آيات عن السعادة

كتابة:
آيات عن السعادة

السعادة

السعادة هي شعور إنساني يتمثل في الفرح والرضى تجاه أمر معين، وتختلف أسبابها من شخص لآخر، فأحدهم تربط سعادته بشخص قريب منه، وآخر تربط سعادته بالصحة التي وهبه الله إياها، وآخر سعادته مرتبطة بنجاحه في دراسته ووظيفته، وهذه أمور دنيوية من الجميل أن يسعد الإنسان بها، ولكن الأجمل ألا تنسيه هذه السعادة السعي لآخرته، والتي فيها الجنة وهي دار الخلود، وأي سعادة أعظم من أن يخلد المسلم يتقلب في النعيم والراحة والرخاء، وقد وردت آيات عن السعادة في القرآن الكريم سيتم ذكرها في هذا المقال.

آيات عن السعادة

السعادة عكس الشقاء، وقد ورد لفظ السعادة في القرآن الكريم في موضعين، ولكن السعادة أيضًا تشمل الفرح والراحة والرضى وهذه مرادفات للكلمة ذُكرت أيضًا بمواضع مختلفة من القرآن الكريم ويمكن إدراجها تحت عنوان آيات عن السعادة، وهي:

  • آيات عن السعادة في سورة هود: يبين الله تعالى حال الناس يوم القيامة عند الحساب، فالسعيد من دخل الجنة، والشقي من أخلد في النار، قال تعالى: {يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ}[١]، وقال تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ}[٢].
  • آيات عن السعادة في سورة آل عمران: أخبر الله تعالى عن حال الشهداء في الجنة، فهم أحياء عند ربهم يشعرون بالسعادة والفرح، مما رأوا من النعيم الجنة، قال تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}[٣].
  • آيات عن السعادة في سورة يونس: يبين الله تعالى أن رحمته من موجبات الفرح والسعادة وأنها خير من كل أمور الدنيا، قال تعالى {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}[٤].
  • آيات عن السعادة في سورة الروم: في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كانت هناك حرب بين الفرس والروم، وكان المسلمون يحبون أن ينتصر الروم، لأنهم أهل كتاب وأقرب لدينهم، أما الفرس فمجوس يعبدون النار، وقد شعر المسلمون بالحزن عندما سمعوا أن الروم غُلبت من الفرس فبشرهم الله تعالى أن النصر قادم وسيفرحون به قال تعالى: {غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}[٥]، وقد أخبر الله تعالى أيضًا أنّ المسلم يفرح برحمة الله وأنّ السيئة التي تصيبه إنما هي بذنوبه، قال تعالى: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ}[٦].
  • آيات عن السعادة في سورة الشورى: جعل الله تعالى من فرح الإنسان وسعادته أن تصيبه رحمة الله قال تعالى: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا ۖ إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ۗ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ}[٧].
  • آيات عن السعادة في سورة طه: جعل الله تعالى من التسبيح سببًا للرضى الذي يوصل المرء للسعادة، قال تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ}[٨]
  • آيات عن السعادة في الضحى: بشّر الله تعالى نبيّه -صلى الله عليه وسلم- بأنه سوف يرضيه، وهذا سيحقق السعادة له، قال تعالى: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ}[٩].

حديث نبوي عن السعادة

ورد في السنة النبوية أنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذكر أسبابًا لسعادة المرء في الحياة الدنيا، فعن سعد بن أبي وقّاص -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "أربعٌ من السعادةِ: المرأةُ الصالحةُ، والمسكنُ الواسعُ، والجارُ الصالحُ، والمركبُ الهنيءُ. أربعٌ من الشَّقاءِ: الجارُ السوءُ، والمرأةُ السوءُ، والمركبُ السوءُ، والمسكنُ الضَّيِّقُ".[١٠] ومن تأمل هذه الأمور الأربعة يجد أنها مما يلازم الإنسان وليست أمورًا مؤقتة، فمن وجد فيها الراحة والسكينة تحققت له السعادة في الدنيا، فالزوجة الصالحة تحفظ زوجها في حضوره وغيابه، والجار الصالح لا يؤذي جاره، والمركب الهني هو كل ما يُركب حتى يصل المسلم وجهته سواء كان دابة أو سيارة كما في الوقت الحاضر، والمسكن الواسع هو الذي لا يضيق على ساكنيه ويكون براحًا عليهم.

المراجع

  1. سورة هود، آية: 105.
  2. سورة هود، آية: 108.
  3. سورة آل عمران، آية: 169-170.
  4. سورة يونس، آية: 58.
  5. سورة الروم، آية: 2-3-4-5.
  6. سورة الروم، آية: 36.
  7. سورة الشورى، آية: 48.
  8. سورة طه، آية: 130.
  9. سورة الضحى، آية: 5.
  10. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم: 2576، صحيح.
13218 مشاهدة
للأعلى للسفل
×