محتويات
آلام الطلق الصناعي
تُقدّر فترة الحمل اللازمة لإنجاب طفل سليم صحيًّا وجسديًّا بما يُقارب 40 أسبوعًا، تكون كافيةً لنموّ أعضائه واكتساب الوزن المُناسب، لكن في بعض الأحيان قد تتجاوز مُدّة الحمل 42 أسبوعًا، مما قد يضر بصحّة الطفل ويُسبّب العديد من المُضاعفات، ما يُجبر الأطباء إلى اللجوء إلى تحريض أو تحفيز الولادة، أو ما يُسمّى بالطّلق الصناعيّ.[١]
ويُعدّ الطلق الصناعي من أكثر الأمور التي تُقلق المرأة الحامل، إذ إنّها قد تضطر إلى اللجوء إليه في بعض الأحيان لإنهاء الحمل والإنجاب، ويتضمّن استعمال بعض الطرق المعيّنة لبدء انقباضات الرحم، حتى يبدأ الطلق لتسريع عملية الولادة.[٢]
الفرق بين الطلق الطبيعي والصناعي
توجد فروق جوهريّة بين الطلق الصناعيّ والطلق الطبيعيّ، ويعود ذلك إلى عدم استعداد الجسم للصناعي، وتُبيّن هذه الفروق بوضوح أهمية اللجوء إليه كخيارٍ أخير فقط، وهي كما يأتي:[٣][٤]
- تختلف شدّة ألم الانقباضات بين ما يحدث في الطلق الصناعيّ والطبيعي؛ إذ إنّ استجابة جسم الأم في الحالة الطبيعية عند بدء ألم الانقباضات تكون بإفراز الدماغ لهرمون الإندورفين لتخفيف الألم، وهذا الهرمون أقوى بعشر مرات في مفعوله من مُخدّر المورفين، مما يُقلّل من شدّة الألم المُصاحب للطلق. كما أنّ تدرّج الطلّق الطبيعيّ يمنح الجسم الوقت الكافي للاستعداد للألم، لكن في حالة الطلق الصناعي لا يُفرز الجسم هذا الهرمون، فيكون الألم أشد بكثير، ويبدأ مُباشرةً بمُجرّد أخذ المادة المُحفّزة للانقباضات.
- اختلاف وتيرة الانقباضات الناتجة عن هرمونات الجسم والهرمونات المُصنّعة في الطلق الصناعيّ، إذ تحدث زيادة في هرمون الأوكسيتوسين في الطلق الطبيعي تدريجيًّا، مما يُتيح للجسم وللطفل الاستعداد لعملية الولادة خلال فترة زمنيّة قد تزيد عن 10 ساعات، أما في الطلق الصناعي فإن الزيادة في هذا الهرمون تكون سريعةً، ولا يكون الجسم مستعدًا كما يجب، لذلك تتسارع الانقباضات وتطول مُدّة الواحدة منها وتشتد بصورة غير طبيعية.
- تختلف قدرة الحامل على الحركة جذريًّا، ففي الطلق الطبيعيّ يُنصح باستمرار الحركة وتغيير وضعيات الجلوس، بما يُتيح للأم الراحة قدر الإمكان، أمّا في حالة الطلق الصناعي فنظرًا لضرورة مراقبة الحالة الصحيّة للأم والطفل باستمرار يحدّ ذلك من حريّتها على الحركة.
- تزداد احتماليّة خضوع الحامل لخيار العملية القيصريّة في حالة الطلق الصناعيّ.
- تزداد احتماليّة الإصابة بالعدوى والالتهاب في حالة الطلق الصّناعيّ، خاصّةً إن تضمّن ذلك تمزّق الغشاء السلويّ.
- الفترة الزمنيّة التي تقضيها الحامل في المستشفى في حال الطلق الصناعيّ أطول من الفترة الزمنيّة المُحتملة لبقائها في حالة الولادة بالطلق الطبيعيّ.
حالات استخدام الطلق الصناعي
قد تلجأ بعض السيّدات الحوامل أحيانًا إلى الطلق الصّناعيّ كقرار اختياريّ ليتناسب مع جدول أعمالهنّ أو ليتوافق مع مواعيد مُعيّنة، أو ربّما لكونه أكثر مُلائمًة وراحةً في بعض الأحيان، إلا أنّ هذا الطلق وُجِد للتعامل مع الظروف الصحيّة والطبيّة التي يكون فيها قرارًا إجباريًّا للحفاظ على سلامة الأم وجنينها عند الحالات الحرجة والمهمة،[٥] مثل:[٢][٦]
- تأخر الطلق: إذ يُلجَأ إلى الطلق الصّناعيّ عند تأخر الطلق لمدة أسبوعين أو أكثر من موعد الولادة المتوقّع.
- خروج ماء الرحم مُبكرًا: الذي يُسمّى طبيًّا بتمزّق الأغشية الباكر، عندما يخرج السائل السلويّ في بعض الحالات قبل بداية أعراض الطلق، حينها يجب استخدام الطلق الصناعي.
- محدودية نمو الجنين: هي الحالة التي يكون فيها وزن الجنين أقل بمقدار 10% من الوزن المتوقع، مُقارنةً بعُمر الحمل.
- قلة السائل السلويّ: إذ قد يكون السائل المُحيط بالجنين غير كافٍ للحفاظ عليه.
- ارتفاع ضغط الدم: تُعدّ هذه الحالة من مضاعفات الحمل، ويتضمّن ذلك ثلاث احتمالات، هي:
- الإصابة بتسمّم ما قبل الحمل عند ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، مع وجود أعراض لتضرّر واحد أو أكثر من أعضاء جسم المرأة.
- الإصابة بارتفاع ضغط الدم بعد مرور 20 أسبوعًا على الحمل.
- المُعاناة من ارتفاع ضغط الدم قبل 20 أسبوعًا أو أكثر من بدء الحمل.
- ظروف صحيّة للأم: مثل إصابتها بسكّري الحمل، أو بالتهاب المشيمة والسّلى، أو مُعاناتها من السّمنة، أو إصابتها بمرضٍ في الكلى.
- انفصال المشيمة: إذ يجب أن تلجأ المرأة إلى الولادة عن طريق الطلق الصناعي إذا انفصلت المشيمة في موعد مُبكّر ولم يبدأ لديها المخاض بعد، عند ذلك يجب مراجعة الطبيب في أسرع وقت لتحديد إذا ما كانت بحاجة إلى طلق صناعي للولادة مبكرًا أم لا.
طرق الطلق الصناعي
تعتمد طريقة الطلق الصناعيّ على حالة وظروف الأم الحامل وطفلها، وتتدرّج الطرق المُستخدمة لذلك كما يأتي:
- يفحص الطبيب عنق الرحم، فإن كان مغلقًا تمامًا ولا توجد أيّ علامات على توسّعه تُعطَى الحامل تحاميل مهبليّةً أو جلًّا يحتوي على مادة البروستاغلاندين اللازمة لتوسيع وترقيق عنق الرحم والبدء بانقباضات الولادة اللازمة، وتعطى مساءً، ويحدث الطلق في صباح اليوم التالي. وتمتاز هذه الطريقة بإعطاء الأم حرية الحركة، وتستمر بأخذ التحاميل حتى يتوسع عنق الرحم وتتم الولادة، أمّا إن كان توسع عنق الرحم غير كافٍ لحدوث ولادة طبيعية أو أنّه قد تمّ لكن دون بدء الانقباضات فيلجأ الطبيب المُشرف على الحالة عندها إلى الخيارات الأخرى.[٢][٧]
- يُمزّق الطبيب كيس الماء أو الكيس السلويّ يدويًّا، باستخدام أداة بلاستيكيّة مُعقّمة تُشبه الخطّاف، بالتزامن مع مُراقبة نبض الجنين قبل وبعد خروج الماء؛ لأنّ ذلك يُسرع من إنتاج الجسم للبروستاغلاندين، مما يُحفّز الجنين لإنزال رأسه إلى الأسفل، وتُصبح الانقباضات بذلك أسرع وأقوى.[٢][٥]
- تُعطَى المرأة الحامل إبر الطلق الصناعيّ المُحفّزة للانقباضات عن طريق الوريد، والتي تحتوي على مادّة مُصنّعة تُشبه عمل هرمون الأوكسيتوسين، وهو هرمون ينتجه الجسم طبيعيًّا، لكن لا يُنصح باستخدام هذا الدواء في جميع الحالات؛ لأنه قد يُسبّب تسارعًا كبيرًا في الانقباضات.[٥]
- التحفيز الطبيعي، إذ يُمكن تحفيز حلمات صدر الحامل لإحداث الطلق، ويكون ذلك يدويًا أو باستخدام مضخّة كهربائية؛ لأنّ هذه العمليّة تُحفّز الجسم طبيعيًّا لإفراز الأوكسيتوسين.[٥]
ويُتابع الطبيب حالة الأم والجنين معًا في حالة الطلق الصناعي؛ كي لا تحدث أيّ تطورات أو مشاكل لأي منهما، لكن تقلق الكثير من النساء ويتخوّفن منه، ويعود السبب في ذلك إلى حالة الأم النفسية والتي تثق تمامًا بخطر الطلق الصناعي، رغم أنه غير صحيح، فألمه يشبه إلى حدّ كبير ألم الطلق الطبيعي، وحالة الولادة نفسها. وفي معظم الأحيان تُجري العملية بنجاح تام، وتلد المرأة بالطلق الصناعي طبيعيًا، حتّى وإن اضطرّ الطبيب إلى فتح كيس الماء السلويّ بإصبعه، إلا أن الخوف يكون من عدم استجابة المرأة له، أو إن زادت مُدّة انتظار الولادة عن حدّها الطبيعيّ، فيضطر الطبيب إلى اللجوء إلى العملية القيصرية تفاديًا للمشكلات التي يُمكن حدوثها.[٨]
مخاطر الطلق الصناعي
لا يعدّ الطلق الصناعي مناسب لبعض الحالات، على سبيل المثال النساء اللاتي خضعن لولادة قيصرية، أو جراعة رئيسية للرحم، أو أنّ المشيمة تسدّ فتحة عنق الرحم، وغيرها من الحالات، كما قد تتعرَّض الحامل لبعض المخاطر عند تطبيق الطلق الصناعي عليها، وتتضمن ما يأتي:[٩]
- انخفاض ضربات القلب.
- الإصابة بالعدوى.
- تمزق الرحم.
- النزيف الشديد بعد الولادة.
- فشل حدوث الطلق.
المراجع
- ↑ Lori Smith (March 12, 2019), "Why and how do doctors induce labor?"، medicalnewstoday, Retrieved 14-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث Mayo Clinic Staff (Sept. 11, 2017), "Labor induction"، mayoclinic, Retrieved 14-11-2019. Edited.
- ↑ Nivin Todd (July 16, 2017), "What are the risks of inducing labor?"، webmd, Retrieved 14-11-2019. Edited.
- ↑ Sam McCulloch Dip (September 5, 2018), "Natural Labour vs Induced Labour – 6 Main Differences"، bellybelly, Retrieved 14-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Inducing Labor", americanpregnancy,08/2015، Retrieved 14-11-2019. Edited.
- ↑ Elana Pearl Ben-Joseph (June 2018), "Inducing Labor"، kidshealth, Retrieved 14-11-2019. Edited.
- ↑ What to Expect Editors (April 26, 2019), "Inducing Labor: What Happens When You're Induced?"، whattoexpect, Retrieved 14-11-2019. Edited.
- ↑ Robin Elise Weiss (July 14, 2019), "How and Why Labor Is Induced"، verywellfamily, Retrieved 14-11-2019. Edited.
- ↑ "Labor and delivery, postpartum care", mayoclinic, Retrieved 22-12-2020. Edited.