محتويات
هل من الطبيعي الشعور بآلام أثناء الرضاعة وبعدها؟
نعم؛ من الطبيعيّ أن تشعر المرضع بآلام خفيفة في الثديّ عند بدء الرضاعة أو بعدها،[١] لا سيّما خلال الأيّام إلى الأسابيع الأولى التالية للولادةِ،[٢] وتعزّى الأسباب الطبيعية لهذا الشعور إلى تدفّق الحليب من الغدد اللبنيّة أو امتلاء هذه الغدد مرّة أخرى،[٣] ويشار إلى أنّ استمرار هذا الألم وزيادة حدّته قد يعدّ مؤشرًا لمشكلة صحيّة أو إجراء الرضاعة بشكلٍ خاطئ.[٤]
لماذا تحدث آلام الرضاعة؟ وكيف يمكن تجنبها؟
تحدث آلام الرضاعة لأسباب عديدة، وفيما يأتي توضيحٌ لأبرز هذه الأسباب وطرق التغلب عليها:
احتقان الثدي
وهي حالة يتورّم فيها الثديان ويزداد ثقلهما وصلابتهما؛ جرّاء زيادة إنتاج الحليب بعد عدّة أيام من الولادة، أو عند مرور وقتٍ طويل دون إرضاع الطفل، وقد يسبب الاحتقان ألمًا وزيادة حساسيّة الثدي، وأحيانًا يتفاقم هذا الألم عند ارتداء الملابس أو النوم، ويمكن التخفيف منه باتباع الطرق الآتية:[٥]
- ضخ الحليب باستخدام المضخة أو اليد بين الرضعات.
- وضع الكمادات الدافئة أو أخذ حمام دافئ.
- استخدام مسكنات الألم الآمنة أثناء الرضاعة الطبيعية.
وجود كمية كبيرة من الحليب في الثدي
أحيانًا يُفْرَز الحليبُ بمقدار يفوق احتياجات الطفل، وعندئذٍ يتجمّع بكميّة كبيرة في الثدي، وقد يفسّر حدوث هذه الحالة بعدم انتظام عمليّة الرضاعة أو وجود حالة صحيّة لدى الأمّ، وغالبًا ما تلاحظ خلال الأسابيع الأولى من الرضاعة الطبيعيّة، مسببةً سعالًا واختناقًا للطفل، وآلام الثديين واحتقانهما للمُرضِع، وهنا يمكن التقليل من كميّة الحليب في الثدي باتباع النصائح الآتية:[٦]
- مساعدة الطفل على التجشؤ بين الحين والآخر للتخلص من الهواء الزائد؛ مما يوفر مساحة في معدته لمزيد من الحليب.
- إرضاع الطفل من نفس الثدي لبضع مرات متتالية.
- الاستلقاء أثناء الرضاعة؛ إذ تبطئ الجاذبية الأرضيّة من تدفّق الحليب عندئذٍ، لتصبح الرضاعة أكثر سهولةً.
- ضخ الحليب باستخدام مضخة الثدي أو باليد؛ لإزالة ما يكفي من حليب الثدي قبل أن تبدئي في إرضاع طفلك.
- إرضاع الطفل عندما يشعر بالنعاس، إذ يمص الطفل بهدوء أكبر وهو نائم؛ مما يساعد على إبطاء تدفق الحليب.
انسداد قنوات حليب الثدي
تحمل هذه القنواتُ الحليبَ من جميع أجزاء الثديّ إلى الحلمة، وفي حال لم يصرّف الحليب بطريقة صحيحة؛ فقد تنغلق تلك القنوات،[٧] لتشعر الأم بآلام الرضاعة ووجود كتلة متورّمة في ثديها،[٨] ويجدر حلّ هذه المشكلةِ بأسرع وقتٍ ممكن لتجنّب تفاقمها وحدوث التهاب الثدي، وفيما يأتي بعض الحلول الممكنةِ:[٧]
- تجنب ارتداء الملابس أو حمالات الصدر الضيقة؛ ليتدفق الحليب بسهولة من جميع أجزاء الثدي.
- أخذ حمام دافئ.
- الاستمرار بإرضاع الطفل من الثدي المتأثر.
- تدليك الكتلة برفق باتجاه حلمة الثدي أثناء إرضاع الطفل.
التهاب الثدي
قد يسبب التهاب الثدي تورّم الجلد واحمراره، بالإضافة إلى آلام الرضاعةِ، وغالبًا ما يحدث هذا الالتهاب جرّاء انسداد قنوات الحليب، أو دخول البكتيريا إلى الثدي عبر فمّ الطفل أو تشققات الحلمة، ويمكن التخفيف من شدّة آلامه وأعراضه باتباع الخطوات الآتية:[٩]
- تجنب ترك الثدي مملوءًا بالحليب لمدة طويلة دون إرضاع.
- ارتداء حمالة صدر داعمة.
- وضع كمادات باردة على الثدي بعد الرضاعة الطبيعية.
- الحصول على قسط كافٍ من الراحة.
تقرح الحلمات وتشققها
إنّ الطريقة الصحيحة للرضاعةِ تبدأ عندما يفتح الطفل فمهُ بمقدار واسعٍ؛ ليتمكّن من تلقّي قدر كبير من مساحة الثدي، وبهذا تكون الحلمة في مؤخرة الفمّ،[١٠] ولا تتعرض لضغط الأسنانِ وما يسببه من تقرّح أو تشقق لها،[١١] أمّا في حال وضعت الحملة بقرب شفتيّ الطفل؛ فستشعر الأمّ بآلام الرضاعةِ والوخز عندما يحرّك الطفل لسانه أو أسنانهُ، ويمكن التغلب على هذه المشكلة بالطرق الآتية:[١٠]
- إدخال إصبع إلى زاوية فمّ الطفل بمجّرد الشعور بالألم، ومن ثمّ إكمال الرضاعة بعد زوالهِ.
- غسل الثديان بالماءِ فقط، دون استخدام الصابونِ الذي قد يسبب الجفاف والتهيّج.
- ترك بعض الحليب على الثدي بعد الرضاعة؛ ليجف في الهواء، فقد يساعد ذلك على تلطيف التقرّح والألم.
- استشارة المختصّ حول استخدام الكريمات المكوّنة من مادة اللانولين، والتي تخفف تشقق الحلمةِ والتهابها.
وجود خراج في الثدي
قد تشعر الأمّ بآلام الرضاعةِ عند تكوّن خراجٍ في الثديّ،[١٢] وغالبًا ما يتكوّن هذا الخراجُ إذا ترك التهاب الثدي دون علاجٍ، أو إذا لم يستجب للمضادات الحيويّة والرضاعة المتكررةِ،[٧] ويعدّ الحلّ الوحيد في هذه الحالةِ تصريفه؛ بإجراء شقّ جراحيّ بسيطٍ أو سحب محتوياتهِ بإبرةٍ،[١٢] ويمكن للأمّ بعد ذلك الاستمرار في الرضاعة الطبيعيّة.[٧]
وجود عدوى فطرية في الثدي
تعرف هذه الحالة باسم مرض القلاع (Thrush)؛ وتعدّ عدوى فطرية تصيب الجزء الخارجيّ من جلد الثديّ،[١٠] إلا أنها تؤثّر على الرضيعِ والأمّ على حدّ سواءَ كونها معدية،[١٣]وغالبًا ما تسبب آلام الرضاعةِ عندما تنتشر العدوى وتصل إلى قنوات الحليب،[١٤] وهنا يوصّى بالتوجه إلى الطبيب مباشرةً لاختيار العلاج الدوائيّ المناسب، ولا داعي للتوقف عن الرضاعةِ طالما أنّ الأم تستطيع تحمل الألم.[١٥]
ويُنصح بالالتزام بالدواءِ الموصوف طبيًا، كما قد تُساعد التوصيات الآتية في التخلّص من العدوى الفطرية وآلام الرضاعة المرتبطة بها:
- الحفاظ على نظافة اليدين وغسلهما كلّما تطلّب الأمر، لا سيّما بعد لمس الثدي، أو تغيير حفاظ الطفلِ، أو الدخول لدروة المياه.[١٥]
- الحفاظ على نظافة وجفاف الثديين، ويوصى هنا بتعريضهما للشمس عدّة دقائق إن أمكن.[١٥]
- تنظيف أغراض الطفل بالغلي أو الماء الدافئ والصابونِ، فهذا يقلل من انتشار العدوى.[١٥]
- تبديل حشوات أو وسائد حمّالة الصدر دوريًا؛ لأنها تعد وسطًا دافئًا ورطبًا يناسب نموّ الفطريات.[١٥]
- تجنّب حفظ حليب الثدي وتجميده حتّى انتهاء فترة العلاج واختفاء الأعراض، وهذا إن كانت الأمّ تعمد إلى ضخّ الحليب وتخزينهِ.[١٦]
لماذا تشعر المرضعة بآلام الظهر أثناء الرضاعة الطبيعية؟
في الواقعِ، تعدّ وضعية الرضاعة الخاطئة من الأسباب الشائعة لآلام الظهر، لا سيّما إن كانت الأم تحني جذعها إلى الأمام أثناء الرضاعة، وتكرر هذه الممارسة الخاطئة لفترات طويلة يوميًا؛ حيث يضغط وزن الطفلِ على ظهرها.[١٧]
ولإرضاع الطفل بوضعية صحيحة يُنصح برفعه إلى الثدي باستقامةٍ، ويمكن الاستعانة بالوسائد للحصول على دعم إضافي، كما يمكن تخفيف الضغط عن الظهر بإرضاع الطفل أثناء التمدد على الظهر أو الاستلقاء على الجنب.[٥]
متى يزول الشعور بالألم أثناء الرضاعة؟
إذا أمسك الطفل بالثدي بالطريقة الصحيحة المشار إليها سابقًا؛ فقد يستمر ألم الثدي الطبيعيّ لمدّة 30- 60 ثانية فقط عند بدء الرضاعةِ،[١٨] أما إذا لم تتمّ الرضاعة بالوضعيّة الصحيحةِ أو كانت الأمّ مصابةً بحالة صحيّة ما؛ فمن المحتمل أن تشعر بألم مستمر خلال كل رضعة.[٢]
هل يوجد إجراءات لتخفيف الألم أثناء الرضاعة؟
نعم؛ يوجد العديد من الإجراءات التي قد تساعد على تخفيف الألم أثناء الرضاعة، ويذكر منها الآتي:
- بدء الرضاعة من الثدي الأقلّ إيلامًا أو تصلبًا
وذلك لأنّ الطفل يبدأ الرضاعة بقوّة، لذا يُساعد تلقيهِ للثدي المعافى في تقليل أي ألم قد تحسّ الأم به.[١٩]
- الانتقال في الرضاعةِ من ثدي المعافى إلى الثديّ المؤلم
وذلك بعد التأكد من انتهاء كميّة الحليب في الثديّ الأول؛ إذ إن الرضاعة تصبح أسهل وأيسر بتطبيق الأمر.[١٩]
- الاعتماد على شفطِ الحليب وضخّه لفترةٍ زمنيّة قصيرة
فهذا يمنح أنسجة الحلمات المتقرّحة فرصةً للتعافي، ولكن يجب أن يطبقّ الضخّ بطريقةٍ صحيحة.[١٩]
- استشارة الأخصائيّ حول استخدام الواقيات للحلمات المتقرّحة والمتشققة
فبالرغم من أنها توفر حمايةً للحلمة إلا أنّها قد تؤثر على تدفق الحليب أثناء الرضاعة.[٢٠]
- تدفئة الثديين قبل الرضاعة مباشرةً
وهذا يتمّ بأخذٍ دش دافئ أو وضعِ منشفة مبللةٍ بالماء الدافئ، ولكن يجب تجنّب هذه الخطوة للأم المصابةِ بالعدوى الفطريّة.[٢٠]
- اتباع نظام غذائيّ متوازن وصحيّ
ويوصى بتجنب مصادر الكافيين، وتناول الأطعمة قليلة الدسم والكربوهيدرات المعقّدة.[٢١]
- تعلّم تقنيات الاسترخاء وتطبيقها
فهي تخلّص الأمّ من الضغوط النفسية التي يسببها ألم الرضاعةِ.[٢١]
- ملاحظة أوقات حدوث الألم أثناء الرضاعةِ وتسجيلها
فهذا يفيد الطبيب في تشخيص الحالةِ، وصرف الدواء المناسب، ويفيّد الأم في ملاحظة أي أخطاء أثناء الرضاعة.[٢١]
- أخذ قسط كاف من الراحةِ
يمكن للأمّ الامتناع عن الرضاعة لعدّة رَضَعات أو عدّة أيامَ، وكما يمكن إراحة ثدي واحدٍ والاعتماد على الآخر.[٢٢]
ملخص المقال
من الطبيعي أن تشعر الأمّ بآلام الرضاعةِ في الأسابيع الأولى التالية للولادة، وذلك لأسباب عديدة؛ كتدفّق الحليب وامتلاء الغدد اللبنيّة مجددًا، واحتقان الثدي وتقرّح الحلمات، أو تعرّض الأم لعدوى فطرية أو انسداد قنوات الحليب لديها، كما توجد العديد من الإجراءات التي تخفف شدّة هذا الألم، من بينها إرضاع الطفل بطريقة صحيحة.
المراجع
- ↑ "How to Prevent Sore Nipples for Breastfeeding Moms", verywellfamily, Retrieved 9/12/2021. Edited.
- ^ أ ب "Breastfeeding FAQs: Pain and Discomfort", kidshealth, 2015, Retrieved 27/11/2021. Edited.
- ↑ "Breast Pain: Explanations & Treatments", mynursingcoach, Retrieved 6/12/2021. Edited.
- ↑ "Relief for Breastfeeding Pain", verywellfamily, Retrieved 9/12/2021. Edited.
- ^ أ ب Sara McTigue (9/9/2020), "What’s Causing Your Breastfeeding Pain? It May Be One of These", healthline, Retrieved 27/11/2021. Edited.
- ↑ Donna Murray (30/4/2021), "What Is Breast Milk Oversupply?", verywellfamily, Retrieved 28/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Breast pain and breastfeeding", nhs, 6/12/2018, Retrieved 27/11/2021. Edited.
- ↑ "What to do about clogged milk ducts", medicalnewstoday, Retrieved 9/12/2021. Edited.
- ↑ "Mastitis", mayoclinic, 22/7/2020, Retrieved 28/11/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Common Breastfeeding Problems", webmd, Retrieved 6/12/2021. Edited.
- ↑ "Sore/cracked nipples", breastfeeding.asn.au, Retrieved 9/12/2021. Edited.
- ^ أ ب "Breast Abscesses: Types, Treatment, and More", healthline, Retrieved 6/12/2021. Edited.
- ↑ "How Do You Get Thrush?", healthline, Retrieved 9/12/2021. Edited.
- ↑ "Yeast Infection While Breastfeeding", kaiserpermanente, Retrieved 9/12/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Thrush and Breastfeeding Signs, Symptoms, and Treatment", verywellfamily, Retrieved 9/12/2021. Edited.
- ↑ "Nipple Pain and Breastfeeding", hse.ie, Retrieved 10/12/2021. Edited.
- ↑ "Back Pain While Breastfeeding – Causes and Tips to Relieve", parenting.firstcry, Retrieved 9/12/2021. Edited.
- ↑ "Nursing Positions", kidshealth, Retrieved 9/12/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Nipple Pain and Breastfeeding", hse.ie, Retrieved 10/12/2021. Edited.
- ^ أ ب "Breastfeeding FAQs: Pain and Discomfort", kidshealth, Retrieved 10/12/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Home Remedies: Tending to breast tenderness", newsnetwork.mayoclinic, Retrieved 10/12/2021. Edited.
- ↑ "Infant feeding - nipple and breast pain in lactation", thewomens.r.worldssl, Retrieved 10/12/2021. Edited.