آثار نقص الحديد بالجسم

كتابة:
آثار نقص الحديد بالجسم

عنصر الحديد

يُعدّ الحديد عنصرًا أساسيًا لإنتاج الدم، وحوالي 70% منه يوجد في ما يسمى الهيموجلوبين، الموجود في كريات الدم الحمراء، أو الميوجلوبين الموجود في العضلات، ويعدّ الهيموجلوبين ضروريًّا لنقل الأكسجين في الدم من الرئتين إلى الأنسجة، أمّا الميوجلوبين الموجود في خلايا العضلات فيخزّن الأكسجين وينقله، كما يُسهم الحديد في تكوين بعض البروتينات الضرورية لعملية التنفس والأيض، وكمكِّون للإنزيمات التي تصنِّع الكولاجين وبعض الناقلات العصبية، إضافةً إلى أهمية الحديد لجهاز المناعة.[١]

يمتلك الذكور البالغين من مخزون الحديد حوالي 1000 مليغرام؛ أيّ ما يكفي مدة ثلاث سنوات، في حين أنّ مخزون الحديد لدى النساء يبلف 300 مليغرام فقط، لكنَّه يكفي مدة ستة أشهر، وعندما يكون تناول الأغذية الغنية بالحديد قليلًا باستمرار تنخفض مستويات مخزونه في الجسم، بالتالي تنخفض معدلات الهيموجلوبين.[١]

يُعدّ نقص الحديد من الاضطرابات الصحية الشائعة، خصوصًا لدى النساء قبل انقطاع الطمث، والنساء الحوامل والمرضعات، بالإضافة إلى الأطفال والرضَّع، كما أنَّه من المُسبِّبات الشائعة للإصابة بفقر الدم، ويُطلَق على هذا النوع منه فقر الدم الناجم عن نقص الحديد.[٢]


آثار نقص الحديد في الجسم

تتمثّل آثار نقص الحديد على الجسم بالأعراض الجانبية الناجمة عن نقص مستوياته بالإضافة إلى مضاعفاته، وفي ما يأتي توضيح لهذه الآثار:


أعراض نقص الحديد

يؤدّي نقص الحديد إلى ظهور مجموعة من الأعراض والعلامات، تتمثّل بالآتي:[٣]

  • الشّعور بالتعب الشديد: إنّ الشعور بالتعب الشديد من الأعراض الأكثر شيوعًا لنقص الحديد؛ إذ يعاني منه أكثر من نصف المصابين بهذه الحالة، ويحدث ذلك لأنّ الجسم يحتاج إلى الحديد لصنع بروتين يُسمّى الهيموغلوبين، وهو بروتين يوجد في خلايا الدم الحمراء، ويساعد على حمل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، وعندما لا يحتوي الجسم على كمية كافية منه تصل كمية قليلة من الأكسجين إلى الأنسجة والعضلات، ممّا يقلّل من الطاقة الواصلة إليها، بالإضافة إلى ذلك يجب أن يعمل القلب بكفاءة أكبر لنقل كمية أكبر من الدّم الغني بالأكسجين، ممّا قد يجعل الشخص يشعر بالتّعب، ولأنّ التعب يُعدّ في الغالب جزءًا طبيعيًا من روتين الحياة فمن الصعب تشخيص نقص الحديد من خلال هذه العَرَض وحده، مع ذلك فإنّ العديد من الأشخاص الذين يعانون من نقص الحديد يعانون أيضًا من انخفاض الطاقة، بالإضافة إلى الشّعور بالضعف والاضطراب، أو صعوبة التركيز، أو ضعف الإنتاجيّة في العمل.
  • الشّحوب: إنّ البشرة الشاحبة واللون الشاحب في الجفون السفلية من العلامات الشائعة لنقص الحديد؛ إذ يُعطي الهيموغلوبين الموجود في خلايا الدم الحمراء الدّم اللون الأحمر، لذا فإنّ المستويات المنخفضة منه التي تحدث عند نقص الحديد تجعل الدم أقل احمرارًا، ولهذا السبب يمكن أن تفقد البشرة لونها الطبيعي والوردي عند الأشخاص المصابين، ويمكن أن يظهر شحوب البشرة عند الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة في جميع أنحاء الجسم، أو قد يظهر في منطقة واحدة محددة، مثل: الوجه، واللثة، وداخل الشفاه، والجفون السفلية، والأظافر، وغالبًا ما يكون الشحوب من العلامات الأولى التي يبحث عنها الطبيب لتشخيص نقص الحديد، وعادةً ما يكون أكثر شيوعًا في الحالات المعتدلة أو الشديدة.
  • ضيق التنفس: إنّ الهيموغلوبين الموجود داخل خلايا الدم الحمراء ينقل الأكسجين إلى أنحاء الجسم، وعندما يكون مستواه قليلًا بسبب نقص الحديد ستكون مستويات الأكسجين قليلةً أيضًا، وهذا يعني أنّ العضلات لن تحصل على كمية كافية من الأكسجين لأداء الأنشطة الطبيعية، مثل المشي، ونتيجةً لذلك سيزداد معدل التنفس، ويحدث ذلك ليحصل الجسم على كمية كافية من الأكسجين، وهذا هو السبب أنّ ضيق التنفس هو أحد الأعراض الشائعة لنقص الحديد.
  • الصداع والدوار: قد يسبب نقص الحديد الصّداع، وهو من الأعراض الأقلّ شيوعًا، وعادةً ما يحدث مع الدوار، وفي حالة نقص الحديد لا يمكن أن تصل كمية كافية من الأكسجين إلى الدماغ، ونتيجةً لذلك يمكن أن تتضخّم الأوعية الدموية فيه، ممّا يسبّب الضّغط والصّداع، وعلى الرغم من وجود العديد من الأسباب للإصابة بلصّداع إلّا أنّ الصّداع المتكرّر والدوار يمكن أن يكون علامةً على نقص الحديد.
  • خفقان القلب: من الممكن أن تصبح نبضات القلب ملحوظةً عند الأشخاص الذين يعانون من نقص الحديد، وهو ما يُعرف بخفقان القلب؛ وذلك لأنّ انخفاض كمية الهيموغلوبين في خلايا الدم الحمراء يُجبر القلب على العمل بجهد أكبر لينقل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، وقد يؤدّي ذلك إلى عدم انتظام نبضات القلب، أو الشّعور أنّه ينبض بسرعة غير طبيعية، وفي الحالات الشديدة قد يؤدّي ذلك إلى تضخم القلب وقصوره، مع ذلك عادةً ما تكون هذه الأعراض أقل شيوعًا، ويجب أن يعاني الشخص من نقص الحديد مدةً طويلةً حتى تظهر عليه هذه الأعراض.
  • جفاف وتلف في الشعر والجلد: من الممكن أن يكون جفاف الشّعر والجلد من علامات نقص الحديد؛ لأنّه عندما يعاني الجسم من هذا النقص فإنّه يخصّص كميّاتٍ محدودةً من الأكسجين لوظائف أكثر أهميةً، مثل الأعضاء والأنسجة الجسدية الأخرى، وعندما يقل وصول الأكسجين إلى الجلد والشّعر يمكن أن يصبحا جافّين وضعيفين، وقد رُبطت العديد من حالات تساقط الشعر بنقص الحديد.
  • تورّم وتقرح في اللسان والفم: في بعض الحالات قد يكون مجرّد النظر إلى داخل الفم كافيًا لإعطاء دليل على نقص الحديد؛ فقد يصبح اللسان ملتهبًا، أو منتفخًا، أو شاحبًا، ويمكن أن يسبّب نقص الحديد أيضًا جفاف الفم، والتهاب الشقوق الحمراء عند زوايا الفم، أو تقرّحات الفم.


مضاعفات نقص الحديد

عادةً لا يسبب فقر الدم الطفيف الناجم عن نقص الحديد أيّ مضاعفات، إلّا إذا ترك هذا النقص دون علاج، فيمكن أن يؤدي ذلك إلى مواجهة مشكلات صحية، منها ما يأتي:[٤]

  • مشكلات في القلب: إذ قد يؤدي فقر الدم الناجم عن نقص الحديد إلى نبضات قلب سريعة أو غير منتظمة؛ إذ يُحاول القلب ضخ المزيد من الدم للتعويض عن نقص الأكسجين في حالة الإصابة بفقر الدم، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تضخّمه أو فشله.
  • مشكلات خلال الحمل: ارتبط فقر الدم الحاد الناجم عن نقص الحديد بالولادة المبكرة، وانخفاض وزن الأطفال عند الولادة، لكن هذه الحالة يُمكن الوقاية منها لدى النساء الحوامل اللواتي يتلقين مكملات الحديد كجزء من رعايتهن قبل الولادة.
  • اضطرابات النمو عند الرضع والأطفال: إذ ارتبط فقر الدم الناجم عن نقص الحديد بزيادة قابلية الإصابة بالعدوى.


مسببات نقص الحديد

يمكن توضيح مُسبِّبات نقص الحديد في الجسم على النحو الآتي:[٢]

  • فقدان الدم: يُسبِّب فقدان الدم انخفاض مستوى الحديد في الجسم، كغزارة الطمث عند النساء، والاضطرابات الصحيّة المُسبِّبة للنزيف باستمرار، كالتقرحات الهضمية، أو تناول بعض أنواع الأدوية كالأسبرين.
  • عدم تناول كميات كافية من الأغذية الغنية بالحديد: يوجد نوعان من الحديد؛ الحديد الهيمي الموجود في المصادر الحيوانية الأسهل امتصاصًا، والحديد غير الهيمي الوجود في المصادر النباتية والذي يعد صعب الامتصاص، لذلك قد يعاني الأشخاص الذين يتبعون حميةً نباتيّةً من انخفاض مستويات الحديد، كما يعاني الأشخاص المُصابون بسوء التغذية من نقص الحديد.
  • ممارسة التمارين الرياضية: تزيد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام من حاجة الجسم إلى الحديد، خاصّةً عند الأشخاص الرياضين؛ إذ تزيد فقدان الحديد من خلال التعرُّق، كما تزيد من إنتاج كريات الدم الحمراء.
  • فقدان القدرة على امتصاص الحديد: يُمتصّ الحديد عند معظم الأشخاص الأصحاء بنسبة 10%-15% من الحديد الموجود في الغذاء، لكنَّ بعض الأشخاص يعانون من سوء امتصاصه.


الوقاية من نقص الحديد

يمكن توضيح طرق الوقاية من نقص الحديد على النحو الآتي:[٤]

  • تناول الأطعمة الغنيّة بالحديد، وتتضمن الآتي:
    • اللحوم الحمراء، والدواجن.
    • المأكولات البحرية.
    • الفاصولياء، والبازيلاء.
    • الخضروات الورقية الخضراء، مثل السبانخ.
    • الفواكه المجففة، مثل: الزبيب، والمشمش.
  • تناول الأطعمة المدعمة بالحديد، كالحبوب، والخبز، والباستا.
  • تناول الأطعمة الغنيّة بفيتامين ج لتعزيز امتصاص الحديد، مثل: عصير البرتقال، أو تناول الأطعمة الأخرى الغنية بهذا الفيتامين في نفس وقت تناول الأطعمة الغنية بالحديد؛ إذ يُساعد الجسم على الامتصاص الأفضل له، ويوجد فيتامين C في البروكلي، والجريب فروت، والكيوي، والبطيخ، والبرتقال، والفلفل، والفراولة، والطماطم.


المراجع

  1. ^ أ ب "Hemoglobin and Functions of Iron", ucsfhealth, Retrieved 1-10-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Iron deficiency - adults", betterhealth, Retrieved 9-1-2019. Edited.
  3. Mary Jane Brown, PhD, RD (UK) (12-8-2017), "10 Signs and Symptoms of Iron Deficiency"، healthline, Retrieved 1-9-2019. Edited.
  4. ^ أ ب "Iron deficiency anemia", mayoclinic, Retrieved 1-10-2019. Edited.
4953 مشاهدة
للأعلى للسفل
×