأدوية آمنة إلى حد ما، وتسبب حدوث آثار جانبية أقلّ من الأنواع الأخرى؛ ومنها دواء سيتالوبرام-citalopram، وباروكستين-paroxetine.
- مثبطات امتصاص السيروتونين والنورادرينالين (SNRIs)، وتتضمن هذه الأدوية دولوكستين-duloxetine، وفينلافاكسين-venlafaxine.
- مضادات الاكتئاب غير النمطية، ولا تنتمي هذه الأدوية إلى فئة محددة من مضادات الاكتئاب، وتتضمن البوبروبيون-bupropion.
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، ورغم أنّها فعّالة للغاية، لكن لا يلجأ الطبيب إلى استخدامها عادةً إلّا عند عدم فاعلية مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية؛ ذلك لأنّها تسبب بعض الآثار الجانبية الشديدة، وتتضمن هذه الأدوية إيميبرامين-imipramine، ونورتريبتيلين-nortriptyline، وأميتريبتيلين-amitriptyline.
- مثبطات أكسيداز أحادي الأمين (MAOIs)، توصف هذه الأدوية عند عدم عمل الأدوية الأخرى؛ بسبب آثارها الجانبية الخطيرة التي تسبب في بعض الأحيان الوفاة عند تفاعلها مع بعض الأطعمة؛ مثل: بعض الأجبان، والمخللات، والنبيذ، وبعض الأدوية والمكملات العشبية، وتتضمن هذه الأدوية ترانيلسايبرومين (tranylcypromine)، وفينيلزين (phenelzine)، ولا تؤخذ هذه الأدوية مع مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية.
علاج الاكتئاب النّفسي
يشير مصطلح العلاج النفسي إلى علاج الاكتئاب عن طريق التحدث عن حالة المصاب، والمخاوف التي يعاني منها مع اختصاصي الصحة النفسية، ويُسمّى هذه العلاج أيضًا بالعلاج الحواري، والعديد من أنواع العلاج النفسي فعّالة في علاج الاكتئاب؛ كالعلاج المعرفي السلوكي، وتساعد هذه العلاجات في ما يأتي:
- التكيف مع الصعوبات التي يعاني منها الشخص.
- تحديد المعتقدات والتصرفات السلبية، واستبدال أخرى إيجابية بها.
- البحث عن أفضل الطرق للتعامل مع المشكلات وحلّها.
- تحديد المشكلات التي تساهم في حدوث الاكتئاب، وتغيير السلوكات التي تسببه وتزيده شدة.
- تعلّم كيفية وضع أهداف واقعية في الحياة.
المراجع
- ↑ "What is depression and what can I do about it?", medicalnewstoday, Retrieved 13-6-2020. Edited.
- ↑ "8 herbs and supplements for depression", medicalnewstoday, Retrieved 13-6-2020. Edited.
- ↑ "A systematic review of St. John’s wort for major depressive disorder", ncbi, Retrieved 13-6-2020. Edited.
- ↑ "Chamomile (Matricaria Recutita) May Provide Antidepressant Activity in Anxious, Depressed Humans: An Exploratory Study", ncbi, Retrieved 13-6-2020. Edited.
- ↑ "Lavender and the Nervous System", ncbi, Retrieved 13-6-2020. Edited.
- ^ أ ب "Everything You Want to Know About Depression", healthline, Retrieved 13-6-2020. Edited.
- ↑ "Depression (major depressive disorder)", mayoclinic, Retrieved 13-6-2020. Edited.