دوالي الخصية
جهاز التناسل عند الذكر يصنع الحيوانات المنوية ويخزنها وينقلها إلى خارج الجسم، إذ يحمل كيس الصفن المعلق خارج الجسم الخصية التي تصنع هرمون التستوستيرون والحيوانات المنوية، ثم تُنقَل الحيوانات المنوية داخل البربخ؛ أي القناة الملتوية التي توجد خلف الخصية حتى تصل إلى البروستاتا، التي تصنع السائل الذي يخرج مع الحيوانات المنوية عند القذف ليكوّنا معًا السائل المنوي، ثم يُنقَل السائل المنوي عبر الإحليل حتى يخرج من رأس القضيب، كما يحتوي كيس الصفن على مجموعة من الأوعية الدموية التي تُنقَل الدم من الخصية وإليها.
دوالي الخصية هو تضخم الأوردة داخل كيس الصفن الذي يشبه دوالي الساقين بشكل كبير، فقد تصاب أوردة الخصية بالدوالي مبكرًا عند البلوغ؛ إذ تصيب 10-15% من الأولاد وتستمر في التضخم مع مرور الوقت وتصبح ظاهرة أكثر، وتكثر الإصابة بدوالي الخصية في الجانب الأيسر من كيس الصفن لاختلاف تشريح الجسم بين جانبَي كيس الصفن، لكن قد تصيب الدوالي كلا الجانبين معًا في الوقت ذاته لكنه أمر نادر، وفي معظم الحالات تكون دوالي الخصية غير مضرة ولا تسبب أية مشاكل، إلا أنه في بعض الحالات قد يسبب الشعور بألم، ومشاكل في الخصوبة، وانكماش إحدى الخصيتين.[١]
آثار دوالي الخصية
عادةً لا تسبب دوالي الخصية ظهور أية أعراض تدل على المريض، وفي حالات نادرة يصاحب الدوالي الشعور بألم يتراوح من مبهم خفيف إلى ألم حاد، ويزداد مع الوقوف أو ممارسة نشاط جسمي، ويزداد مع مرور اليوم، ويقل مع الاستلقاء على الظهر، ومع الوقت تتضخم الأوردة بشدة وتصبح ظاهرة فتشبه كيسًا من الديدان، مما يسبب الإصابة بتورم الخصية.[٢]وفي بعض الحالات تسبب الإصابة بدوالي الخصية بعض المضاعفات والتعقيدات؛ مثل:[٣]
- العقم؛ هو أخطر تعقيد يصاحب دوالي الخصية، ويحدث نتيجة زيادة حجم الدم في الأوردة المتضخمة بجوار الخصية، مما يرفع درجة حرارتها، ويؤثر في تصنيع الحيوانات المنوية الذي يحتاج إلى درجة حرارة منخفضة، و30-44% من حالات العقم الأولي سببها الإصابة بدوالي الخصية لدى الرجال، ويُعرَف العقم الأولي بمرور اثني عشر شهرًا على محاولة حدوث الإخصاب من دون نتيجة، كما أنّ دوالي الخصية سبب العقم في 45-81% من حالات العقم الثانوي، الذي هو حدوث إخصاب مرة واحدة على الأقل في السابق، إلّا أنّه لم يعد يحدث قط.
- انكماش الخصية، يسبب دوالي الخصية ضمور الخصية؛ بسبب تضرر الأنابيب المنتجة للحيوانات المنوية داخلها، مما يجعل حجم الخصية أصغر.
- اضطراب مستوى الهرمونات، إذ تتأثر الخلايا بالضغط الزائد داخل الخصية، مما يغير مستوى الهرمونات؛ مثل: ارتفاع مستوى الهرمون المنشط للجسم الأصفر، كما يتأثر مستوى هرمون التستوستيرون.
علاج دوالي الخصية
لا تحتاج حالات دوالي الخصية كلها إلى علاج، ويجب علاج الحالات التي تصاحبها الإصابة بألم، أو اضطراب خصوبة المريض، أو صغر حجم الخصية اليسرى مقارنة بالخصية اليمنى فقط، فعند الإصابة بألم يصف الطبيب دواءً مسكنًا؛ مثل: الإيبوبروفين للسيطرة على الألم، ويجرى علاج دوالي الخصية جراحيًا لربط الوريد المتضخم أو إزالته عن طريق تنفيذ ما يلي:[٤]
- الجراحة المفتوحة؛ وفيها يصنع الطبيب شقًا في كيس الصفن بطول 2.5 سم تقريبًا، ويستعين بالميكروسكوب أو العدسات المكبرة في فحص الأوعية الدموية الصغيرة، ويُخضَع المريض لتخدير موضعي خلال الجراحة، أو قد يُخضَع للتخدير الكلي في بعض الحالات.
- الجراحة بالمنظار؛ حيث الطبيب يفتح شقًا أصغر بكثير من الجراحة المفتوحة، ويُدخِل عبره أنابيب المنظار التي تحمل في أطرافها كاميرا وأدوات جراحة، ويُخضَع المريض لتخدير كلي خلال هذه الجراحة.
ونتائج كلتا العمليتين متقاربة تقريبًا، إلّا أنّه مع استخدام المنظار قد يصاب المرضى في حالات نادرة بعدم اختفاء الدوالي، أو عودة الدوالي مرة أخرى، وتراكم سوائل داخل الخصية في ما يُعرف باسم القيلة المائية، أو تعرّض شريان الخصية للإصابة خلال الجراحة.
- الإصمام عبر الجلد؛ هو وسيلة غير شائعة الاستخدام ينفذها أخصائي الأشعة، وفيها يقطع الوريد الموجود في الأربية، أو الرقبة لإدخال أنبوب عبره، ويستعين بالأشعة السينية في توجيه الأنبوب حتى يصل إلى الأوعية المصابة بالدوالي، ثم يضع الطبيب بالونًا داخل الوريد المصاب، مما يمنع مرور الدم إلى الأوردة المصابة بالدوالي فتنكمش تدريجيًا، ويُخضع المريض للتخدير الكلي خلال هذا الإجراء، وقد تصاحب هذا الإجراء الإصابة ببعض المشاكل؛ مثل: عدم اختفاء الدوالي، أو عودتها مرة أخرى، أو تحرك البالون من مكانه، أو إصابة المريض بعدوى مكان الجرح.
يستطيع المريض العودة إلى عمله بعد يوم أو يومين من الجراحة، لكن يجب ألا يمارس المريض أي مجهود لمدة أسبوعين، وإذا كان الغرض من الجراحة هو علاج العقم يعيد الطبيب إجراء فحوصات الخصوبة للمريض بعد 3-4 أشهر، فهذه هي المدة المناسبة لنمو حيوانات منوية جديدة، لكن قد لا يتحسن المريض إلا بعد ستة أشهر أو عام.
المراجع
- ↑ "What are Varicoceles?", urologyhealth, Retrieved 2019-7-8.
- ↑ Mayo Clinic Staff (2017-12-27), "Varicocele"، mayoclinic, Retrieved 2019-7-8.
- ↑ Tim Newman (2018-1-9), "What is a varicocele and should I worry about it?"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-7-8.
- ↑ Arefa Cassoobhoy (2017-2-1), "What Is a Varicocele?"، webmd, Retrieved 2019-7-8.