آثار الإجهاض على الرحم

كتابة:

الإجهاض

تتعد أنواع الإجهاض بين الإجهاض التلقائي المعروف بفقدان الجنين قبل الأسبوع العشرين من الحمل دون أيّ تدخَّل طبي، والإجهاض الجراحي الذي يُقسم إلى نوعين؛ عمليات توسيع الرحم وكشطه التي يُمكِن إجراؤها بين الشهر الأول إلى الأسبوع العشرين من الحمل، والإجهاض بالشفط للنساء، الذي يُمكِّن إجراؤه دون الأسبوع 12 من الحمل، بالإضافة إلى الإجهاض الطبي بالأدوية، مثل الميفبرستون، ويكون الإجهاض في النوعين الأخيرين اختياريًا.[١][٢] ويرتبط الإجهاض بجميع أنواعه بالإصابة بالعديد من المضاعفات والآثار على الجسم، التي ستُفصَل في هذا المقال.


أنواع الإجهاض

توجد طريقتان للإجهاض، وتوضّح إجراءاتهما بشيء من التفصيل كما يأتي:[٣]

  • الإجهاض الدوائي: تبدأ هذه الطريقة بأخذ الحامل لدواء ميفيبريستون، وهو دواء يوقف عمل الهرمون الذي يسمح بتطوّر الحمل، وتعود الحامل إلى المنزل وتتابع حياتها اليومية بصورة طبيعيّة، وبعد 24-48 ساعةً تُعطى دواءً آخر يُعرَف باسم ميزوبروستول، ويتوفّر على شكل حبوب توضع أسفل اللسان، أو حبوب تُبلَع، أو حبوب توضع داخل المهبل، وخلال 4-6 ساعات يبدأ جدار الرحم بالتهدّم مسببًا نزيفًا حادًا؛ لذلك يوصى ببقاء المرأة في العيادة إلى حين تحسّنها.
  • الإجهاض الجراحي: يخدر الطبيب الحامل إمّا تخديرًا عامًا لتصبح غائبةً عن الوعي، وإمّا بالتخدير الموضعي للمنطقة، ويجرى الإجهاض الجراحي باتباع طريقتين، هما:
    • الشفط الهوائي، يتضمن إدخال أنبوب عبر عنق الرحم ليصل إلى الرحم، ويُزال الحمل عبر شفط محتوى الرحم، ونتيجة ذلك يتوسع قليلًا في بداية الإجراء نتيجة تلقّي الحامل حبّة دواء إمّا داخل الرحم أو عبر الفم لإتمام توسّعه، كما قد يستخدم الطبيب الأدوية المسكنة في حال اتباع التخدير الموضعي، بالإضافة إلى بعض الأدوية المهدئة.
    • توسيع الرحم وتفريغه، إذ يُدخِل الطبيب ملقط الولادة عبر عنق الرحم ليصل إلى داخله ويزيل الحمل الموجود، لذلك يُوسّع عنق الرحم قبل ساعات أو حتى عدة أيام من إجراء هذه الجراحة. وتجدر الإشارة إلى أنّها تُستخدَم في الأسبوع الخامس عشر من الحمل، وتستغرق مدّةً بين 10-20 دقيقةً فقط، وقد تستطيع المرأة العودة إلى حياتها اليومية بعد هذا الإجراء.


آثار الإجهاض التلقائي على الرحم والجسم

يُسبِّب الإجهاض التلقائي العديد من الأعراض، مثل: النزيف الذي غالبًا ما يستمرّ مدّة أسبوع، والمغص، بالإضافة إلى ألم البطن والظهر، وخروج أنسجة وتكتّلات دموية عبر المهبل، كما يُؤدي إلى اختفاء أعراض الحمل -كالغثيان- خلال أسابيع من الإجهاض بعد عودة حجم الرحم والهرمونات إلى مستواها الطبيعي، وقد يستمر لدى بعض النساء المُصابات الشعور بالتعب، والمغص، وألم الثدي، بالإضافة إلى التنقيط والنزيف الخفيف لمدة شهر بعد الإجهاض.[٢] كما يرتبط الإجهاض بالإصابة بالعديد من المضاعفات، وتجدر الإشارة إلى أنَّ حدوثه في الثلث الأول من الحمل يقلِّل من خطر الإصابة بهذه المضاعفات، التي تتضمن ما يأتي:[٤]


التوتر والاكتئاب

تُسبِّب خسارة الجنين الإصابة بالاكتئاب واضطرابات التوتر، كاضطراب ما بعد الصدمة، وتجدر الإشارة إلى ضرورة مراجعة الطبيب وعلاج الاكتئاب في حال ظهور الأعراض الدالة على الإصابة به، كما يجب اتباع التدابير اللازمة للتخلُّص من التوتر؛ إذ إنَّها قد تستمر لفترات طويلة بعد الإجهاض، ومن أعراض الاكتئاب ما يأتي:[٤]

  • الشعور بالإعياء والتعب طوال الوقت.
  • فقدان المتعة بممارسة الهوايات والأنشطة اليومية.
  • اضطرابات في النوم، كالنوم المفرِط أو عدم القدرة على الحصول على نوم جيد.
  • اضطرابات في الوزن بالزيادة أو النقصان.
  • فقدان القدرة على التركيز واتخاذ القرارات.
  • التفكير بالموت أو الانتحار.


الإجهاض غير الكامل

تُعرف الأنسجة الناتجة عن الإخصاب بعد الإجهاض التي تبقى في الرحم بالإجهاض غير الكامل، ويجب علاج هذا الاضطراب باستخدام الأدوية كالميسوبروستول، أو جراحيًا، كتوسيع الرحم وكشطه، وستُوضح مضاعفات هذين النوعين من الإجهاض الدوائي والجراحي في ما بعد. أمّا إهمال علاج الإجهاض غير الكامل فيؤدي إلى الإصابة بالعديد من المضاعفات الشديدة، مثل: التهاب عضلات الرحم، والتهاب بطانة الرحم، والتهاب الصفاق، بالإضافة إلى التَّخَثُّرُ المُنْتَشرُ داخِلَ الأَوعِيَة، والصدمة الإنتانية.[٥]

يجدر التنويه إلى ضرورة إخبار الطبيب في حال كانت الأم تحمل الدم من النوع العامل الريسوسي السلبي؛ إذ قد يتطلب ذلك الحقن بالجلوبيولين المناعي في بعض الحالات؛ للوقاية من الإصابة بالمضاعفات مستقبلًا.[٦]


العدوى

يُسبِّب بقاء بعض الأنسجة داخل الرحم الإصابة بالعدوى المُسبِّبة لارتفاع درجة حرارة الجسم، والقشعريرة، بالإضافة إلى ظهور إفرازات مهبلية برائحة كريهة، والإصابة بالنزيف والتشنُّجات لمدة تزيد عن أسبوعين، وبالرغم من سهولة علاج هذه العدوى بالمضادات الحيوية، إلا أنَّها قد تكون شديدةً مُسبِّبةً الإصابة بالصدمة الإنتانية عند دخول البكتيريا إلى الدم، ممّا يستدعي مراجعة الطوارئ؛ إذ يُسبِّب إهمال علاجها الإصابة باضطرابات في وظائف القلب، والرئة، والكلى، والكبد، كما قد تُسبِّب الموت في حال عدم علاجها فورًا، ومن أعراضها ما يأتي:[٤][٧]

  • الألم والنزيف الشديد.
  • شحوب الأطراف وبرودتها.
  • ارتفاع أو انخفاض درجة حرارة الجسم الشديد، بالإضافة إلى الإصابة بالقشعريرة المُسبِّبة للاهتزاز.
  • انخفاض ضغط الدم، وخفقان القلب، وتسارع معدل ضرباته.
  • اضطرابات في التنفُّس.
  • فقدان القدرة على التبوّل.
  • الإصابة بالإعياء، والارتباك، وعدم الراحة.


مضاعفات أخرى

من المضاعفات الأخرى المرتبطة بالإجهاض التلقائي ما يأتي:[٤]

  • النزيف الشديد: يُعد النزيف المهبلي طبيعيًا بعد الإجهاض، لكن بعض النساء يُعانين من النزيف الشديد الذي يحتاج إلى تغيير الفوط الصحية كل ساعة تقريبًا، أو زيادة معدل ضربات القلب، والدوار، وشحوب الجلد وتعرُّقه، ممّا يستدعي مراجعة الطبيب على الفور.
  • الإجهاض المتكرِّر: تعاني حوالي 1% من النساء فقط من الإجهاض المتكرِّر، فالإصابة بالإجهاض مرةً واحدةً لا يزيد من خطر الإصابة بالإجهاض بعد ذلك عادةً، في حين يؤثر الإجهاض المتكرِّر ثلاث مرات أو أكثر في القدرة على الإنجاب، ممّا يستدعي مراجعة الطبيب لمعرفة المُسبِّب إن وُجِد.[٤][٨]


آثار الإجهاض الطبي على الرحم والجسم

لا يُؤثر الإجهاض الطبي على فرصة الحمل في المُستقبل، إلا في حال الإصابة بالمضاعفات، وتجدر الإشارة إلى أنَّه لا يمكِّن اللجوء إلى هذا النوع من الإجهاض في بعض الحالات التي تُعاني فيها المرأة من اضطرابات في القلب والأوعية الدموية، أو النوبات الصرعية غير المُسيطَر عليها، أو اضطرابات في الرئة، أو الكبد، أو الكلى، كما لا يمكِن اللجوء إليه بعد الأسبوع التاسع من الحمل في أغلب الحالات، بينما توجد حالات أخرى يُمنع فيها الإجهاض عند بلوغ الأسبوع السابع من الحمل، أو في بعض الحالات الأخرى، مثل: الحمل خارج الرحم، أو استخدام الأدوية المميّعة للدم، أو وجود لولب داخل الرحم، ويرتبط هذا النوع من الإجهاض بالعديد من الآثار الجانبية والمضاعفات، مثل:[٩]

  • الإجهاض غير المكتمل.
  • الإصابة بالعدوى والحمّى.
  • الإصابة بالنزيف الشديد المُستمّر لفترات طويلة.
  • اضطرابات في الجهاز الهضمي، كالغثيان، والتقيؤ، والإسهال.
  • الصداع، والشعور بألم حاد في الظهر أو البطن.
  • إفرازات مهبلية كريهة الرائحة.


آثار الإجهاض الجراحي على الرحم والجسم

يرتبط الإجهاض الجراحي بنوعيه بالإصابة بالعديد من الآثار الجانبية، مثل: المغص، والنزيف المترافق مع تكتلات دموية، ويستمران عادةً من يومين إلى أربعة أيام، ويُشابهان الأعراض المُصاحبة للدورة الشهرية، كما يُسبِّب الإجهاض الجراحي التعرُّق، والشعور بالدوخة والإغماء، بالإضافة إلى الغثيان والتقيؤ.

يجدر التنويه إلى ضرورة تجنُّب الجماع لمدة أسبوع إلى أسبوعين بعد إجراء العملية للتقليل من خطر الإصابة بالعدوى، وعادةً ما تعود الدورة الشهرية إلى طبيعيتها بعد حوالي 4-8 أسابيع من الإجهاض الجراحي، ويزداد خطر الإصابة بالمضاعفات كلما كان عمر الحمل أكبر عند إجراء الإجهاض، ومن هذه المُضاعفات ما يأتي:[١٠]

  • النزيف الشديد الذي يستدعي أحيانًا إجراء عمليات نقل الدم، والإقامة داخل المستشفى.
  • العدوى، خصوصًا في حال الإصابة بالأمراض المعدية جنسيًا.
  • انثقاب الرحم الناتج عن ثقب الأدوات الجراحية لجداره.
  • تمزُّق الرحم الذي غالبًا ما يُعالج بإجراء الغرز الطبية بعد انتهاء العملية.
  • الإجهاض غير المكتمل.
  • الآثار الجانبية الناتجة عن استخدام الأدوية المسكِّنة للألم، وأدوية التخدير، والمضادات الحيوية، بالإضافة إلى الأدوية الموسِّعة لعنق الرحم، وغيرها.
  • متلازمة أشرمان التي تُعرف بوجود الأنسجة الندبية داخل الرحم أو عنقه مُسبِّبةً الالتصاقات بين جدران الرحم، كما أنَّها تُقلِّص من حجمه، ممّا يُؤدي إلى فقدان القدرة على الحمل، وغياب الدورات الشهرية أو ارتباطها بنزيف خفيف جدًا، وتُشكِّل عمليات توسيع وكشط الرحم حوالي 90% من أسباب الإصابة بهذه المتلازمة.[١١]


حالات الإجهاض التي تستدعي مراجعة الطبيب

توجد بعض الأعراض الجانبية التي تظهر نتيجة الإجهاض، ويستدعي بعضها استشارة الطبيب ومراجعته على الفور، وتوضّح بعض هذه الأعراض وفق ما يأتي:[١٢][١٣]

  • خروج خثرات دموية بحجم أكبر من حبة الليمون لأكثر من ساعتين من الإجهاض.
  • خروج إفرازات من المهبل ذات رائحة كريهة.
  • ألم ومغص يزدادان شدةً بعد 48 ساعةً من إجراء الإجهاض، والذي من المتوقع أن تخفّ شدته بدلًا من أن تزداد، بالإضافة إلى الإحساس بألم شديد في الظهر.
  • استمرار ظهور أعراض الحمل بعد أسبوع واحد.
  • استمرار الحمّى أكثر من 24 ساعةً.
  • زيادة شدة النزيف، مما قد يسبب تغيير الفوط الصحية مرتين على الأقل كلّ ساعة أو ساعتين.


المراجع

  1. "Ending a Pregnancy", familydoctor.org,13-3-2018، Retrieved 8-9-2019. Edited.
  2. ^ أ ب Anna Targonskaya, "What to Expect after a Miscarriage? Life after Pregnancy Loss"، flo.health, Retrieved 8-9-2019. Edited.
  3. "Abortion", www.nhs.uk,17-8-2016، Retrieved 3-9-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج 8-4-2019 Krissi Danielsson, "Complications After a Miscarriage"، www.verywellfamily.com, Retrieved 8-9-2019. Edited.
  5. Daniel J Bell, Yuranga Weerakkody, "Incomplete miscarriage"، radiopaedia.org, Retrieved 8-9-2019. Edited.
  6. Adam Husney ,Kathleen Romito (5-9-2018), "Incomplete Miscarriage: Care Instructions"، myhealth.alberta.ca, Retrieved 8-9-2019. Edited.
  7. Anna Giorgi (19-4-2019), "Abortion with Septic Shock"، www.healthline.com, Retrieved 8-9-2019. Edited.
  8. "Your health after a miscarriage", www.pregnancybirthbaby.org.au,8-2017، Retrieved 8-9-2019. Edited.
  9. "Medical abortion", www.mayoclinic.org,7-7-2017، Retrieved 8-9-2019. Edited.
  10. Ana Gotter (30-8-2016), "Surgical Abortion"، www.healthline.com, Retrieved 8-9-2019. Edited.
  11. "Asherman's Syndrome", my.clevelandclinic.org,29-6-2017، Retrieved 8-9-2019. Edited.
  12. Ana Gotter (30-8-2016), "Surgical Abortion"، www.healthline.com, Retrieved 27-8-2019. Edited.
  13. "Medical abortion", www.mayoclinic.org,7-7-2018، Retrieved 27-8-2019. Edited.
5969 مشاهدة
للأعلى للسفل
×