70 عاما على هيروشيما وناجازاكي تداعيات صحية مستمرة

كتابة:
70 عاما على هيروشيما وناجازاكي تداعيات صحية مستمرة

سبعون عاماً مر على القاء القنابل النووية على مدينتي هيروشيما وناغازاكي في اليابان، والتي أسفرت عن مقتل ما يزيد عن 140 ألف شخصاً على الفور في المرة الأولى، ومن ثم الألاف من الوفيات الأخرى بعد عدة أيام عند إلقاء قنبلة نووية أخرى!

سبعون عاماً مر، ولا يزال تأثير هذه القنابل النووية متوارث بين الأجيال، والتأثيرات الجسدية ما يميز مواطني هذه المدينتين، سبعون عاما انقضى والقصص تتناقل من الأباء إلى الأبناء. ولكن ماذا حصل عند إلقاء هذه القنابل وكيف تأثر المواطنون؟ 

بعد إلقاء هذه القنابل، تخوف الناجيين من عدم مقدرتهم على رزاعة الأرض مجدداً أو حتى من اختفاء هذه المدن نهائياً، إلا أن المعجزة كانت باستمرار الحياة ولكن ببطئ، حيث أشارت احصائيات مؤسسة أبحاث تأثير الإشعاعات Radiation Effects Research Foundation أنه خلال الأشهر الأولى من بعد الحادثة الأليمة، توفي ما بين 90,000 و 166,000 شخصاً في هيروشيما، بالإضافة إلى 60,000- 80,000 حالة وفاة في الفترة ذاتها في مدينة ناغازاكي.

بالرغم من عدد الوفيات الهائل بسبب هذه القنابل النووية، إلا أن أثرها على الناجيين كان أعظم، فتركتهم مصابين بحروق حادة، صدمة كبيرة، تشوهات لا توصف، وحتى دون ماء وطعام. دمرت جميع المرافق الصحية وتعطلت كافة البنية التحتية في المدينتين.

ومن اهم التأثيرات التي نجمت عن إلقاء هذه القنابل ما يلي:

  • العديد من القتلى والجرحى، وللأسف ان الرقم الفعلي والدقيق لأعداد الوفيات والجرحى لا يزال غير معروف حتى الآن، وذلك بسبب الإرتباك الذي حدث اثر القاء هذه القنابل.
  • الإصابات بالحروق "حروق الوميض Flash burns": أصيب العديد من الأشخاص بعد ألقاء القنابل بحروق الوميض الناتجة عن انفجار القنبلة، وقال العديد من شهود العيان أن من كان في الخرج أثناء إلقاء القنبلة تحول لون جلده إلى الأسود بسبب الاحتراق، ليفارق الحياة بعد دقائق معدودة أو ساعات.
  • بتر الأطراف جراء الركام المتطاير: حيث سجلت بعض الإصابات التي تم فيها بتر وقطع أطراف بعض الأشخاص وذلك نتيجة للركام المتطاير، فالقنابل التي تم إلقائها قامت بتدمير مناطق بأكملها ونسفها.
  • أما بالنسبة للأشخاص الذين تواجدوا في مناطق المحيطة لمركز إطلاق القنابل، ولم يتأثروا بالحروق وما غيرها، لاحظوا علامات مرضية مختلفة بعد عدة أيام، تمثل في:

1- إسهال مصحوب بدماء
2- تغييرات في أشكال كريات الدم البيضاء والحمراء
3- تضرر نخاع العظم.
4- أغشية مخاطية في الحلق والرئتين والمعدة.
5- التهاب حاد في المعدة والأمعاء.
6- غثيان وقيء شديدين
7- فقدان الشهية وخسارة الوزن
8- التهابات في اللثة والفم والبلعوم
9- ارتفاع درجة الحرارة والتي كانت قاتلة في كثير من الأحيان.
10- تساقط الشعر بشكل كبير

  • تشوهات خلقية متعددة ومختلفة
  • التأثيرات النفسية وبالأخص الصدمة والخوف.


إلا أن تأثير هذه القنابل لم ينتهي عند هذا الحد، بل من الملاحظ وبعد مرور عشرات السنوات أن التأثير لا يزال قائماً، حيث أن التعرض للإشعاعات تأثيرات حادة من خلال قتله للخلايا وتدميره المباشر لأنسجة الجسم المختلفة، بالإضافة إلى ارتفاع خطر الإصابة بأمراض مختلفة بشكل كبير مثل السرطان وبالتحديد سرطان الدم leukemia، وأشارت مؤسسة أبحاث تأثير الإشعاعات أن خطر الإصابة بسرطان الدم وصل إلى 46% للناجيين من القنبلة.

والأن، وبعد سبعين عاماً على إلقاء القنابل الذرية، اغلب الناجيين منها توفيوا، وهناك حاجة ماسة إلى اجراء المزيد من الأبحاث حول تأثير هذه القنابل على القاطنين في المدينتين الآن. ففي دراسة أجريت في عام 1995 وجدت ان تعرض الأطفال في رحم امهاتهم لإشعاعات القنابل النووية جعل حجم رؤوسهم أصغر، كما زاد من الإعاقات العقلية لديهم، وواجهوا مشاكل عديدة في النمو، بالإضافة إلى العيوب والتشوهات الخلقية نتيجة هذه الإشعاعات.

إن أثر هذه القنابل لا يزال موجوداً بين المواطنين، حيث أوضح الصليب الأحمر أنه تم استقبال 4,657 مريضاً في مدينة هيروشيما لمعاناتهم من آثار القنبلة النووية، والتي تمحورت أغلبها حول الإصابة بالسرطانات مثل سرطان الرئة والمعدة والكبد والدم. أما في مدينة ناغازاكي فقد تم معالجة 6,030 شخصاً من آثار القنابل والإشعاعات، علماً أن هذه الأمراض كانت عبارة عن أنواع مختلفة من السرطان.

وبالطبع تمتد أثار القنابل الذرية الأمراض الجسدية والصحية، لتصل إلى النفسية، فلا يزال البعض ممن عايشوا إلقاء هذه القنابل يعيشون بخوف وعدم استقرار نفسي وحتى اصابتهم ما يعرف باضطراب الكرب التالي للرضح (PTSD - Post traumatic stress disorder) إلى جانب العديد من الذكريات المؤلمة التي حملوها معهم في ذاكرتهم.

 

2805 مشاهدة
للأعلى للسفل
×