آثار الإيمان بالغيب على سلوك الفرد و المجتمع

كتابة:
آثار الإيمان بالغيب على سلوك الفرد و المجتمع

الإيمان بالغيب

يُعدُّ الإيمان بالغيب؛ أحد أركان الإيمان بالله -تعالى- التي يجب على المؤمن الإيمان بها حتى يكون من أهل الإيمان؛ وهو الإيمان والاعتقاد بأنّ هناك أموراً لا يُدركها الحس، نعتمد في معرفتها على الخبر الصادق فقط، وهو ما يُسمى في القرآن الكريم بعلم الشهادة،[١] وإنّ هذا الإيمان إذا تعمّق وتجذّر في النفوس فستكون له آثارٌ ملموسةٌ على كلّ من الفرد والمجتمع، سنتعرف على بعضها في هذا المقال.

آثار الإيمان بالغيب على الفرد

إنّ صاحب الإيمان بالغيب يعيش سعيداً في زمن كثر فيه الشقاء؛ وسينعم بالأمان في وقت كثر فيه الخوف؛ لأنه يمتلك كنزاً عظيماً وثميناً، ومن هذه الآثار ما يأتي:[٢]

  • يشعر الفرد بمراقبة الله -تعالى- له، ويعيش معنى أنّ الله مُطلعٌ على جميع أفعاله؛ صغيرها وكبيرها، قال -تعالى-: (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا).[٣]
  • يستشعر معية الله معه في كل حين؛ فإنّ هذه المعية ستدفعه إلى المسارعة إلى الطاعات والخيرات، والاستجابة لأمر الله.
  • يجعل المؤمن يستحي من فعل المعاصي؛ ليقينه بأن الله -جل جلاله- يراه، وأن الملائكة تُسجل كل ما يفعله من خيرٍ أو شر، قال -تعالى-: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ).[٤]
  • يجعل المؤمن يفتخر بكلام الله، ويتعاهده بالتلاوة والحفظ والفهم والتطبيق؛ وهذا ناتج عن إيمانه بالكتب السماويّة.
  • يتخذ سير الأنبياء وعلى رأسهم سيرة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، قدوةً ومنهجاً يسير عليه؛ لأنه يؤمن بالرسل جميعهم.
  • يطمئن المؤمن لما سيحدث له مهما كانت الظروف حوله؛ لأن الإيمان بالقدر يجعل الفرد لا يرجو سوى الله ولا يلتجأ إلا إليه.
  • يجعل المؤمن ثابتاً على طاعاته، وثابتاً أمام المحن وثابتاً في كل حال.

آثار الإيمان بالغيب على المجتمع

إذا تحلّى كل فردٍ من أفراد المجتمع بأركان الإيمان، وظهرت آثار الإيمان على الفرد، فإننا سنجد أنفسنا أمام مجتمع يتحلى بالصلاح والتعاون، وغيرها الكثير من الآثار، نذكر منها ما يأتي:[٥]

  • انتشار فعل الخيرات وترك المنكرات.
  • الحكم بقوانين الشريعة وما أمر الله -تعالى-، والابتعاد عن الحكم بالقوانين الوضعية.
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فمن تعمّق الإيمان في قلبه لا يمكن أن يشاهد المعاصي والمنكرات بلا تصرّف منه.
  • الوفاء بالعهود والمواثيق والأمانة في المعاملات بينهم؛ لأن كلاً منهم يخاف ظلم صاحبه.
  • التحلي بالصبر والبر والإحسان وكريم الصفات وأجلّها.
  • محبة المسلم لإخوانه المؤمنين وكراهية الكفار.
  • تقديم ما بوسعه لكل فقير ومسكين؛ لاستشعاره معنى أن المسلمين كالجسد الواحد؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى).[٦]

المراجع

  1. علي الطنطاوي، تعريف عام بدين الإسلام، صفحة 138. بتصرّف.
  2. علي القرني، دروس الشيخ علي القرني، صفحة 4. بتصرّف.
  3. سورة المجادلة، آية:7
  4. سورة ق، آية:18
  5. عبد المجيد الوعلان، عقيدة الإيمان باليوم الآخر واثرها في إصلاح المجتمع، صفحة 65. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النعمان بن بشير ، الصفحة أو الرقم:2586، صحيح.
5994 مشاهدة
للأعلى للسفل
×