الابتسامة
تأتي الابتسامة نتيجة رد فعل تجاه أمر معين، قد تكون ابتسامة رضا وقد تكون ابتسامة فرح وأحيانًا تكون ابتسامة غضب، وقد ورد في السنة النبوية أحاديث عن الابتسامة وفضلها، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "تبسمك في وجه أخيك صدقة"[١]. وقد كان -عليه الصلاة والسلام- من أكثر الناس تبسُّمًا، وهذا دليل على عظيم أجرها، كما وردت آيات قرآنية عن الابتسامة وهي ما سيتم الحديث عنها في هذا المقال.
آيات قرآنية عن الابتسامة
لا تكون الابتسامة دائمًا محل للأجر والثواب، فقد تكون أحيانًا سبب في عذاب الله تعالى وسخطه إذا كانت تهكم واستهزاء بآيات الله وشرعه، وقد ذُكرت هذه الأحوال في القرآن الكريم، فورد لفظ الابتسامة وورد لفظ مرادف لمعناها وهو الضحك، ويمكن إدراجها تحت عنوان آيات قرآنية عن الابتسامة، ومن هذه الآيات:
- آيات قرآنية عن الابتسامة في سورة النمل: في قصة سليمان -عليه السلام- عندما خرج يستسقي الله -عزّ وجل- حتى يُنزل المطر، فلما وصل إلى الوادي هو وجنوده كانت هناك نملة تدعو الله تعالى أن ينزل المطر وكانت تنادي في النمل ليدخلوا مساكنهم خوفًا عليهم من أن يحطمهم سليمان -عليه السلام- هو وجنوده وهم لا يشعرون، فتبسّم سليمان -عليه السلام- عندما سمعها، وشكر الله -عزّ وجل- لِمَا أنعم عليه من فهم منطق الطير والحيوان، قال تعالى: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}[٢].
- آيات قرآنية عن الابتسامة في سورة التوبة: ذمّ الله تعالى المنافقين الذين تخلّفوا عن غزوة تبوك وتحججوا بشدّة الحر، فتوعدهم الله تعالى بنار جهنم التي هي أشدّ حرّا من شمس الدنيا، ومهما ضحكوا في الدنيا فهو قليل فأمامهم يوم القيامة بكاء لا ينقطع أبدًا، قال تعالى: {فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ * فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}[٣].
- آيات قرآنية عن الابتسامة في سورة هود: ذكر الله تعالى حال زوجة إبراهيم -عليه السلام- عندما جاءتهم البشرى بالولد فضحكت فرحًا واستبشارًا، قال تعالى: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ}[٤].
- آيات قرآنية عن الابتسامة في سورة المؤمنون: ذكر الله تعالى ابتسامة السخرية وضحك المشركين من المؤمنين عندما كانوا يُذكّرونهم بالله، لكن الله تعالى انتصر لعباده وجزاهم جنات تجري من تحتها الأنهار، وجعل جهنم للكافرين خالدين فيها، قال تعالى: {إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ * فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ * إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ}[٥].
- آيات قرآنية عن الابتسامة في سورة الزخرف: ذكر الله تعالى قوم فرعون وكيف سخروا من موسى -عليه السلام- عندما جاءهم بالآيات فضحكوا منها، قال تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ}[٦].
- آيات قرآنية عن الابتسامة النجم: بيّن الله تعالى أنّ الضحك والبكاء بيده فهو وهو الذي أوجد أسبابها، قال تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ}[٧].
- آيات قرآنية عن الابتسامة في سورة المطففين: يبيّن الله تعالى المفارقة بين حال المؤمنين والكافرين وكيف أن الكافرين ضحكوا من المؤمنين في الدنيا فأضحك الله تعالى المؤمنين على الكافرين في الآخرة، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَىٰ أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَضَالُّونَ * وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ * فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ}[٨].