محتويات
- ١ قصيدة: اصبر على مضض الإدلاج في السحر
- ٢ قصيدة: يا نفس صبرًا وإلا فاهلكي جزعا
- ٣ قصيدة: تلقّ بالصبر ضيف الهم حيث أتى
- ٤ قصيدة: تعزّ فإنّ الصبر بالحر أجمل
- ٥ قصيدة: تمسَّك بحبل الصبر في كل كربة
- ٦ قصيدة: اصبر إذا ناب خطب وانتظر فرجا
- ٧ قصيدة: ألا فاصبر على الحدث الجليل
- ٨ قصيدة: هو الدهر فاصبر للذي أحدث الدهر
- ٩ قصيدة: تصبر إذا نابتك للخطب شدة
- ١٠ قصيدة: تصبر عن الدنيا ودع كل تائه
- ١١ قصيدة: إذا كان عُقبى ما يسوء التصبر
- ١٢ قصيدة: صبرت وما بالصبر عار على الفتى
- ١٣ قصيدة: صبرت على اللذات لما تولت
- ١٤ قصيدة: صبرت ولم أحمد على الصبر شيمتي
- ١٥ قصيدة: تجلد واصطبر إن ناب دهر
- ١٦ قصيدة: إذا ما عرا خطب من الدهر فاصطبر
- ١٧ قصيدة: سأصبر صبرًا لا يشاكله صبر
- ١٨ قصيدة: صبر النفس عند كل ملم
- ١٩ قصيدة: لأصبرن لدهري صبر محتسب
- ٢٠ قصيدة: ولم أر مثل الصبر أما مذاقه
- ٢١ قصيدة: أرى الصبر محمودًا وعنه مذاهب
- ٢٢ قصيدة: اصبر على الدهر إن أصبحت منغمسًا
قصيدة: اصبر على مضض الإدلاج في السحر
قال علي بن أبي طالب:[١]
اصبِرْ عَلى مَضَضِ الإِدلاجِ في السَحَرِ
- وَفي الرَواحِ إِلى الحاجاتِ وَالبُكرِ
لا تَضجَرَنَّ وَلا يَحزُنكَ مَطلَبُها
- فَالنَجحُ يَتلَفُ بَينَ العَجزِ والضَجَرِ
إِنّي رَأَيتُ وَفي الأَيّامِ تَجرِبَةٌ
- لِلصَبرِ عاقِبَةٌ مَحمودَةُ الأَثَرِ
وَقَلَّ مَن جَدَّ في أَمرٍ يُطالِبُهُ
- وَاستَصحَبَ الصَبرَ إِلّا فازَ بِالظَفَرِ
قصيدة: يا نفس صبرًا وإلا فاهلكي جزعا
يا نَفْسُ صَبرًا وإلّا فاهْلَكِي جَزَعًا
- وقَلَّ أنْ تَتَشظي فِي الهَوى قِطَعًا
أَفضْتِ دَمعًا ولو أنصَفْتِ فِضتِ دَمًا
- ولَو عَدَلتِ لفَاضَتْ مُقلَتَاي مَعًا
وَيْبَ الليالِي لقَدْ ألفَيتِهَا غَدرًا
- ويل الأمَانِي لقَد لاقَيْتها خدعًا
للهَدْم ما شَيّد البَانِي وللردّ مَا
- سَعى المُجِدّ وللتفْريقِ مَا جَمَعَا
دَعا الزَّمان ولا لَبَّيه حيْنَ دَعَا
- وإنْ أجَبت ولا سَعْدَيْه حيْن سَعى
ولَا كَرامة بالبَردِ التي طَرَأتْ
- ولا مسرّة بالنَّجمِ الذي طَلَعَا
أيعْلَمُ الليلُ مَا أهدَى الصَّباحُ لَنَا
- منَ النَّكيرِ أيدرِي الدَّهرُ ما صَنَعا
أيعْلَمُ الناعِيَانِ استَكَّ سَمعهُمَا
- بأيِّ دَاهيَةٍ أسماعُنا قُرِعَا
وفيمَ لَم تَعْمَ عيْنُ الدَّهرِ إذ لَحظَتْ
- وكَيفَ لَم يُخرِس النَّاعِي غَداةَ نَعَى
خَطبٌ تَرفَّعَ عَنْ شقّ الجُيُوبِ لَه
- وقَد شَقَقْنا له الأضلَاعَ لَو نَفَعَا
خَطبٌ أفاضَ ولا أهْلًا بخلعَتِه
- على المُلوكِ لِباسُ الثكلِ مُدَّرَعا
يا بُؤسٌ مَقْدَمُها من نَكْبةٍ طُرقَتْ
- وشُؤمٌ مُصْبحه مِن حَادِثٍ وَقَعَا
لا غَروَ إن فضتُ تأسَاءً وتَعزِيَة
- بمَا أفيضُ ولا كُفْرانَ إن أدَعا
فإنْ نَطَقْتُ فإنّ الوَجْدَ أنطَقَنِي
- وإن سَكَتتُ فَعظمُ الرزْءِ ما صَنَعا
يَا من به يُقتَدَى في كُلّ صالِحَة
- ويُنتَحى في المَعَاني راية تَبعَا
إنْ تَحمدِ اللّهَ شُكرًا عندَ نِعمَتِه
- فَراقِبِ اللّه صَبْرًا عِندَ ما رَجِعَا
أو كُنتَ تَعلمُ أنّ العَالَمينَ غَدوا
- فيما مُنيتَ بِه من حَادِثٍ شرعَا
فالصبرُ أجمَلُ إلا أنْ يَكونَ أسىً
- يُرِدْه فإذَنْ لَا تأْتلِي جَزعًا
شَرٌّ ألَمّ فلَم تملِكُكَ نكْبَته
- علَى الإلَهِ فبشّر مِنهُ مَا دَفَعَا
قصيدة: تلقّ بالصبر ضيف الهم حيث أتى
قال الحسين البغدادي:
تلقَّ بالصبرِ ضيفَ الهمِّ حيثُ أتى
- إِنَّ الهُمومَ ضُيوفٌ أكلُها المُهَجُ
فالخَطبُ إِنْ زَادَ يَومًا فهو مُنتَقِصٌ
- والأمْرُ إِنْ ضَاقَ يومًا فهو مُنفَرِجُ
فَروِّحِ النفسَ بالتَّعليلِ تَرْضَ به
- واعلَمْ إِلى سَاعَةٍ مِن سَاعَةٍ فَرجُ
قصيدة: تعزّ فإنّ الصبر بالحر أجمل
قال إبراهيم بن كنيف النبهاني:
تَعَـزَّ فإنّ الصّبرَ بالحَرِّ أجمَلُ
- وليسَ على رَيبِ الزَّمان مُعَـوَّلُ
فلَو كانَ يُغْني أنْ يُرى المَرءُ جَازِعًا
- لِحَادثةٍ أو كانَ يُغنِي التَّذَلُّلُ
لكَان التَّعـزِّي عند كُلِّ مُصيبَةٍ
- ونَائِبَةٍ بالحَرِّ أَوْلَى وأجَمَلُ
فكيفَ وكُلٌّ ليسَ يعدُو حِمَامهُ
- ومَا لامرِئٍ عمّا قضَى اللهُ مَزْحَلُ
فإنْ تكُنِ الأيامُ فينا تَبدَّلَتْ
- بِبُؤْسى ونُعْمَى والحَوادِثُ تَفعَلُ
فمَا ليَّنَت منَّا قناةً صَليبَةً
- ولا ذلَّلتْنا للتِي لَيسَ تجْمُلُ
ولكِنْ رحلنَاهَا نُفُوسًا كَريمَةً
- تُحمَّلُ مَا لا يُستَطاعُ فتَحمِلُ
وَقََيْنا بحُسنِ الصّبرِ مِنّا نُفُوسَنَا
- فَصَحّتْ لَنَا الأعْرَاضُ والنَّاسُ هُزَّل
قصيدة: تمسَّك بحبل الصبر في كل كربة
قال جميل الزهاوي:
تَمَسَّكْ بحَبْلِ الصَّبرِ في كُلِّ كُربَةٍ
- فلا عُسْرَ إِلا سَوفَ يَعقِبهُ يُسْرُ
تَرى المَرءَ في بَعْضِ الأحَايينِ راضِيًا
- وبَعْد قَليلٍ شَاكيًا يتَذَمَّرُ
إِذا استَيقَظَتْ في المَرْءِ رُوحٌ لطَارِئٍ
- فعِنْدئذٍ أخْلَاقُه تتغيَّرُ
قصيدة: اصبر إذا ناب خطب وانتظر فرجا
قال أسامة بن منقذ:
اصبِرْ إذا نابَ خَطبٌ وانتظِر فَرجًا
- يأتي به اللهُ بعد الرَّيْثِ والياسِ
إن اصطبارَ ابنةِ العُنقودِ إذْ حُبِسَتْ
- في ظُلمةِ القارِ أدَّاها إلى الكاسِ
الضُّرُّ في أيَّامِنا هَذِهِ
- كاللَّيلِ يَغْشى سائِرَ النَّاسِ
وكلّهُمْ راضٍ وفوقَ الرِّضا
- بِبُلْغَةِ الطَّاعِم والكاسي
وَدُونَ ما يرجُونَه مانِعٌ
- يلْقَى وجُوهَ النّاسِ باليَاسِ
قصيدة: ألا فاصبر على الحدث الجليل
قال علي بن أبي طالب:
ألا فَاصبِر عَلى الحَدَثِ الجَليلِ
- وَداوِ جَواكَ بِالصَبرِ الجَميلِ
وَلا تَجزَع وَإِن أُعسِرتَ يَومًا
- فَقَد أَيسَرَت في الزَمَنِ الطَّويلِ
وَلا تَيأَس اليَأسَ كُفرٌ
- لَعَلَّ اللَهَ يَغني مِن قَليلِ
وَلا تَظُنَّنْ بِرَبِّكَ غَيرَ خَيرٍ
- فَإِنَّ اللَهَ أَولى بِالجَميلِ
وَإِنَّ العُسرَ يَتبَعُهُ يَسارٌ
- وَقَولُ اللَهِ أَصدَقُ كُلَّ قيلِ
فَلَو أَنَّ العُقولَ تَجُرُّ رِزقًا
- لَكانَ الرِزقُ عِندَ ذَوي العُقولِ
وَكَم مِن مُؤمِنٍ قَد جاعَ يَومًا
- سَيُروى مِن رَحيقٍ سَلسَبيلِ
قصيدة: هو الدهر فاصبر للذي أحدث الدهر
قال ابن زيدون:
هُوَ الدَهرُ فَاِصبِر لِلَّذي أَحدَثَ الدَهرُ
- فَمِن شِيَمِ الأَبرارِ في مِثلِها الصَبرُ
سَتَصبِرُ صَبرَ اليَأسِ أَو صَبرَ حِسبَةٍ
- فَلا تَرضَ بِالصَبرِ الَّذي مَعَهُ وِزرُ
حذَاركَ مِن أَن يُعقِبَ الرِزءُ فِتنَةً
- يَضيقُ لَها عَن مِثلِ أَخلاقِكَ العُذرُ
إِذا أَسِفَ الثَكلُ اللَبيبَ فَشَفَّهُ
- رَأى أَبرَحَ الثَكلَينِ أَن يَحبِطَ الأَجرُ
مُصابُ الَّذي يَأسى بِمَيتِ ثَوابِهِ
- هُوَ البَرحُ لا المَيتُ الَّذي أَحرَزَ القَبرُ
حَياةُ الوَرى نَهجٌ إِلى المَوتِ مَهيَعٌ
- لَهُم فيهِ إيضاعٌ كَما يوضِعُ السَفرُ
فَيا هادِيَ المِنهاجِ جُرتَ فَإِنَّما
- هُوَ الفَجرُ يَهديكَ الصِراطَ أَوِ البَجرُ
لَنا في سِوانا عِبرَةٌ غَيرَ أَنَّنا
- نُغَرُّ بِأَطماعِ الأَماني فَنَغتَرُّ
قصيدة: تصبر إذا نابتك للخطب شدة
قال أبو زيد الفازازي:
تصبّر إذا نابتك للخطْبِ شِدَّةٌ
- فبعد اشتدادٍ للحَوادِثِ ليْنُ
ولا تَيْأسَنّ من فَرحَةٍ بعدَ تَرْحَةٍ
- فقد تَخذِلُ الأيَّامُ ثم تُعينُ
فيعقُوب لاقَى الكَربَ في فَقْدِ يُوسُفَ
- ثمانينَ حَولًا والحَنينُ قَرينُ
فلمّا تَمادَى بُعده حينٌ بَعْدَهُ
- تَلافَاهُ من أُنْسِ التقرُّبِ حِيْنُ
فدنّ بالرِّضَا فيما يَجيءُ به القَضَاءُ
- فإنّ الرِّضَا للصَّالِحَاتِ ضَمينُ
قصيدة: تصبر عن الدنيا ودع كل تائه
قال أبو العتاهية:
تَصَبَّر عَنِ الدُنيا وَدَع كُلَّ تائِهِ
- مُطيعِ هَوىً يَهوي بِهِ في المَهامِهِ
دَعِ الناسَ وَالدُنيا فَبَينَ مُكالِبٍ
- عَلَيها بِأَنيابٍ وَبَينَ مُشافِهِ
وَمَن لَم يُحاسِب نَفسَهُ في أُمورِهِ
- يَقَع في عَظيمٍ مُشكِلٍ مُتَشابِهِ
وَما فازَ أَهلُ الفَضلِ إِلّا بِصَبرِهِم
- عَنِ الشَهَواتِ وَاحتِمالِ المَكارِهِ
قصيدة: إذا كان عُقبى ما يسوء التصبر
قال ظافر الحداد:
إذا كان عُقْبَى ما يَسوء التَّصبُّرُ
- فتَعْجِيله عند الرَّزِيّة أَجْدَرُ
وغايةُ أحزانِ النفوسِ سُلوُّها
- فأَوْلَى بها تَقْديُمه وهْي تُؤْجَر
وليس الشجاعُ النَّدْبُ من يضرب الطُّلَى
- دِراكا ونارُ الحرب تُذْكَى وتُسْعَر
ولكنَّه من يُؤلمُ الثُّكْلُ قلبَه
- وتَعروه أحداثُ الزمانِ فيَصْبر
فيا مالكَ الدُّنيا الذي الأرْضُ والوَرَى
- منَ العَدلِ في أيَّامِه تَتَبَختَر
لئِنْ عَظُم الخطبُ الشديد مَحَلُّه
- فحلمك أعلَى منْهُ قََدرًا وأكبَرُ
وبعضُ الذي يَحْوِيه صدرُك هِمَّةٌ
- تضيقُ به الدُّنيا جميعًا وتَصْغُر
فللحِلمِ منه والجَلال شَوامِخٌ
- وللعِلمِ منهُ والفضَائِل أَبْحُر
قصيدة: صبرت وما بالصبر عار على الفتى
قال محمود سامي البارودي:
صَبَرْتُ وَمَا بِالصَّبْرِ عَارٌ عَلَى الْفَتَى
- إِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَعَابٌ وَلا نُكْرُ
وَلَوْ لَمْ يَكُنْ في الصَّبْرِ أَعْدَلُ شَاهِدٍ
- عَلَى كَرَمِ الأَخْلاقِ مَا حُمِدَ الصَّبْرُ
قصيدة: صبرت على اللذات لما تولت
قال عمرو بن مكرب:
صَبَرتُ على اللذَّاتِ لمّا تَوَلَّتِ
- وألزَمتُ نفسِي الصَّبرَ حتى استمرَّتِ
وكانَتْ على الأيَّامِ نفسِي عَزيزَةً
- فلمّا رَأتْ صَبرِي على الذُلِّ ذَلِّتِ
فقُلتُ لها يا نَفْسُ عِيشي كريمَةً
- لقد كَانَتِ الدُّنيا لنا ثُمَّ وَلَّتِ
وما النَّفسُ إلا حَيثُ يجعَلُها الفَتَى
- فإنْ أُطمَعتَ تَاقَتْ وإلا تَسَلَّتِ
فكَم غَمرةٍ دافعتُها بعد غَمرةِ
- تَجَرَّعتُها بالصبرِ حتى تَوَلَّتِ
قصيدة: صبرت ولم أحمد على الصبر شيمتي
قال عبد الواحد المخزومي:
صَبَرتُ وَلَم أُحمَد عَلى الصَبرِ شيمَتي
- لِأَنَّ مَآلي لَو جَزَعتُ إِلى الصَبرِ
وَلِلَّهِ في أَثناءِ كُلِّ مُلِمَّةٍ
- وَإِن آلَمَت لُطفٌ يَحُضُّ عَلى الشُكرِ
وَكَم فَرَجٍ وَاليَأسُ يَحجُبُ دونَهُ
- أَتاكَ بِهِ المَقدورُ مِن حَيثُ لا تَدري
قصيدة: تجلد واصطبر إن ناب دهر
قال أبو الفتح البستي:
تجَلَّد واصْطَبِرْ إنّ نابَ دهْرٌ
- بمَكرُوهٍ تَضِيقُ له الصُّدورُ
فإنّ الدَّهرَ عُسرٌ ثمّ يُسْرٌ
- ومِنْ بَعدِ الدُّجى صُبحٌ ونُورُ
ولولا الدَّاءُ لم يُحمَدْ شِفاءٌ
- ولولا الحُزنُ لم يُعشَق سُرورُ
قصيدة: إذا ما عرا خطب من الدهر فاصطبر
قال أسامة بن منقذ:
إذا ما عَرا خطبٌ من الدَّهرِ فاصطَبرْ
- فإنَّ اللّيالِي بالخطوبِ حَوامِلُ
فكلُّ الذي يأتي بِه الدَّهرُ زائلٌ
- سريعًا فلا تَجزَعْ لما هو زَائلُ
كُلُّ شِيءٍ تَراهُ في هَذهِ الدُّنـ
- يا خَيالٌ إِذا اُنتَبَهْتَ يَزولُ
ما يدُومُ النّعيمُ فيها ولا البُؤْ
- سُ متاعُ الدّنيا متاعٌ قَليلُ
والذي يَصرِفُ الهمومَ إذا ما
- ضِقتَ ذَرعًا بِهنَّ صَبرٌ جميلُ
قصيدة: سأصبر صبرًا لا يشاكله صبر
قال محمد المعولي:
سأصْبرُ صبْرًا لا يُشاكِلُه صَبرُ
- وحَتّى يقولُ النَّاسُ قلبي لَه قَبْرُ
سأصبِرُ صَبرًا صَبَرَ أيُّوبُ دُونَه
- ولا أُظْهرُ الشَّكوَى ولو مَسَّني الضُرُّ
وإن قيلَ إنّ الصَّبرَ يُضنِي فإنّني
- أطيقُ الضَّنَى في الصَّبرِ ما دامَ بِي عُمرُ
وإن كُنتُ في بَعضِ الأحايينِ أشتَكِي
- فلا بُدّ للمصدُورِ من نفثةٍ تعْرُو
فمَا اشتَدّ أمٍرٌ أو تعذّرَ نازحٌ
- على طَالِبٍ إلا وفرَّجَهُ الصبرُ
فإن لم أجدْ في الصبرِ نفعًا لحَاضِر
- عسَى في ذُرَى العقبى لىَ الفوزُ والذُّخْرُ
فلا تعجبا مِنّي فذلك ديدني
- وكلٌّ له طبْعٌ يصرِّفُه أمْرُ
قصيدة: صبر النفس عند كل ملم
قال عبيد بن الأبرص:
صَبِّرِ النَفسَ عِندَ كُلِّ مُلِمٍّ
- إِنَّ في الصَبرِ حيلَةَ المُحتالِ
لا تَضيقَنَّ في الأُمورِ فَقَد تُك
- شَفُ غَمّاؤُها بِغَيرِ اِحتِيالِ
رُبَّما تَجزَعُ النُفوسُ مِنَ الأَم
- رِ لَهُ فُرجَةٌ كَحَلِّ العِقالِ
قصيدة: لأصبرن لدهري صبر محتسب
قال أسامة بن منقذ:
لأصبرنَّ لدهري صبرَ مُحتَسِبٍ
- حتّى يَرى غيرَ ما قَد كان يَحسَبُهُ
وأستَميتُ لمَا تأتي الخطوبُ به
- ليعلَم الخطبُ أنّي لستُ أرهَبُهُ
إن غالَبتْني على وَفْري نوائبهُ
- فحُسنُ صَبريَ في اللأواءِ يغلِبهُ
أو أبعدتَنيَ عن أهْلي وعن وطَني
- فأبعَدُ الفَرَجِ المرجُوِّ أقْربُهُ
والدّهرُ يَهدِمُ ما يَبني ويُخْمِدُ ما
- يوري ويُبعِدُ ما يُدني تَقَلُّبُهُ
قصيدة: ولم أر مثل الصبر أما مذاقه
قال الأحنف العكبري:
وَلَمْ أَرَ مِثْل الصَّبْرِ أَمَّا مَذَاقهُ
- فَمَرٌّ وَأَمَّا غِبّهُ فَجَمِيلَ
وَكُلَّ امْرِىءِ يَدْعُو إِلَى الصَّبْرِ جهدهُ
- وَمُسْتَعْمَلُوهُ فِي الْخُطُوبِ قَلِيلُ
وَفِي خلْقَةِ الْإِنْسَانِ تَقْصير طَبْعهِ
- عَنِ الصَّبْرِ إِلَّا فَاضِلٌ وَجَلِيلُ
وَمَا الصَّبْرِ إِلَّا جُرْعَة الشَّري شَابها
- مَرِيسَ لذود عَنْ يَدِيكَ يَسِيلُ
وَأَفْضَل صَبْر مَا ثَنَى عَنْ خِزَايَةٍ
- وَعَلّمَ حِلْمًا والحليمُ بنيلٍ
وَفِي الصَّبْرِ فَاعْلَمْ أَنَّهُ بَعْدَ كَوْنِهِ
- إِلَى كُلِّ خَيْرٍ فِي الْأُمُورِ يؤُولُ
قصيدة: أرى الصبر محمودًا وعنه مذاهب
قال ابن الرومي:
أرَى الصَبْر محْمُودًا وعنْه مذاهِبٌ
- فَكيفَ إذَا مَا لَمْ يَكٌن عَنهُ مَذهَبُ
هُناكَ يَحِقُّ الصَّبرُ والصَّبرُ واجِبٌ
- ومَا كان منْهُ كالضَّرورَةِ أوجَبُ
فشدَّ أمرؤٌ بالصَّبر كفّاً فإنَّهُ
- له عِصمةٌ أسبابُها لا تُقضَّبُ
هو المَهْربُ المُنجِي لمن أحدَقتْ بهِ
- مكارِهُ دهرٍ ليس منهنّ مَهْربُ
أَعُدُّ خِلالًا فيه ليسَ لعَاقِل
- من النَّاسِ إِنْ أُنصفنَ عنهنّ مرغبُ
لَبُوسُ جَمَالٍ جُنَّةٌ من شماتةٍ
- شِفاءُ أسىً يُثنَى به ويُثَوَّبُ
فيا عجبًا للشيْءِ هذي خلَالُهُ
- وتاركُ مَا فيه مِنَ الحظّ أعجبُ
وقد يَتظنَّى الناسُ أن أَساهُمُ
- وصبرَهُمُ فيهم طِباعٌ مركَّبُ
وأنهما ليسا كشيءٍ مُصَرَّفٍ
- يُصرِّفُهُ ذو نكبةٍ حين يُنكبُ
فإن شاء أن يأسَى أطاعَ له الأَسَى
- وإن شاءَ صَبرًا جاءهُ الصبرُ يُجلَبُ
ولكن ضَروريَّانِ كالشيءِ يُبتَلى
- به المرءُ مَغْلوبًا وكالشيْء يذهبُ
وليسَا كما ظَنُّوهُما بل كِلَاهُما
- لكلِّ لبيبٍ مستطاعٌ مُسبَّبُ
يُصرِّفه المختارُ منا فتارةً
- يُرادُ فيأتي أو يُذادُ فيذْهبُ
إذا احتج محتجٌ على النفْس لم تَكَدْ
- على قَدَرٍ يُمنَى لها تتعتّبُ
وساعَدَهَا الصبرُ الجميلُ فأقبلتْ
- إليها له طوعًا جَنائبُ تُجنَبُ
وإنْ هو منَّاها الأبَاطيلُ لم تَزَلْ
- تُقاتل بالعَتْبِ القضاءَ وتُغلَبُ
فَتُضحي جزُوعًا إن أصابتْ مُصيبةٌ
- وتُمسي هلُوعًا إن تَعذَّرَ مَطلبُ
فلا يَعذِرنَّ التاركُ الصبرَ نفسَهُ
- بأن قيلَ إنَّ الصبرَ لا يُتكسَّبُ
قصيدة: اصبر على الدهر إن أصبحت منغمسًا
قال عبد الله الحارثي:
اصْبِر عَلى الدَّهرِ إنْ أصبَحتَ مُنغَمِسًا
- بالضِّيقِ في لُجَجٍ تَهوَى إلى لُجَجِ
لا تَيْأسَنَّ إذا مَا ضِقتَ مِنْ فَرَجٍ
- يأتِي بِهِ اللهُ في الروحَاتِ والدُّلجِ
فَما تَجَرَّعَ كَأسَ الصَّبْرِ مُعتَصِمٌ
- باللهِ إلّا أتَاهُ اللهُ بالفَرَجِ
لقراءة المزيد من الأشعار، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: شعر عن التسامح.
المراجع
- ↑ "اصبر على مضض الإدلاج في السحر"، الديوان، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.
- ↑ "يا نفس صبرا وإلا فاهلكي جزعا"، ديواني، اطّلع عليه بتاريخ 19/01/2021م.