محتويات
صحة حديث: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
أخرج الإمام الألباني بإسنادٍ حسنٍ عن الصحابي الجليل أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (مَن أرادَ أن يسافرَ، فليقُلْ لِمَن يُخلِّفُ: أستودعكم اللَّهَ الَّذي لا تضيعُ ودائعُهُ).[١]
صحة حديث: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
معاني مفردات الحديث
بيان معاني مفردات الحديث فيما يأتي:
- يُخلِّفُ: خلّف الشيء أو الشخص: تركه وراءه.[٢]
- أستودعُكَم اللَّهَ: أي جعلتكم في حفظ الله وأمانته.[٣]
- ودائعُهُ: أماناته.[٤]
المعنى العام للحديث
كان رسول الله -عليه الصلاة والسلام- حريصٌ كل الحرص على نشر المحبة والألفة بين المسلمين، والحثّ على التحلّي بها، وفي الحديث يحثّ -صلّى الله عليه وسلّم- المسافر على الدعاء لأهله وأحبابه عند سفره، فيجعلهم وديعةً عند الله -تعالى-، وهو -سبحانه- خير الحافظين للودائع والأمانات.[٥]
ما يُستفاد من الحديث
دلّ الحديث النبوي السابق على فوائد عدّةٍ، يُذكر منها:[٥]
- يُسنّ للمسافر الدعاء للأهل والأحباب عند مفارقتهم وتوديعهم.
- يُستحب للمسافر أن يودّع أهله، ويستسمح من الناس ويسألهم الدعاء.
- في الحديث إشارةٌ إلى أهمية التآخي وزيادة الألفة بدعاء المسلمين لبعضهم.
أحاديث أخرى في توديع المسافر
وردت عدّة أحاديث نبويةٍ في توديع المسافر والأدعية التي يُمكن أن يدعو بها الأهل والأحباب للمسافر عند توديعم، فيما يأتي ذكر عددٍ منها:[٦]
- يستحبّ وداع المسافر والدعاء له بقول: "أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك"، استدلالاً بما ورد عن عبد الله بن يزيد الخطمي -رضي الله عنه- قال: (كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إذا أرادَ أن يستودِعَ الجيشَ قالَ أستودعُ اللَّهَ دينَكم وأمانتَكم وخواتيمَ أعمالِكم).[٧]
- الدعاء للمسافر بقول: "أستودك لله الذي لا تضيع ودائعه"، ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: (ودَّعني رسولُ اللهِ صلَّى الله عليْهِ وسلَّمَ فقالَ: أستودعُكَ اللَّهَ الَّذي لاَ تضيعُ ودائعُهُ).[٨]
- دعاء المقيم للمسافر بالتقوى ومغفرة الذنوب وتيسير الأمور وتسهيلها، ورد عن الصحابيّ الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال: (جاءَ رجُلٌ إلى النَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي أريدُ سفرًا فزوِّدني. قالَ زوَّدَك اللَّهُ التَّقوى قالَ زِدني. قالَ وغفرَ ذنبَك قالَ زدني بأبي أنتَ وأمِّي. قالَ ويسَّرَ لَك الخيرَ حيثُما كنتَ)،[٩] وورد أيضاً: (أنَّ ابنَ عمرَ كانَ يقولُ للرَّجلِ إذا أرادَ سفرًا ادنُ منِّي أودِّعكَ كما كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يودِّعنا فيقولُ أستودعُ اللَّهَ دينَك وأمانتَك وخواتيمَ عملِك).[١٠]
- يستحبّ للمسافر أن يدعو لأهله وأحبابه وأصدقائه عند توديعهم للسفر بما تيسّر من الأدعية الصالحة التي تنفعهم في دنياهم أو آخرتهم، ومن تلك الأدعية الدعاء الوارد في أول المقال، قال الإمام النوويّ -رحمه الله-: "ويستحب أن يودع أهله وأقاربه وأصحابه وجيرانه، ويسألهم الدعاء له ويدعو لهم".
المراجع
- ↑ رواه الألباني، في الكلم الطيب، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:168، إسناده حسن.
- ↑ "تعريف و معنى يخلف في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 27/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "معنى استودعك الله"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "معنى الوديعة"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب "شرح دعاء الـمسافر للمقيم"، الكلم الطيب، اطّلع عليه بتاريخ 27/2/2022. بتصرّف.
- ↑ محمد صالح المنجد، "ما يقوله المقيم للمسافر عنده سفره والمسافر للمقيم"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 28/2/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن عبد الله بن يزيد الخطمي، الصفحة أو الرقم:2601، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2295، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:3444، حسن صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:3443، صحيح.
