محتويات
آداب المسجد
المساجد بيوت الله -تعالى- لذا لا بدّ أن يكون هناك بعض الآداب التي يتحلّى بها المسلم عند الذهاب إلى الصلاة للمسجد، احتراماً لهذا المكان وتقديراً لمكانته، ومن تلك الآداب ما يأتي:
الذهاب إلى المسجد بأفضل هيئة
ينبغي على المسلم أن يذهب لمساجد الله بأفضل هيئة، والهيئة الحسنة تتضمن الطهارة؛ وهي أيضاً من الشروط التي لا تصحّ الصلاة إلا بها، فينبغي الحرص على دخول المسجد بهيئة طاهرة ونظيفة من الحدث والنجس، كما تلحق الطهارة بالثياب كذلك.
وعلى المسلم أن يختار أجمل الثياب وأحسنها لملاقاة الله -عز وجل-، فمن الأدب عدم الذهاب إلى الصلاة بملابس متسخة من العمل أو ملابس النوم وما إلى ذلك، قال -تعالى-: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ).[١][٢]
استخدام السواك
من الآداب التي يستحب للمسلم أن يقوم بها عند الذهاب للمسجد هي استخدام السواك، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَولا أن أشقَّ علَى أمَّتي لأمرتُهُم بالسِّواكِ عندَ كلِّ صلاةٍ)،[٣] واستخدام السواك يضمن للمسلم نظافة فمه وأسنانه فلا تنبعث منه أي رائحة كريهة قد تؤذي المصلّين، إضافةً إلى نيله الأجر والثواب ومرضاة الله، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (السِّواكُ مَطهرةٌ للفمِ، مَرضاةٌ للرَّبِّ).[٤][٥]
المشي إلى المسجد بسكينة وخشوع
يستحبّ للمسلم أن يذهب إلى المسجد ماشياً بسكينة وخشوع، وعدم الإسراع لإدراك الصلاة؛ وذلك لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا سَمِعْتُمُ الإقَامَةَ، فَامْشُوا إلى الصَّلَاةِ وعلَيْكُم بالسَّكِينَةِ والوَقَارِ، ولَا تُسْرِعُوا، فَما أدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وما فَاتَكُمْ فأتِمُّوا).[٦]
كما رتّب الله -عز وجل- أجراً لمن يخطو إلى المسجد وإن كان بعيداً، جاء في الحديث: (كَانَتْ دِيَارُنَا نَائِيَةً عَنِ المَسْجِدِ، فأرَدْنَا أَنْ نَبِيعَ بُيُوتَنَا، فَنَقْتَرِبَ مِنَ المَسْجِدِ، فَنَهَانَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: إنَّ لَكُمْ بكُلِّ خَطْوَةٍ دَرَجَةً).[٧][٨]
ويستحب للمسلم التبكير في الذهاب إلى المسجد لما في ذلك من الأجر العظيم؛ فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ ما في النِّدَاءِ والصَّفِّ الأوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إلَّا أنْ يَسْتَهِمُوا عليه لَاسْتَهَمُوا، ولو يَعْلَمُونَ ما في التَّهْجِيرِ لَاسْتَبَقُوا إلَيْهِ، ولو يَعْلَمُونَ ما في العَتَمَةِ والصُّبْحِ، لَأَتَوْهُما ولو حَبْوًا).[٩][٥]
الدعاء عند الدخول إلى المسجد
ينبغي على المسلم الدخول إلى المسجد برجله اليمنى والدعاء بالأدعية المأثورة لدخول المسجد، وهي كما يأتي:[١٠]
- (أعوذُ باللهِ العظيمِ، وبوجهِهِ الكريمِ، وبسلطانِهِ القديمِ، من الشيطانِ الرجيمِ).[١١]
- (بِسمِ اللَّهِ، اللَّهمَّ صلِّ علَى محمَّدٍ).[١٢]
- (اللَّهُمَّ افْتَحْ لي أبْوابَ رَحْمَتِكَ، وإذا خَرَجَ، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ).[١٣]
صلاة تحية المسجد
يسنّ للمسلم عندما يدخل المسجد أن يصلّي صلاة تحية المسجد؛ وهي عبارة عن ركعتين، فلا يدخل ويجلس مباشرة بدون صلاة أو يبدأ بالتكلم مع الموجودين وما إلى ذلك، حيث إنّ تحية المسجد هي كتحية البيت عندما تدخل على أهله، وقد أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأدائها فقال: (إذا دخلَ أحدُكُمُ المسجِدَ فلا يَجلِسْ حتَّى يركعَ رَكْعتَينِ).[٧][١٤]
المراجع
- ↑ سورة الأعراف، آية:31
- ↑ محمد صالح المنجد، كتاب سلسلة الآداب، صفحة 2. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح الترمذي، عن زيد بن خالد الجهني، الصفحة أو الرقم:23 ، صحيح.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح النسائي، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:5، صحيح.
- ^ أ ب د. أمين بن عبدالله الشقاوي (23/10/2016)، "من آداب المساجد"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 23/2/2022. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:636 ، صحيح.
- ^ أ ب رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:664 ، صحيح.
- ↑ محمد صالح المنجد، كتاب سلسلة الآداب، صفحة 8. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:615 ، صحيح.
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني ، الهدي النبوي في تربية الأولاد في ضوء الكتاب والسنة، الرياض:مطبعة سفير، صفحة 148-149. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني ، في الكلم الطيب، عن عبدالله بن عمرو ، الصفحة أو الرقم:66 ، إسناده صحيح.
- ↑ رواه الالباني ، في الكلم الطيب، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:64 ، حسن.
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبو حميد أو أبو أسيد الساعدي، الصفحة أو الرقم:713 ، صحيح.
- ↑ محمد صالح المنجد، كتاب سلسلة الآداب، صفحة 16. بتصرّف.