أبرز حكم ابن عطاء الله السكندري
من أهم الحكم التي أوردها ابن عطاء الله السكندري في كتابه "الحِكم العطائيّة":
- تنوَّعتْ أجناس الأعمال لتنوُّعِ واردات الأحوال.[١]
- من علامة الاعتماد على العمل، نُقصان الرَّجاء عند وجود الزَّلل.[٢]
- إرادتك التَّجريد مع إقامة الله إياك في الأسباب من الشَّهوة الخفيَّة، وإرادَتك الأسباب مع إقامة الله إياك في التَّجريد انحطاط عن الهمَّة العلية.[٢]
- سوابق الهمم لا تخرق أسوار الأقدار.[٢]
- الأعمال صورٌ قائمة، وأرواحها وجود سرِّ الإِخلاصِ فيها.
- ادفنْ وجودكَ في أرض الخمول، فما نبتَ ممّا لم يُدْفَن لا يتمُّ نتاجُه.
- أرح نفسك من التَّدبير، فما قام به غيرُك عنك لا تقُم به لنفسك.[٢]
- اجتهادك فيما ضُمِنَ لك وتقصيرك فيما طُلِبَ منك دليلٌ على انطماسِ البصيرة منك.[٢]
- لا يكُنْ تأخُّرُ أمدِ العطاء مع الإلحاح في الدُّعاء مُوجبًا ليأسك، فهو ضمِنَ لك الإجابة فيما يختاره لك لا فيما تختاره لنفسك، وفي الوقت الذي يريدُ لا في الوقت الذي تُريد.[٢]
- لا يُشَكِّكَنَّكَ في الوعد عدمُ وقوع الموعود، وإنْ تعيَّنَ زمنهُ؛ لئلّا يكون ذلك قَدْحًا في بصيرتك وإخمادًا لنور سريرتك.[٢]
- إذا فتح لك وجهةً من التَّعَرُّفِ فلا تُبالِ معها إنْ قلَّ عملك، فإنه ما فتحها لك إلا وهو يريد أنْ يتعرَّف إليك؛ ألم تعلم أنَّ التَّعرُّفَ هو مُورده عليك والأعمال أنت مُهديها إليه، وأين ما تُهديه إليه ممَّا هو مورده عليك؟[٢]
- ما نفع القلبَ شيء مثل عُزلةٍ يدخلُ بها ميدان فكرةٍ.[١]
- كيف يشرق قلب صور الأكوان منطبعةٌ في مرآَته؟ أم كيف يرحل إلى الله وهو مُكبَّلٌ بشهواته؟ أم كيف يطمع أنْ يدخل حضرة الله وهو لم يتطهَّرْ من جنَابةِ غفلاته؟ أم كيف يرجو أنْ يفهم دقائق الأسرار وهو لم يَتُبْ من هفواته؟[١]
- الكون كلُّه ظُلمةٌ، وإنَّما أناره ظهورُ الحقِّ فيه، فمن رأى الكونَ ولم يشهدهُ فيه أوعندهُ أو قبله أو بعده فقد أعوَزَهُ وجودُ الأنوار، وحُجِبَتْ عنه شُموس المعارف بسُحُبِ الآثار.[١]
- ما ترك من الجهل شيئًا من أراد أنْ يحْدُثَ في الوقتِ غيرُ ما أظهرهُ اللهُ فيه.[١]
- إحالتُكَ الأعمال على وجود الفراغِ من رعونات النفس.[١]
- لا تطلُبْ منه أن يخرجك من حالةٍ لِيستعملك فيما سواها، فلو أراد لاستعملك من غير إخراجٍ.[١]
- ما أرادتْ همَّةُ سالكٍ أنْ تَقِفَ عند ما كُشِفَ لها إلا ونادَتْهُ هواتفُ الحقيقة: الذي تطلُبُ أمامكَ، ولا تبرَّجَتْ ظواهرُ المكَوَّناتِ إلا ونادتْهُ حقائقها: {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ}[٣][١]
- طلبُكَ منه اتِّهامٌ له، وطلَبُك له غَيبَةٌ منك عنه، وطلبُكَ لغيره لقلَّة حيائك منه، وطلبُكَ من غيره لوجود بُعدِكَ عنه، ما من نفَسٍ تُبديهِ إلا وله قَدَرٌ فيك يُمضيه.[٤]
- لا تترَقَّبْ فراغَ الأغيار، فإنَّ ذلك يقطعك عن وجود المراقبةِ له فيما هو مُقيمُك فيه.[٤]
- لا تستغرب وقوع الأكدار ما دُمتَ في هذه الدَّار، فإنَّها ما أبرزَتْ إلا ما هو مُستَحَقُّ وَصْفِها، وواجبُ نَعتِها.[٥]
- ما توقَّفَ مَطْلَبٌ أنت طالبُهُ بربِّك ولا تَيسَّرَ مطلَبٌ أنت طالبهُ بنفسك.[٦]
- من علامات النجاحِ في النِّهايات، الرُّجوعُ إلى الله في البدايات.[٦]
- مَن أشرقتْ بدايتُهُ أشرقَتْ نهايته.[٤]
- ما استُودِعَ في غيبِ السَّرائر ظَهرَ في شهادة الظَّواهر.[٤]
- شَتَّانَ بين مَن يستدلُّ به أو يستدِلُّ عليه، المستدلُّ به عرفَ الحقَّ لأهْله، فأثْبَتَ الأمر من وجود أصلهِ، والاستدلالُ عليه من عدم الوصول إليه، وإلا فمتى غاب حتى يُسْتَدَلَّ عليه؟ ومتى بَعُدَ حتى تكون الآثارُ هي التي تُوصِلُ إليه؟[٤]
- اهتدى الرَّاحلون إليه بأنوار التَّوَجُّهِ، والواصلون لهم أنوار المواجهة، فالأولون للأنوار، وهؤلاء الأنوار لهم؛ لأنهم لله لا لشيءٍ دونه {قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِى خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ}[٧][٤]
- تشَوُّفُكَ إلى ما بطنَ فيك من العيوب خيرٌ من تَشَوُّفِك إلى ما حُجِبَ عنك من الغيوب.[٨]
- الحقُّ ليس بمحجوبٍ، وإنَّما المحجوب أنت عن النظر إليه، إذ لو حجَبهُ شيءٌ لستَرَهُ ما حَجَبَهُ، ولو كان له ساترٌ لكان لوُجُوده حاصرٌ، وكُلُّ حاصرٍ لشيءٍ فهو له قاهرٌ، {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ}[٩]
- أصل كل معصيةٍ وغفلةٍ وشهوةٍ الرضا عن النَّفس، وأصل كل طاعةٍ ويقظةٍ وعفَّةٍ عدمُ الرضا منك عنها، ولأنْ تصحَبَ جاهلًا لا يرضى عن نفسه خيرٌ لك من أنْ تصحَبَ عالمًا يرضى عن نفسه، فأيُّ علمٍ لعالمٍ يرضى عن نفسه؟ وأيُّ جهلٍ لجاهلٍ لا يرضى عن نفسه؟[٨]
- شُعاع البصيرة يُشهِدك قُربه منك، وعينُ البصيرة يُشهدك عدَمَك لوُجُوده، وحقُّ البصيرة يُشهدُك وُجودَه، لا عدَمك ولا وُجُودك.[٨]
- كان الله ولا شيء معه، وهو الآن على ما عليه كان.[١٠]
- لا تتَعدَّ نية هِمَّتك إلى غيره، فالكريم لا تتخطاهُ الآمال.[١١]
- لا تَرْفعنَّ إلى غيره حاجةً هو موردها عليك، فكيف يرفع غيرُه ما كان هو له واضعًا، مَن لا يستطيع أنْ يرْفع حاجةً عن نفسه فكيف يستطيع أنْ يكون لها عن غيره رافعًا؟[١١]
- إنْ لم تحسِّن ظنَّك به لأجل وَصفه، فحَسِّنْ ظنَّك به لأجل معاملته معك، فهل عوَّدك إلا حسنًا؟ وهل أسدى إليك إلا مِننًا؟[١١]
- العجبُ كلُّ العجبِ مِمن يهرب ممن لا انفكاكَ له عنه، ويطلبُ ما لا بقاء له معه {فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور}[١٢][٥]
- لا تصحبْ مَن لا يُنهضك حالُهُ ولا يَدُلُّك على الله مَقالُهُ.[١٣]
- ربَّما كُنتَ مُسيئًا فأراك الإحسانَ منك صحبَتُك مَن هو أسوأُ حالاً منك.[١٣]
- ما قلَّ عمَلٌ برزَ من قلبٍ زاهدٍ، ولا كثُر عملٌ برزَ من قلبٍ راغبٍ.[١٤]
- حُسْنُ الأعمالِ نتائجُ حُسْنِ الأحْوال، وحُسن الأحوال من التَّحقُّق في مقامات الإنزال.[١٥]
- لا تترُك الذّكرَ لعدم حضورك مع الله فيه، لأنَّ غفْلتك عن وُجود ذكره أشدُّ من غفلتكَ في وُجود ذِكره، فعسى أنْ يرفعك من ذِكرٍ مع وجود غفلةٍ إلى ذِكرٍ مع وُجودِ يقظةٍ، ومن ذِكرٍ مع وُجود يقظةٍ إلى ذكرٍ مع وجود حضورٍ، ومن ذكرٍ مع وجود حضورٍ إلى ذِكرٍ مع وجود غَيبَةٍ عَمّا سوى المَذكور، {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ}[١٦].
- من علاماتِ موت القلب عدم الحزن على ما فاتك من الموافقات، وترك النَّدم على ما فعلَهُ من وجود الزلات.[١٧]
- لا يعظمِ الذنب عندك عظمةً تصُدُّك عن حُسن الظَّنِّ باللهِ تَعالى، فإنَّ مَن عرف ربَّه استصغرَ في جَنبِ كرمِهِ ذَنبهُ.[١٨]
- لا صغيرةً إذا قابلك عدله، ولا كبيرةً إذا واجهك فضلُه.[١٩]
- لا عمل أرجى للقلوب من عملٍ يغيبُ عنك شُهودُهُ ويُحتَقَرُ عندك وُجودُه.[١٩]
- إنَّما أوردَ عليك الوارد لتكون به عليه واردًا.[١٩]
- أورد عليك الوارد ليتسلَّمك من يد الأغيار، وليُحرِّرك من رقِّ الآثار.[١٩]
- أورد عليك الوارد ليخرجك من سجن وجودك إلى فضاء شهودك.[١٩]
- الأنوار مَطايا القلوب والأسرار.[١٩]
- النور جُند القلب كما أنَّ الظُّلمة جند النَّفس، فإذا أراد الله أنْ ينصر عبدهُ أمَدَّهُ بجنود الأنوار، وقطع عنهُ مدد الظُّلَم والأغيار.[١٩]
- النور له الكشف، والبصيرة لها الحُكم، والقلب له الإقبال والإدبار.[٢٠]
- لا تُفرِحْكَ الطَّاعة؛ لأنها برزتْ منك، وافرَحْ بها لأنَّها برزتْ من الله إليك {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}[٢١][٢]
- قطَعَ السَّائرين له والواصلين إليه عن رؤية أعمالهم وشُهُود أحوالهم، أمَّا السَّائرون فلأنَّهم لم يتحقَّقوا الصِّدقَ مع الله فيها، وأمَّا الواصلون فلأنَّه غيَّبَهم بشهودهِ عنها.[٢]
- ما بسقتْ أغصانُ ذُلٍّ إلا على بذر طمعٍ.[٢]
- ما قادك شيءٌ مثلُ الوهم.[٢]
- من لم يشكر النِّعم فقد تعرَّضَ لزوالها، ومن شكرها فقد قيَّدها بعقالها.[٢]
- خفْ مِن وجُود إحسانه إليك ودوام إساءتك معهُ أنْ يكون ذلك استدراجًا لك {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ}[٢٢][٢]
- مِن جهل المريد أنْ يُسيءَ الأدب فتؤَخَّر العقوبة عنه، فيقول: لو كان هذا سوء أدبٍ لقطع الإمداد، وأوجبَ الإبعاد، فقد يقطع المدد عنه من حيث لا يشعر، ولو لم يكن إلَّا منعَ المزيد، وقد يُقامُ مَقامَ البُعد وهو لا يدري، ولو لم يكن إلَّا أنْ يُخَلِّيك وما تُريدُ.[٢]
- قلَّما تكون الواردات الإلهية إلا بغتةً، لئلَّا يدّعيها العُبَّاد بوجودِ الاستعداد.[٢]
- مَنْ بُورِكَ له في عمره أدرك في يسيرٍ من الزَّمن مِن مِنن الله تعالى ما لا يدخل تحت دوائر العبارة، ولا تلحقه الإشارة.[٢]
- إنّما جعل الدار الآخرة محلًّا لجزاء عباده المؤمنين، لأنَّ هذه الدّار لا تسع ما يريد أن يُعطيهم، ولأنّهُ أجلَّ أقدارَهم عن أن يجازيهم في دارٍ لا بقاءَ لها.[٢]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د أبو الفضل أحمد بن محمد/ ابن عطاء الله السكندري، الحكم العطائية الكبرى والصغرى والمناجاة الإلهية والمكاتبات، صفحة 5. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع ابن عباد النفزي الرندي، الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري، صفحة 89. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:102
- ^ أ ب ت ث ج ح بواسطة عبد المجيد بن إبراهيم الشرنوبي، شرح الحكم العطائية، صفحة 33. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن عطاء الله السكندري ، الحكم العطائية، صفحة 14. بتصرّف.
- ^ أ ب ابن عطاء الله السكندري، الحكم العطائية، صفحة 15. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنعام ، آية:91
- ^ أ ب ت الدكتور صلاح عبد التواب سعداوي، الحكم العطائية، صفحة 51. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنعام ، آية:18
- ↑ ابن عطاء الله السكندري ، الحكم العطائية، صفحة 19. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ابن عطاء الله السكندري ، الحكم العطائية، صفحة 20. بتصرّف.
- ↑ سورة الحج، آية:46
- ^ أ ب ابن عطاء الله السكندري، الحكم العطائية، صفحة 22. بتصرّف.
- ↑ أبيو الطيب إبراهيم/المواهبي الأقصرائي، إحكام الحكم في شرح الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري، صفحة 180. بتصرّف.
- ↑ حازم نايف طاهر أبو غزالة، الدرر الغزالية في شرح الحكم العطائية، صفحة 20. بتصرّف.
- ↑ سورة إبراهيم، آية:20
- ↑ ابن عباد النفزي الرندي، الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري، صفحة 203. بتصرّف.
- ↑ ابن عباد النفزي الرندي ، الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري، صفحة 205. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ أبو العباس أحمد بن محمد/ ابن عجيبة الحسني، إيقاظ الهمم في شرح الحكم لابن عطاء الله السكندري، صفحة 126. بتصرّف.
- ↑ ابن عباد النفزي الرندي، الحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري، صفحة 214. بتصرّف.
- ↑ سورة يونس، آية:58
- ↑ سورة الأعراف ، آية:182