آثار تسمم الحمل

كتابة:

تسمم الحمل

يُعرف تسمّم الحمل بأنّه أحد مُضاعفات الحالة الصحية التي تُعرف باسم مقدمات الارتعاج -المرحلة التي تسبق تسمّم الحمل- التي قد تُصاب بها المرأة الحامل، وتتمثّل هذه الحالة بإصابة المرأة بالنوبات الصرعيّة، بالإضافة إلى دخولها في غيبوبة غير مبرّرة، وعادةً ما تحدث هذه المشكلة خلال الأسبوع العشرين من الحمل أو بعده أو في الفترة التي تتبع الولادة، وعلى الرّغم من هذا توجد بعض الحالات التي تُصاب بها المرأة بتسمّم الحمل دون أن تسبقه فترة ما قبل تسمّم الحمل،[١]وتمتاز مقدمات الارتعاج بارتفاع ضغط الدّم، وظهور أعراض إصابة بعض الأعضاء الأخرى -غالبًا الكلى والكبد- بالضّرر، وفي حال عدم الخضوع للعلاج المناسب فإنّها قد تسبّب العديد من المضاعفات الخطيرة، من ضمنها تسمّم الحمل، وقد تكون بعض هذه المُضاعفات قاتلةً أحيانًا. لذلك يمكن توضيح كلتا الحالتين نظرًا لتعلّقهما ببعضهما.[٢]


أعراض تسمم الحمل

تتشابه أعراض اضطرابي تسمُّم الحمل وأعراض ما قبل تسمُّم الحمل، إذ إن إحداهما تؤدي إلى الأخرى كما تبين سابقًا، بالإضافة إلى أعراض إضافية في حال تطوّر الحالة إلى تسمم الحمل، والتي تتمثّل بعَرَضين أساسيين، وهما: النوبات التشنّجية والشّعور بالألم في العضلات، وفقدان الوعي والتهيّج، وتدوم النوبات التشنّجية -وهي أكثر ما يُميّز تسمّم الحمل- لمدّة تتراوح بين 60-75 ثانيةً، وتبدأ بتغيُّر تعابير وجه المُصابة يتبعها جحوظ العينين، وخروج الزبد من الفم في بعض الأحيان،[١][٢] أمّا الأعراض التي تسبق تسمّم الحمل وتستمر عند الإصابة به، فإنّها قد تتضمّن ما يأتي:[٣]

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • زيادة الوزن بصورة كبيرة.
  • اضطرابات الرّؤية، التي تتضمن الإصابة بنوبات من فقدان الرّؤية تمامًا أو ضبابية الرّؤية.
  • الإصابة بالغثيان والتقيّؤ.
  • صعوبة التبوّل.
  • تورّم الوجه أو اليدين.
  • الصداع.
  • الألم في البطن، خاصّةً في المنطقة العلوية اليُمنى منه.


مضاعفات تسمُّم الحمل

يمكن بيان المضاعفات الناتجة عن الإصابة بتسمُّم الحمل، ومقدمات الارتعاج التي تسبقها على النحو الآتي:[٤][١]

  • انخفاض التروية الدموية إلى الجنين عبر المشيمة، الأمر الذي يُسبِّب تأخر النموّ، وولادة جنين بوزن منخفض.
  • الولادة المبكرة.
  • انخفاض حجم السائل الأمينوسي المحيط بالجنين.
  • زيادة خطر انفصال المشيمة عن جدار الرحم، الأمر الذي قد يؤجي إلى الإصابة بنزيف شديد يهدد حياة الأم والجنين.
  • انخفاض التروية الدموية إلى الدماغ، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بالجلطة الدماغية.
  • الإصابة بمتلازمة هيلب (HELLP syndrome) التي تترافق مع إتلاف خلايا الدم الحمراء، وانخفاض عدد الصفائح الدموية، بالإضافة غلى ارتفاع مستوى أنزيمات الكبد -وهذا دلالة على حدوث اضطرابات بالكبد- ومن أعراضها: الغثيان، والتقيؤ، وألم في المنطقة العليا اليمنى من البطن.
  • تلف الأعصاب الدائم الناتج عن تكرُّر النوبات الصرعية، أو النزيف الداخلي في الدماغ.
  • الفشل الكلوي الحاد واضطرابات الكلية.
  • اضطرابات الكبد، كما قد تنفجر الكبد في حالات نادرة.
  • التخثر المنتثر داخل الاوعية (DIC) -اضطراب مُسبِّب لتكوين العديد من التجلطات الدموية الصغيرة عبر الأوعية الدموية-، وغيرها من اضطرابات الدم.
  • زيادة خطر الإصابة بمقدمات الارتعاج وتسمم الحمل في الأحمل الاحقة.


عوامل خطر تسمم الحمل

ما زالت الأسباب المؤدّية إلى حدوث تسمم الحمل غير واضحة تمامًا، إذ تبدو كلّ حالة من تسمّم الحمل مخلتفةً عن الأخرى، إلّا أنّه توجد بعض عوامل خطر قد تضع المرأة تحت خطر الإصابة بتسمّم الحمل عند وجودها، وتتضمّن هذه العوامل ما يأتي:[٥]

  • عمر المرأة الحامل، فيزداد خطر الإصابة بتسمّم الحمل في حال كانت المرأة الحامل في عمر المراهقة أو في حال تجاوزها عمر 35 سنةً.
  • السّمنة التي تزيد من احتمالية الإصابة بتسمّم الحمل وما قبل تسمّم الحمل.
  • ارتفاع ضغط الدّم، فتكون النساء اللواتي يعانين من ارتفاع ضغط الدّم بصورة مزمنة أكثر عرضةً للإصابة بتسمّم الحمل.
  • الأحمال السابقة التي أصيبت فيها المرأة بتسمّم الحمل، ويجدر بالذكر أنّ معظم الحالات تظهر في الحمل الأوّل.
  • تاريخ العائلة المرضيّ، فقد تكون لتسمّم الحمل نزعة وراثيّة.


علاج تسمم الحمل

يمكن علاج تسمّم الحمل باستخدام أحد أنواع الدواء الذي يحتوي على كبريتات المغنسيوم لعلاج النوبات التشنّجية ومنعها من الحدوث مجدّدًا، بالإضافة إلى ضرورة إعطاء الأدوية الخافضة للضغط، واتخاذ الإجراءات اللازمة لولادة الجنين، والعلاجات التي تُستخدم لمنع تطوّر الحالة إلى تسمّم الحمل؛ أي أنّه توجد علاجات لحالة ما قبل تسمّم الحمل، والتي تتضمّن أيضًا الأدوية المستخدمة للوقاية من الإصابة بالنوبات التشنّجية، والأدوية المُضادة للضغط المرتفع.

كما يُمكن اللجوء إلى حقن الستيرويد للمساعدة على تسريع نمو رئتي الجنين، كما أنّه في حالة إصابة المرأة الحامل في الأسبوع 34 أو أكثر بمقدمات الارتعاج الشديدة فإنّ التوصيات من الكلية الأمريكية لأطباء النسائيّة والتوليد تقضي بتوليد المرأة في أسرع وقت ممكن؛ لتجنيبها المُضاعفات الأخرى.[٦]


سؤال وجواب

هل تسمم الحمل يُسبِّب الوفاة؟

نعم، قد تُسبِّب الإصابة بتسمم الحمل موت المرأة الحامل، إذ يشكِّل تسمم الحمل حوالي 13% من أسباب وفاة المرأة الحامل عالميًا.[١]

متى ينتهي تسمم الحمل؟

عادةً ما تنتهي الإصابة بمقدمات الارتعاج وتسمم الحمل مع الولادة، لذلك تعد ولادة الطفل العلاج الأمثل في هذه الحالات، لكن تجدر الإشارة أنَّه في أحيان نادرة قد تحدث الإصابة بمقدمات الارتعاج ما بعد الولادة خلال 48 ساعة، وأحيانًا في الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة، وهذه تحتاج تلقي العلاج المناسب لتنتهي.[٧]

هل يمكن الوقاية من تسمم الحمل؟

لا يوجد إلى الآن تدابير واضحة للوقاية من الإصابة بتسمُّم الحمل أو مقدمات الارتعاج، ولكن يُنصَح باتباع نظام حياة صحي قبل الحمل، كالمحافظة على الوزن الصحي وفقدان الوزن الزائد، بالإضافة إلى السيطرة على الاضطرابات الأخرى التي تعاني منها المرأة، كاتباع التدابير الازمة للسيطرة على مستويات السكر بالدم في حال الإصابة بالسكري، خصوصًا في حال المرأة التي أصيبت بمقدمات الارتعاج سابقًا، وعند الحمل من الضروري الالتزام بمراجعة الطبيب دوريًا والالتزام بتعلمياته.

في الحقيقة قد ينصح الطبيب في بعض الحالات ووجود العديد من عوامل الخطر بأخذ جرعة قليلة من الأسبرين بدءًا من الأسبوع الثاني عشر من الحمل بهدف الوقاية من الإصابة، كما وُجد أن أخذ المكملات الغذائية التي تحتوي على الكالسيوم في بعض الشعوب التي يشيع بها الإصابة بانخفاض مستوى الكالسيوم بالدم قد يقي من الإصابة بتسمم الحمل وما قبله.[٢]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Michael G Ross (18-4-2019), "Eclampsia"، emedicine.medscape.com, Retrieved 4-7-2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Preeclampsia", www.mayoclinic.org,16-11-2018، Retrieved 4-7-2019. Edited.
  3. "Eclampsia", www.healthline.com,12-9-2018، Retrieved 4-7-2019. Edited.
  4. : Melissa Conrad Stöppler, "Pregnancy: Preeclampsia and Eclampsia"، medicinenet, Retrieved 29-4-2020. Edited.
  5. Corinne Keating (9-3-2017), "Everything you need to know about eclampsia"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 4-7-2019. Edited.
  6. "What are the treatments for preeclampsia, eclampsia, & HELLP syndrome?", www.nichd.nih.gov, Retrieved 27-7-2019. Edited.
  7. "Postpartum preeclampsia", mayoclinic,3-5-2018، Retrieved 29-4-2020. Edited.
9144 مشاهدة
للأعلى للسفل
×