الشرك
يُعرّف الشرك لغةً بالتسوية، حيث يقال طريق مشترك أي يستوي فيه الناس، وأما اصطلاحًا فقد عرّفه أهل العلم بالعديد من التعريفات فمنهم من عرفه على أنه صرف نوع من أنواع العبادة إلى غير الله تعالى، ومنهم من عرفه على أنه ما يخالف التوحيد، ومنهم من عرفه بأن يُعبد المخلوق كما يُعبد الله تعالى، أو يُعظم كما يُعظم الله، أو يُصرف له شيء من خصائص الألوهية والربوبية، وسيذكر هذا المقال بعض آيات عن الشرك مع توضيح مواضعها.
آيات عن الشرك
الشرك نوعان شرك أصغر وشرك أكبر، ومن الأمثلة على الشرك الأضغر الرياء في العبادات، وبعض الأقوال التي تجري على ألسن الناس من غير علم كقول ما شاء الله وشئت، ولولا الله وأنت، بالإضافة إلى الحلف بغير الله، ومما يميز الشرك الأصغر عن الأكبر أن مرتكبه وإن كان على خطر عظيم إلا أنه يبقى داخل دائرة الإسلام، وأما الشرك الأكبر فيُعد مرتكبه خارجاً من ملة الإسلام، وحذر الله تعالى في القرآن الكريم من الشرك، وأكد على خطورة هذا الذنب العظيم في الكثير من الآيات، وتجدر الإشارة إلى أن للشرك الأكبر صور عديدة منها أن يجعل الإنسان لله نداً في الأسماء والصفات، فيسميه بأسماء الله ويصفه بصفاته، أو أن يصرف له نوع من أنواع العبادة كالصلاة، والاستغاثة، والرجاء، أو دعاء، أو أن يجعل الإنسان لله نداً في التشريع، بأن يتخذ مشرعاً له سوى الله تعالى، ويمكن ذكر بعض الآيات عن الشرك فيما يأتي:
- آيات عن الشرك في سورة البقرة: قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّـهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}.[١]
- آيات عن الشرك في سورة البقرة: قال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّـهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ}.[٢]
- آيات عن الشرك في سورة آل عمران: قال الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّـهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّـهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.[٣]
- آيات عن الشرك في سورة النساء: قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا}.[٤]
- آيات عن الشرك في سورة الأنعام: قال الله تعالى: {قُل تَعالَوا أَتلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُم عَلَيكُم أَلّا تُشرِكوا بِهِ شَيئًا وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا وَلا تَقتُلوا أَولادَكُم مِن إِملاقٍ نَحنُ نَرزُقُكُم وَإِيّاهُم وَلا تَقرَبُوا الفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنها وَما بَطَنَ وَلا تَقتُلُوا النَّفسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلّا بِالحَقِّ ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَعقِلونَ}.[٥]
- آيات عن الشرك في سورة الأعراف: قال الله تعالى: {هُوَ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنها زَوجَها لِيَسكُنَ إِلَيها فَلَمّا تَغَشّاها حَمَلَت حَملًا خَفيفًا فَمَرَّت بِهِ فَلَمّا أَثقَلَت دَعَوَا اللَّـهَ رَبَّهُما لَئِن آتَيتَنا صالِحًا لَنَكونَنَّ مِنَ الشّاكِرينَ * فَلَمّا آتاهُما صالِحًا جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فيما آتاهُما فَتَعالَى اللَّـهُ عَمّا يُشرِكونَ * أَيُشرِكونَ ما لا يَخلُقُ شَيئًا وَهُم يُخلَقونَ * وَلا يَستَطيعونَ لَهُم نَصرًا وَلا أَنفُسَهُم يَنصُرونَ * وَإِن تَدعوهُم إِلَى الهُدى لا يَتَّبِعوكُم سَواءٌ عَلَيكُم أَدَعَوتُموهُم أَم أَنتُم صامِتونَ * إِنَّ الَّذينَ تَدعونَ مِن دونِ اللَّـهِ عِبادٌ أَمثالُكُم فَادعوهُم فَليَستَجيبوا لَكُم إِن كُنتُم صادِقينَ * أَلَهُم أَرجُلٌ يَمشونَ بِها أَم لَهُم أَيدٍ يَبطِشونَ بِها أَم لَهُم أَعيُنٌ يُبصِرونَ بِها أَم لَهُم آذانٌ يَسمَعونَ بِها قُلِ ادعوا شُرَكاءَكُم ثُمَّ كيدونِ فَلا تُنظِرونِ * إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّـهُ الَّذي نَزَّلَ الكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصّالِحينَ * وَالَّذينَ تَدعونَ مِن دونِهِ لا يَستَطيعونَ نَصرَكُم وَلا أَنفُسَهُم يَنصُرونَ * وَإِن تَدعوهُم إِلَى الهُدى لا يَسمَعوا وَتَراهُم يَنظُرونَ إِلَيكَ وَهُم لا يُبصِرونَ}.[٦]