أبرز معالم مدينة القيروان

كتابة:
أبرز معالم مدينة القيروان

مدينة القيروان

تقع القيروان شمال وسط تونس، وهي من المدن الإسلامية المُقدسة، ويظهر ذلك جليًا في أبرز معالم مدينة القيروان الأثرية المتبقية حاليًا، حيث تأسست عام 670م على يد رفيق النبي محمد صلى الله عليه وسلم عقبة بن نافع في موقع القلعة البيزنطية، وكانت تُشكل المعسكر الذي انطلق منه الهجوم، والذي أدى إلى إخضاع المغرب العربي للحكم الإسلامي السياسي والديني، وحظيت المدينة بأهمية كبيرة على مرّ العصور، إذ تم اختيارها من قبل الأغالبة كعاصمًة للمغرب، كما كانت مركزًا سياسيًا في عهد الفاطميين، وواحدة من أكبر المراكز الإدارية والتجارية والدينية والفكرية للإسلام، ومركزًا للبحوث الطبية لكل من المسلمين واليهود في العصور الوسطى، وسيتم تناول تاريخ وأبرز معالم مدينة القيروان التونسية فيما يأتي.[١]

مناخ مدينة القيروان

يُعد مناخ القيروان مناخًا حارًا شبه جاف، حيث تتراوح أعلى درجات الحرارة المُسجلة سنويًا في مدينة القيروان التونسية ما بين 30 و48.1 درجة مئوية بينما تترواح أدنى درجات الحرارة المُسجلة سنويًا ما بين 4.5 درجة تحت الصفر سيلسيوس و5.5 درجة سيلسيوس، أما عن تساقط الأمطار فيها فيعد قليل نسبيًا، إذ يبلغ متوسط هطول الأمطار السنوي في مدينة القيروان 312.7 مم.[٢]

الدين في مدينة القيروان

تُعد الديانة الإسلامية الديانة الأكثر اعتقادًا في مدينة القيروان التونسية، وذلك بسبب تعاقب الحضارات الإسلامية السنيّة والشيعية عليها خلال التاريخ، ويظهر ذلك جليًا من أبرز المعالم في مدينة القيروان من مساجد، ومدارس إسلامية وغيرها، كما إنّ مدينة القيروان تُعد من المدن الإسلامية المُقدسة، إذ احتلت القيروان مكانًة مقدسة عند المسلمين في العصور الوسطى بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس.[٢]

أبرز معالم مدينة القيروان

تطغى على مدينة القيروان الفن المعماري العريق الذي يُجسد مختلف العصور المُتعاقبة عليه، حيث تُعد المساجد، والنوافير، والأحواض المائية أبرز معالم مدينة القيروان التي تستحق الزيارة؛ لمشاهدة عراقة المدينة والقيمة الكبيرة التي احتلتها قديمًا، وفيما يأتي أبرز معالم مدينة القيروان:[٣]

المدينة القديمة

تُعد المدينة القديمة أحد أبرز معالم مدينة القيروان بشكل خاص، وتونس بشكل عام، وتضم العديد من الأماكن التي تستحق المشاهدة، حيث يحيط بالمدينة القديمة حائط مبني من الطوب بطول 3.5 كيلومتر، مُعزز بالعديد من الأبراج التي بناها الحسينيون، والتي تعود إلى بداية القرن الثامن عشر، وبداخل هذه الجدران تنتشر الطرق والممرات التي تُشكل متاهات شيقة ملائمة للتجول واستكشاف جمال الفن المعماري العريق للأبنية والمنازل الملونة فيها، والتي ترسم لوحة فنية تسر الناظرين إليها.[٣]

المسجد الكبير

يقع الجامع الكبير، في الجزء الشمالي من المدينة القديمة، حيث يُعد أقدم وأهم مبنى إسلامي في شمال إفريقيا، الأمر الذي يجعله أحد أبرز معالم مدينة القيروان، إذ تم بناؤه على يد عقبة بن نافع، القائد العربي الذي أسس مدينة القيروان في عام 672م، ويمتد المسجد على مساحة ضخمة في مدينة قيروان، يبلغ طول المسطح المبني عليه 135 متر وعرضه 80 متر، ويتميز المسجد بوجود فناء داخلي واسع محاط بأعمدة عتيقة مزدوجة من ثلاث جهات.[٣]

أحواض غلابيد

تعود هذه الأحواض المائية إلى عصر الأغالبة، حيث كانت تمد قصر أغلّاب بالمياه، وتم جرّ المياه لهذه الأحواض بواسطة قناة من جبل شيريشيرا على بعد 36 كم من الأحواض، ويقوم الحوض الأصغر في هذه الأحواض، وهو عبارة عن خزان تسوية، بضخ المياه إلى الحوض الأكبر الذي تبلغ سعته 50000 متر، ويوجد في وسط الأحواض المائية حمام السباحة الأكبر بجناح خاص، اعتاد حكام الأغالبة على الاسترخاء فيه، وتُجسد هذه الأحواض أهم فترات الازدهار في عصر الأغالبة، الأمر الذي يجعله أحد أبرز المعالم في مدينة القيروان.[٣]

مسجد سيدي سحاب

يضم الجامع ضريحًا، ومسجدًا، ومدرسة للتربية الإسلامية بُني بين عامي 1629 و1692م على قبر أحد صحاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي توفى عام 685م، ويتميز المسجد بديكور البلاط الرائع، الذي يعود إلى القرن التاسع عشر، ونوافير الوضوء، وغرف الضيوف، وفناء واسع ببمر يصل إلى مدرسة التربية الإسلامية، وممر آخر بجانب المئذنة يصل إلى قبر سيدي سحاب، ويعد مسجد سيدي سحاب أحد أبرز معالم مدينة القيروان التي تستحق الزيارة، فهو يُجسد أحد عصور ازدهار المعرفة في القيروان.[٣]

تاريخ مدينة القيروان

يرجع تاريخ مدينة القيروان إلى عام 670م، عندما اختار الجنرال العربي عقبة بن نافع من الخليفة معاوية موقعًا في وسط غابة كثيفة بحيث يصلح ليكون موقعًا عسكريًا لغزو الغرب، ومرت مدينة القيروان على مرّ العصور بمراحل ازدهار وانتكاس بحسب السلطة الحاكمة لها، إذ توالت على مدينة القيروان العديد من الحضارات، فكانت مدينة كومنيا البيزنطية تقع حيث تقع القيروان حاليًا قبل الفتح العربي، وكان البربر يقاومون الهجمات المستمرة من العرب، حتى تم هزيمتهم في عام 702م، حيث قامت جماعات عدة من البربر بالتحول إلى الإسلام، وظهر بعدهم الخوارج الإسلاميون وقاموا بالاستيلاء على مدينة القيروان في عام 745م، واستمرت صراعات السلطة معهم بهدف استعادة القيروان، حتى تمكن إبراهيم الأغلب من استعادة القيروان في نهاية القرن الثامن ميلادي.[٢]

قام الخليفة هارون الرشيد في عام 800م في بغداد بتأكيد إبراهيم كحاكم وأمير وراثي لإفريقيا، حيث أسس إبراهيم الأغلب سلالة الأغالبة التي حكمت إفريقيا بين عام 800 إلى 909م، وأصبحت مدينة القيروان في عهدهم مشهورة بثروتها وازدهارها الثقافي، فوصلت إلى مستوى مدينتي البصرة والكوفة، ومنحت تونس واحدة من عصورها الذهبية التي طالما حلمت بها، خصوصًا بعد أيام قرطاج المجيدة، فأصبحت مدينة القيروان في عهد الأغالبة مركزًا في الفكر الإسلامي والعلوم العلمانية، ومحورًا رائعًا للثقافات العربية والإسلامية التي تجذب العلماء من جميع أنحاء العالم الإسلامي إليها، فكانت معبدًا للمعرفة ومقرًا لنشر العلوم الإسلامية، وقام الأغالبة ببناء العديد من الأماكن فيها، والتي تُعد أبرز معالم مدينة القيروان حتى وقتنا هذا كالقصور، والقلاع، والتحصينات، والأشغال المائية الخلابة كحممات السباحة وغيرها.[٢]

تمت الإطاحة بحكم الأغالبة السنية على يد الفاطميين الشيعة في عام 909م، وتم إهمال مدينة القيروان، حيث بدأت بفقدان أهميتها وقوتها الكبيرة التي كانت في عهد الأغالبة، وذلك لأن الحكّام الجُدد كانوا يُقيمون أولًا في رقادة، ثم نقلوا إلى المهدية المبنية حديثًا على ساحل تونس والتي اتخذوها عاصمًة لهم، وبعد بسط سيطرتهم على وسط المغرب العربي، توجهوا شرقًا إلى مصر؛ لتأسيس عاصمة الخلافة الفاطمية الشاسعة في القاهرة، ليقود الزيريون البلاد بعدها، الأمر الذي ساعد في عودة وازدهار المدارس، والجامعات، والتجارة الخارجية، والمنتجات الزراعية فيها، وأعلنوا الزيريون فيما بعد استقلالهم عن القاهرة، واعتنقوا الإسلام السني بإعطاء الولاء لبغداد في عام 1045م.[٢]

أرسل الخليفة الفاطمي معاد المستنصر بالله بنو هلال وبنو سليم لغزو إفريقيا بعد إعلان الزيريون استقلالهم، حيث قاموا بتدمير القيروان تمامًا في عام 1057م، مما أدى ذلك إلى تدفق البدو الرُّحل في المناطق التي كانت الزراعة مهيمنة فيها في السابق، وتم هدر الأرض لقرنين من الزمن، بعد ما كانت القيروان مدينة المعرفة والزراعة والتجارة، وبدأت القيروان بالخروج من أنقاضها عندما حكمت إفريقيا أسرة حفصية، واستعادت مكاننتها الرفيعة في عهد الدولة الحسينية، وفي عام 1881 قام الفرنسيون بالاستيلاء على القيروان، وسُمح لغير المسلمين بالوصول إلى المدينة.[٢]

المراجع

  1. "Kairouan", www.britannica.com, Retrieved 25-11-2019.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "Kairouan", www.wikiwand.com, Retrieved 25-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "12 Top Rated Tourist Attractions in Kairouan", www.planetware.com, Retrieved 25-11-2019.
4074 مشاهدة
للأعلى للسفل
×