محتويات
صحة الدماغ
من المتعارف عليه أن يهتم الشخص بصحته العامة، ويقلق على نوع الطعام الذي يتناوله ليدعم صحة أعضائه الحيوية ويحافظ على مظهره العام، لكن هل نولي الاهتمام الكافي بالعضو الذي يسيطر على باقي الأعضاء؟ من الأهمية بمكان أن نحافظ على صحة الدماغ مثل ما نحافظ على صحة القلب وباقي الأعضاء؛ إذ يعد من الأعضاء الأكثر حيويةً في الجسم والمؤثر الأساسي في كافة أفعال الجسم، ويمكن من خلال نظام الحياة اليومي أن نعزز صحة الدماغ، وفي هذا المقال توضيح لبعض العادات الصحية المضرّة بالدماغ، بالإضافة إلى بعض النصائح التي تساعد في الحفاظ عليه.
5 عادات يومية تدمر صحة الدماغ
من خلال الحياة اليومية توجد بعض العادات التي نمارسها دون إدراك قد تضرّ بصحة الدماغ، من أهمها ما يأتي:[١]
- العادة الأولى: قلة النوم: إذ إنّ عدم حصول الجسم على وقت كافٍ من النوم مدّةً طويلةً قد يزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض العقلية، مثل الزهايمر والخرف، لذلك يُنصَح أن تكون ساعات النوم منتظمةً، وفي حال مواجهة مشكلة الأرق يفضل الابتعاد عن الكافيين والأجهزة الإلكترونية مساءً.
- العادة الثانية: كثرة تناول الوجبات السريعة: فقد وُجدَ أنّ بعض مهارات التعلم والذاكرة تقل عند الأشخاص الذين يتناولون الكثير من الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، في حين أنّ تناول المكسرات، والخضروات الورقية، وأنواع التوت المختلفة، والحبوب الكاملة يحافظ على خلايا الدماغ.
- العادة الثالثة: استخدام سماعات الأذن بكثرة: بالإضافة إلى الضرر الذي قد يلحق بالأذن وانخفاض القدرة على السمع إنّ استخدام سماعات الأذن باستمرار وبدرجة صوت عالية قد يرتبط بحدوث بعض المشكلات، مثل التلف في أغشية الدماغ؛ وذلك لأن الدماغ يبذل جهدًا أكبر في محاولة فهم ما يدور حوله، لذا يُنصَح دائمًا بعدم رفع مستوى الصوت لأكثر من 60% من درجة الصوت العليا، وعدم مواصلة وضع السماعات مدةً طويلة في المرة الواحدة.
- العادة الرابعة: التدخين: إذ يؤثر التدخين في الذاكرة، وقد يسبب ما يسمى انكماش خلايا الدماغ، الأمر الذي يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر، بالإضافة إلى آثاره السلبية المعروفة في كافة أنحاء الجسم؛ فهو يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، والجلطات الدماغية، والسكري، وغيرها من الأمراض.
- العادة الخامسة: البقاء في الأماكن المظلمة: إذ إن عدم الحصول على الضوء الطبيعي الكافي قد يسبب الإصابة بالاكتئاب، مما يضعف وظائف الدماغ، ويوصي المختصون بالتعرض لأشعة الشمس المعتدلة للحفاظ على صحة الدماغ.
نصائح للحفاظ على صحة الدماغ
كما هو معروف تقل قدرات الدماغ مع تقدّم العمر، مما قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات أكثر خطورةً، ويمكن ممارسة بعض الأنشطة للمحافظة على صحة الدماغ أطول وقت ممكن، من أهمها ما يأتي:[٢]
- البحث عن محفزات جديدة: إذ وُجِدَ أن انشغال العقل بحل التحديات يساعد على إيجاد روابط جديدة بين الخلايا العصبية، كما قد يساعد على بناء خلايا جديدة، وتحسين قدرة الجهاز العصبي على تغيير نشاطه استجابةً لأي منبه داخلي أو خارجي جديد (Neuroplasticity)، فيمكن مثلًا البدء بحل الألغاز العقلية، أو ترتيب قطع الأحجيات، كما قد يفيد التدرب على هواية جديدة، مثل: الرسم، أو القراءة، أو أي عمل يدوي جديد.
- ممارسة التمارين الرياضية: ربط العلماء بين استخدام العضلات وصحة الدماغ؛ إذ إنّ التمارين الرياضية قد تساهم في تزويد المناطق المسؤولة عن التفكير في الدماغ بالدم المشبع بالأكسجين، كما تساعد على تقوية التشابكات العصبية، مما ينتج عنه زيادة قدرة الدماغ على التعامل مع النشاطات اليومية بطريقة أفضل، بالإضافة إلى دور التمارين في التقليل من مستويات الضغط النفسي للشخص، ومن المعروف أيضًا دور ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة في الحفاظ على صحة الجسم بصورة عامة.
- الإقلاع عن التدخين: إذ يرتبط التدخين بعدة مشكلات صحية، منها الإضرار بصحة الدماغ كما تبين سابقًا.
- العناية بالمشاعر المرافقة للشخص: ذلك بالابتعاد قدر الإمكان عن القلق والاكتئاب والإرهاق؛ إذ إنّ الإجهاد العصبي والنفسي يؤثر سلبًا في الإدراك الذهني، لذلك يجب الاعتناء بالصحة النفسية وأخذ قسط وافر من النوم الليلي للحفاظ على الصحة العقلية مع التقدم بالسن.
- الحذر من الضربات المباشرة على الرأس: حتى وإن كانت دون أعراض ظاهرة؛ لاحتمال تأثيرها في خلايا الدماغ وتدميرها.
- الحفاظ على العلاقات الاجتماعية: فوجود الشخص داخل مجتمع متماسك يساعد على تقليل الضغوطات على الخلايا العصبية، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض العقلية، كالخرف.
- نصائح أخرى: تتضمن ما يأتي:
- السيطرة على مستويات السكر في الجسم، خاصةً للأشخاص الذين يعانون من السكري.
- السيطرة على مستويات ضغط الدم ضمن الحدود الطبيعية.
- اتباع نظام غذائي صحيّ متوازن.
- السيطرة على مستويات الكوليسترول في الجسم ضمن حدودها الطبيعية.
أطعمة تساهم في الحفاظ على صحة الدماغ
يستهلك الدماغ ما نسبتة 20% من مجمل طاقة الجسم للقيام بالوظائف اليومية، لذلك يجب إمداد الجسم بأنواع معينة من الأغذية التي تحفز خلايا الدماغ وتزوده بالطاقة المطلوبة، ومن أهمها ما يأتي:[٣]
- الأسماك الدهنية: بوصفها مصدرًا ممتازًا للأوميغا 3، وتكمن فائدة الأوميغا 3 في دورها في بناء غشاء الخلايا في الجسم، مما يؤدي إلى تدعيم بناء الخلايا العصبية، وبينت بعض الدراسات أن ارتفاع تركيز هه الأحماض في الجسم يؤدي إلى زيادة الدم المتدفق إلى الدماغ، مما يزيد من التركيز والإدراك،[٤] ومن أمثلة الأسماك عالية التركيز بالأوميغا 3 ما يأتي:
- السالمون.
- التونا.
- السردين.
- سمك الماكريل أو الأسقمري.
- سمك الرنجة.
- يمكن للأشخاص الذين لا يتناولون الأسماك أن يحصلوا على الأوميغا 3 من بذور الكتان، أو فول الصويا، أو بعض أنواع المكسرات.
- الشوكولاتة الداكنة: لغناها بمادة الكاكاو التي تعدّ من مضادات الأكسدة المساعدة على التقليل من الإجهاد التأكسدي، الذي قد يؤدي إلى تدمير الخلايا ويُسرّع ظهور الأمراض المرتبطة بالتقدم بالعمر، فيحتوي الكاكاو على مواد تسمى الفلافونويد التي قد تساعد على نمو النهايات العصبية والشعيرات الدموية في مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة والتعلم.
- الحبوب الكاملة: الغنيّة بفيتامين هـ، ومن أهمها:
- الأرز البني.
- الشعير.
- الشوفان.
- البرغل.
- الخبز والمعكرونة كاملة الحبوب.
- القهوة: ذلك لخصائصها المعروفة في زيادة التركيز، إذ تحتوي القهوة على مادة الكافيين التي تثبِّط تأثير مادة الأدينوسين (Adenosine) في الدماغ المُسبِّبة للنعاس، كما وجد أن الكافيين يزيد قدرة الدماغ على التعامل مع المعلومات بطريقة أفضل، وتحتوي القهوة أيضًا على مضادات الأكسدة التي قد تساهم في الوقاية من الإصابة بالمشكلات المرتبطة بتقدم العمر.
- المكسرات: بوصفها مصدرًا جيدًا للأميغا 3، ومضادات الأكسدة، وفيتامين (هـ)، والدهون الصحية غير المشبعة، ومن أهم أنواعها:
- بذور عباد الشمس.
- اللوز.
- البندق.
- الفول السوداني.
- الكاجو.
- الجوز.
- الأفوكادو: يعد مصدرًا جيّدًا للدهون الصحية غير المشبعة، ويساعد على تقليل ضغط الدم المرتفع الذي قد يرتبط ببعض مشكلات الإدراك.
- البيض: فهو الخيار الصحي الأفضل لوجبات الإفطار، ويعد مصدرًا لعدة فيتامينات مهمة، مثل: مجموعة فيتامينات ب، وحمض الفوليك، وتساعد هذه الفيتامينات على حماية الدماغ من الانكماش وتأخر القدرات العقلية مع مرور الزمن.
- البروكولي: إلى جانب كونه من الأغذية قليلة السعرات الحرارية والغنية بالألياف يعدّ البروكولي من الأغذية المهمة لصحة الدماغ؛ لاحتوائه على بعض العناصر الغذائية التي تتحول عند هضمها إلى مضادات أكسدة قوية تحارب أمراض هرم الخلايا العصبية.
- الخضروات: تتضمن الخضروات الورقية الخضراء مثل الكرنب الأجعد، وخضروات العائلة الصليبية، مثل: الملفوف، والقرنبيط، والفجل؛ لاحتوائها على العديد من المعادن والفيتامينات الضرورية لصحة الدماغ.
المراجع
- ↑ Jennifer Robinson (14-08-2018), "Bad Habits That Can Hurt Your Brain "، webmd, Retrieved 06-07-2020. Edited.
- ↑ "12 ways to keep your brain young", health.harvard,29-01-2020، Retrieved 07-07-2020. Edited.
- ↑ Lana Burgess (02-01-2020), "12 foods to boost brain function"، medicalnewstoday, Retrieved 07-07-2020. Edited.
- ↑ Daniel G Amen, William S Harris, Parris M Kidd, etal (2017), "Quantitative Erythrocyte Omega-3 EPA Plus DHA Levels Are Related to Higher Regional Cerebral Blood Flow on Brain SPECT", J Alzheimers Dis ., Issue 58, Folder 4, Page 1189-1199. Edited.