التدخين
يعد التدخين من أكثر المشكلات في العالم؛ إذ إنّه يتسبب بموت 8 مليون شخص حول العالم؛ 7 مليون مدخّن و1.2 مليون شخص من غير المدخنين الذين يتعرضون للدخان دون إرادتهم (المدخن السلبي)، ومن المهم المعرفة جيّدًا أنّ جميع أنواع التدخين تعدّ ضارّةً جدًّا، وليس فقط دخان السجائر، مثل: دخان النرجيلة، والسجائر الإلكترونية، والتبغ الجاهز للفّ، والغليون، وغيرها.
ومن المهم معرفة أن التدخين يؤثر في جميع أعضاء الجسم، ويتسبب بالكثير من الأمراض، مثل: أمراض الجهاز التنفسي، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والجلطات الدماغية، ومشكلات الرؤية، ومن المؤكد الكثير من أنواع السرطانات.
ويوجد العديد من الخرافات التي يتداولها الناس في ما يتعلق بالتدخين، سيتم توضيح الحقائق المتعلقة بها في هذا المقال.[١]
9 خرافات عن التدخين
يوجد الكثير من الاعتقادات المغلوطة المتعلقة بالتدخين في ذهن الناس، وقد تضرّ بهم أو تجعلهم فاقدين الأمل ولا يفكرون بالإقلاع عن التدخين بسببها؛ لذا فإن تصحيح هذه المعلومات يعد مهمًّا جدًّا وقد يغير من رأي البعض عن التدخين كليًّا، زهي كما يأتي:[٢][٣]
- الخرفة الأولى، يسبّب التدخين حدوث سرطان الرئة فقط: بالرغم من أن سرطان الرئة ليس بالأمر السهل ويعدّ من أشد أنواع السرطانات خطورةً ويسبب الوفاة، لكن لا تقتصر قائمة السرطانات بسبب التدخين على سرطان الرئة فقط، فهي تتضمن أيضًا سرطان المريء، والحلق، والبلعوم، والفم، والكلى، والمثانة، والكبد، والمعدة، والبنكرياس، وغيرها، عدا عن باقي الأمراض التي قد يصاب بها المدخن جراء تأثير التدخين في جهاز المناعة، ممّا يجعل المدخن عرضةً للكثير من الأمراض.
- الخرافة الثانية، أنواع التدخين الأخرى أقل ضررًا من السجائر: في الحقيقة لا يوجد نوع آمن للتدخين، فكلّ الأنواع لها ضرر كبير على صحة الإنسان، وجميعها تحتوي على مواد مسرطنة بنفس الطريقة وبنفس المستوى من الخطورة.
- الخرافة الثاثة، الخطر الوحيد على صحة المرأة الحامل من التدخين هو الولادة المبكرة: في بداية الأمر التدخين يؤدي إلى حدوث صعوبات في حدوث الحمل، وفي حال حدوثه فإنّه يزيد من احتمال حدوث الإجهاض، والحمل خارج الرحم، وانخفاض وزن المولود، وإصابته بالتشوهات، مثل: الشفة المشقوقة أو الحلق المشقوق، ومتلازمة موت الرضيع المفاجئ (SIDS).
- الخرافة الرابعة، المدخن السلبي (غير المدخن) لا يمكن أن يصاب بسرطان الرئة من التدخين بجواره: للأسف فإن استنشاق الدخان من الممكن أن يسبب حدوث سرطان الرئة، فالأشخاص الذين يوجدون في بيئة مدخنة تزيد نسبة إصابتهم بسرطان الرئة 20-30% من النسبة الطبيعية، فمثلًا يموت حوالي 7,300 شخص في الولايات المتحدة سنويًّا من غير المدخنين بسبب الدخان، ومن أضرار التدخين على غير المدخنين أيضًا أنه يتسبب بإصابتهم بأمراض في الجهاز التنفسي والقلب، فالأطفال الذين يستنشقون الدخان في محيطهم بكثرة تكون نسبة إصابتهم بالتهاب الأذن ونزلات البرد والتهاب الرئة وحتى الربو مرتفعةً.[٤]
- الخرافة الخامسة، التدخين لمدّة معينة يُحدث الأضرار الدائمة في الجسم لا يمكن تخفيفها: لم يفت الأوان أبدًا للإقلاع عن التدخين، بمجرد إيقافه يوجد الكثير من التأثيرات الإيجابية التي ستظهر سريعًا خلال مدة قصيرة (أيام أو أسابيع أو أشهر)، فبعد 20 دقيقةً فقط من التوقف عن التدخين يبدأ الجسم بالتعافي، ويبدأ ضغط الدم ونبض القلب بالتحسن خلال مدة قصيرة، وقد تعود هذه الأمور إلى وضعها الطبيعي قبل التدخين، وتتنشط الدورة الدموية والرئتان، ويشعر الشخص بتحسن في حاسة التذوق والشم، وبعد 2-5 سنوات من التوقف تصبح خطورة الإصابة بالجلطات الدماغية مساويةً للشخص الطبيعي، وكلما استمر الشخص بالتدخين زادت الأضرار والخطورة من حدوث الأمراض، وكلما توقف الشخص باكرًا تكون الأضرار أقل.[٥]
- الخرافة السادسة، استخدام بدائل النيكوتين للإقلاع عن التخين له نفس الضرر: مادة النيكوتين الموجودة في هذه البدائل هي المادة المسسبة لإدمان الدخان، وليست المادة المسببة للسرطان، إذ توجد أكثر من 70 مادةً كيميائيةً في الدخان تسبب السرطان؛ لذا فالحصول على النيكوتين عبر التدخين يعد من أكثر الطرق المؤذية، لكن عند أخذه وحده بطريقة أخرى مثلًا عبر لصقات الجلد أو العلكة فإنّ نسبة الضرر تنخفض بنسبة كبيرة، فقط لأنّ المواد المسرطنة ستكون مستثناةً من التركيبة، لكن الإدمان على التدخين سيبقى محتملًا، وقد تكون لها خطورة قليلة جدًّا على القلب، وقد لا تشكل خطورةً أبدًا على الجهاز التنفسي؛ لأن النيكوتين لا يتم استنشاقه إلى داخل الرئتين كما يحدث عند التدخين.
- الخرافة السابعة، التدخين في المناسبات فقط لا يسبب الضرر: كل مرة يتم التدخين فيها يحدث ضرر في الجسم، فلا يوجد مستوى آمن من التدخين حتى لو كان قليلًا جدًّا، فقد يؤثر في الأوعية الدموية ويجعلها أكثر عرضةً للجلطات، بالتالي حدوث الجلطات في القلب أو في الدماغ، والتي قد تؤدي إلى الوفاة.
- الخرافة الثامنة، دخان السجائر الخفيف (light،ultralight أو mild) أقل ضررًا من دخان السجائر العادي: بغض النظر عن المكتوب على علبة السجائر فالضرر واحد في كل الأنواع، فالمدخّن في جميع الحالات سيتعرض لنفس نسبة القطران في جميع الأنواع، لكن يتم استخدام هذه المصطلحات كنوع من التضليل وإيهام الشخص أنّ نسبة الخطورة قد تكون أقل.
- الخرافة التاسعة، السجائر الإلكترونية (e-cigarettes) خيار صحي: لا يمكن القول إنّ تدخين السجائر الإلكترونية غير مضرّ بالصحة؛ لأنّ الهواء الذي يتم استنشاقه منها يحتوي على الكثير من الكيماويات والمعادن الثقيلة، مثل النيكوتين، والتي تدخل إلى الرئتين وتؤدي إلى حدوث أضرار فيها، حتى المنكّهات المستخدمة فيها لها أضرار كبيرة على الجهاز التنفسي.
نصائح للإقلاع عن التدخين
ينصح الخبراء الأشخاص الذين يريدون الإقلاع عن التدخين بوضع خطة لتساعدهم على النجاح في ذلك وعدم الرجوع إليه مرةً أخرى، وفي ما يأتي بعض الأفكار التي قد تساعد في وضع خطة جيدة للإقلاع عن التدخين:[٦]
- كتابة لائحة الأسباب التي تدفع الشخص إلى الإقلاع عن التدخين: إنّ كتابة أسباب التوقف عن التدخين على ورقة قد يكون حافزًا للاستمرار عند النظر إليها، وقد تتضمن الأسباب ما يأتي:
- الرغبة في الشعور بحالة صحية أفضل.
- حماية النفس من الإصابة بأمراض مزمنة.
- الرغبة بحماية الأشخاص المحيطين، والتوقف عن تعريضهم للخطر بسبب التدخين.
- توفير المال.
- اختيار يوم محدد للتوقف عن التدخين: مثلًا اختيار يوم محدد خلال الشهر القادم للتوقف عن التدخين تمامًا، وعلى الشخص أن يحضّر نفسه جيّدًا لذلك اليوم، ومن الممكن اختيار يوم عشوائي، أو يوم خالٍ من الضغوطات، أو يوم له معنى مميز مثل تاريخ ميلاد أو مناسبة عائلية، وإخبار الجميع عن هذا التاريخ ليشعر الشخص بالالتزام تجاه هذا الخيار، ومن الجدير بالذّكر أنّ بعض الأشخاص قد يفضّلون التوقف التدريجي، لكن التوقف المفاجئ في بعض الأحيان يعطي نتائج أفضل ونسبة نجاح أعلى.
- التحضير ليوم التوقف عن التدخين: إنّ اللجوء إلى بدائل التدخين الدوائية والتحضير السلوكي معًا قد يساعد الشخص على الإقلاع بصورة أفضل، ومن الممكن القيام بالتحضيرات الآتية:
- استشارة الطبيب عن البدائل الدوائية المناسبة، إذ توجد أنواع عدة من بدائل النيكوتين للتقليل من أعراض انسحاب النيكوتين من الجسم، مثل: اللصقات، وحبوب المص، والعلكة، والبخاخات، ومن الممكن البدء بها في نفس اليوم المراد التوقف فيه؛ للتقليل من الشعور بالرغبة بالتدخين، كما توجد بدائل دوائية أخرى، مثل الفارنيسيلين (varenicline) الذي يفضل البدء به قبل أسبوع أو أسبوعين من يوم وقف التدخين.
- إيجاد وسائل للدعم، سواء الأشخاص من الأهل والأصدقاء أم البرامج المخصصة لتقديم المساعدة في نجاح التوقف عن التدخين.
- معرفة الأشياء التي تزيد الرغبة بالتدخين، فمن الممكن كتابة الأسباب أو الأحداث التي تحفّز الشخص على التدخين، أو العادات اليومية المرتبطة به، مثلًا عند الشعور بالتوتر، أو بعد الأكل، أو خلال استراحة العمل؛ إذ إنّ معرفة هذه الأنماط المرتبطة بالتدخين تساعد في معرفة الأوقات التي يحتاج الشخص فيها إلى الحصول على الدعم أو إلهاء نفسه بأمور أخرى.
- إخبار الناس بالرغبة بالتوقف عن التدخين والبدء بالتنفيذ؛ إذ إنّ إخبار العائلة والأصدقاء يمكن أن يوفر الدعم، ومن الممكن الخروج في نزهة أو ممارسة أنشطة قد تساعد في تشتيت الذهن وعدم التركيز على التدخين، ومعرفة المحيطين بذلك أيضًا قد تساعدهم على تفهم التقلبات المزاجية في بعض الأحيان، ومن الأفضل الطلب من جميع المدخنين عدم التدخين أمام الشخص الذي ينوي التوقف في أول مدّة.
- تنظيف المنزل، بالتخلص من معدات التدخين أو علب السجائر وكل ما يتعلق بها من المنفضة والولاعة، وغسل الملابس والأثاث العالقة الرائحة فيها.
- استخدام البدائل، مثل: إمساك شي باليد لإبقائها مشغولةً، أو وضع شي في الفم بدل السجائر للتغلب على عادة مسكها باليد ووضعها في الفم، مثل مضغ علكة خالية من السكر أو أقراص الحلوى، بالإضافة إلى إمساك كرة تخفيف التوتر، ووضع هذه الدائل في الأماكن المخصصة لوضع علبة السجائر.
- تنظيف الأسنان عند الطبيب، إذ يساعد على الشعور بالانتعاش، بالإضافة إلى أن الشعور بأنّ الأسنان صحية قد يمنع الشخص من الرغبة بالرجوع إلى التدخين.
- الاستفادة من التجارب السابقة؛ إذ إنّ معرفة الأسباب التي أدت إلى الرجوع إلى التدخين في المرات السابقة ومعالجتها وتفادي تكرارها قد يساعد على عدم الرجوع إليه ثانيةً.
- كيفية التصرف في يوم الإقلاع عن التدخين: قد يواجه الشخص بعض الصعوبات في اليوم الأول، خاصةً في وقت الرغبة بالتدخين، وهذه بعض النصائح التي قد تساعد في التغلب عليها:
- التدخين غير مسموح أبدًا ولا حتى لمرة واحدة.
- البدء باستعمال البدائل الدوائية، وإذا استمرت الرغبة بالتدخين بشدة رغم استعمالها يجب إخبار الطبيب لإيجاد الحل المناسب.
- تذكير النفس بالأسباب التي تدفع إلى التوقف عن التدخين.
- شرب الكثير من الماء والعصير.
- ملء وقت الفراغ بالحركة المستمرة.
- تجنب الأشخاص أو الأشياء التي تحفز التدخين.
- من الممكن حضور مجموعات أو برامج للدعم.
- تجنب التوتر، وممارسة الطقوس التي تساعد على الاسترخاء.
- إبقاء اليدين مشغولتين بالعمل، أو الكتابة، أو بدائل السجائر.
- إبقاء الذهن مشغولًا بأي نشاط، مثل: ألعاب الذكاء، أو الكلمات المتقاطعة.
- الالتزام وعدم الرجوع إلى التدخين مطلقًا: بوجود الرغبة وخطة التوقف والدعم النفسي والبدائل الدوائية فإن فرصة النجاح في الإقلاع عن التدخين وعدم الرجوع إليه مرةً أخرى كبيرة، لكن يجب التحلي ببعض الإرادة وقوة العزيمة، فلن يعود الشخص إلى التدخين أبدًا، وقد يكون مثالًا لغيره من الذين يريدون الإقلاع عنه الكنّهم يشعرون بالتردد.
المراجع
- ↑ "Tobacco", www.who.int, 2020-05-27, Retrieved 2020-08-09. Edited.
- ↑ "10 Persistent Myths About Smoking", www.medicinenet.com, Retrieved 2020-08-13. Edited.
- ↑ "10 common myths about smoking and quitting", www.health.nsw.gov.au, Retrieved 2020-08-13. Edited.
- ↑ "Smoking", medlineplus.gov, Retrieved 2020-08-09. Edited.
- ↑ "Tobacco Myths", www.cdc.gov, Retrieved 2020-08-09. Edited.
- ↑ "Smoking cessation: Create a quit-smoking plan", www.mayoclinic.org, 2020-04-11, Retrieved 2020-08-09. Edited.