آداب قضاء الحاجة للأطفال
من الأدلَّة على أنَّ الشَّريعة الإسلاميَّة جاءت بالآداب في الأقوال والأفعال؛ تسمية عمليَّة خروج الفضلات بقضاء الحاجة، فلم تسمِّها بتسمياتٍ غير لائقةٍ، بل اختارت ما هو أحسن وألطف وأجمل، وهذا هو أسلوب القرآن الكريم، والسنَّة النبويَّة.[١]
وقد علمتنا الشريعة الإسلاميَّة عدداً من الآداب المتَّبعة في قضاء الحاجة، منها:[٢]
- عدم الدُّخول بشيءٍ فيه ذكر الله -تعالى- أو اسمه، وإذا كان ظاهراً يخفيه المرء بجيبه.
- الابتعاد عن أعين النَّاس عند قضاء الحاجة، أي أن يستتر الإنسان ويتخفَّى عنهم، فقد روى المغيرة فعل النبي في ذلك فقال: (كُنْتُ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ، فَقالَ: يا مُغِيرَةُ خُذِ الإدَاوَةَ، فأخَذْتُهَا، فَانْطَلَقَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى تَوَارَى عَنِّي، فَقَضَى حَاجَتَهُ).[٣]
- قضاء الحاجة في مكانٍ ليس فيه أذى للنَّاس، والابتعاد عن الطَّريق العام، وأماكن الظل، وأماكن الماء، يقول -صلى الله عليه وسلم- : (اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ قالوا: وَما اللَّعَّانَانِ يا رَسُولَ اللهِ؟ قالَ: الذي يَتَخَلَّى في طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ في ظِلِّهِمْ).[٤]
- عدم استقبال القبلة أو استدبارها، لحديث النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم: (إذَا أتَيْتُمُ الغَائِطَ فلا تَسْتَقْبِلُوا القِبْلَةَ، ولَا تَسْتَدْبِرُوهَا ولَكِنْ شَرِّقُوا أوْ غَرِّبُوا)،.[٥]
- عدم التكلُّم من غير حاجةٍ لذلك أثناء قضاء الحاجة.
- التبول قاعداً، ويجوز التبول قائماً إذا تمكَّن من الحفاظ على ثوبه من التلوث والنجاسة.
- الابتعاد عن التبول في مهبِّ الريح، أو على الأرض الصَّلبة، حتى لا يعود البول ويرتدَّ على الثوب.[٦]
آداب دخول الحمام للأطفال
هناك عدّة آداب يفعلها المسلم عند دخول الخلاء أو الحمام، ومن هذه الآداب:
- الدُّعاء عند دخول الخلاء بقول: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الخُبُثِ والخَبَائِثِ).[٧]
- الدُّعاء عند الخروج من الخلاء بقول: (غُفْرانَكَ).[٨]
- الدُّخول بالقدم اليسرى.
- الاعتماد على القدم اليسرى عند الجلوس.
- عدم الدُّخول حافي القدمين.[٩]
- الخروج بالقدم اليمنى.[٩]
- يستحبُّ تغطية الرأس عند دخول الخلاء وقضاء الحاجة.[١٠]
- عدم النظر إذ وجد من يكشف عورته.[١١]
- عدم الإسراف بالماء، والاستخدام على قدر الحاجة.[١١]
- الحرص على نظافة المكان، ونظافة الجسم واللِّباس.[١٢]
آداب الاستنجاء
يسمَّى مخرج الفضلات من البول والغائط بالسبيلين، وإنَّ العديد من الأمراض ما يكون بسبب إهمال نظافتهما، ولهذا جاء الإسلام ليعلِّمنا آداب الاستنجاء، ومن هذه الآداب:[١٣]
- الاستنجاء بالماء؛ أي تنظيف المخرج من الفضلات وإزالة ما كان عالقاً منها بالماء، فإن لم يجد المرء الماء فالاستجمار بالحجارة؛ أي تنظيف مخرج الفضلات بالحجر.
- استخدام الأشياء النَّظيفة الطَّاهرة في الاستجمار، وكون عدد مرات التطهّر فيها فردياً، لحديث الرَّسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- عندما قال: (منِ استَجمر فلْيوتر منْ فعَل فقد أحسن ومنْ لا فلا حرَجَ).[١٤]
- استخدام الماء بعد الحجارة لمن تطهّر بها.
- الحرص على نظافة اليدين؛ لمنع نقل االجراثيم، وذلك بتنظيفهما بالماء، أو فركهما بالتراب.
- استخدام اليد اليسرى وعدم استخدام اليد اليمنى في الاستنجاء، يقول سلمان الفارسي -رضي الله عنه-: (لقَدْ نَهانا أنْ نَسْتَقْبِلَ القِبْلَةَ لِغائِطٍ، أوْ بَوْلٍ، أوْ أنْ نَسْتَنْجِيَ باليَمِينِ، أوْ أنْ نَسْتَنْجِيَ بأَقَلَّ مِن ثَلاثَةِ أحْجارٍ، أوْ أنْ نَسْتَنْجِيَ برَجِيعٍ، أوْ بعَظْمٍ).[١٥]
- استخدام المناديل الورقية للتأكُّد من إزالة النَّجاسة، بأن يمسح الشخص المكان ثلاث مسحاتٍ أو يزيد.[١٦]
- الانتضاح؛ أي رش جزء من الماء على مكان خروج الفضلات (الفرج)، وعلى السروال لتحقيق النظافة، وعدم الوسوسة والشك بذلك.[١٧]
- الحرص قدر الإمكان على عدم النَّظر إلى العورة أثناء الاستنجاء.[١٨]
- التأكُّد من نظافة المرحاض من النَّجاسة قبل استخدامه، والحرص على تركه نظيفاً.[١٩]
ملخّص المقال: حثَّ الإسلام على العناية بالنَّظافة، وحرص على طهارة البدن والثوب، وبيَّن الآداب التي تساعد المسلم على ذلك، فجاءت آداب قضاء الحاجة، ودخول الخلاء، وآداب الاستنجاء، مفصَّلةً وواضحةً بفعل النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- وبيان هديه.
المراجع
- ↑ محمد المنجد، سلسلة الآداب، صفحة 2. بتصرّف.
- ↑ عبد الكريم الخضير، شرح بلوغ المرام، صفحة 4-27. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن المغيرة بن شعبة، الصفحة أو الرقم:363، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:269، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي أيوب الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 394، صحيح.
- ↑ لم يرد، الآداب الإسلامية، صفحة 19. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:142، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4707، حسن.
- ^ أ ب وائل خلف، بلوغ الغاية من تهذيب بداية الهداية، صفحة 32. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 5. بتصرّف.
- ^ أ ب شهاب الرملي، فتح الرحمن بشرح زبد ابن رسلان، صفحة 214. بتصرّف.
- ↑ محمد حسين، موسوعة الأعمال الكاملة، صفحة 172. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين (1395)، "العناية الصحية بالسبيلين"، البحوث الإسلامية، العدد 71، صفحة 338-341. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن الملقن، في البدر المنير، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2/300، صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن سلمان الفارسي، الصفحة أو الرقم:262، صحيح.
- ↑ محمد المنجد، الإسلام سؤال وجواب، صفحة 652. بتصرّف.
- ↑ مجموعه من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 124. بتصرّف.
- ↑ دبيان الدبيان، أحكام الطهارة، صفحة 185. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 259. بتصرّف.