محتويات
ألم القلب
يمكن أن تنجم آلام القلب عن الأمراض التي تصيبه، وهو مصطلح يتضمن نطاقًا واسعًا، إذ يشمل العديد من الحالات التي تندرج تحته، مثل: أمراض الأوعية الدموية، كمرض الشريان التاجي، واضطراب ضربات القلب، والاعتلالات التي تصيب عضلة القلب، مثل العيوب الخلقية، وتسمى أمراض عضلة القلب بالاضطرابات التي تسبب مواجهة هذه العضلة صعوبةً في قيامها بوظائفها الحيوية بطريقة سليمة، وأكثر أمراض القلب شيوعًا هي متلازمة الشريان التاجي.[١]
يستخدم مصطلح المرض القلبي الوعائي أو مصطلح أمراض القلب للإشارة إلى الحالات التي تتضمن انسداد الأوعية الدموية، مما يسبب النوبة القلبية، أو ألم الصدر (الذبحة الصدرية)، أو السكتة الدماغية، بالإضافة إلى الأمراض الأخرى التي تصيب عضلة القلب أو صماماته أو أنظمته.[١]
يعتقد الكثيرون أنّ ألم الصدر الذي يُشار إليه أيضًا بألم الصدر ناجم عن اضطرابات القلب فقط، وقد تكون أول فكرة لديهم أن الألم ناجم عن أزمة قلبية، في حين أنّ ألم الصدر يمكن أن يحدث بسبب العديد من الحالات الأقل خطورةً وليس بالضرورة أن ينجم عن القلب؛ إذ إنه في ما يقارب 13% فقط من حالات هذا الألم التي تُسجّل في الطوارئ يكون الألم ناجمًا عن مشكلة خطيرة متعلقة بالقلب.[٢]
الأمراض القلبية المسببة لألم القلب
تتضمن أسباب أمراض القلب ما يأتي:
أمراض القلب الوعائية
تشمل اعتلالات القلب الوعائية مشاكل القلب والأوعية الدموية، وعادةً ما يشير هذا المصطلح إلى تضرر القلب والشرايين نتيجةً لتصلب الشرايين الذي ينتج عن تراكم اللويحات الدهنية فيها، مما يزيد من سمك جدرانها ويسبب ضعفها، ويمنع تدفق الدم إلى الأعضاء والأنسجة، ومن الأمثلة على هذه الحالة مرض الشريان التاجي.[١]
ويقصد بالأوعية الدموية التاجية الأوعية الدموية المسؤولة عن إيصال الدم إلى خلايا القلب نفسه، ويحدث تضيّق في جوف الأوعية الدموية بسبب انقباض هذه الأوعية أو بسبب الإصابة بالتصلّب (تراكم طبقات من الدهون والكالسيوم) داخل هذه الأوعية التاجية، مما يسبب إعاقة وصول الدم إلى عضلة القلب.[٣]
كما ذُكِرَ سابقًا فإن متلازمة الاعتلال الشريان التاجي تحدث نتيجة تضيق في الأوعية الدموية المغذّية للقلب بالأكسجين، ومن الممكن أن تظهر نتيجة ذلك بعض الأعراض، منها:[٣]
- التعرّض لضيق في التنفس.
- الشعور بآلام وضيق في منطقة الصدر، وأعراض الذبحة الصدرية.
- تسارع ضربات القلب والخفقان.
- آلام منتشرة في أماكن مختلفة من الجسم، كالذراعين، والرقبة، والظهر، أو الكتف أو الفك.
- التعرُّق.
- الغثيان.
يمكن أن تظهر بعض أعراض نقص التروية القلبية عند تراكم الصفائح الدهنية بنسبة كبيرة داخل الشريان، مما يمكن أن يسبب أزمةً قلبيةً عند التعرّض للإجهاد المفاجئ، كما أن هنالك بعض الحالات قد تظهر عند المشي الخفيف، أو الانفعال، أو التعرض للبرد، أو تناول الطعام، أو حتى أثناء الراحة في الحالات المتقدمة من المرض.[٣]
اضطراب نظم القلب
يمكن أن ينجم اضطراب نظم القلب أو عدم انتظام ضربات القلب عن العديد من الأسباب، مثل: اعتلالات القلب الخلقية، ومرض الشريان التاجي، والتدخين، وارتفاع ضغط الدم، والإفراط في شرب الكافيين أو الكحول، والضغط العصبي، وتعاطي المخدرات، وكنتيجة لاستخدام بعض الأدوية والمكملات الغذائية.[١]
عيوب القلب
تحدث عيوب القلب الخَلقية أثناء وجود الطفل في الرحم، وقد تتطور أثناء نمو القلب؛ أي بعد حدوث الإخصاب بما يقارب الشهر، مسبّبةً التغير في تدفق الدم في القلب، ويمكن أن يساهم استخدام الأدوية والجينات في حدوث هذه العيوب، كما يمكن أن تحدث لدى البالغين نتيجةً لتغير يحدث في بنية القلب.[١]
اعتلال عضلة القلب
تتعدد أنواع اعتلال عضلة القلب، ولكل نوع منها مُسبِّباته الخاصة، وذلك كما يأتي:
- اعتلال عضلة القلب التوسعي الناتج عن انخفاض التروية الدموية للقلب في أغلب الأحيان، أو نتيجة الإصابة بتلف في أنسجة القلب، كما قد يكون موروثًا في بعض الأحيان.
- اعتلال عضلة القلب التضخمي المُسبِّب لزيادة سماكة عضلة القلب، وينتج عن التقدُّم بالعمر، والإصابة بارتفاع ضغط الدم لفترات طويلة، إلا أنَّه يكون موروثًا في أغلب الحالات.
- اعتلال عضلة القلب المقيد، وهو أقل الأنواع شيوعًا، والمُسبِّب لفقدان مرونة عضلة االقلب وتصلبها، وفي الحقيقة لا يُهعرَف سبب الإصابة به في العديد من الحالات، إلا أنَّه قد ينتج عن التعرُّض لبعض العلاجات للأورام السرطانية، أو نتيجة الإصابة باضطرابات أخرى، كالداء النشواني، أو ترسب الأصبغة الدموية.
التهاب القلب
يحدث التهاب القلب مثل التهاب الشُغاف نتيجة وصول بكتيريا أو فيروس أو مادة كيميائية إلى عضلة القلب، وتتضمن الأسباب الشائعة لالتهاب عضلة القلب العدوى البكتيرية، أو الفيروسية، أو الطفيلية.[١]
أمراض صمامات القلب
يمكن أن تحدث أمراض صمامات القلب منذ الولادة، ويمكن أن تتطور لاحقًا نتيجةً للتلف الذي يلحق بالصمامات، وتشمل أسباب هذه الحالات الحمى الروماتيزمية، وأنواع العدوى المختلفة، كالتي تسبب التهاب شغاف القلب، واضطرابات النسيج الضام.[١]
الأسباب الأخرى لألم القلب
تشمل الأسباب الأخرى لألم القلب أو الصدر والتي عادةً ما تسبب الشك لدى الكثيرين بأنها ناجمة عن القلب ما يلي:[٢]
- الألم الناجم عن الجهاز الهضمي: يمكن لبعض حالات الجهاز الهضمي أن تسبب ألم الصدر، وتشمل هذه الحالات ارتداد الحمض المعدي المريئي، ومشاكل البلع الناتجة عن اضطرابات المريء، وحصى المرارة، بالإضافة إلى التهاب المرارة أو البنكرياس.
- الألم المرتبط بالرئتين: يمكن أن تشمل الأسباب المتعلقة بالرئتين والتي تسبب ألم الصدر الالتهاب الرئوي، والتهاب الشعب الهوائية الفيروسي، والاسترواح الصدري (انكماش الرئتين)، والجلطة الدموية أو الانصمام الرئوي، والتشنج القصبي.
- الألم الناجم عن عضلات أو عظام الصدر: تشمل أسباب ألم الصدر الناجمة عن العضلات والعظام في الصدر على الكدمات أو كسر الأضلاع، وألم العضلات الناجم عن الإجهاد أو متلازمة الألم المزمن، بالإضافة إلى الكسر الانضغاطي الذي يسبب الضغط على أحد الأعصاب.
- الأسباب الأخرى: يمكن أن تشتمل الأسباب الأخرى لألم الصدر على عدوى الهربس النطاقي (الحزام الناري)، ونوبات الهلع.
مضاعفات أمراض القلب
يمكن أن تسبب أمراض القلب العديد من المضاعفات والتي قد تشمل ما يلي:[١]
- فشل القلب: حدوث فشل أو عجز القلب يعني عدم قدرته على ضخ ما يكفي من الدم لتلبية احتياجات الجسم، ويعد فشل القلب أكثر مضاعفات أمراض القلب شيوعًا، ويمكن أن ينتج عن العديد منها، مثل: عيوب القلب، وأمراض الصمامات، أو عدوى القلب.
- السكتة الدماغية: يمكن أن تؤدي أمراض القلب والأوعية الدموية أيضًا إلى حدوث السكتة الإقفارية، والتي تحدث نتيجة انسداد أو تضيق الشرايين في الدماغ مسببةً وصول كمية قليلة جدًا من الدم إلى الدماغ، وتعد هذه الحالة من الحالات الطبية الطارئة.
- تمدد الأوعية الدموية: هو انتفاخ يحدث في جزء ضغيف من جدران أحد الشرايين، ويمكن أن يسبب تمدد الأوعية الدموية انفجار الشريان المتمدد مسببًا نزيفًا داخليًا مهددًا للحياة.
- مرض الشريان المحيطي: يمكن أن يسبب تصلب الشرايين الإصابة بمرض الشريان المحيطي، مما يؤدي إلى عدم تلقي الأطراف -خاصّةً الساقين- ما يكفي من الدم.
- توقف القلب المفاجئ: هو توقف مفاجئ وغير متوقع لوظائف القلب والتنفس، وغالبًا ما ينجم عن اضطراب نظم القلب، ويمكن أن يسبب الموت المفاجئ إذا لم يُعالَج فورًا.
- النوبة القلبية: يشار إلى النوبة القلبية في كثير من الأحيان باسم الأزمة القلبية، وتنجم عن جلطة تعيق تدفق الدم في الأوعية الدموية التي تغذي القلب، مما يسبب تلف جزء من عضلة القلب، [١]، وتشمل أعراض الإصابة بها الشعور بالضغط والضيق على القفص الصدري، والدوار أو فقدان الوعي، والغثيان والتقيؤ، وفرط التعرق، خاصّةً العرق البارد، والشحوب.[٤]
عوامل تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب
من العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بامراض القلب ما يأتي:[٥]
- السن، إذ يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب مع التقدم بالعمر.
- التاريخ العائلي، لذلك فإن الرجال أو النساء الذين ينتمون إلى عائلات ذات ميل وراثي للإصابة بأمراض القلب يكونون أكثر الفئات عرضةً للخطر.
- السمنة الزائدة؛ وذلك لأن الوزن الزائد والدهون المتراكمة في الجسم -خاصّةً في منطقة الخصر- تساهم في رفع معدلات الخطورة واحتمالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
- التدخين، الذي قد يسبب حدوث تسارع في وتيرة تجلّط الصفائح الدموية، الأمر الذي يسرّع عملية تخثر الدم.
- ارتفاع ضغط الدم، إذ يعد عامل الخطر الأهم الذي يزيد من احتمالية الإصابة بالسكتات الدماغية الإقفارية، كما يُضعَف ارتفاع ضغط الدم الشرايين، الأمر الذي يزيد من خطر إصابتها بالتخثر أو التصلب.
علاج ألم القلب
يعتمد علاج ألم الصدر أو القلب على المُسبِّب؛ إذ يمكن علاج الآلام التي تظهر في جدار الصدر أو القلب بتناول بعض المسكنات؛ وذلك لأن هنالك بعض الحالات التي قد لا تحتاج إلى وصفة طبية أو يمكن أن يتم علاجها موضعيًا باستخدام مرهم مسكن في حال كانت إصابات العضلات هي المُسبِّب، [٦] كما أنه يجب على الشخص اللجوء إلى الراحة والاسترخاء وتجنب التعرض لحالات من الغضب أو الحزن.[١]
كما يعتمد علاج ألم القلب والصدر على سبب الألم، فتشتمل طرق العلاج على ما يلي:
علاج الألم المرتبط بالقلب
تشمل طرق علاج ألم الصدر المرتبط بمشاكل القلب ما يلي:[٢]
- الأدوية، إذ تشمل النيتروجليسرين وغيره من الأدوية التي تساعد على فتح الشرايين المغلقة جزئيًا، أو الأدوية الحالة للخثرة، أو مضادات التخثر.
- قسطرة القلب، والتي قد تنطوي على استخدام البالونات أو الدعامات لفتح الشرايين المغلقة.
- الإصلاح الجراحي للشرايين، والذي يُعرف أيضًا بطعم مجازة الشريان التاجي، أو مجازة الشريان التاجي.
علاج ألم الصدر المرتبط بالأسباب الأخرى
تشمل طرق علاج ألم الصدر المرتبط بأسباب أخرى غير مشاكل القلب والأوعية الدموية ما يلي:[٢]
- إعادة نفخ الرئة لعلاج انكماشها، عن طريق إدخال أنبوب مرتبط بجهاز إلى الصدر.
- مضادات الحموضة أو إجراءات معينة لعلاج أعراض حموضة المعدة وارتداد الأحماض.
- الأدوية المضادة للقلق لعلاج ألم الصدر المرتبط بنوبات الهلع.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر "Heart disease", mayoclinic, Retrieved 2-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث Danielle Moores, "Why Am I Having Chest Pain?"، healthline, Retrieved 2-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Coronary Artery Disease", webmd, Retrieved 2-11-2019. Edited.
- ↑ Tim Newman , "How to spot and treat a heart attack"، medicalnewstoday, Retrieved 2-11-2019. Edited.
- ↑ "Cardiovascular risk factors", world-heart-federation, Retrieved 2-11-2019. Edited.
- ↑ Benjamin Wedro, "Chest Pain that Comes and Goes, Symptoms, Remedies, and Treatments"، medicinenet, Retrieved 2-11-2019. Edited.