محتويات
الإمساك
يعدّ الإمساك واحدًا من الاضطرابات الهضميَّة الشائعة، فهو يصيب الأفراد من مُختلف المراحل العمريَّة، إذْ يوجد على الأقل 2.5 مليون شخص يراجع الطبيب سنويًّا بسبب الإمساك في الولايات المتحدة، ويمكن تعريفه بأنَّه الحالة التي تُصاحبها قِلة عدد مرَّات التبرز، وتغيُّره عن الحالة الاعتياديَّة، أو نزول البراز جافًّا وصلبًا، أو الشعور بعدم تفريغ الأمعاء بصورة كاملة، أو الشعور بألم أثناء التبرز، وصعوبة تمرير الفضلات، وتحدث هذه المشكلة نتيجة البطء الشديد في حركة الطعام خلال القناة الهضميَّة، الأمر الذي يزيد بدوره من الوقت المُستغرَق لامتصاص الماء من الفضلات في الأمعاء الغليظة، فيُصبح البراز جافًّا وصلبًا ويصعب دفعه، لذا يصاحب الإمساك شعور بالانزعاج، وعدد من الأعراض الهضمية، وقد يكون أحيانًا سببًا في إعاقة إنجاز الأنشطة اليوميَّة.[١]
تجب الإشارة إلى أنَّ الإمساك قد يكون عَرَضيًّا، يحدث ويزول خلال مدّة بسيطة نتيجة وجود عوامل معينة، وقد يكون مزمنًا ويستمرّ مدّةً طويلةً، وعلى اختلاف أسباب حدوثه توجد أنواع من الأطعمة قد تكون سببًا في حدوث الإمساك، وفي هذا المقال سنذكر مجموعة من أهم هذه الأطعمة.[١]
8 أطعمة تسبب الإمساك
توجد مجموعة من الأطعمة التي قد تكون سببًا لحدوث الإمساك، منها ما يأتي:
الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين
يعاني البعض من الإمساك عند تناول الأطعمة التي تحتوي على بروتين الغلوتين، كالقمح، والشعير، والجاودار، خاصّةً في حال المعاناة من مشكلة عدم تحمل الغلوتين، أو ما يُعرف بمرض سيلياك، وهو الاضطراب الذي يهاجم فيه الجهاز المناعي في الجسم أمعاء الشخص نفسه، ويسبِّب تلفها عند تناول الجلوتين.[٢]
ولا يقتصر الأمر على هذا الاضطراب، فمن المُحتمل أنْ يؤثر تناول القمح في الأفراد الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي، أو حساسيَّة الغلوتين غير المُرتبطة بمرض سيلياك، ويؤدي ذلك إلى تفاعل الأمعاء مع القمح الذي تناوله الفرد، أو غيره من الحبوب التي تحتوي على الغلوتين، لينجم عن ذلك الإصابة بالإمساك.[٢]
الحليب ومنتجات الألبان
يعاني البعض من الإمساك عند تناول الحليب ومُشتقاتِه، ويعدّ الأطفال والرضَّع أكثر عرضةً لهذه المشكلة، وربما يُعزى ذلك إلى الحساسيَّة للبروتينات الموجودة في الحليب البقري، ففي دراسة حديثة أُجريت على مجموعة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 1-12 سنةً ويعانون من الإمساك المُزمن الذي يصاحب تناولهم حليب البقر مدّةً طويلةً استُبدِل الحليب البقري بعدها بحليب الصويا مدّةً زمنيَّةً معينةً، وقد وُجد أنَّ تسعة أطفال في الدراسة من أصل 13 طفلًا تراجعت لديهم أعراض الإمساك عند استبدال الحليب البقري.[٢]
المأكولات السريعة أو المقلية
تحتوي المأكولات السريعة والمقليَّة على نِسَبة عالية من الدهون مقابل نسبة منخفضة من الألياف، وهذا كفيل لأن تسبّب ببطء الهضم، وارتفاع خطورة حدوث الإمساك، ليس ذلك فحسب؛ إذ إنَّ استهلاك الأطعمة السريعة كالبطاطس والآيس كريم والشوكولاتة خلال اليوم قد يجعلها بديلةً من الوجبات الغنيَّة بالألياف كالخضروات والفواكه، فيقل معدل الاستهلاك اليومي من الألياف، بالتالي زيادة فرصة الإصابة بالإمساك.[٢]
كما تحتوي المأكولات السريعة على نسب عالية من الأملاح مقارنةً بالأطعمة الأخرى، وهذا بدوره قد يؤدي إلى إنقاص محتوى البراز من الماء، وزيادة جفافه، وصلابته، وصعوبة طرحه خارج الجسم.[٢]
اللحوم الحمراء
يؤدي الإكثار من تناول اللحوم الحمراء إلى حدوث الإمساك، ويُعزى ذلك إلى عِدة أسباب، أولها احتواء اللحوم على نسبة ضئيلة من الألياف، لذا قد ينجم عن تناولها استبدال الوجبات الغنيَّة بالألياف، ليقل معدل الاستهلاك اليومي اللازم من هذا المكوِّن الغذائي الذي يقي من الإمساك، إضافةً إلى ذلك تتكوَّن اللحوم الحمراء من نسبة مرتفعة من الدهون التي تستغرق وقتًا أطول في الأمعاء، لذا قد يعاني الفرد من الإمساك بعد تناولها.[٢]
بيريسيمين أو الكاكا
هي واحدة من الفواكة الشائعة في منطقة آسيا، منها ما يكون حلو المذاق يمكن تناوله دون وجود خطورة الإصابة بالإمساك، بينما يحتوي بعضها على نسب عالية من المواد القابضة المعروفة باسم التانين (Tannins)، والتي تؤثر في حركة الأمعاء، وتتسبَّب بإبطائها، وزياده فرصة حدوث الإمساك.[٣]
الحبوب المعالجة
يعدّ الخبز الأبيض والأرز الأبيض من المُنتجات الغذائية المكوَّنة من الحبوب المُعالَجة، فالخبز الأبيض يحتوي على نسبة مرتفعة من النشا ونسبة قليلة من الألياف، وهذا بدوره يؤدي إلى سهولة تراكمه في الأمعاء، وحدوث الإمساك، وزياده شِدة حالة الإمساك التي يعانيها الفرد مُسبقًا، وينطبق ذلك على المنتجات الأخرى التي تحتوي على الدقيق الأبيض.[٣]
يعد الأرز الأبيض من الأطعمة التي تسبب الإمساك أيضًا، وقد يعزى ذلك إلى دخوله خطوات المعالَجة، لذا فهو يخلو من النخالة والقشور، وهي الأجزاء التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف والمواد الغذائية.[٣]
المشروبات الكحولية
يؤدي استهلاك المشروبات الكحولية إلى حدوث الإمساك، وقد يعزى ذلك إلى دور هذه المشروبات في التسبُّب بالجفاف، إلى جانب أنها تؤدي إلى تباطؤ عمليَّة الهضم وتهيُّج الأمعاء، الأمر الذي يزيد من سوء حالة الإمساك.[٣]
فاكهة الموز
قد ينجم عن تناول الموز غير الناضج حدوث الإمساك؛ نظرًا لاحتوائه على نسب عالية من النشا الذي يصعب هضمه في الجسم، بينما يساعد الموز الناضج على تخفيف الإمساك؛ نظرًا لاحتوائه على ألياف البكتين، فهو يساعد على سحب الماء من الأمعاء إلى البراز، لذا قد يكون سببًا لحدوث الإسهال.[٣]
8 أطعمة تخفف الإمساك
كما توجد أطعمة تزيد من حدوث الإمساك توجد أيضًا أطعمة تقلل من حدوثه، منها ما يأتي:[٤]
- الزبادي والكافير: هما من الأطعمة التي تحتوي على البكتيريا النافعة التي تعرف بالبروبيوتيك (Probiotics)، والتي قد تسهم في تحسين صحة الأمعاء، وتليين البراز.
- البروكلي: يحتوي على مركبات تعرف بالسولفورافين (Sulforaphane)، والتي تسهم في حماية الأمعاء وتسهيل الهضم، كما تساعد هذه المركبات على منع النمو الزائد لبعض أنواع بكتيريا الأمعاء، الذي قد يؤثر في سلامة الهضم.
- الإجاص والتفاح: تحتوي هذه الأطعمة على مجموعة من المركبات التي تسهم في تخفيف الإمساك وتحسين الهضم، كالألياف، والسوربيتول، والفركتوز، إلى جانب احتوائها على نسب عالية من الماء.
- الأطعمة التي تحتوي على الحبوب الكاملة: فهذه الأطعمة تحتوي على نسب عالية من الألياف غير الذائبة التي تزيد حجم الفضلات، بالتالي تزداد سرعة مرورها عبر الأمعاء.
- زيت الزيتون وزيت بذور الكتان: تساعد هذه الزيوت على تسهيل حركة الفضلات في الأمعاء، بالتالي تخفيف الإمساك، إلى جانب احتوائها على مواد مضادة للتأكسد، ومضادة للالتهاب، ومضادة للبكتيريا، ومعزِّزة للهضم.
- الماء: قد يؤدي حدوث الجفاف إلى الإصابة بالإمساك، فالبراز يُصبح جافًّا وصلبًا في حال عدم احتوائه على ما يكفي من الماء، لذا يوصَى دائمٍا بشرب كميَّات كافية من الماء خلال اليوم؛ للمساعدة على حل المشكلة.
- الكيوي: هو من الفواكه الغنيَّة بالألياف، كما أنه يحتوي على نوع من الإنزيمات يُسهم في تعزيز حركة الجزء العُلوي من القناة الهضميَّة، ومجموعة من المركبات التي تدعم عمليَّة الهضم، وكلّ ذلك يجعل فاكهة الكيوي خيارًا ممتازًا للتخفيف من الإمساك.
- الحساء الصافي: يحتوي على عدد من العناصر الغذائيَّة إلى جانب سهولة هضمه، كما أنه يسهم في تليين البراز، وتسهيل مروره عبر الأمعاء، عدا عن أنَّ المشروبات والأطعمة الدافئة يسهل هضمها عمومًا.
نصائح منزلية لعلاج الإمساك
للتخفيف من الإمساك في المنزل توجد مجموعة من النصائح التي يُمكن الأخذ بها، يُذكر منها ما يأتي:[٥]
- ممارسة بعض التمارين البسيطة كالمشي والركض، والتي قد تزيد تدفق الدم في منطقة البطن، بالتالي تحفيز حركة الأمعاء.
- تدليك القولون، الذي قد يسهم في تخفيف مشكلة الإمساك.
- الجلوس بوضعيَّة القرفصاء أثناء التبرز، ويمكن استخدام مسند التبرز لرفع القدمين أثناء الجلوس على المرحاض؛ فهذه الوضعيَّة تسهِّل نزول البراز.
- الحرص على تناول الأطعمة الغنيَّة بالألياف، كالفواكه، والخضروات، والشوفان، والأرز، والفاصولياء، مع الحرص على شرب كميات كبيرة من الماء عند تناول هذه الأطعمة.
- شرب كميات كافية من السوائل خلال اليوم.
- السيطرة على التوتر.
- تناول وجبة الإفطار في الصباح الباكر، الأمر الذي قد يحفِّز التبرز، فتناول الطعام عمومًا يحفِّز الحاجة إلى التبرز.[٦]
- اختيار أنواع الأطعمة بحكمة وحذر، فعلى سبيل المثال قد يصاحب الانقطاع عن تناول الدهنيات فجأةً حدوث الإمساك أحيانًا، ويعزى ذلك إلى حاجة الأمعاء إلى القليل من الدهون لتسهيل حركتها.[٦]
المراجع
- ^ أ ب "Constipation", clevelandclinic, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح Alina Petre, "7 Foods That Can Cause Constipation"، healthline, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج John P. Cunha, "15 Foods That Cause Constipation"، medicinenet, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ↑ Jennifer Huizen (27-1-2020), "Which foods are good for constipation?"، medicalnewstoday, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ↑ Erica Cirino, "How to Make Yourself Poop"، healthline, Retrieved 27-7-2020. Edited.
- ^ أ ب "Constipation: 6 Tips to Help You Return to Regular Bowel Movements", clevelandclinic, Retrieved 27-7-2020. Edited.
