محتويات
آيات قرآنية عن الاختلاف بين الناس
عرض الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم آيات فيها نماذج وصور متنوعة تضمنت الاختلاف بين الناس، وكان هذا الاختلاف إما باللون أو اللغة أو العِرق، أو كان اختلافًا بالدين والعقائد، وبيان بعض من مواضع هذه الآيات ما يأتي:
الاختلاف بين الناس في العرق واللون واللغة
خلق الله -تعالى- الناس مختلفين بالشكل، وجعلهم قبائل وأمم كل أمة تتميز عن غيرها بالثقافة واللغة ولون البشرة، بل حتى تجد لكل أمة جينات وراثية تجعلهم مميزين بلون الشعر وطبيعته، فتجد أقوام لونهم أبيض وأقوام أسود، وأقوام لغتهم عربية وأقوام عجم، وكل هذه الاختلافات بالصفات والطبائع دليل على قدرة في الخلق والإتقان والإبداع.[١]
بيان الآيات التي تحدثت عن الاختلاف بين الناس في العرق واللون واللغة ما يأتي:
- (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).[٢]
- (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ).[٣]
- (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ).[٤]
الاختلاف بين الناس في الدين
إنَّ الله -عز وجل- ترك للإنسان حرية الاختيار بين طريق الهدى والضلال، فبيَّن للناس الصواب والخطأ وأرسل الرسل، وبشر المتقين المؤمنين بالجنة ونعيمها، وأنذر الكافرين والظالمين أنَّ عاقبتهم النار، وأنَّ عذابها شديد، فاختلف اختيار الناس بين حق وباطل.[٥]
كانت مشيئة الله -تعالى- اختلاف الناس بالدين ودرجات الإيمان، دون إجبارهم على طريق الهداية، ودون منعهم من الاختيار، مع أنَّه قادر على خلق الناس أمة واحدة مؤمنة عابدة، وقد خلق الملائكة مؤمنين لا يعصون ولا ينحرفون عن الصواب،[٥] ومن الآيات التي تحدثت عن هذا ما يأتي:
- (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ).[٦]
- (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ).[٧]
- (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).[٨]
- (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن يُدْخِلُ مَن يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ ۚ وَالظَّالِمُونَ مَا لَهُم مِّن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ).[٩]
- (وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا ۖ مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَٰلِكَ ۖ وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).[١٠]
أمم الأنبياء أمة واحدة تجتمع على التوحيد
الاختلاف بين الناس أمر طبيعي، ولكن القواسم المشتركة كثيرة، ورسالة التوحيد هي رسالة جمعت بين المؤمنين في كل زمان ومكان، فالمؤمنون أمة واحدة تحتكم لله، وتؤمن به رب وخالق، وتؤمن برسله وكتبه، وعندما يحدث التنازع والاختلاف بين الناس، ويضلوا الطريق يصبحون فريقاً آخر وأمماً عاصية،[١١] ومن الآيات التي تحدثت عن هذا ما يأتي:
- (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).[١٢]
- (إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ).[١٣]
- (وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ).[١٤]
- (وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ).[١٥]
المراجع
- ↑ الطبري، أبو جعفر، تفسير الطبري جامع البيان ت شاكر، صفحة 87. بتصرّف.
- ↑ سورة الحجرات، آية:13
- ↑ سورة فاطر، آية:28
- ↑ سورة الروم، آية:22
- ^ أ ب سامي القدومي، التفسير البياني لما في سورة النحل من دقائق المعاني، صفحة 187. بتصرّف.
- ↑ سورة المائدة، آية:48
- ↑ سورة هود، آية:118
- ↑ سورة النحل، آية:93
- ↑ سورة الشورى، آية:8
- ↑ سورة الاعراف، آية:168
- ↑ عبد الرحمن السعدي، تفسير السعدي تيسير الكريم الرحمن، صفحة 95. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:213
- ↑ سورة الانبياء، آية:92
- ↑ سورة المؤمنون، آية:52
- ↑ سورة يونس، آية:19