محتويات
التخدير العام
يساعد التخدير العام في إفقاد المريض الوعي والإحساس بالألم؛ لمساعدة الجراحين في مداواة المريض، ويُعدّ استخدام التخدير العام أمرًا شائعًا، إلا أنَّ طريقة عمله غير مفهومة بشكل كامل. والتخدير العام هو في الأساس غيبوبة مُستحثّة طبيًا، إذ تجعل الأدوية المخدرة المريض لا يستجيب وغير واعٍ. وعادة ما يجرى التخدير العام عن طريق الوريد أو الاستنشاق، ويكون هناك طبيب أو ممرضة لمراقبة علامات المريض الحيوية ومعدل تنفسه أثناء العملية. وقد استُخدم التخدير العام على نطاق واسع في الجراحة منذ عام 1842 م عندما استخدم كروفورد لونغ ثنائي إيثيل الإيثر على مريض وأجرى أول جراحة دون الشعور بألم، وتجدر الإشارة إلى أنَّه على الرغم من وجود بعض المخاطر المرتبطة بالتخدير العام، لكنّه آمن عند إعطائه للمريض بشكل صحيح، وفي حالات نادرة جدًا قد يكون المريض واعيًا أثناء العملية.[١]
آثار البنج بعد العملية
تختلف المخاطر المرتبطة بالتخدير بشكل كبير من إجراء لآخر ومن مريض لآخر، إذ يُعتقَد أنّ لكل مريض مستوى مخاطر خاص به؛ إذ لا يوجد شخصان متماثلان تمامًا، فعلى سبيل المثال، تختلف مخاطر التخدير العام لدى المريض الذي يبلغ من العمر 90 عامًا عن الطفل الذي يبلغ 12 عامًا، وفي ما يلي بعض المخاطر والآثار المحتملة للتخدير العام بعد العملية:[٢]
- الغثيان والتقيؤ، يُعدّ الغثيان والتقيؤ أكثر المخاطر شيوعًا التي تصيب المرضى بعد التخدير العام، وهذه المخاطر أسهل بكثير في الوقاية من العلاج، لذا من المهم إخبار الطبيب فيما إذا كان المُصاب يعاني من الغثيان بتكرار، لتخاذ التدابيرالازمة للوقاية منه.
- التهاب الحلق وبحة الصوت، وتحدث بحة الصوت والتهاب الحلق نتيجة تهيج الحلق بسبب أنبوب التنفس، وعادةً ما يكون هذا التهيج بسيطًا.
- جفاف الفم، يُعدّ جفاف الفم مشكلة بسيطة تختفي عندما يبدأ المريض بشرب السوائل.
- الارتعاش والقشعريرة، تستمر الرعشة والقشعريرة مدة بسيطة بعد العملية، وتختفي بعد أن يستيقظ المريض ويتحرك.
- النعاس، هو شائع جدًا بعد الجراحة، ويختفي الشعور بالنعاس عندما يتخلص الجسم من الأدوية المستخدمة في التخدير.
- الآم العضلات، يحدث ألم العضلات بسبب الأدوية والاستلقاء بثبات أثناء الجراحة، وعادةً ما تكون هذه الحالة مؤقتة وتختفي خلال ساعات أو أيام من إجراء الجراحة.
- الحكة، غالبًا ما تكون الأدوية المسكنة للألم، وأدوية التخدير هي سبب الحكة، وتختفي هذه المشكلة عندما يتخلَّص الجسم من الأدوية الموجودة فيه.
- الارتباك، وتجدر الإشارة أنَّ المرضى من كبار السن، أو المصابين بالزهايمر، أو الاضطرابات الذهنية الأخرى أكثر عرضة للإصابة بالارتباك بعد التعرض للتخدير العام من الرضى الآخرين.
- صعوبة التبول، تُعدّ أكثر شيوعًا لدى المرضى الذين يتعرضون للقسطرة البولية أثناء الجراحة، وقد يستغرق الأمر ساعات أو حتى أيام حتى تعود المثانة إلى وضعها الطبيب.
- العلوص؛ هي حالة لا تعود فيها الأمعاء لنشاطها بالسرعة المتوقعة بعد الجراحة، وتكون حركتها بطيئة جدًا أو معدومة.
- صعوبة التخلص من جهاز التنفس الصناعي، يُعدّ التخلص من جهاز التنفس الصناعي بعد التعرض للتخدير العام أكثر صعوبة لدى المرضى الذين يعانون من مشاكل التنفس، أو المُصابين بأمراض شديدة أكثر من غيرهم من المرضى.
- تجلط الدم، تُعدّ مشكلة تجلط الدم أكثر شيوعًا بعد الجراحة؛ لأنّ المريض يبقى ساكنًا دون حراك لمدة من الوقت، مما قد يزيد من خطر الإصابة بالجلطات الدموية.
كما أنَّ هناك مخاطر للتخدير العام تحدث أثناء العمليات الجراحية، ومن بينها:[٢]
- فرط الحرارة الخبيث؛ هو رد فعل مهدد للحياة ناتج عن التعرُّض للتخدير، وغالبًا ما تنتقل احتمالية الإصابة برد الفعل هذا بين أفراد العائلة الواحدة.
- استعادة الوعي، وفيها لا يفقد المريض الوعي تمامًا أثناء التخدير العام.
- ابتلاع الطعام أو السوائل أو استنشاقها خلال الجراحة، لذا يمنع المرضى من تناول الطعام أو الشراب لعدة ساعات قبل الجراحة.
التحضير للتخدير الكلي
يقرر الطبيب استخدام التخدير الكلي في الجراحة بدلًا من التخدير الموضعي، أو التخدير الناحي في بعض الحالات؛ مثل: استمرار الجراحة عدة ساعات متتالية، أو تأثير الجراحة في تنفس المريض، أو إجراء الجراحة على مساحة كبيرة من الجسم، أو إجراء الجراحة على عضو حيوي؛ مثل: القلب أو الدماغ، أو الخضوع لجراحة تسبب خسارة دم كثير. وحينها يجب أن يقابل طبيب التخدير المريض قبل الجراحة ليخبره بما سيمرّ به خلال الجراحة، ولجمع بعض المعلومات؛ مثل:[٣]
- الأمراض التي يعاني منها المريض.
- الأدوية التي يتناولها المريض، والأدوية التي يأخذها دون وصفة طبية، وكذلك الأعشاب الطبية.
- الحساسية التي يعاني منها المريض -إن وجدت-؛ مثل: حساسية تجاه أحد الأدوية، أو تجاه البيض، أو الصويا.
- تعاطي المريض الكحول، أو أدوية مخدرة، أو الحشيش، أو المخدرات، وإذا كان المريض مدخنًا.
- إذا عاني المريض مُسبقًا من ردود فعل تجاه التخدير في جراحات سابقة.
كما يطلب الطبيب من المريض التوقف عن تناول أي طعام أو شراب قبل الجراحة بثماني ساعات عدا الماء، كما يطلب منه التوقف عن تناول بعض الأدوية قبل الجراحة بأسبوع أو أكثر؛ مثل: الأدوية والأعشاب التي تزيد سيولة الدم وتسبب النزيف؛ مثل: دواء الأسبرين، والأدوية المميعة للدم، والجنكة (Ginkgo biloba)، ونبتة سانت جون (St. John's wort).[٣]
ما هي الحالات التي تزيد من التعرض للخطر أثناء التخدير؟
التخدير العام آمن لمعظم الناس بشكل عام، وحتى للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات صحية عديدة وشديدة، وفي الواقع يرتبط خطر الإصابة بالمضاعفات بنوع الجراحة التي يُعرّض لها المريض وبصحته العامة وليس بنوع التخدير. ويُعدّ كبار السن والأشخاص الذين يعانون من المشاكل الخطيرة، خاصة الأشخاص الذين يُخضَعون لعمليات الجراحة الكبيرة، أكثر عُرضة للإصابة بالارتباك، أو التهاب الرئة، أو حتى سكتة الدماغ، ونوبات القلب بعد الجراحة، وتشمل الحالات التي تزيد من خطر حدوث المضاعفات أثناء الجراحة ما يلي:[٤]
- التدخين.
- الإصابة بالصرع.
- توقف التنفس أثناء النوم.
- البدانة.
- ارتفاع ضغط الدم.
- داء السكري.
- سكتة الدماغ.
- الأمراض التي تشمل القلب، أو الرئتين، أو الكليتين.
- تناول الأدوية التي تزيد النزيف؛ مثل: الأسبرين.
- الإدمان على شرب الكحول.
- الحساسية تجاه الأدوية.
- اوجود ردود فعل سلبية سابقًا تجاه التخدير العام.
هل يمكن أن يستعيد المريض الوعي خلال الجراحة؟
ذُكر سابقًا أن استعادة الوعي خلال الجراحة من الآثار النادرة للتخدير أثناء العملية الجراحية، فاستعادة المريض وعيه خلال الجراحة حالة نادرة جدًا تصيب مريضًا واحدًا من كل 19000 مريض يُخضَعون للتخدير الكلي، فبعد الوصول إلى النقطة التي يُفتَرَض أن يفقد فيها المريض الشعور بأي شيء عندها، قد يظل المريض واعيًا خلال الجراحة، أو قد يشعر ببعض الألم، لكن بسبب تناول المريض الأدوية المرخية للعضلات مع أدوية التخدير؛ لا يستطيع الإشارة إلى الطبيب أنه ما زال واعيًا لما يحدث له، مما قد يسبب للمرضى مشاكل نفسية طويلة الأجل. وبسبب ندرة هذه الظاهرة؛ لا يعرف الأطباء سبب حدوثها بالتحديد، لكن توجد بعض العوامل التي يعتقد الأطباء أنها ترتبط بهذه الظاهرة؛ مثل: مشاكل القلب، أو مشاكل الرئة، وتناول الكحول بصفة يومية، والجراحات الطارئة، والولادة القيصرية، وخطأ من طبيب التخدير، واستخدام المريض بعض أنواع الأدوية، أو إصابة المريض بالاكتئاب.[٥]
المراجع
- ↑ Tim Newman, "What to know about general anesthesia"، medicalnewstoday, Retrieved 9-7-2019. Edited.
- ^ أ ب Jennifer Whitlock, "Before, During, and After General Anesthesia"، verywellhealth, Retrieved 9-7-2019. Edited.
- ^ أ ب Carol DerSarkissian (2018-12-28), "What Is General Anesthesia?"، webmd, Retrieved 2019-7-10. Edited.
- ↑ Mayo Clinic Staff (4-12-2018), "General anesthesia"، mayoclinic, Retrieved 9-7-2019. Edited.
- ↑ Tim Newman (2018-1-5), "What to know about general anesthesia"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-7-10. Edited.