أبو جهل

كتابة:
أبو جهل

من هو أبو جهل؟ 

أبو جهل هو أبو الحكم عمرو بن هشام بن المغيرة المخزومي،[١] من قريش، لكنّه ليس من عائلة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-،[٢] وقد غَلَبَ عليه كنية أبي جهل التي كنّاه بها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-،[٣] ولأبي جهل أكثر من زوجة،[٤] وقد تولّى زعامة بني مخزوم بعد موت الوليد بن المغيرة، وكان يعود سبب نفوذه الكبير لمكانته التجاريّة والماليّة.[٥]

وقد تمكّن مع عقبة بن أبي المعيط من كفِّ أبي لهب عن حماية رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعد وفاة أبي طالب، وتجدر الإشارة إلى أنّه كان قد خرج في السنة الثانية للهجرة بألف رجلٍ لتخليص قافلة أبي سفيان التي كانت عائدةً من الشام من أيدي المسلمين، وقد سعى للحرب وهمّ بها رغم علمه بنجاة القافلة.[٥]

موقف أبي جهل من دعوة النبي

إيذاء رسول الله وأصحابه

كان أبو جهلٍ أشدّ الناس عداوةً للإسلام، وممّا يُظهر ذلك عندما أتى بسلا جزورٍ -أي أمعاؤها- كان قد ذُبح من قبل، وطلب من قومه أن يأتي أحدهم فيأخذه ويضعه على كتف رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهو ساجد، ففعل ذلك أشقى القوم، وأخذوا بالضحك والتمايل من شدَّته.[١]

إلّا أنّ رسول الله تابع سجوده حتى أتت إليه فاطمة -رضي الله عنها- وطرحت عنه الأذى وهي تسبّهم،[٦] وكان أبو جهل أيضاً قد عَمِد إلى طعن سُميّة أمُّ عمار بن ياسر -رضي الله عنهما- فقتلها، وذلك لأنّه قد سمع منها قولاً أغضبه وأغلظت عليه فيه.[١]

محاولة اغتيال رسول الله

عَمِد أبو جهل إلى اغتيال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عِدَّة مرات، فقد كان مَن أشار على الناس بفكرة أن تقوم كُلّ قبيلة باختيار أحد شبابها للمشاركة في قتل رسول الله، وذلك حتى يتفرَّق دمه -صلّى الله عليه وسلّم- بين القبائل،[١] كما أنّه حاول اغتيال رسول الله بنفسه، وذلك عندما أخبر قريش بأنّه سينتظر رسول الله حتى يأتي إلى الكعبة فيصلِّي، فإذا سجد سيأخذ حجراً فيشجّ به رأس رسول الله.[٧]

وقد فعل كما قال إلّا أنّه عندما اقترب من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يحمل الحجر ما استطاع أن يُتمّ ما عزم عليه، حيث رجع إلى الخلف وقد تغيّر لونه خوفاً، فسار إليه رجال قريش يسألونه عن سبب ذلك، فأخبرهم بأنّه قد رأى فحلاً من الإبل لم يرَ مثله قطٌّ أراد أن يأكله.[٨]

مقتل أبي جهل

قُتل أبو جهل في غزوة بدر في السنة الثانية للهجرة،[١] وكان ذلك على يد غلامين من الأنصار؛ وهما ابنا العفراء،[٩] حيث عمدا لسؤال عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- عن أبي جهل بُغية قتله؛ لكونه كان يسبّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فقال عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-: (فَلَمْ أَنْشَبْ أَنْ نَظَرْتُ إلى أَبِي جَهْلٍ يَجُولُ في النَّاسِ، قُلتُ: أَلَا إنَّ هذا صَاحِبُكُما الذي سَأَلْتُمَانِي، فَابْتَدَرَاهُ بسَيْفَيْهِمَا، فَضَرَبَاهُ حتَّى قَتَلَاهُ).[١٠][١١]

وعندما انتهت الغزوة أمر رسول الله أصحابه بالبحث عن أبي جهل لكونه ليس بين القتلى أو الأسرى، فهمّ عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- بالبحث عنه حتى وجده جريحاً، فما توانى -رضي الله عنه- حتى ضرب عنقه فقتله.[١٢]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 775. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 3875. بتصرّف.
  3. المبارك ابن الأثير، جامع الأصول في أحاديث الرسول، دمشق:دار الفكر، صفحة 275، جزء 12. بتصرّف.
  4. مصعب الزبيري، نسب قريش، صفحة 310-312. بتصرّف.
  5. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (1418)، موجز دائرة المعارف الإسلامية (الطبعة 1)، الشارقة:مركز الشارقة للإبداع الفكري، صفحة 317-318، جزء 2. بتصرّف.
  6. محمد الصوياني (1424)، السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (الطبعة 1)، السعودية:مكتبة العبيكان، صفحة 117، جزء 2. بتصرّف.
  7. رؤوف شلبي، الدعوة الإسلامية في عهدها المكي (الطبعة 3)، دمشق:دار االقلم، صفحة 375. بتصرّف.
  8. موسى العازمي (1432)، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (الطبعة 1)، الكويت:المكتبة العامرية، صفحة 338، جزء 1. بتصرّف.
  9. الغزالي (1427)، فقه السيرة (الطبعة 1)، دمشق:دار القلم، صفحة 236. بتصرّف.
  10. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الرحمن بن عوف، الصفحة أو الرقم:3141 ، صحيح.
  11. موسى العازمي (1432)، اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (الطبعة 1)، الكويت:المكتبة العامرية، صفحة 429، جزء 2. بتصرّف.
  12. محمد الصوياني (1424)، السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة (الطبعة 1)، السعودية:مكتبة العبيكان، صفحة 114، جزء 2. بتصرّف.
4969 مشاهدة
للأعلى للسفل
×