أثر الأدب المشرقي في الأدب الأندلسي

كتابة:
أثر الأدب المشرقي في الأدب الأندلسي

أثر الأدب المشرقي في الأدب الأندلسي

كان الأدب في الأندلس وعلى الرغم من المسافات الجغرافية الكبيرة، شديد التفاعل مع الأدب المشرقي، وقد رأى البعض أن هذا الأدب كان مجرد محاكاة لأدب المشرق العربي الذي كان متفوقاً حينها، بينما رأى آخرون أنه كان يملك كياناً واضح،اً ومحدداً متفاعلاً مع أدب المشرق لا مستنسخاًَ عنه، وبرهنوا على ذلك بعدة طرق منها، تطور الأجناس الأدبية في الأندلس.

النثر الأندلسي بين التأثر والتأثير

مرَّ النثر الأندلسي بثلاث مراحل تقريباً تغيرت فيهما موضوعاته وأساليبه وهي[١]:


النثر في بدايات الدولة

اقتصر النثر في المراحل الأولى لتشكل الدولة في الأندلس على الأشكال التقليدية المعروفة من الرسائل، والخطب، والوصايا، وكان بهذا مجرد امتداد للنثر العربي في الفترة ذاتها، وقد كان هذا طبيعياً بحكم كونها دولة ناشئة لا تزال غير ذات حاجة إلا إلى هذه الأشكال النثرية.[١]

وكما كانت الموضوعات مشابهة لموضوعات المشرق كانت الأساليب كذلك متشابهة، فاستخدم الأندلسيون المحسنات البديعية، وامتازت مؤلفاتهم النثرية بالجزالة وحسن الصياغة، واستخدام الإيجاز والطناب، والسجع.[١]


النثر في العهد الذهبي لحكم الأندلس

سلك النثر في هذه المرحلة سلوكاً تطورياً فصار لدى الأندلسيين شكلان من النثر الشكل القديم في بدايات الدولة المتمثل في الخطب والوصايا وغيرها، وشكل جديد ناشئ هو النثر التأليفي، حيث سار فيه الناثرون على نهج كبار المؤلفين في الشرق من أمثال الجاحظ، والقالي، والمبرد.[١]


النثر في العهد الأخير لحكم الأندلس

صار حظ النثر في هذه الفترة أكبر من حظ الشعر، فظهر حينها النثر الأندلسي الخالص، حتى أطلق الباحثون عليه اسم الطفرة، فظهرت في هذه المرحلة القصة كما في رسالة التوابع والزوابع عند ابن شهيد، وهنا يجدر الذكر إن قصة مشابهة ظهرت عند أبي العلاء المعري في المشرق العربي وهي مؤلفه رسالة الغفران، وقد احتار الباحثون في تقريد أي المؤلفين قد تأثر بالآخر فيما لو كان هناك تأثر أصلاً.[١]


المقامة العربية بين الأندلس والمشرق العربي

ابتكر العرب المقامات الأدبية وأدخلوها إلى الأندلس، لكن الأندلسيين لم يجيدوا كتابتها، حيث صارت عندهم أقرب إلى أدب الرسائل فخلت من عنصر الإضحاك المميز للمقامات المشرقية، فصارت المقامة الأندلسية وصفاً للرحلات والتنقل، أو تمثيلاً للاتجاه النقدي أو مواقف المفاخرة والمنافرة.[١]


الشعر بين الأندلس والمشرق العربي

نظم الأندلسيون الشعر في نفس الأغراض التي نظم فيها المشرقيون، فنظموا بالفخر، والمدح، والغزل، والوصف والهجاء وقد طوروا أشكالاً شعرية موجودة أصلاً ففي الرثاء أدرجوا فن رثاء المدن والممالك الزائلة، ونظموا شعراً في الاستغاثة نتيجة تأثرهم بالأحداث السياسية المحيطة، كما استحدثوا أشكالاً شعرية جديدة لم تكن معروفة في الشرق مثل الموشحات والزجل.[٢]


وقد نظم الأندلسيون كذلك أشعاراً في الزهد والتصوف، لكن أعظم ما أبدعوا فيه هو شعر الوصف حيث امتازت بيئاتهم عن البيئات العربية بالجمال، ووفرة المياه، وتنوع النباتات فكان شعرهم في الوصف شعراً بديعاً قل نظيره، وكتب الأندلسيون كذلك شعراً تعليمياً تمثل في الأراجيز والمنظومات العلمية والتاريخية.[٢]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح عبدالفتاح كاك، الأدب الأندلسي بين التأثر والتأثير، صفحة 1-7. بتصرّف.
  2. ^ أ ب هناء الدويدري، "تاريخ الشعر العربي في الأندلس"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 22-1-2022. بتصرّف.
4085 مشاهدة
للأعلى للسفل
×