محتويات
أبناء السيدة خديجة من النبي
القاسم
وهو أكبر أبناء النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبه يُكنَّى، وقد وُلد القاسم -رضي الله عنه- بمكة ومات فيها قبل البعثة، وكان عمره سبعة عشر شهرًا فقط.[١]
زينب
هي ثاني من وُلد للنبي -صلى الله عليه وسلم- بعد القاسم وأول بناته، تزوّجت بأبي العاص بن الربيع في مكة في حياة والدتها خديجة -رضي الله عنها-، وأنجبت السيدة زينب عليًا وأمامة، وقد أسلمت زينب -رضي الله عنها- مع أمها، لكن زوجها أبو العاص كان قد تأخّر إسلامه، وكان ممن شهد غزوة بدر مع كفار قريش.[٢]
ووقع أسيرًا لدى المسلمين، فأرسلت زينب -رضي الله عنها- لفدائه قلادة، كانت قد أعطتها إياها أمها خديجة يوم زواجها، وكان أبو العاص قد رفض أن يُطلّق زينب -رضي الله عنه- حين طلب منه المشركون ذلك، فشكر له النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك وأثنى عليه، وكان قد وعد النبي أن يخلّي سبيل زوجته زينب إلى الهجرة للمدينة المنورة.[٢]
هاجرت زينب -رضي الله عنها- إلى المدينة المنورة، وفي طريقها خرج إليها رجل يُدعى هبار بن الأسود ومعه رجل آخر، فدفعها أحدهما فسقطت على صخرة فأسقطت جنينها، وأسلم زوجها أبو العاص في السنة السادسة للهجرة عندما كان خارجًا في تجارة إلى الشام، وهاجر إلى المدينة بعد أن رد لقريش أموالها، وتوفيّت زينب في السنة الثامنة للهجرة، في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-.[٢]
رقية
تزوجت رقية -رضي الله عنها- بعتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب، فلما نزلت: (تبت يدا أبي لهب وتب)،[٣] قالت أمه أم جميل حمالة الحطب: "قد هجانا محمد"، فطلبت وزوجها من ابنهما عتبة أن يطلق رقية -رضي الله عنها-، ففعل. ثم تزوّجت من عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وهاجرت معه إلى الحبشة، وولدت له عبد الله، فكُنّي عثمان بأبي عبد الله.[٤]
مرضت رقية -رضي الله عنها- عندما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتجهّز للخروج لغزوة بدر، فبقي عثمان -رضي الله عنه-؛ ليمرّضها ويعتني بها، ثم توفّيت وصلّى عليها عثمان، ولم يحضرها النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه كان بالغزوة وعلم عن وفاتها عند عودته.[٤]
أم كلثوم
خطبها عتيبة ابن أبي لهب، ثم تركها بعد بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد أن طلب والداه منه ذلك، ثم هاجرت أم كلثوم -رضي الله عنها- مع أختها فاطمة، وعاشت مع أبيها في بيته، وفي شهر ربيع الأول ثلاث من الهجرة تزوّجت عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بعد وفاة أختها رقية، ولذلك لقب عثمان بـ (ذي النورين)، ولم تُنجب منه، وبقيت على ذلك الحال حتى توفيّت سنة تسع للهجرة، ودفنت في مقبرة البقيع.[١]
فاطمة
فاطمة هي أصغر بنات النبي -صلى الله عليه وسلم-، كان لها دور بارز في الهجرة النبوية، وتزوّجت علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وأنجبت الحسن، والحسين، ومحسن، وأم كلثوم، وزينب -رضي الله عنهم-، أما محسن فمات صغيرًا، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُحبّها حبًا كبيرًا، فإذا دخلت كان يُقبّلها ويضمها إليه ويقول: (فإنَّما ابْنَتي بَضْعَةٌ مِنِّي، يَرِيبُنِي ما رَابَهَا وَيُؤْذِينِي ما آذَاهَا).[٥][٦]
بشّرها النبي -صلى الله عليه وسلم- أنها سيدة نساء العالمين في زمانها، وأنها أول من يلحق به من أهل بيته، فورد عن عائشة -رضي الله عنها- أنها قالت: أقبلت فاطمة تمشي، كأن مشيتها مشية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ففحيّاها النبيّ ثم أجلسها عن يمينه، ثم أسرّ إليها حديثًا، فبكت، ثم أسرّ إليها حديثًا آخر فضحكت.
تقول عائشة: "ما رأيت كاليوم أقرب فرحًا من حزن؟ فسألتها عما قال -صلى الله عليه وسلم-؟ فقالت: ما كُنت لأفشي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سره، تقول عائشة: فلما قُبض -صلى الله عليه وسلم- سألتها".
فقالت لها فاطمة: (إن جبريل كان يعارضني بالقرآن كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين، وما أراه إلا قد حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحوقًا بي، ونعم السلف أنا لك)، فبكيت لذلك، ثم إنه -صلى الله عليه وسلم- سارّني فقال: (ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين؟)، فضحكت لذلك.[٧] وتُوفّيت فاطمة -رضي الله عنها- بعد وفاة النبي بخمسة أشهر.[٨]
عبدالله
وُلد عبد الله بمكة المكرمة بعد بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- ومات فيها، وهو الذي لُقّب بالطيب والطاهر؛ لأنه ولد في الإسلام، وهو الذي نزلت به سورة الكوثر؛ لأن الكفار كانوا يقولون إن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يبق له أحد بعد وفاة ابنه، وأنه انقطع نسله.[٩]
أبناء السيدة خديجة من غير النبي
أنجبت السيدة خديجة -رضي الله عنه- أبناءً قبل زواجها من النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهم:[١٠]
- هند بنت عتيق
والدها عتيق بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أول رجل تزوجته السيدة خديجة -رضي الله عنها-، ثم توفي عنها.
- هند بن أبي هالة
والده أبو هالة هو هند بن النباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن غوي بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم، تزوّج السيدة خديجة -رضي الله عنها- بعد وفاة زوجها عتيق.
- هالة بن أبي هالة
شقيق هند من نفس الأب، فكلهم أخوة لأبناء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من خديجة -رضي الله عنها وأرضاها-.
المراجع
- ^ أ ب أحمد أحمد غلوش (2004)، السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني (الطبعة 1)، صفحة 169. بتصرّف.
- ^ أ ب ت محمد سليمان المنصورفوري، رحمة للعالمين (الطبعة 1)، السعودية:دار السلام للنشر والتوزيع، صفحة 355-357. بتصرّف.
- ↑ سورة المسد، آية:1
- ^ أ ب أحمد البلاذري (1996)، أنساب الأشراف (الطبعة 1)، لبنان:دار الفكر ، صفحة 401، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه صحيح مسلم، في مسلم، عن المسور بن مخرمة، الصفحة أو الرقم:2449، صحيح.
- ↑ صالح المغامسي، التعليق على الدرة المضيئة في السيرة النبوية للمقدسي، صفحة 8، جزء 6. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة بنت أبي بكر، الصفحة أو الرقم:3، الحديث صحيح.
- ↑ شمس الدين الذهبي (1985)، سير أعلام النبلاء (الطبعة 3)، صفحة 118، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ محمد سليمان المنصورفوري، رحمة للعالمين (الطبعة 1)، السعودية:دار السلام للنشر والتوزيع، صفحة 349. بتصرّف.
- ↑ محمد رضا، محمد صلى الله عليه وسلم، صفحة 49، جزء 1. بتصرّف.