محتويات
آخر زوجات الرسول
ميمونة بنت الحارث الهلالية هي آخر امرأة تزوّجها النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وكان زواجه منها في مكة بعد تحلُّلِه من عمرة القَضاء.[١]
معلومات عن ميمونة بنت الحارث
مَيْمونة بنت الحارث الهلالية؛ زوجة النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام-، ينحدر نسبها من قبيلة هوازن، وأختها لبابة زوجة العباس عمّ النبيّ، ومن أخواتها أيضاً زوْجة النبي زينب بنت خزيمة التي توفيت بعد أشهر من زواجها بالنّبيّ،[٢] وقد تزوجت ميمونة قبل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- برجليْن؛ الأول من قبيلة ثقيف وطلّقها، أما الثاني فكان من قريش ومات عنها، وقد خطبها النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في العام السَّابع من الهجرة، وبنى بها في منطقة يقال لها سرف تقع شمال مكة، ولم يبنِ بها في مكة لرفض قريش ذلك خشْية أن يطول مقامه في مكة، وكان العباس وليَّها في الزواج، لأنها تركت أمر زواجها لأختها لبابة، فوَكَّلت لبابة زوجها العباس، وكان لها من العمر حين تزوَّجت به صلَّى الله عليه وسلّم سبعة وعشرون عاماً.[٣]
مناقب ميمونة بنت الحارث
آمنت أم المؤمنين ميمونة -رضي الله عنها- بالنبيّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- منذ بداية بعثته، فكانت أول امرأة تدخل الإسلام بعد السَّيّدة خديجة -رضي الله عنها-، وقد شاركت ميمونة في المعارك في عهد النبيّ، فكانت تُسْعف الجرحى وتُطَبِّب المرضى، وتُوصِل الماء والطعام للمجاهدين، وقد أصيبت في غزوة تبوك بسهمٍ كاد يُودي بحياتها لولا عناية الله، وقد ورد من الآثار أنّها كانت أول من شكّل فرقة لإسعاف الجرحى خلال المعارك.[٤]
عاشت ميمونة -رضي الله عنها- في بيت النبوّة راضية عابدة، وقد عاشت معها أختها سلمى زوجة عمّ النبيّ حمزة -رضي الله عنه-، ولازمتها في بيتها بعد استشهاده،[٥] وقد كانت -رضي الله عنها- ممَّن روى الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وكان حفظها للحديث مُتقناً، وكانت أمينةً في نقله، وقد أكثرت من رواية الحديث، وخصوصاً في الشمائل، حيث روت ستة وسبعين حديثاً، واتُّفق فيها على سبعة في الصحيحين، ولها فيهم ما مجموعه ثلاثة عشر حديثاً، وقد روى عنها أولاد أخواتها.[٦]
ذُكِرتْ قصة ميمونة في القرآن، حيث بدأ المنافقون يتغامزون ويتلامزون حين وهبت نفسها لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بعد أن خطبها حين ذكر له عمّه العباس رغبتها في أن تكون زوجته، فاستهزأ المنافقون بذلك فأنزل الله -سبحانه تعالى- قوله:(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۗ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا).[٧][٨]
وفاة ميمونة بنت الحارث
توفّيت ميمونة -رضي الله عنها- في منطقة سرف وهي نفس المنطقة التي تزوّجها الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيها، وقد ماتت ولها من العمر إحدى وخمسين سنة، وذلك في السنة الواحدة والسّتين من الهجرة، وفي رواية أنها ماتت في العام الثالث والستين، وصلّى عليها عبد الله بن العباس وعدد آخر من الصحابة.[٩]
توفيت ميمونة وهي في زيارة لمكَّة ولكنّها خرجت منها قبل وفاتها لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرها أنها لا تموت بمكة، وقد توفيت في خلافة معاوية -رضي الله عنه-، ودخل إلى قبرها أولاد أخواتها وهم عبد الله بن عباس، ويزيد بن الأصم، وعبد الله بن الهاد.[١٠] وقد وصّاهم عبد الله بن عباس أن يرفقوا بنعشها إذا حملوه، فلا يحركوه حركة شديدة ولا يهزوه.[١١]
مكانة أمهات المؤمنين
رفع الله -سبحانه وتعالى- من مكانة أزواج النبيّ -صلى الله عليه وسلم- وجعلهم أمّهات المؤمين، الأمومة هنا تأتي من جهات عدّة؛ منها أنهن محرّمات على ذكور الأمّة بعد النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، كما أن محبتهن وطاعتهن وموالاتهن واجبة، ومن جهة برّهن ومودتهنّ أيضاً، فهن أمهات للمؤمنين من الجهات التي ذُكرت، وليس من جهة الإرث أو الخلوة أو النظر، ولأمهات المؤمين مكانةٌ عظيمة في الآخرة كما لهنّ مكانتهنّ في الدنيا؛ فهنّ زوجات النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في الجنّة.[١٢]
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين (2009)، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 471، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ صالح المغامسي، الأيام النضرة في السيرة العطرة، صفحة 23، جزء 2.
- ↑ مجموعة من المؤلفين (1998)، موجز دائرة المعارف الإسلامية (الطبعة الأولى)، الشارقة: مركز الشارقة للإبداع الفكري، صفحة 9834، جزء 31. بتصرّف.
- ↑ عبد الغني عبد الرحمن محمد، زوجات النبي محمد، القاهرة: مكتبة مدبولي، صفحة 62. بتصرّف.
- ↑ خالد الحموي، أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث، الرياض: دار القاسم، صفحة 12. بتصرّف.
- ↑ صلاح الدين محمود السعيد، //www.noor-book.com/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%B2%D9%88%D8%AC%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%8A-pdf، القاهرة: دار البيان العربي، صفحة 287-289. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب، آية: 50.
- ↑ صلاح الدين محمود السعيد، زوجات النبي، القاهرة: دار البيان العربي، صفحة 283. بتصرّف.
- ↑ أحمد حطيبة، تفسير أحمد حطيبة، صفحة 5، جزء 254. بتصرّف.
- ↑ صلاح الدين محمود السعدي، زوجات الرسول، القاهرة : دار البيان العربي، صفحة 289-290. بتصرّف.
- ↑ صهيب عبد الجبار (2014)، الجامع الصحيح للسنن والمسانيد، صفحة 94، جزء 16. بتصرّف.
- ↑ عبد الله بن محمد الغنيمان، شرح العقيدة الواسطية، صفحة 11، جزء 29. بتصرّف.