الحسد
الحسد هو احساس نفسي يأتي من استحسان نعمه عند الغير مع تمني زوالها عن صاحبها بسبب الغيرة من اختصاص النعمة بشخص معين، فيتمنى الحاسد أن يستأثر بها، وهو أحد الأخلاق الذميمة التي نهى الإسلام عنها، قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "إيَّاكم والحسدَ فإنَّ الحسدَ يأكلُ الحسناتِ كما تأكلُ النَّارُ الحطَبَ"[١]، وقد ذكر العلماء بعض الصفات التي تميز الحاسد، فقال الجاحظ في وصفه له: وما لقيت حاسدًا قط إلا تبين لك مكنونه بتغير لونه، وتخوُّص عينه، وإخفاء سلامه، والإقبال على غيرك، والإعراض عنك، والاستثقال لحديثك، والخلاف لرأيك. وفي كتاب الله تعالى آيات عن الحسد سيتم ذكرها خلال هذا المقال.
آيات عن الحسد
الحاسد لا يحبه أحد ولا يتمنى قربه، قال أحد أهل الحكمة عندما سُئل: أي أعدائك لا تحبُّ أن يعود لك صديقًا؟ قال: الحاسد الذي لا يرده إلى مودتي إلا زوال نعمتي. وقد جاء في القرآن الكريم ذكر للعين والحسد، كما أنَّ الله تعالى جعلها من الشرور التي يجب على المسلم الاستعاذة منها وقد ورد ذلك في عدد من الآيات، ومن الآيات التي ذكر فيها الحسد في القرآن الكريم:
- آيات عن الحسد في سورة البقرة: عندما ذكر الله تعالى سبب صد الكافرين للمسلمين وهو الحسد الذي كان في نفوسهم تجاه أهل الإسلام، قال الله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[٢].
- آيات عن الحسد في سورة النساء: بيّن الله تعالى أنَّ الفضل كلّه بيده يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر، ومن يحسد الناس على هذا الفضل فهو يعترض على فضل الله وكرمه، قال الله تعالى: {وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُوا ۖ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ ۚ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}[٣]، وقال تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا}[٤].
- آيات عن الحسد في سورة يوسف: أمر يعقوب -عليه السلام- ابنه يوسف -عليه السلام- عندما أخبره بما رآه في نومه بأن لا يقصّ رؤياه على إخوته خشية أن يحسدوه عليها لما فيها من بشارة بمُلك عظيم، قال تعالى: {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}[٥].
- آيات عن الحسد في سورة الفتح: قال الله تعالى: {سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ ۖ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ ۚ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ ۖ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا ۚ بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا}[٦]
- آيات عن الحسد في سورة القلم: أخبر الله تعالى الرسول –صلى الله عليه وسلم- أنَّ المشركين يحسدونه على ما آتاه الله تعالى من الذكر الحكيم، قال الله تعالى: {وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ}[٧].
- آيات عن الحسد في سورة الفلق: جاء ذكر الحسد في هذه الآية من باب الاستعاذة من شرّ الحاسد، قال الله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}[٨].