البكاء
يرتبط البكاء لدى الكثير من الأشخاص بالأطفال وصغار السنّ، ويُلجأ إليه للتعبير عن مشاعر الحزن وعدم الراحة، أو ربّما تأثّرًا لمشاهدة فيلم يحمل قصّة حزينة أو كئيبة، كما تُذرف الدموع دون قصد عند الضحك الشديد وتعبيرًا عن السعادة الغامرة، وتبكي النساء لأسباب متعدّدة بمعدّل 3.5 مرّة في الشهر، بينما يبكي الرجال بمُعدّل 1.9 مرّة فقط شهريًّا،[١] ومن ناحية أُخرى تبكي النساء بنسبة أعلى خلال الحمل؛ نتيجة التغيّرات الهرمونيّة التي تطرأ على جسمها في أشهر الحمل جميعها، مما يُسبّب زيادة حساسيّتها تجاه الأحداث والمواقف، ولاختلاط ما تحمله من مشاعر وأحاسيس ما بين فرح وقلق في ما يخصّ طفلها القادم ومستقبله.[٢]
9 فوائد للبكاء
كثيرًا ما تربط بعض المجتمعات والعائلات البكاء بالضعف وقلّة الحيلة، مما قد يمنعهم عن البكاء، خاصّة الرجال منهم، وذرف الدموع يحمل العديد من الفوائد والمنافع للجسم، ويُذكر منها الآتي:[٣]
- أحد طرق تنقية الجسم؛ حيث الدموع تُرطّب العين، وتتخلّص من أيّ أوساخ أو أتربة عالقة فيها، بذلك فهي تحميها من أنواع الالتهاب والعدوى أيضًا.
- امتلاكه تأثيرًا مُهدّئًا للجسم؛ يعزى ذلك إلى حقيقة أنّ البكاء يُحفّز الجهاز العصبيّ اللاودّي Parasympathetic Nervous System، المسؤول عن الشعور بالراحة والاسترخاء.
- التقليل من الألم؛ حيث الجسم يُفرز هرمونات الإندورفين عند البكاء، مما يُشعِره بإحساس أقرب للتخدير، ويُقلّل من الآلام الجسديّة والعاطفيّة.
- يُحسّن المزاج؛ ذلك ما يحدث نتيجة التنفّس العميق للهواء البارد عندما يشهق الشخص أو يتنهّد أثناء البكاء، مما يُعدّل من درجة حرارة الدماغ ويُبرّدها بما هو ضمن الحدّ الطبيعيّ، بذلك يمنح مشاعر ومزاجًا أفضل.
- إشارة إلى طلب الدعم؛ هي الفائدة الأولى التي يرجو بها الطفل عند بكائه في بداية حياته، إذ إنّه يُشير إلى احتياجه وطلبه العناية والرعاية مّمن حوله، وكذلك مع البالغين أيضًا، إذ يُعطي البكاء انطباعًا على حاجة الفرد إلى الدعم والمساعدة.
- يساعد في التعافي من الأحزان -خاصّة الأحزان العميقة-؛ كفقد شخص عزيز أو وفاته، إذ يُحسّن البكاء من تقبّل الفرد لحقيقة الظرف أو الحدث، ويساعد في تخطّيه.
- يُعيد الاتّزان العاطفيّ في الجسم؛ إذ يُلاحَظ ذلك في الأشخاص الذين يبكون عند الفرح الغامر أو الشعور بالخوف الشديد، فقد يبدو البكاء وسيلة الجسم لاستعاده توازن المشاعر فيه عند مواجهة شعور قويّ.
- يساند الأطفال الرّضع في النوم، ويُحسّن من جودته؛ إذ إنّ البكاء المُعتدل يُقلّل من عدد مرات استيقاظهم أثناء الليل، ويزيد من طول مدة النوم دون وجود أيّ تأثيرات سلبيّة في الطفل مستقبلًا.
- يساعد الأطفال الرضّع في التنفّس، خاصة عند الولادة؛ حيث البكاء في لحظة الولادة يُعِدّ الطفل لبدء استخدامه رئتيه للتنفس عوضًا عن الحبل السريّ، كما أنّه يساعده في التخلّص من أيّ سوائل عالقة في الرئتين أو الأنف والفم.
أضرار البكاء
لا يُمكن القول إنّ هناك مخاطر عظيمة للبّكاء، أو آثارًا كبيرًة في صحة الفرد نتيجة بُكائه، لكن توجد بعض الأضرار المحدودة التي يُذكر بعضٍ منها في ما يأتي:
- قد يزيد من مُعدّل ضربات القلب بعض الشيء.[٤]
- يمنح البكاء شعورًا بالراحة، لكن ذلك يحدث بعد مدة زمنيّة من الانتهاء منه، فهو قد يزيد الشعور بالسوء أثناء البكاء.[٤]
- قد يُقلّل من نسبة الغلوبيولين المناعي الإفرازيّ أ Secretory igA، الذي يُعدّ أحد الخطوط المناعيّة الأولى في الجسم.[٤]
- يُسبّب البكاء المتواصل الصدّاع، الذي عادًة ما يتزامن مع أعراض أخرى؛ مثل:[٥]
- سيلان الأنف.
- احمرار العينين.
- انتفاخ ما حول العين، أو حتّى انتفاخ الوجه.
- احمرار الوجه.
- البكاء في المكان أو الزمان غير المُناسبين قد يبدو سببًا للشعور بالسوء فعلًا، خاصًّة في حال كان أمام أشخاص ممّن لا يُقدّرون مشاعر الآخرين أو يهزؤون بها.[٦]
تأثير البكاء الشديد في العين
لم يرد ذكر مخاطر شديدة أو أمراض مخيفة للبكاء على صحّة العين ووظائفها في أيٍّ من المراجع والمصادر العلميّة الموثوقة، ففي الواقع تُعدّ الدموع عاملًا مُساعدًا في ترطيب العين وتنظيفها من الأوساخ والأتربة العالقة فيها، كما ذُكر سابقًا،[٣] حتّى أنّ الدموع تحتوي على مادة الليزوزيم Lysozyme، التي تمتلك خصائص مضادّة للبكتيريا والجراثيم،[١] لكنّ في بعض الأحيان قد يُلاحظ بعضهم احمرار العينين وانتفاخهما بعد البكاء الشديد، أو البكاء لمدة طويلة مُتواصلة؛ ويعزى ذلك إلى تهيّج العينين على الأغلب.[٥][٦] أمّا في ما يخصّ ما يتناقله الكثير من الأفراد عن حقيقة أنّ البكاء الشديد قد يبدو سببًا لفقد البصر أو العمَى، فذلك ليس صحيحًا على الإطلاق، ولا يتعدّى كونه خرافًة شعبيّة ليس إلا.[٧]
المراجع
- ^ أ ب Lana Burgess (7-10-2017), "Eight benefits of crying: Why it's good to shed a few tears"، medicalnewstoday, Retrieved 28-4-2020. Edited.
- ↑ Valencia Higuera (21-10-2019), "Does Pregnancy Have You Crying Like a Baby? Here’s Why and What You Can Do"، healthline, Retrieved 27-4-2020. Edited.
- ^ أ ب Ashley Marcin (April 14, 2017), "9 Ways Crying May Benefit Your Health"، healthline, Retrieved 27-4-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Naveed Saleh (23-9-2015), "The Effects of Crying"، psychologytoday, Retrieved 28-4-2020. Edited.
- ^ أ ب Jenna Fletcher (10-4-2019), "Causes of a headache after crying"، medicalnewstoday, Retrieved 28-4-2020. Edited.
- ^ أ ب Tina Donvito (2-3-2020), "Let It Out: 14 Ways a Good Cry Affects Your Body and Mind"، thehealthy, Retrieved 28-4-2020. Edited.
- ↑ "Does crying lead to blindness?", practo, Retrieved 28-4-2020. Edited.