الحضانة هي الخطوة الأولى في مسيرة التعلم وتكوين صداقات للطفل، لكن تواجه الأم المخاوف، لذا خُصص المقال لخطوات تمهيد الطفل لمرحلة الحضانة.
لفترة الحضانة أهمية كبيرة في تنمية عقل الطفل وعلاقاته الاجتماعية، فهي أول مرحلة سوف يبتعد فيها عن الأم ويتعامل مع أشخاص لا يعرفهم، فكيف من الممكن تمهيد الطفل لمرحلة الحضانة؟ التفاصيل في ما يأتي:
خطوات تمهيد الطفل لمرحلة الحضانة
يُعد السن المناسب لذهاب الطفل إلى الحضانة هو 3 سنوات، فيسهل تأهيله واستيعابه لفكرة الانفصال عن الأم بعض الشيء، كما أنها المرحلة المناسبة لتلقي المعلومات وتنمية المهارات. ولتمهيد الطفل لمرحلة الحضانة يجب عليكِ كأم اتباع الإرشادات الآتية:
1. إبعاد الطفل قليلًا عنكِ
في بعض الحالات يبقى الطفل مع والدته دومًا ولا يفترق عنها أبدًا، وهذا يُصعب مهمة إقناع الطفل للذهاب إلى الحضانة؛ لذلك يجب أن تجرب الأم أن تجعل ابنها يعهد إلى الجدة أو الخالة، وتبدأ بوقت قليل ثم يزداد شيئًا فشيئًا، حتى يعتاد الطفل على الابتعاد عن والدته قليلًا، ولكن يكون مطمئناً أنه مع شخص يعرفه.
عندما تقومين بهذه الخطوة، يجب أن تطلبي من الشخص الذي سيجلس مع طفلك أن يلعب معه ويهتم به كثيرًا؛ ليشعر الطفل أن عدم وجود والدته معه ليس أمرًا مخيفًا كما يتصوره بل يُمكن أن يكون أمرًا ممتعًا.
2. التحدث بإقناع مع طفلكِ
قبل دخول الحضانة بفترة طويلة يجب أن تتحدثي مع طفلك أن هناك مكانًا جميلًا به أطفال وألعاب وأشخاص يعتنون بهم، لكن لا يجوز أن تتواجد هناك الأمهات، بل الأطفال مع المشرفات الذين يغنون ويمرحون معهم، حتى يتشوق الطفل للذهاب إلى هذا المكان.
حاولي أن تجعلي طفلك يطلب منكِ هذا بنفسه من كثرة حديثك عنه، فهذه أحد خطوات تمهيد الطفل لمرحلة الحضانة الهامة جدًا.
يجب أن يشعر الطفل أن كل الأطفال في ذلك المكان سعداء، وأن أمهاتهم يتركونهم ليلعبوا ويستمتعوا بأوقاتهم، وبعد قليل من الوقت تعود الأمهات لأخذ أطفالها من هذا المكان.
3. زيارة الحضانة برفقة طفلكِ
زيارة الحضانة برفقة طفلكَ ليس لتتركي طفلك هناك، بل لتجعليه يتفحص المكان، ويجب أن تتحدثي أولًا مع مشرفة الحضانة وكيف يُمكن أن تهتم بطفلك في هذه الزيارة وتجعله يحب الحضانة كثيرًا على أن تكوني معه وتطمئنيه، لكن أتركيه يتحرك ويذهب ليلعب بعيدًا إذا أراد.
يجب أيضًا أن تتحدث معه المشرفة وتوجه له بعض الأسئلة في ما تعلمه من قبل؛ لقياس مدى استجابته للتفاعل معها، وفي كل الأحوال يجب أن تمدح فيه وتخبره بأنه طفل جميل ومميز.
وقتما يطلب منكِ الطفل أن تغادرا المكان فلتلبي طلبه، فقد يشعر ببعض التوتر ويجب ألا تضغطي عليه، أما إذا طلب منكِ الجلوس مزيد من الوقت فلتستجيبي له وتنتظري حتى يطلب هو، فكل هذا الوقت يجعل الطفل يعتاد على المكان ويألفه.
4. شراء هدية لطفلكِ
شراء هدية لطفلك خطوة جيدة لتمهيد الطفل لمرحلة الحضانة، حيث أنه بعد الخروج من الحضانة في الزيارة الأولى، أخبري طفلك بأنكِ سعيدة به، لأنه استطاع أن يتجاوب مع المشرفة، ولم يضايق أحد في المكان، ولهذا فسوف تكافئينه بشراء ما يريد سواء لعبة أو حلوى أو غيرها.
هذا سيجعل الطفل يربط بين ذهابه لهذا المكان وبين مكافئتك له، بالطبع لن يُصبح هذا روتين يومي في ما بعد، لكن خلال الفترة الأولى يُفضل أن تقدم الأم لطفلها بعد المكافآت التحفيزية، مثل: اللعب البسيطة أو الحلوى التي يحبها.
5. التعرف على انطباعات طفلك الأولية
بعد العودة للمنزل يجب أن تتحدثي مع طفلكِ مرّة ثانية، لتعرفي رأيه وردود أفعاله ومشاعره تجاه المكان، وطمئينه إذا كان لديه بعض الخوف والتوتر، فيجب أن تستمعي لوجهة نظره، فإن كان متحمسًا ومؤيدًا للفكرة فلتزيدي من هذا الحماس، أما إذا وجدتيه يشعر بالقلق، فعليكِ احتضانه وطمأنته، ويُمكن أن تصحبيه في زيارة أخرى للمكان لتمهيد الطفل لمرحلة الحضانة بشكلٍ أفضل.
6. مرافقة طفلكِ في أول أيام الحضانة
بعد دخول الطفل في اليوم الأول يجب أن ترافقيه وتجلسي معه لوقت طويل، واجعليه يدخل ويخرج ليجدك جالسة في المكان، ولا تتركيه إلا بعد أن تتأكدي أنه مطمئن.
هذا لا يعني أنه لن يبكي، فحتمًا سيشعر بالخوف ويسأل المشرفة عنكِ، لكن عندما تتحدث معه وتقول له أنكِ تشترين له لعبة جديدة سوف يهدأ وينتظر، حتى يعتاد مع الوقت على المكان.
اجعلي لحظة الوداع مليئة بالحب والاحتواء والأحضان، فالطفل في هذه اللحظات يحتاج لمثل هذه المشاعر، وابتسمي في وجهه وقولي له كلمات المدح التي يحبها، وفي نفس الوقت لا تطيلي من لحظات الوداع بصورة تجعل الطفل لا يتقبل دخول الحضانة.
يجب أن تكوني على تواصل مع المشرفة لتطمئني على طفلك وتنصحيها لتتصرف معه وفقًا لشخصيته، وإذا أخبرتك بأن طفلك يبكي كثيرًا فلا تتأخري عليه، أما إذا كان هادئًا وملهيًا في اللعب فلتنتظري حتى يسأل عنكِ.
7. التعامل بحكمة مع طفلكِ بعد العودة من الحضانة
آخر نصيحة لتمهيد الطفل لمرحلة الحضانة تختص بما بعد العودة من الحضانة، فهنا يجب عليكِ التعامل مع طفلكِ بهدوء وحب ولا تزيدي من توتره، بل احتضنيه وكافئيه وحفزيه لهذه الخطوة الهامة في حياته، وتحدثي معه عن المشرفة والأطفال وأنهم أحبوه كثيرًا.
كذلك حاولي أن تجعلي طفلك يُخبركِ ماذا حدث معه، واتركيه ليتحدث دون مقاطعته ليخرج كل ما بداخله، وإذا كان هناك أي مخاوف من شيء فتحدثي معه كثيرًا حتى تمحي أي قلق يشعر به.
مع الوقت سوف يُحب طفلك الحضانة إذا كان اختيارك صائبًا للمكان، بل وسيطلب منكِ بنفسه أن يذهب إلى هناك وخاصةً بعد تكوين صداقات.