آثار تسمم الحمل بعد الولادة

كتابة:

تسمّم الحمل بعد الولادة

يُعَدّ تسمم الحمل بعد الولادة (Postpartum eclampsia) حالةٌ مرضية نادرة الحدوث، التي تعني ارتفاع ضغط الدم، وزيادة البروتين في البول بعد مدة وجيزة من الولادة، وتتطوّر معظم حالات تسمم الحمل بعد الولادة في غضون 48-72 ساعة بعد الولادة، وفي حالاتٍ نادرة يتأخر ظهوره حتى 6 أسابيع بعد الولادة، وتُعرَف هذه الحالات باسم تسمم حمل ما بعد الولادة المتأخّر، ويُعدّ تسمم الحمل حالة مماثلة يتطوّر خلال الحمل (بعد الأسبوع 20 من الحمل) ويزول مع ولادة الطفل، ويؤثّر تسمم الحمل بعد الولادة في حوالي 600 امرأة سنويًّا، ويتطلّب علاجًا فوريًّا، إذ يتسبّب في حدوث نوبات ومضاعفات أخرى خطيرة عند عدم علاجه[١][٢].


آثار تسمم الحمل بعد الولادة

تتضمن مضاعفات تسمم الحمل بعد الولادة ما يلي[٢][٣][٤]:

  • ارتفاع ضغط الدم المزمن، حيث ارتفاع ضغط الدم هو أحد الأعراض الأساسية لتسمم الحمل بعد الولادة، لكنه قد يستمرّ مدى الحياة.
  • التشنجات، التي تؤثر في أداء وظيفة الدماغ، وتسبب حدوث نوبات الصرع، وقد تسبب ضررًا دائمًا للأعضاء الحيوية؛ بما في ذلك: العينان، والدماغ، والكبد، والكلى.
  • السكتة الدماغية؛ هي حالة طارئة تحدث عندما ينقطع تدفق الدم أو يقلّ إلى جزء من الدماغ، مما يحرم أنسجة الدماغ الحصول على حاجتها من الأكسجين والمواد الغذائية.
  • الانصمام الخثاري (Thromboembolism)؛ هي حالة تُكوّن فيها جلطةٌ دموية (خثرة) في جزءٍ من الدورة الدموية، عادةً في الساق، وينفصل جزءٌ منها ويستقرّ في مكان آخر، وعادةً الشريان الرئوي أو أحد فروعه، مسبّبةً انسدادًا تامًّا يُعرف باسم الانصمام الرئوي[٥].
  • الوذمة الرئوية؛ هي تراكم السوائل في الأكياس الهوائية في الرئة، مما يؤدّي إلى ضعف في تبادل الغازات، ويصعّب عملية التنفس.
  • متلازمة هيلب (HELLP)؛ التي تشمل انحلال الدم (تكسّر خلايا الدم)، وارتفاع إنزيمات الكبد، وانخفاض عدد الصفائح الدموية.


أعراض تسمّم الحمل بعد الولادة

تشتمل أعراض تسمم الحمل بعد الولادة على ما يلي[٣][٤]:

  • ارتفاع ضغط الدم، الذي يكون أعلى من 140/90 ملي مترًا زئبقيًا.
  • زيادة البروتين في البول (البيلة البروتينية).
  • تغيّرات في الرؤية؛ مثل: تشوش الرؤية، أو الحساسية تجاه الضوء، أو فقدان مؤقت للرؤية.
  • الصداع شديد الألم.
  • قلة التبوُّل.
  • ألم في الجزء العلوي الأيمن من البطن، وأسفل القفص الصدري.
  • وذمة في الوجه أو الأطراف (اليدين والقدمين).
  • الغثيان، أو التقيؤ.
  • زيادة سريعة في الوزن.
  • صعوبة في التنفس.


عوامل خطر الإصابة بتسمم الحمل بعد الولادة

إنّ أسباب الإصابة بتسمم الحمل بعد الولادة غير معروفة، لكن هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة، وتشمل ما يلي[٣][٤]:

  • ارتفاع ضغط الدم المزمن؛ أي قبل الحمل، ويزداد الخطر في حال كان المرض غير مسيطر عليه.
  • ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل الأخير (ضغط الدم الحملي) بعد الأسبوع 20 من الحمل.
  • السمنة.
  • الحمل بتوائم متعددة.
  • الإصابة بداء السكري من النوع الأول أو الثاني.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بتسمم الحمل بعد الولادة.
  • عمر المرأة الحامل أقل من 20 سنة أو أكبر من 40 سنة.


تشخيص تسمم الحمل بعد الولادة

تُشخّص الإصابة بتسمم الحمل بعد الولادة عن طريق الاختبارات التالية[٢][٤]:

  • قياس ضغط الدم ومراقبته.
  • اختبارات الدم، تحدّد هذه الاختبارات مدى كفاءة الكبد والكلى، وعدد الصفائح الدموية، وهي الخلايا التي تساعد في تخثر الدم.
  • تحليل البول، يجرى اختبار عينة من البول لمعرفة إذا ما كانت تحتوي على بروتين، وقد يُجمَع البول لمدة 24 ساعة واختباره لمعرفة إجمالي كمية البروتين.
  • تصوير الدماغ بالأشعة المقطعية؛ لاكتشاف مناطق تلف الدماغ في حال حدوث نوبات الصرع.


علاج تسمم الحمل بعد الولادة

تتلقّى المريضة العلاج داخل المستشفى لمراقبتها عن كثب، ومنع حدوث المضاعفات، ويشمل العلاج باستخدام الأدوية ما يلي[٢][٣]:

  • الأدوية الخافضة لضغط الدم، إذ يتناول المصاب أدوية علاج ارتفاع ضغط الدم إذا كان ضغط الدم مرتفعًا بشكل خطير.
  • أدوية للوقاية من نوبات التشنج، يساعد دواء سلفات المغنيسيوم (MgSO4) في الوقاية من نوبات الصرع للسيدات اللواتي يصبن بتسمم الحمل، ولديهن أعراض شديدة، ويتناول المصاب الدواء لمدة 24 ساعة، وبعدها يُراقب ضغط الدم والبروتين في البول عن كثب.
  • الأدوية المضادّة للتخثّر، يجرى تناول هذه الأدوية لتقليل خطر الإصابة بالانصمام الخثاري والجلطات الدموية؛ مثل: الأسبرين، وفي حال الرضاعة الطبيعية فإن تناول هذه الأدوية آمن لاستمرار الرضاعة.


الوقاية من تسمم الحمل بعد الولادة

لأنّ سبب تسمم الحمل بعد الولادة غير معروف؛ فإنه لا يُمكن منع حدوثه، لكن إذا سبقت للمرأة الإصابة به، أو لديها تاريخ للإصابة بارتفاع ضغط الدم، عندها تجب مراقبة ضغط الدم والسيطرة عليه خلال الحمل القادم وبعد الولادة، وهذه الإجراءات غالبًا لا تمنع حدوث الإصابة لكنها تسمح بالكشف المبكر عن المرض، وبالتالي البدء المبكر بالعلاج ومنع حصول المضاعفات[٣].


أسئلة شائعة حول تسمم الحمل

هل يتكرر تسمم الحمل في الحمل الثاني؟

نعم، تشير الأبحاث إلى أن خطر الإصابة بتسمم الحمل مرة أخرى في الحمل الثاني هو 20٪ تقريبًا، ومع ذلك يشير خبراء آخرون إلى أنه يتراوح من 5٪ إلى 80٪ اعتمادًا على وقت حدوثه في الحمل السابق، ومدى شدته، وعوامل الخطر التي قد تكون لدى الحامل، فإذا كانت تعاني من تسمم الحمل أثناء الحمل الأول، فقد تعاني منه مرة أخرى. في حين أن تكرار الحدوث غالبًا ما يكون أقل حدّة، وأعراضه لا تكون شديدةً مثل أول حمل، بينما هذا ما زال غير مؤكدًا.[٦]

متى ينتهي تسمم الحمل؟

تختفي أعراض وعلامات تسمم الحمل تدريجيًا بعد الأسبوع السادس من الولادة، بينما يزداد ارتفاع ضغط الدم قليلاً لعدة أيامٍ بعد الولادة، ثم يبدأ بالانخفاض والعودة لمستوياته الطبيعية تدريجيًا.[٧]


المراجع

  1. Jennifer Kelly Geddes (2019-5-15), "Postpartum Preeclampsia After Delivery"، parents, Retrieved 2019-7-9.
  2. ^ أ ب ت ث "Postpartum preeclampsia", mayoclinic,2018-5-3، Retrieved 2019-7-9.
  3. ^ أ ب ت ث ج Ann Pietrangelo, Valinda Riggins Nwadike (2019-2-14), "What You Should Know About Preeclampsia After Birth"، healthline, Retrieved 2019-7-9.
  4. ^ أ ب ت ث "Postpartum Preeclampsia", clevelandclinic,2018-1-29، Retrieved 2019-7-9.
  5. "What is Venous Thromboembolism (VTE)?", www.heart.org, Retrieved 31-05-2020. Edited.
  6. "AFTER PREECLAMPSIA: ANOTHER PREGNANCY OR NOT?", www.preeclampsia.org, Retrieved 31-05-2020. Edited.
  7. "Preeclampsia", medlineplus.gov, Retrieved 31-05-2020. Edited.
8001 مشاهدة
للأعلى للسفل
×